• ×
الجمعة 14 مارس 2025 | 03-11-2025

هزات جليدية غير مسبوقة في غرينلاند

هزات جليدية غير مسبوقة في غرينلاند
0
0
متابعة تمكن فريق دولي من الباحثين من رصد ظاهرة طبيعية غير مسبوقة في غرينلاند، وهي سلسلة من "الهزات الجليدية" التي تهز الغطاء الجليدي للجزيرة بشكل متقطع. ويقدم هذا الاكتشاف نظرة جديدة على كيفية تحرك الأنهار الجليدية في غرينلاند، مما قد يساهم في فهمنا لتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر.
وتمكن فريق البحث من اكتشاف الهزات الجليدية عبر استخدام كابل من الألياف الضوئية تم إنزاله إلى حفرة في مجرى الجليد بمنطقة شمال شرق غرينلاند، على عمق يصل إلى 2.7 كيلومتر، هذه الحفرة تقع في منطقة هامة حيث يتم تصريف الجليد إلى المحيط الأطلسي الشمالي عبر أكبر نهر جليدي في غرينلاند، وتعتبر هذه الهزات الجليدية مشابهة من حيث المبدأ للزلازل الأرضية، حيث تحدث نتيجة تصادم كتل جليدية ببعضها البعض وتكسر الجليد.

لم تُكتشف هذه الهزات الجليدية سابقاً بسبب طبقة من الجسيمات البركانية المدفونة على عمق 900 متر تحت الجليد، يُعتقد أن هذه الجسيمات ناتجة عن ثوران بركاني ضخم حدث لجبل مازاما في ولاية أوريغون الأمريكية قبل نحو 7700 عام، وتمنع هذه الطبقة من الجسيمات البركانية الموجات الزلزالية من الوصول إلى السطح، مما جعل الهزات الجليدية غير مرئية للعالم الخارجي، لكن الدراسة الحالية كشفت عن تأثير هذه الجسيمات البركانية على تحريك الجليد.
ووصف البروفيسور أندرياس فيشتنر، أستاذ الجيوفيزياء في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ، الذي قاد الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس"، العلاقة بين الجسيمات البركانية والهزات الجليدية بأنها علاقة غير معروفة حتى الآن، إذ أن الشوائب البركانية، مثل الكبريتات، يمكن أن تساهم في زعزعة استقرار الجليد وتسبب تشققات صغيرة تؤدي إلى حدوث هذه الهزات الجليدية.
وأضاف فيشتنر: "لقد فوجئنا بهذه العلاقة غير المعروفة بين حركة الأنهار الجليدية والثورات البركانية"، وأوضح أن الهزات الجليدية قد تسبب تأثيرات متسلسلة مشابهة لتأثير أحجار الدومينو، حيث يمكن أن تنتقل الهزات عبر مسافات طويلة داخل الغطاء الجليدي .
ويُعد فهم كيفية تحرك الأنهار الجليدية أمرا بالغ الأهمية نظرا لدورها الحيوي في تصريف الجليد إلى البحر، وهو ما يساهم في زيادة مستويات سطح البحر، وقد اعتقد الباحثون في السابق أن الأنهار الجليدية تتحرك ببطء، مثل العسل السميك، لكن الاكتشافات الحديثة حول الهزات الجليدية أجبرت العلماء على إعادة النظر في هذه الفكرة.
البيانات الجديدة أظهرت أن الهزات الصغيرة التي تحدث داخل الغطاء الجليدي يمكن أن تؤدي إلى حركة انزلاق ثابتة للتيارات الجليدية، مما يعكس حقيقة أن الأنهار الجليدية قد تتحرك بشكل أسرع مما كان يُعتقد سابقا.