• ×
الأحد 23 فبراير 2025 | 02-22-2025

المكتبات الخاصة في نجد أُنشئت في الدولة السعودية الأولى والثانية وتؤدي دور المكتبة العامة في الوقت الحاضر

المكتبات الخاصة في نجد أُنشئت في الدولة السعودية الأولى والثانية وتؤدي دور المكتبة العامة في الوقت الحاضر
0
0
 كانت المكتبات في نجد مكتبات خاصة تفتح أبوابها للعامة، وتؤدي دور المكتبة العامة في الوقت الحاضر، حيث لم يتشكّل بوضوح المفهوم الحقيقي للمكتبة العامة إلا في وقت متأخر، ويمكن النظر إليها على أنها جهود أولية لوضع بذور المكتبات العامة في نجد.

اهتم علماء نجد منذ القرن العاشر الهجري باقتناء الكتب من خلال نسخ ما يتاح لهم فرصة الاطلاع عليه أثناء دراستهم خارج نجد، أو ما يصل إلى نجد عن طريق قوافل التجارة. وتعد مكتبة آل إسماعيل من المكتبات الخاصة في نجد آنذاك، أنشأها محمد بن أحمد بن إسماعيل من علماء القرن الحادي عشر الهجري، وورثها ابنه عبدالله، وزاد عليها كتبًا من نسخه ومن نسخ غيره، كما جمع إبراهيم بن سليمان بن علي مكتبة عن طريق نسخ الكتب الفقهية.

وجرت العادة في نجد أنّ كتب العلماء بعد وفاتهم تُحضر إلى الرياض لتكون متاحة للعامة، لأنها كانت تجمع الكثير من طلبة العلم آنذاك، مما أتاح للعلماء فرصة جمع عدد كبير من الكتب وتكوين المكتبات مثل: مكتبة عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ التي كانت غنية بنوادر المخطوطات، ومكتبة محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، ومكتبة حمد بن فارس، ومكتبة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ومكتبات أخرى جمعها العلماء المعروفون في تلك الفترة، وضُمت معظم تلك المكتبات لاحقًا إلى مكتبة الرياض.

في الدولة السعودية الأولى اهتم الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى بالكتب والعلماء، حيث استقبل محمد بن عبدالوهاب منذ 1157هـ/1744م، الذي اهتم بالكتابة ووضع عددًا من المؤلفات العلمية، وكان حريصًا على نسخ الكتب مما أثرى مكتبته بمختلف العلوم، كما أن وجود بعض العلماء وطلبة العلم زاد من تكوين بعض المكتبات الخاصة، واستفاد بعض العلماء من سفرهم إلى المناطق المجاورة وخاصة الحجاز واليمن في البحث عن الكتب التي لم تكن متوافرة في نجد، حيث حصلوا عليها عن طريق الشراء أو النسخ.

وبادر العلماء في نجد إلى تكوين مكتبات لخدمة طلبة العلم، فبعد أن تمكنت الدولة السعودية الأولى من نشر الأمن، والاستقرار، وتهيئة الجو العلمي، الذي يكون للمكتبة فيه حضور مستقل، كان هذا النمو العلمي ثمرة لانتعاش حركة التعليم وازدهارها في الدولة السعودية، نتيجة لتوافر عوامل عدة ساعدت على ذلك النشاط التعليمي، منها: تبني قادة الدولة السعودية الأولى الإنفاق على العلم وتشجيعه.

وكان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ثاني أئمة الدولة السعودية الأولى مهتمًّا بالعلم، وتُشير بعض المصادر إلى امتلاكه مكتبة خاصة كان يستقي منها العلم والمعرفة، أوقفها لطلبة العلم، لتكون متاحة للجميع، لكنها تفرّقت لاحقًا بين أيدي الناس، ولم يتبق منها شيء محفوظ، وجاء من بعده ابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد الذي سار على خطى والده في الاهتمام بالعلم والعلماء، وتُبين وثيقة محفوظة صورة منها في مكتبة الملك فهد الوطنية علو الثقافة الدينية للإمام سعود، كما تشير المصادر إلى أنه كان يملك مكتبة غنية بمجموعاتها.

وفي الدولة السعودية الثانية اهتم أئمة بالناحية العلمية والثقافية في نجد، وخاصة الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية، والإمام فيصل بن تركي ثاني أئمة الدولة السعودية الثانية.ومما يدل على توافر المكتبات الخاصة في تلك الفترة التاريخية الإشارات التي أوردها أحمد بن منقور في مؤلفاته، وهي تبين وجود مجموعة كبيرة من الكتب التي رجع إليها في مصنفاته، كما عُرف في تلك الفترة عبدالله بن عضيب الذي كان يستعير الكتب من أصحابها وينسخها، وبذلك استطاع تكوين مكتبة كبيرة تشتمل على كتب التفسير والحديث والفقه وغيرها، إضافة إلى تشجيع تلاميذه على نسخ كتب الفقه، حيث كان يبدأ الكتابة لهم، ثم يتركهم يكملونها.

ومن الذين جمعوا الكتب عن طريق النسخ عبدالله بن أحمد بن سحيم، ومنصور بن تركي الذي كوّن مكتبة كبيرة انتقلت تاليًا إلى أخيه حميدان بن تركي،ظهر بعدها عدد من المكتبات العامة في نجد، منها: مكتبة الدرعية العامة، ومن المكتبات الخاصة مكتبة آل عبدالجبار في المجمعة، ومكتبة عبدالعزيز بن سليمان بن عبدالوهاب في حريملاء، ومكتبة آل راجح في محافظة الجواء التي أنشأها ناصر الراجح، وحفيده عبدالرحمن الراجح.






سعوديبيديا