• ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024 | 12-26-2024

مجموعة المسرح ثقافة تستضيف المسرحي السوري عدنان سلوم

مجموعة المسرح ثقافة تستضيف المسرحي السوري عدنان سلوم
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية-سماء الشريف 
استضافت مجموعة المسرح ثقافة أحد الرواد العرب في مسرح الطفل ومسرح العرائس -المسرحي السوري عدنان سلوم في برنامج ضيف الشهر حيث استقبله الأعضاء بفيض من الأسئلة المتنوعة

كانت إدارة الحوار من قبل مشرفة المجموعة غادة كمال ، وشارك في تقديم أسئلة الضيف كلٌ من :
- المسرحي الموريتاني محمد سالم اخليه
- المسرحي العراقي د. مهند العميدي
- الباحث المسرحي المصري أحمد الشريف
- الناقد المصري د. محمود سعيد مشرف المجموعة
- الكاتب المسرحي السعودي عباس الحايك
- المسرحي المغربي عزيز ريان
- المسرحي الموريتاني على ديده
- المسرحي العراقي فرحان هادي

تناولت الأسئلة جوانب متعددة حرص خلالها ضيف البرنامج على الإجابة المستفيضة فجاء الحوار متميزاً كما وصفه الأعضاء :

السؤال الأول :مسرح الطفل العربي هل يعاني أزمة في النص؟

ج/مسرح الطفل العربي لذلك دعنا نتفق منذ البداية أنه لايوجد مسرح طفل عربي بل هناك مجموعة عروض مسرحية موجهة للطفل وأتحفظ هنا على فكرة موجهة للطفل إذ هذا بحد ذاته بحث طويل ليس له قرار ومتحول مع دوران عقارب الساعة وتغير الاجيال والتحولات المتسارعة في العلاقات الإجتماعية والإستهلاك، يعمل على هذه العروض الموجهة للطفل مجموعة من الفاعلين الذين اعتبروا مسرح الطفل بالنسبة لهم مجال جديد يستحق الغوص به والبعض الآخر اعتبره مجال للاستهلاك والتجارة من خلال عروض متواضعة لا ترتقي لأن تكون مسرحاً فكيف ستكون مسرح أطفال، كل هذه المعطيات تدفعك للاعتراف بأزمة مسرح الطفل عربياً كباقي الأزمات التي تمر على الأمة والنص جزء لا يتجزء من هذه الأزمة ولكن ليس بالعدد وإنما بالمحتوى الذي يبحث عنه المخرج حيث تحتوي المكتبة العربية عدد غير قليل من النصوص التي كتبها كتابها للطفل وهناك العديد من المسابقات والجوائز النصية والتي أفرزت عدد لا يستهان به من النصوص التي أعتقد إنها تستحق الاهتمام والإطلاع وفي نفس السياق أيضا اسمحوا لي بشيء من التناقض الذي يفرضه علينا الجيل الجديد إذ لربما نحتاج كتاب يستطيعون الاستجابة لتخيلات أطفال هذا الجيل عربياً سواء كانوا في النعيم أو في الفقر أو تحت وابل القذائف وسعير الحروب لربما تبشر بحالة فكرية مختلفة وتنقذنا من الضياع الذي أصابنا.

السؤال الثاني: لماذا مهرجانات مسرح الطفل هي الأقل تنظيما ضمن قائمة المهرجانات التي تقام سنويا؟

ج/اكتمل بنيان مسرح الطفل بداية القرن العشرين مع تأسيس مسرح موسكو للأطفال 2018 واعتبر من مخترعات القرن العشرين وبدأ ينمو في العالم العربي كنمو الأزهار في المناطقة القاحلة والجافة وقد تم الالتفات عليه مع تشكل الدول الوطنية والاستقلال وذلك من تأسيرات المعسكر الشرقي الذي وقف إلى جانب القضايا الوطنية والقومية العربية وتأسست بعض المؤسسات العربية التي اهتمت بمسرح الطفل وإن ضمت تحته مسرح العرائس كشكل فني موجه للطفل وتم إيفاد العديد من الطلبة العرب لدراسة هذا المسرح في أوربا الشرقية (سوريا، العراق، الجزائر، تونس، مصر، السودان، لبنان،..) وبدأت الطفرات هذه تنمو كعروض موجهة للطفل وأرتقت لتصبح مهرجانات مسرحية للطفل بدعم خجول وعدد عروض قليل – باستثناء بعض المهرجانات- ولكن أغلبها استند على المبادرة الفردية والعروض المشاركة لم تكن في سياق واحد لأنها تعتمد على الرغبة الفردية للمبدع بالمشاركة فيقع المهرجان في دائرة التساؤلات لأي فئة عمرية موجه هذا المهرجان؟ هل العروض في شكل فني واحد؟
دعونا نتحدث صراحة الثقافة في عالمنا العربي التفكير فيها درجة ثانية أو أكثر وثقافة الطفل في درجة ثانية بالنسبة للثقافة بشكل عام والمسرح في درجة متأخرة من هذه الثقافة فتأمل أين يمن أن نضع مسرح الطفل في العالم العربي ووجود بعض المبادرات العربية القليلة لايبرر هذا الشح والتأخر في الاهتمام علماً اجتمع وزراء الثقافة العرب سنة 1990 في القاهرة وصدر بيان ثقافة الطفل العربي وتضمن شيء عن المسرح ومسرح العرائس ولكن لم نفعل شيء ذو أهمية حتى الآن؟
قامت بعض الدول العربية بإقامة مهرجانات لمسرح الطفل ولكنها بقيت ضعيفة الاهتمام والتنظيم ومرد ذلك درجة التفكير بمسرح الطفل على سلم الأولويات نحن الآن ندفع ثمن عدم نضوج المشروع الثقافي الموجه للطفل والذي يحصن أبنائنا وضعف الأداء التربوي والتعليمي في مدارسنا وغلبة التفكير المتطرف والفردي، لننظر مايحدث حولنا أليست نتائج حتمية لضعف مشروعنا الثقافي والمعرفي منذ القرن الماضي.
لربما كان يجب توجيه السؤال للمؤسسات الثقافية العربية لقياس مدى رغبتهم في ضمان مستقبل أفضل للبلاد

