• ×
الخميس 21 نوفمبر 2024 | 11-20-2024

رمضان من هنا ..وهناك ( مصر )

رمضان من هنا ..وهناك  ( مصر )
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية_رهف خالد رمضان مصر له نكهته الخاصه التي تختلف عن باقي دول العالم ،يتحوّل الشارع المصري مع ثبوت رؤية الهلال إلى احتفالية جميلة،تبدأ مظاهر رمضان والاحتفاء به، في أحياء القاهرة الشعبية المصرية، قبيل حلول الشهر الكريم، حتى أن العامة يطلقون على الأيام الأخيرة من شهر شعبان "روائح رمضان”
ويبدأ الأطفال والشباب في تلك الأحياء بتجميع النقود من الأهالي لشراء أدوات الزينة وتعليقها في الحواري ، وشرفات المنازل وقبالة المحلات بالأضواء المتعدّدة الألوان وقطع القماش المزركشة،وتعلّق أفرع فوانيس الإضاءة ،على مآذن المساجد،
image
ما يحدث في رمضان بالإسكندرية مشابه إلى حد كبير عما في القاهرة فتمتلئ المساجد بالمصلين وبعد الصلاه تمتلئ الشوارع بالناس وتنتشر الخيام الرمضانية بالمدينة وتبدا الزيارات وتناول الافطار الاهل والاصدقاء وتكثر صلوات التهجد والتراويح ومن أشهر المساجد تنظيما لها في المدينة جامع القائد إبراهيم.

أهم مايميز مدينة طنطا تجد المناطق الأثرية مثل درب الأثر ودرب الأبشيهى قد بدأت في عرض فوانيس رمضان والياميش وتكون هناك الدورات الرمضانية التي ينظمها الشباب في مدينة طنطا في أشعر المساجد "فجر الإسلام"

يختلف الأمر في سيناء بحلول شهر*رمضان*الكريم بطقوس وعادات ذات طابع خاص ببدو*سيناء حيث يأتي الشهر الكريم بالمودة والكرم بين القبائل والعشائر البدوية،حيث يجتمع كل أبناء العشيرة ،لتناول طعام الإفطار الجماعي ،بالدواوين والمقاعد*ويكون للضيف اهتمام خاص لتترك له مائدة للإفطار خاصة به.
image

لتظل مصر ومدنها العريقة صامدة في الاحتفاظ بتراثها وخاصة طقوس الاحتفاء برمضان، غير مبالية بتغيّر الأجيال
مع تطور التكنولوجيا، وكأن مظاهرها متوارثةالجينات،
الشوارع يصبح لها طعم خاص ومختلف، فتمتلئ بباعة الحلوى الشرقية، والمخللات المختلفة الملونة،
وضجيج الأطفال حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين*: رمضان.....حلّو يا حلّو .

والكثير من الطقوس ظهرت في مصر أولاً،
لتنتشر منها إلى باقي البلدان، مثل الفانوس، وهو الأيقونة الأشهر الذي يعبّر عن حلول الشهر الفضيل، منذ عهد الفاطميين،تحديداً المعز لدين الله الفاطمي منذ أكثر من ألف عام، وظل الخلفاء المتتالون بعده يأمرون بالإكثار من المصابيح في رمضان لإنارة الطرق وأنس المصلين وبهجتهم،

كانت القاهرة أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان،فعند غروب أول يوم من رمضان عام 859 هـ أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى
سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك وهناك رواية تفيد بأن ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، ويختلف بعض علماء الآثار المصريون حول هذة المعلومات،ومن مصر إنتقلت وأنتشرت هذة العادة إلى أقطار العالم الإسلامي.

أمّا المسحراتي، فهو شخصية شهيرة مستمرة إلى اليوم، وعمله يقتصر على المرور في الشوارع قبل مدفع الإمساك، لتنبيه الناس وإيقاظهم من أجل السحور. ويعود المسحراتي في أواخر الشهر لجمع بعض المال من السكّان.

الأطباق الرمضانية المصرية .

تتميّز المائدة المصرية بالعديد من الأطباق، المصريون يفضّلون تناول المحاشي والدواجن المطهوّة مثل البط والدجاج في أول أيام رمضان، هناك أيضاً الأطباق الشهيرة أوّلها صحن الفول
وهذا الطبق الرمضاني لا تكاد تخلو منه مائدة رمضانية، وينتشر باعة الفول في كل مكان، بصوتهم المميّز الذي يحث الناس على الشراء قائلين*: إن خلص الفول....أنا مش مسؤول ما خطرش في بالك...يوم تفطر عندنا .
بالإضافة لبعض المشروبات المحلية التمر هندي والعرق سوس والسوبيا ختاماً الحلويات : أم علي،المهلبية،قطايف.
image

الحياه الدينيه الرمضانية في مصر .

من الظواهر والملامح الأساسية لرمضان بمصر أن تمتلئ مساجدها بالمصلين، وهو ما يدفع بعض أئمة المساجد في أول جمعة من رمضان إلى توجيه خطبة توبيخية اعتاد المصلون سماعها كل عام عن السبب في عدم وجود هذا العدد الضخم في أيام السنة العادية، وتذكيرهم بأن "رب رمضان هو رب كل العام"كما تشهد صلاة (التراويح) إقبالاً شديدًا.
image
كما تنتشر “موائد الرحمن “ كما يطلق عليها العامة التي يقيمها الكثيرمن فاعلي الخير أوالمؤسسات المختلفة، ويتجمّع عليها الكل سواء من المسلمين أو المسيحيين، لتناول الإفطار معاً. وعلى طرق السفر، يقف الشباب لتوزيع وجبات صغيرة وزجاجات المياه على المسافرين الذين فاتهم ميعاد الإفطار في بيتهم، ويوزع الصدقات على المحتاجين طوال شهر رمضان كما يتم ختم قراءة القران الشريف في المنازل والجوامع وتحرص المصريات على إرتداء الحجاب ، أو على الأقل التوقف عن ارتداء الملابس الصارخة، خاصة في نهار رمضان، وكذلك التوقف عن تقديم الخمور، وغلق عدد كبير من البارات أبوابها طواعية،ويلي مشهد الفعاليات السابقة مشاهد لأنشطة دينية رسمية من خلال وزارة الأوقاغ والأزهر وغيرهما، مثل: قوافل الدعاة، وملتقى الفكر الإسلامي.
image
الأحياء الشعبية أضحت مقصدا لسكان الأحياء العصرية، خلال رمضان، للاستمتاع بأجواء وطقوس يفتقدونها في المناطق الراقية ويحرص البعض على زيارة منطقة السيدة زينب والسيدة نفيسة وتنتشر الليالي الرمضانية المختلفة لتعرض الفنون الشعبية التراثية بالمواقع الأثرية، مثل شارع المعز لدين الله الفاطمي، أكبر شارع أثري في العالم، ويضم آثاراً إسلامية من مختلف العصور يتحول إلى خلية نحل نهار رمضان وليله، وهو الذي يجسّد جماليات وروحانيات رمضان بكل صورها، ولا ينقطع السير فيه إلا وقت الإفطار ومثل والأماكن التراثيه التي تعود للعصر العثماني.
image
وفي نهاية رمضان تبدأ صناعة كعك العيد بأشكاله المختلفة وهي صناعة تراثية أيضاً وفي المناطق الشعبية ترى النساء يحملن صاجات الكعك وينتظمن في صفوف أمام الأفران حتى يأتي الدور لتسويته.