• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024 | 11-23-2024

المرأة السعودية ليست مقود سيارة ...

المرأة السعودية ليست مقود سيارة ...
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية نشرت صحيفة الأيام البحرينية اليوم الثلاثاء ٢٠١٨/٧/١٠ مقالاً للأستاذ يوسف الحمدان عن المرأة السعودية كتب فيه :

إن الخطوات الجريئة وغير المسبوقة التي يخطوها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود من أجل منح المرأة السعودية وتبويئها مكانة استثنائية مميزة في مختلف الحقول والمجالات والصعد السعودية والعربية والدولية، تأتي وتنطلق من إدراك سموه للمخزون الاجتماعي والمعرفي والاقتصادي والتعليمي والتربوي والإبداعي والإنساني الهائل الذي تكتنز به المرأة السعودية وسعيها الدائب على تجسيده وتحقيقه علناً ودون مواربة في الفسح السعودي والدولي العام، بوصفها شريكاً أساسياً وفاعلاً للرجل السعودي في المسيرة التنموية التي دونها لن يتحقق أي تقدم لأي مجتمع، ولم تأتِ هذه الخطوات بوصفها تقليعة منزوعة الجذور من أصولها الفعلية تلبي احتياجات مظهرية خارجية فاقعة وقتية تقتضيها أحياناً ضغوطات سياسية خارجية.

فالمرأة السعودية عرفناها قبل صدور قرار سمو ولي العهد الذي عزز من مكانة حضورها التنموي في السعودية وخارجها، إنسانة مربية أشادت بجهودها الابتكارية الخلاقة في هذا المجال أغلب المنظمات والوزارات والهيئات ذات الشأن، بل وسعت إلى تكريمها وفتح المجال واسعاً أمامها للمشاركة الأكاديمية في جامعات عالمية معروفة، وعرفناها الفنانة التشكيلية التي أبدعت أيما إبداع في مختلف المجالات في الاتجاهات التشكيلية الحداثية، وقدمت معارضها في دول عربية وعالمية، وعرفناها الكاتبة والناقدة الأدبية المتميزة التي استثمر كثير من الناشرين والمنتجين حصادها الأدبي المتميز وعرضته في مختلف المعارض الدولية للكتاب، وعرفناها سيدة الأعمال التي يشار لجهودها المالية والتجارية بالبنان من قبل أهم المؤسسات التجارية في العالم، وعرفناها مصممة الأزياء المبدعة والمبتكرة والتي منحت عباءاتنا الخليجية رونقاً جمالياً أدهش كل مصممات الأزياء في العالم، وعرفناها المخرجة السينمائية التي حظيت أفلامها باهتمام نقدي متميز من قبل كبار السينمائيين والنقاد في وطننا العربي والعالم أجمع، وعرفناها المرأة المثقفة الواعية التي أسهمت بفاعلية في حراكنا الثقافي في وطننا العربي من خلال مشاركاتها في كثير من المؤتمرات والنقاشات الثقافية في وطننا العربي، وعرفناها المرأة العنيدة التي لم تثنها السنوات الصعبة عن المطالبة بحقوقها في أن تكون رافداً خلاقاً في مختلف المجالات مع الرجل السعودي، وعرفناها الكاتبة الصحفية والمراسلة السياسية الجريئة والمغامرة في مختلف مواقع الحروب والاشتباكات، وعرفناها المرأة الإعلامية المحترفة والمؤثرة في مختلف القنوات والفضائيات السعودية وغيرها حتى من خارج السعودية، وعرفناها أيضا الرياضية التي تقود مسيرات الرياضة والتضامن الخيري بروح متوثبة ومؤمنة بما تضطلع به، وعرفناها المرشدة الاجتماعية المثالية وأستاذة تنمية الحالات الابتكارية والإبداعية في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة أو أهل العزم، وعرفناها المرأة التي تتطلع إلى أن يكون لها موقع مهم في الشأن البلدي والسياسي، وهذا أمر ليس بغريب، فقد يحدث عن قريب.

واليوم نتعرف عليها كفنانة مسرحية ولم يحرجها أن تكون على خشبة مسرح تمثل بجانب الرجل السعودي وتحتوي قاعتها الرجال والنساء معاً، وهنا لا بد أن أشير إلى مدى تفهم الرجل السعودي لزميلته في العمل أو المجال، والذي يساندها ويقف معها بوصفها شريكاً يستحق أن يقوم بدوره الذي أنيط إليه، وليس بعبعاً أو وحشاً يتربص فرصة خروجها إلى جانبه كي ينقض عليها.

وأعتقد أن المجتمع السعودي بحكم انفتاحه الاجتماعي التاريخي والتلقائي ومن خلال رحلاته الخارجية على دول متوازنة ومنفتحة اجتماعياً في كل شيء، يمارس هذه الحرية المسؤولة بين أفراده رجالا ونساء، وكم صادف أن التقينا بأسر سعودية جمعتنا معهم حتى هذا اليوم لحمة الوفاء والمحبة والمودة، وأصبحنا أسرا واحدة، أبوابنا مفتوحة على مصاريعها للقاء الحميم بيننا وبينهم.

إذن المرأة السعودية ليست مقود سيارة يعلن انطلاق حريتها كما قد يعتقد البعض، وإذا كانت قيادة السيارة حقًا من حقوقها، فإن الحق الأكبر يكمن في أن تكون هذه المرأة شريكاً للرجل السعودي في كل المجالات والحقول، وأنا أجزم أن ما ذهب إليه سمو الأمير محمد بن سلمان في هذا الشأن، كان يعني بالدرجة الأولى إكمال عتبات المسيرة التنموية في المملكة العربية السعودية، باستثمار هذا المقود للضرورات الاجتماعية والعملية والصحية ومقتضيات القيام بالواجب الأسري في مختلف شؤون الحياة.

وأنا أعتقد أن المرأة السعودية قد تحصلت وتوفرت على مكاسب وحقوق بفضل رؤية سمو الأمير محمد بن سلمان التي تجاوزت سرعتها الخلاقة المسافات المنتظرة للوصول إلى عام 2030، فعليها أن تحافظ عليها وتعض عليها بالنواجذ وتستغلها بشكل يضمن لها احترام كل المجتمعات لها، وعليها أن تدرك ألف ألف مرة بأن الحرية المسؤولة تجعلها مهيأة لمكاسب أخرى كانت يوماً تحلم بتحققها على أرض الواقع، وأن التفريط في هذه الحرية من شأنه أن يربك كل التطلعات والطموحات التي تحلم بها وتتمناها، ودامت المسيرة السعودية في عهد سلمان الحزم والحسم والعزم ومحمد المستقبل والرؤية والأفق، مبشرة بإنجازات ومكاسب جديرة بأن تحتذى ويمتثل بها.ض