السؤال الثالث: هل المسرح العربي السوري بخير في هذه المرحلة الراهنة؟

ج/مرّ المسرح العربي السوري بظروف وتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة وتختلف بشدتها من زمن لآخر وأقساها ما نشاهده اليوم لأننا نعيشه فمنذ إن ركض الصبيان وراء أبو خليل القباني وقذفوه بالحجارة لم يتوقف المسرح السوري عن محاولاته الابداعية لفرض نفسه في الساحة العربية أو الساحة المحلية ضمن النسيج السوري المتعدد والمختلف.
المرحلة الراهنة صعبة جداً على السوري واستفهامات كثيرة لربما كان لها الدور في استمرار الانتاج المسرحي السوري ورغبة الجماهير بالمتابعة حيث القذائف تسقط على دمشق والعرض يشتغل والمسرح ممتلء وقد تابعت العديد من العروض الموجهة للكبار والمتميزة ولفنانيين نعتز بهم والكثير من العروض الموجهة للطفل والتي كانت تدعو للمحبة والسلام والإخاء والتلاحم كمحاولة لإنقاذ هذا الجيل غير المذنب ولربما الصدمات المتتالية التي أصابت الواقع السوري ستفرز عروض جيدة لواقع أفضل حيث لم يتوقف المسرح السوري من الانتاج ومحاولة الخروج وراء الحدود المقفلة وربما هذه الاستمرارية تدعونا للاعتراف بأن المسرح السوري يحافظ على رحلته كي يبقى بخير دون الدخول في المضمون والرؤى الفنية المهم هناك عروض مسرحية وجماهير تشاهد.

س٤/ ما هي : المتغيرات التي طرات على البنية المجتمعية السورية خاصة والعربية عامة كيف يرى الضيف شكل المسرح السوري ماهي طبيعة الخطاب الجمالي والفكري؟

بلا شك طرأت العديد من المتغيرات والتي أثرت على المجتمع السوري منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية إلا أنه لايمكن أن نسلخ سوريا عن الجسم العربي كما يفعل السياسيون وتجار الحروب وما تأثرت به البنية المجتمعية السورية أدت بلا شك إلى خلل وتأثير على البنية المجتمعية العربية من خلال المعايشة أو المتابعة لما يحدث وهنا يجب التأكيد على أهمية أن المسرح يجب أن يكون جزء لايتجزء من هذه المتغيرات على مستوى الخطاب الجمالي والفكري حيث شاهدنا ذلك من خلال العديد من العروض سواء كانت مكتوبة من قلب الحدث أو معدة عن نص عالمي تم الاشتغال عليه ليكون جزء من الحدث وفي خضم هذه المتغيرات المستمرة وعدم الاستقرار فبلا شك لا يمكن التكهن بالشكل الذي يجب أن يكون عليه المسرح فهو جزء لا يتجزء من هذه التغييرات والتحولات ولكننا نحمل في داخلنا تمنيات أن يتجاوز المسرح ما نشاهده في الواقع و نشرات الأخبار المفبركة والصادقة ليأخذ المسرح منحى يحمل في طياته رسالة إنسانية حيث الفعل الإنساني هو الذي يجب أن يحمله الفنان وخاصة في مسرح الطفل وإلا كيف نبني المستقبل وتخليص المسرح من التحزبات السياسية والدينية المغلقة التي لا تخدم الإنسانية وأصبح الوقت مناسب للمسرح للخروج من الفضاءات المغلقة والإنطلاق إلى الفضاءات المفتوحة حيث يوجد الجمهور المنكوب والذي يبحث عن نافذة ليرى النور والحياة.

س٥/ الاطفال يعانون عوق نفسي وهذا اخطر انواع العوق في ظل المحيط القلق والمعبىء بالعنف كيف سيكون شكل الخطاب الموجه للطفل في المرحله القادمة؟

ج/في المسرح الموجه للكبار نشعر بالقلق وعدم قدرتنا على التعبير وتشكيل منطومة فكرية جمالية تناسب أو تتجاوز الواقع المتردي والمتغير في كل لحظة فكيف إذا كان الحال مسرح الطفل العربي .. هذا الطفل الذي تأتيه اللكمات النفسية من كل حدب وصوب من المجتمع، من الأسرة، من المدرسة، من المؤسسة الدينية وأخطرها النافذة المفتوحة على العالم من خلال الجهاز الصغير الذي بين يديه حيث يشاهد ما ينافي التأثيرات الأخرى لذا وجب علينا الارتقاء إلى مستوى تفكير الطفل وعدم الاستهانة بهذا العقل ذو الجسم الصغير الغض بسنوات عمره على أن يكون الخطاب المستقبلي الموجه للطفل يملك مقومات تأثير تفوق تأثيرات النافذة المفتوحة على العالم وأن نعزز من تواجدنا العالمي من خلال إعادة صياغة مشروعنا الثقافي الموجه للطفل وآلية التعليم في مدارسنا وأن يكون متاح للطفل هامش من حرية اللعب التي ىتفسح المجال له للقيام بالنشاط الفكري والجسدي والتفاعل الاجتماعي إضافة لفهم مراحل نمو الإنسان وفهم كيفية تفكير الأطفال في المجتمعات الأخرى على أن نخلص خطابنا من مصطلحات التحريم والتكفير والممنوع والتضييق واستبداله بوسائل توجيه غير مباشرة تسمح للطفل لشق طريقه في مكبات المعلومات المتراكمة هنا وهناك، لربما يجب أن نعتمد في المسرح الموجه للطفل أن يكون خطابنا تفاعلي يسمح للطفل التدخل فيه لقياس مفهومية الطفل ومايفكر فيه وأين يمكن أن يأخذه مسار هذا الخطاب وذلك بأشكال فنية مبدعة تلائم المتغيرات والفئة العمرية دون أن ننسى أن نخصص شيء ما بخطابنا للأسرة كي تشعر بالأمان على أطفالها ، وأخيراً لابد أن نعترف بتقصيرنا وبقدرة الطفل على تجاوزنا وتفوقه علينا.

السؤال٦/ عن مصطلح الأنسنة في مسرح الطفل بمعناه الشامل الان ؟

ج/بداية ما هي الأنسنة بمعناها البسيط؟ هي إطلاق صفة النطق التي يتميز بها الإنسان على الشخصيات المسرحية الحيوانية أو النباتية أو الجماد أو أي شيء آخر ليس إنسان ولم تكن مرتبطة بمسرح الطفل فقط إنما كانت موجودة في العديد من النصوص المسرحية الموجهة للكبار ومنذ بدء الخليقة والإنسان يخاطب الجماد والحيوان والشجرة و.. نطقاً ويقتنع إنها ردت عليه وشاهدناه حتى بالسينما أيضاً.
لكن يبقى السؤال ما هي حدود ومقومات أنسنة الشخصيات في مسرح الطفل وما هي الضرورة وهل يجب على الشخصيات أن تأخذ صفة النطق من الإنسان فقط أم ينبغي أن نحملهم كل الصفات والقيم التي يحملها الإنسان وفي ذلك خطر على المتلقي متمنياً لو بقيت الأنسنة على مستوى النطق فقط لماذا؟ لأن بعض العاملين في مجال مسرح الطفل يحمل الحيوانات قيم لا تنطبق على الشخصية بمعناها العلمي والحياتي
كأن يقول أحد العروض المسرحية بأن الذئب قد تاب وتحول إلى نباتي ولن يأكل العنزات مرة أخرى!!
وفي عرض آخر يريد أن يقنعنا أن الذئب أصبح كلب!
والكثير من الأمثلة التي لا مجال لذكرها ويمكن أن نذهب بالأنسنة باتجاه احترام مخيلة الطفل والصعود لمستوى تفكيرهم هنا تستطيع أن نقدم مسرحيات أكثر رقي بمضمونها وحوراتها وقيمها ومثالاً على ذلك نص لوركا "شؤم الفراشة" التي تتضمن حكاية بين حشرات وصراصير وفراشات و... وقصة حب تنافس قصة روميو وجولييت هنا نعتبر أن هذا النص كان موفقاً بمفهوم الأنسنة حيث احترم صفات وقيم عالم الحيوان بلغة الإنسان ونستطيع أن نقدم نماذج عن أنسنة الحيوان والحشرات والنبات والجماد حيث تطورت الأنسنة أكثر في الرسوم المتحركة.

السؤال٧/ مثلت العروسة أول وأهم معارض سياسي للحاكم في العالم العربي منذ قرون هل مازال هذا الدور موجود في مسرح العرائس ؟..

ج/تبدأ إمكانيات العروسة عندما تنتهي إمكانيات الممثل البشري لذلك من هنا يجب أن نتخيل ما نستطيع أن نقدم من خلال العروسة ومسرح العرائس سواء كان موجه للكبار أو للأطفال بتخيلاتهم وأحلامهم وبالعودة إلى حقبة الحكم العثماني على بلاد الشام وفترة انتشار خيال الظل باعتباره نوع من فنون العرائس كيف كان هذا الفن الناطق الرسمي باسم الشعب وكان يتصدر عتبات المقاهي الشعبية حيث يجتمع الناس مساءاً ليستمعوا إلى حكاياته والتي غالباً ما كانت تحمل نقداً لاذعاً للواقع الاجتماعي وينتقد المستعمر العثماني ويفضح تصرفاته لذلك لم تكن محببة من قبل الوالي العثماني وعمل على محاربتها وإيقافه لقدرة هذا الفن على تجييش الرأي العام ضد المحتل وهذا ماجعل منه فن سياسي معارض إن صح التوصيف وينطبق هذا الرأي على حال فنون العرائس في أغلب دول العالم حيث كانت تحمل طابع المنتقد الفاضح المعارض وقد يكون ظهور أبي خليل القباني ودعمه من خلال الوالي العثماني تعلة للحدّ من تأثير خيال الظل وإذا ماعدنا للخلف قليلاً، سنجد كتاباً هاماً سيساعدنا كثيرا في الاستشراف المستقبلي لفنون العرائس رغم بساطته، وهو خيال الظل وأصل المسرح العربي للباحث العميد البحري حسين سليم حجازي، ويتعرض في هذا الكتاب على خيال الظل في الساحل العربي السوري وخصوصيته، وأرشف العديد من النصوص بين دفتي الكتاب مما استطاع جمعه مكتوباً ومن ألسنة الرواة، حيث يُقال أنّ آخر ممارسة لهذا الفن اختفت في جزيرة أرواد (أرادوس) مقابل مدينة طرطوس (أنترادوس)، والملفت في هذا الكتاب، هو التقديم الذي كتبه الراحل سعد الله ونوس "خيال الظل إشكاليات فن شعبي" حيث سيحيلنا إلى منطقة هامة في تلك الفترة مرتبطة بظهور المسرح كفن تمثيلي على يد أبو خليل القباني على حساب هذا النوع من الفن، وهنا تكمن أهمية استقراء التاريخ وربطه بالحياة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة وليس الأرشفة ووصف الوقائع حيث من الممكن أن نعيد النظر بتاريخ المسرح العربي واعتبار هذا الفن – فن خيال الظل- أصل المسرح لوجود كتابة تتوفر فيها الشروط الدرامية بغض النظر عن البدائية في الكتابة والمضمون.
أما بالنسبة لدور فن العرائس في تلك الفترة أعتقد أنه لم يعد موجود كما كان أو قلّ لسببين الأول نتيجة المتغيرات التكنولوجية والثاني لأن عروض العرائس أصبحت تركز على جمهور الطفل وإذا ما قمنا بتحليل هذه العروض ستجد فيها مضمون سياسي يستحق التدوين عرض حكايا المهرج نموذجاً لمسرح العرائس السوري حيث حذرنا من الجرذان السوداء التي تهجم على البلدة.

السؤال الثامن : لك خبرات علي المستوي العالمي مع مسرح العرائس هل هناك اختلافات كثيره مع المسرح العربي وما السبيل لتقريب المسافات؟

ج/الجواب الثامن: حقيقة هناك هوة كبيرة بين فنون العرائس في العالم العربي وقرينتها في باقي دول العالم حيث كانت خطوات فنون العرائس في العالم العربي متثاقلة وبطيئة ولم تستطع أن تكون لنفسها ممارسة عرائسية تتسم بميزات الحضارة التي تنمو فيه بل اكتفت بالنسخ عن الدول المتقدمة مع الإشارة إن التأسيس في العالم العربي بدأ على أيدي خبراء من أوربا الشرقية في مصر وسوريا وتونس فيما بعد ولربما تونس قطعت أشواطاً أكثر تقدما دون أن يكون هناك ميزات جمالية للعروسة التونسية تتفرد بها.
في الحقيقة يوجد فجوة كبيرة ولا يمكن ردمها أو تجاوزها إلا بمزيد من العمل الاحترافي في مجال فنون العرائس والعودة إلى الأصول على مستوى المضمون والشكل والعمل على إعادة انتاجه وفق مقتضيات المرحلة الراهنة أيضاً العمل على الاستفادة من الخبرات العالمية على مستوى التكنيك ومهارات التصميم والتصنيع والتحريك وتجميع كل الأعمال العربية وتقييمها والاستفادة منها والتقرب من الاتحاد العالمي لفنون العرائس والاستفادة من مهرجاناته وفعالياته وأخباره.
نمتلك طاقات احترافية وإن كانت قليلة في هذا المجال لذا يجب أن ننطلق برفقة المؤسسات الراغبة بتفعيل هذه الممارسة ومنها الهيئة العربية للمسرح والتي يجب أن يرافقها من كل بلد مؤسسة تعمل على التأسيس المحترف لفريق يكون نواة لمركز عرائس متألق وعضو في الاتحاد العالمي وإذا تضافرت الجهود وتأسست المراكز العربية أصبح لنا أصوات في الاتحاد العالمي ولربما نكسب مقعد عربي يدعم ويوثق هذه الممارسة ويلغي فكرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط لتقسيم سياسي يعتمده الاتحاد وليصبح لنا مراكز عربية ولربما في القريب العاجل شبكة أو اتحاد عربي فاعل على المستوى العربي والعالمي.

السؤال التاسع : في أمريكا وبريطانيا مثلا تحضر الدمى بأشكالها المتنوعة في العروض المسرحية خاصة تلك التي تعتمد الفرجة والإبهار كمسرحية الأسد الملك. فلماذا تغيب الدمى عن المسرح العربي؟.

الجواب : في الحقيقة التفكير في فنون العرائس وخيال الظل وما جاوره يأتي دلارجة متأخرة على سلم الفنون والثقافة في العالم العربي والتي بدورها متأخرة التفكير والتخطيط ولا يختلف الأمر عندما تقول السينما العالمية والسينما العربية وإن كان في المجال السينمائي بدأت تظهر بعض الشخصيات والمؤسسات التي لديها الرغبة في دعم الانتاج السينمائي العربي وإن كان جانب من هذا الدعم موجه.
في حقيقة الأمر نمتلك طاقات ابداعية في هذا المجال محترفة ومميزة من مصر وسوريا ولبنان وتونس وغيرها ولكن لا يوجد الدعم الكافي والمؤسسات الراغبة بالتبني وإلا لكنا قدمنا عروض أكثر حرفية مما تقول وتأخذ الروح العربية في الشكل والمضمون، لدي نص فيه أكثر من 140 شخصية عرائسية هل تعتقد أن هناك مؤسسة ترغب بانتاج هذا العمل في العالم العربي حيث تحتاج لفريق تصميم ومصنع لتصنيع الشخصيات وآلية التحريك وفريق محترف للتحريك وفريق موسيقا ليس بالقليل إذاً أنت أمام ضعف الانتاج وقلة الاهتمام فتجد العديد من العروض العرائسية تعتمد شخص أو شخصيات قليلة لسهولة الانتاج والتنقل والتسويق وهذا يمنعنا من تقديم عروض عرائسية مبهرة وهذا لا يمنعنا من الاعتراف أن هناك مجموعة من العروض المبهرة والمنافسة عالمياً سواء من التي قدمتها أو المنتجة في مصر أو لبنان أو تونس حيث يمكنك العودة إلى إطروحة الماجستير الخاصة بي وستتعرف علىواقع فنون العرائس في العالم العربي ولربما ستجدها قريباً كتاباً منشوراً.

س١٠/ لماذا تكون عروض الدمى العربية غالبا ما توجه للصغار فقط، بينما نجد العروض الغربية وحتى في دول مثل ايران. تكون عروض الدمى عروضا نوعية موجهة للكبار أو لكل الفئات؟

الجواب العاشر: لايمكن أن نبقى حبيسي فكرة أنّ عروض العرائس موجهة للأطفال فقط، لعدة أسباب منها: أنّ فنون العرائس بكل أشكالها موجهة للكبير والصغير والكهل قبل الطفل من خيال الظل إلى الأرجوز إلى العروض الحديثة التي نتابعها في بعض الدول المتقدمة، مثال العرض الفرنسي مسافر بلا حراك للمخرج فيليب جانتي ، وخير دليل على ذلك أنّ عروض العرائس كانت موجهة للكهول قبل الأطفال ومن خلال النصوص التي كانت تُقدَّم عن طريق كركوز وعيواظ في بلاد الشام، والأرجوز في مصر، وبالعودة إلى كتاب مسرحيات بلاممثلين من تأليف بيتر د.أرنوت يتحدث عن أنّ أمهات النصوص الدرامية التي قُدّمت عن طريق فنون العرائس ليوربيد وأسخيلوس وسوفوكل وشكسبير وبرناردشو وموزارت ولوركا "ففن العرائس ليس اتجاهاً وقتياً ،بل هو وسيلة للتعبير تمدّنا بأشياء يعجز عنها المسرح البشري، إذ هو في بعض النواحي أدنى منه، في حين يفوته في نواحي أخرى". إذاً هو رديف لباقي الفنون ويحق لكلّ الفئات أن تشاهده وتستكشفه، وبكلّ الأحوال من الخطأ أن نقول أنّ فنّ العرائس موجه للطفل فقط، وهذا كان من مطبات فنون العرائس في العالم العربي، لأنّه ارتبط بالطفل وسعى لأن يكون موجهاً للطفل، إلاّ أنّ بعض التجارب القليلة التي حاولت التوجه للكهول أو للأسرة بشكل عام، يقول الأستاذ عز الدين العباسي في مقال له: "بالرغم من كل الاعتبارات -الخاطئة- التي تجعلنا نُعدُّ العرائس في مصاف اهتمامات الأطفال وربما المراهقين فقط، فإنّ فنّ العرائس فنٌّ كاملٌ أولاً، وهو فن تتعدد فيه طبقات الكتابة والقراءة والإستيعاب بتعدد طبقات المتفرجين، سواءً كانت الطبقات عمرية أم ثقافية أم غير ذلك"، هذا ما شاهدناه لدى متابعتنا لمهرجان شارلو فيل في فرنسا والمختص بفنون العرائس، فتجد كل الفئات العمرية تتابع، حيث كل فئة تجد مكاناً لها في المدينة التي تتحول كلها لمدينة عرائس.
بعض المخرجين ارتد إلينا بفكرة أن عروض العرائس للأسرة وهذا مطب آخر في العالم العربي لماذا؟ الموضوع بسيط جداً إذا في جزء كبير من المجتمع العربي لا بد أن يرافق الكبير الطفل إلى المسرح فتتحول قاعة العرض إلى مزيج من الفئات العمرية ليطل علينا مخرج العرض نحن نتوجه للأسرة
وفي النهاية لا بد من الاعتراف أن هناك بعض العروض العرائسية الموجهة للكبار كان آخرها عرض في العاصفة عن نص مكبث لشكسبير إخراج حسن المؤذن ومن إنتاج المركز الوطني لفن العرائس في تونس.

السؤال الحادي عشر: متى تحول عشق الدمى عند الفنان عدنان سلوم من هواية إلى احتراف وبعد أن حققت هذا النجاح من الأشخاص الذي يدين لهم الفنان عدنان سلوم بفضل نجاحه ؟..

ج/بداية وعندما شعرت وأنا ابن منطقة ريفية بسيطة أعتز بانتمائي لها أنه هناك نقص في الفنون التي تهتم بالطفولة وحتى في التلفزيون أنذاك ففكرت بأن أفعل شيء رغم ضعف الإمكانات والإنغلاق المجتمعي حيث وبعد سنة دراسة في الجامعة السورية ارتأيت التفكير بالأطفال أو أسميته (ما دون الثامنة عشر – 18) كنوع من الردّ على الأشارة التي كانت تزعجني وتتكرر بكثرة (ما فوق الثامنة عشر 18) وبدأت الرحلة بانضمامي للبعثات الدراسية التي كانت وزارة الثقافة السورية تقوم بها للخارج لدراسة المسرح وفنون العرض وتقدمت للمسابقة ونجحت بها ووصل بي المطاف إلى المعهد العالي للفن المسرحي في تونس حيث كانت السنوات الأولى صعبة للغاية لهذا الفتى القادم من الريف إلى مجتمع لا يعرف أحداً به وبدأت رحلة الاكتشاف والدراسة التي كانت تهتم بكل تفاصيل الممارسة المسرحية على المستوى النظري والعملي وكانت منطلق لتفوقي والانتقال إلى تدريب ميداني في المركز الوطني لفن العرائس حيث أخذ مدير المركز على عاتقه في تلك الفترة هذه المغامرة شاب عربي يريد أن يتدرب وينتج في مجال العرائس ومسرح الطفل ونجحت المغامرة التي تكللت بانتاج عرض مسرحي نال إعجاب لجنة التقييم وقتها واستمر عرضه على مستوى الاحتراف داخل تونس وخارجها وعدت بعدها إلى سوريا وأصبحت ثقافة الطفل هاجس لدي بشكل عام ومسرح الطفل والعرائس بشكل خاص واشتغلنا ما استطعنا في هذا المجال وأوصلنا هذا الفن إلى مناطق لأول مرة رغم الظروف البيروقراطية التي كانت تسود المؤسسات الثقافية حينها وتكلل هذا النشاط بتكليفي بإدارة مسرح الطفل والعرائس في سوريا ولم يستمر طويلاً حيث استقلت بعد أربع سنوات من العمل المضني بسبب عدم استجابة وزارة الثقافة لحلمنا الكبير الذي لو استوعبوه في تلك الفترة لكان الاقتتال غاب عن العديد من المناطق التي يسوده الحرب والبغض وغادرت بعدها البلاد نسعى لنشر هذا النوع من المسرح في العديد من الدول العربية.
هناك الكثير من الأشخاص الذين لهم الفضل بنجاحي أولهم الفنان الكبير أسعد فضة الذي تفاجىء كيف أضع هندسة الالكترون وإخراج مسرح الطفل في نفس الأفضلية وكان له الدور في نجاحي في مسابقة الدخول إلى عالم مسرح الطفل والعرائس ورحب بي وبمشاريعي بعد عودتي من الدراسة حيث كان مديراً للمسارح والموسيقا ولا يمكن أن أنسى من استقبلني في المركز الوطني لفن العرائس وأشرف على مشروع تدريبي وإنتاجي مدير المركز الوطني لفن العرائس بتونس في تلك الفترة المرحوم المنصف بلحاج يحيى ورفقاء رحلته ودعموا رحلتي الدكتور محمود الماجري والشاعر محمد العوني والدكتور عز الدين العباسي وأساتذة المعهد العالي للفن المسرحي الذين تفاعلوا ما رحلتيب ودعموها لتثير بثقة نحو المستقبل.

س١٢/ المسرح المدرسي كآلية للرقي بمسرح الطفل بعالمنا العربي؟ هل هي مقاربة رسمية اكثر منها ثقافية؟

الجواب الثاني عشر: بداية يجب أن نخفف الخلط بين المصطلحات والفعل الناتج عنها وبكل الأحوال المسرح هو المسرح والبيئة التي يحيا بها تعطيه وصفه وفعله والمسرح المدرسي شيء مختلف عن مسرح الطفل ففي المدرسة المسرح يأخذ منحى التنشيط أو التعليم كحصة درسية مقررة تشبه الموسيقا والفنون ومسرح الطفل بدوره يحمل خلطاً كبيراَ حيث يشمل المسرح الموجه للطفل من طرف الكبار والمسرح الذي يعالج قضايا أطفال والمسرح الذي يقدمه الأطفال سواء للكبار أو الأطفال لذا اقتضى التنويه وبكل الأحوال لا يوجد مقاربة رسمية حيث كل نوع يحيى بفضاء وشروط مختلفة وإن كان هناك قناة عبور فيما بينهما والمسرح المدرسي يعتبر جزء من منظومة التربية والتعليم بينما مسرح الطفل يعتبر جزء من مشروع ثقافة الطفل أي جزء من المشروع الثقافي الغير موجود عربياً إلا على الورق.

س١٣/ مسرح الطفل في صراعه مع تطور تكنولوجي رهيب هل هذا صراع غير متقارب؟

الجواب: لا يمكن أن نو فصل مسرح الطفل عن التطور التكنولوجي والمتغيرات التي أصابت المجتمع الثقافية والعلمية والاقتصادية والسكانية كما أننا لايمكن البت حتى الآن بمدى التأثير الذي يسببه هذا التطور على مسرح الاطفل بشكل خاص والثقافة العربية بشكل عام وتبقى الأزمة أننا نحن نخاف من هذا التطور التكنولوجي ونعتبره سبب فشلنا وتأثيره السلبي على مسرح الطفل ولم نستطع حتى الآن الاقتراب منه وهضمه وإعادة انتاجه والاستفادة منه لفائدة مشاريعنا وتغذيته بمحتوى إيجابي على الجيل بعيداً عن التطرف الديني والثقافي والاجتماعي والبحث عن الايجابية التي تخدم هذا الجيل.

س١٤/ نص مسرح الطفل هل هو تعليمي دوما؟

الجواب : أي عمل و أدبي أو فني يحمل في طياته جانب تعليمي ومسرح الطفل يجب أن يكتنز في داخله المعلومة والوسائل التي تساهم في تنمية شخصية الطفل على المستوى الاجتماعي أو البيئي او الاقتصادي وفي هذا تعليم ولكن أن نعتبر المسرح بديلاً للدرس ويصبح تعليمي بالمعنى المدرسي هنا تكمن المشكلة لذلك للمسرح مواصفات خاصة تجعل منه أكبر من فكرة التعليم حيث في الدرس المدرسي نتعلم أن 1 1=2 بينما في المسرح نكتشف أن 1 1=2 وفي الثانية ما هو أكبر من التعليمي حيث تستقر المعلومة في العقل ولا يمكن ننساها.

س١٥/ ماذا عن مسرح الطفل لفئة 0- 4 سنوات؟ هل هذه فئة منسية ام صعبة؟

الجواب : في الفئات العمرية الأقل من 12 سنة و يأخذ المسرح شكلاً مختلفاً عن مسرح الطفل ويكون على شكل تنشيط مسرحي أو لعب درامي والفئة التي ذكرتها فئة تعتمد على حاسة اللمس والسمع ثم فيما بعد الحركة واللعب الغير منظم فمن هنا نبدأ بتحضير اللعب الدرامي الخاص بهم وحتى لو رغبنا بتقديم عرض مسرحي والتسمية هنا تجاوزاً يجب أن نستفيد من هذه المواصفات وبشكل عام لم يستطع مسرح الطفل بكل مواصفاته واشكاله وتسمياته أن يشكل حالة تستحق التحليل والتقييم للعودة للتفكير بالمراحل العمرية وما يناسبها حيث أن مسرح الطفل في العالم العربي ما زال حبيس فكرة أنه موجه للأسرة.

س١٦/ أستاذي الكريم عرف العام الماضي وأعوام قبله تنسيقكم المحكم للملتقى العربي ،بحيث كانت كل دوراته متميزة وكل تختلف عن سابقاتها بحيث يجد فناني الدمى أنفسهم في المهرجان كما لو انهم مسؤولون عن تنظيمه نظرا للدور القيادي الباهر الذي تلعبونه بصفتكم المنسق العام للملتقى ، أي مفاجئات تخبئونها للنسخة القادمة ؟
-وكيف تقيم النسخة لأخيرة من الملتقى في طنجة المغرب مع أنكم حضرتموها غالبا وقالب روحا وعقل وتغيبتم عنها جسديا؟
هل يمكن أن نشهد في المستقب القريب تنظيم إحدى نسخ الملتقى في بلدان مثل" السودان، موريتانيا، الأردن ،لبنان" ؟

الجواب : نشكرك على التقديم.. في حقيقة الأمر إن تنظيم أي فعالية هي أن تكون هناك سلطة مشرفة تثق بك وأن يكون معك فريق يتحمل المسؤولية ويبقى توزيع الأدوار بشكل صح وكل مشارك مسؤول عن الحيز الخاص به وهنا بالضرورة يجب أن ننجح أو أن ننجح طالما توفرت هذه الأشياء مزينة بالحب وبفهم المهنة نفسها والملتقى أقوم بالتنسيق والتنظيم له مع الهيئة العربية للمسرح بدافع الحب والسعي لإيجاد حيز لهذه الفنون في العالم العربي رافعين شعار #المستقبل_لفنون_العرائس
حقيقة دورة طنجة تم التحضير لها كما باقي الدورات وجائني انطباعات جيدة عن نجاح هذه الدورة باعتبار لم استطع السفر لحضورها والاشراف على تنسيقها برفقة الفريق الإداري بسبب أحوال التأشيرات التي ترهقنا مع العديد من الدول العربية والأجنبية وفي حقيقة الأمر نجاح الدورة هو بمدى الأثر التي ستتركه في نفوس المشاركين لاستمرار هذه الرحلة في البلد الذي استضاف الدورة ولدى المتدربين وهل استطاعوا أن يحملوا لواء هذا الفن ويحاولون أن يقدموا شيئاً في بلدانهم .. لقد أسفرت دورات الملتقى عن العديد من الطاقات الواعدة في هذا المجال من سوريا ولبنان والجزائر والسودان .. وهم الآن فاعلين في عالم فنون العرائس.
الملتقى مفتوح لأن ينظم في أي بلد لديه استعدادات لاستقباله ونأمل أن يدور على كل الدول التي تسعى لأن يكون لديها ممارسة عرائسية ولربما سينتهج الملتقى منحى جديد مع الدول التي ليس لديها مؤسسات عرائسية بهدف التأسيس بعد التكوين متجهين بعدها إلى الإنتاج والمنافسة ونأمل أن تنطلق قريباً استراتيجية الهيئة في هذا المجال.

س١٧/ لماذا نجد بعض المؤلفين الجيدين لايتقنون الإعداد لنصوص أخرى ... هل الإعداد أكثر صعوبة ؟ حيث أنه يشبه التعمير في البناء .ً ... أما البناء دون تعمير فهو أسهل عند الأغلبية .. أين تكمن نقطة الضعف ؟

الجواب : المسألة تعود لطبيعة الكاتب وغالباً ما يكون الإعداد بناء على طلب المخرج ولربما المخرج يقوم بها أكثر من الكاتب حيث هناك كتاب لديهم القدرة ويعشقون التأسيس والكتابة من الفكرة كمن يبني بناء جديد من الأساسات والبعض لديه الرغبة بالبدء من الفكرة الجاهزة أو الحكاية الجاهزة ويبنيها درامياً حسب مقتضيات الفعل على الخشبة وهؤلاء يكون عندهم رغبة الترميم على بناء أثري سابق جميل وبالنهاية هي رغبة وحالة من الصعب وصفها وأخطر أنواع الكتابة نهي الكتابة الموجهة للطفل وخاصة عندما تقنع نفسك أنك تكتب للطفل.. لتكتب أولاً نصك كاملاً ثم نقرر لمن سيتوجه!

س١٨/ كثرة المهرحانات في الوطن العربي ظاهرة إيجابية أم سلبية ؟ فقد أصبحت لكثرتها تكون بعضها في وقت واحد ؟

الجواب : غالباً مر ا تكون المهرجانات نتيجة لزخم في الإنتاج في بلد من البلدان إلا أنه لدينا الكثير من المهرجانات لا نعرف قواعد تأسيسها وما هدفها وبالرغم من ذلك نتعامل مع أي فعالية مسرحية أو مهرجان على أنه فعل إيجابي لمصلحة المسرح في ظل الشح في الإنتاج وضعف ما هو مرصود لمسرح الطفل بشكل خاص وثقافة الطفل بشكل عام متناسين أهمية الاهتمام بهذا الجانب كضمان لمستقبل البلاد.

س١٩/ لماذا نجد بعض المؤلفين الجيدين لايتقنون الإعداد لنصوص أخرى ... هل الإعداد أكثر صعوبة ؟ حيث أنه يشبه التعمير في البناء .ً ... أما البناء دون تعمير فهو أسهل عند الأغلبية .. أين تكمن نقطة الضعف ؟

الجواب : المسألة تعود لطبيعة الكاتب وغالباً ما يكون الإعداد بناء على طلب المخرج ولربما المخرج يقوم بها أكثر من الكاتب حيث هناك كتاب لديهم القدرة ويعشقون التأسيس والكتابة من الفكرة كمن يبني بناء جديد من الأساسات والبعض لديه الرغبة بالبدء من الفكرة الجاهزة أو الحكاية الجاهزة ويبنيها درامياً حسب مقتضيات الفعل على الخشبة وهؤلاء يكون عندهم رغبة الترميم على بناء أثري سابق جميل وبالنهاية هي رغبة وحالة من الصعب وصفها وأخطر أنواع الكتابة نهي الكتابة الموجهة للطفل وخاصة عندما تقنع نفسك أنك تكتب للطفل.. لتكتب أولاً نصك كاملاً ثم نقرر لمن سيتوجه!

وكان سؤال الختام العشرون من المشرفة أ. غادة كمال كتبت فيه : نرغب في التعرف على رأي الفنان عدنان سلوم في مجموعه المسرح ثقافه؟..

الجواب : حقيقة مجموعة المسرح ثقافة منبر مهم ونافذة نطل منها و على عالم الابداع في مجال المسرح، تحمل في تفاصيلها الكثير من المحبة والاحترام والاهتمام وفق قوانين وأنظمة وضعها مشرفوا هذه المجموعة بوعي يدفعك للفخر إنك موجود برفقتهم وتتبادل معهم الرؤى والأفكار لا لشيء فقط من أجل مستقبل هذا الفن الذي اعتبره حصانة مهمة لأبنائنا وضمان لمستقبل البلاد.

وفي نهاية البرنامج عبرّ الجميع عن شكرهم للضيف وللمشرفة المتألقة غادة كمال وفي مقدمتهم مؤسس المجموعة أ. سامي الزهراني