• ×
الخميس 30 يناير 2025 | 01-29-2025

دراسة حديثة تنصح بخيار غير دوائي لمعالجة الأرق

دراسة حديثة تنصح بخيار غير دوائي لمعالجة الأرق
0
0
متابعة أوصت دراسة أسترالية حديثة أجراها باحثون من جامعة فليندرز للأشخاص الذين يعانون من الأرق اللجوء إلى الخيار غير الدوائي، بدلاً من تناول الحبوب الدوائية التي تعالج مشكلات النوم، والتي تعرف بالحبوب المنوِّمة، مؤكدين أنه ينبغي على المزيد من الناس التحول إلى العلاج «الأول» الموصى به للأرق.

وصنفت نتائج الدراسة المستفيضة، «العلاج السلوكي المعرفي» المصمم خصيصاً للأرق على أنه الحل الأكثر فعالية على المدى الطويل لحالة النوم الشائعة، ويدعو خبراء جامعة فليندرز المزيد من الأطباء وعلماء النفس للمساعدة في الترويج له، وعادة ما يتناول الأشخاص الأقراص المنومة عند إصابتهم بالأرق بسبب الإجهاد أو السفر أو الاضطرابات الأخرى، في حين يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على إدارة تأثير أفكار المريض ومعتقداته ووجهات نظره على مشاعره وسلوكياته، وعادة ما يركز هذا النوع من العلاج النفسي على التعامل مع التحديات اليومية لدى المريض، ومساعدته في السيطرة عليها.

وقال زميل الأبحاث في جامعة فليندرز، الدكتور ألكسندر سويتمان: «تعد مشاكل النوم من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي يلجأ إليها المرضى للطبيب في أستراليا، ولا تزال الحبوب المنوِّمة الخيار الأساسي لعلاج الأرق، على الرغم من وجود الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن العلاجات السلوكية أكثر فعالية على المدى الطويل».

وأضاف في بيان صدر الثلاثاء، «يعد العلاج السلوكي المعرفي العلاج الأول الأكثر فعالية والموصى به للأرق لأنه يعالج الأسباب الكامنة وراء الأرق طويل الأمد دون أدوية وقد أثبتت مئات الدراسات العلمية فعاليته». وأوضح، «تحسين الوصول إلى هذا العلاج السلوكي غير الدوائي في النظام الصحي من شأنه أن يخفف من الصعوبات التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم المنهك الشائع هذا».

تعد مشكلات النوم من بين الأسباب الأكثر شيوعاً التي يلجأ إليها المرضى للطبيب (بلوس)، ويرتبط الأرق غير المعالج بزيادة خطر الإصابة بالحالات النفسية وارتفاع ضغط الدم والحوادث والإجازات المرضية، ويتسبب في تكاليف اقتصادية واجتماعية عالية من خلال انخفاض جودة الحياة وتراجع الإنتاجية وزيادة استخدام موارد الرعاية الصحية.

الباحثون من جامعة فليندرز نشروا بالتعاون مع معهد ساكس في أستراليا دراستهم التى عملوا عليها لمدة 5 سنوات في مجلة «طب النوم السريري». وقال دوغ ماك إيفي، الأستاذ الفخري بجامعة فليندرز، والمؤلف المشارك: «يلعب الأطباء دوراً محورياً في نظام الرعاية الصحية الشامل في أستراليا». ويضيف، «غالباً ما يكونون نقطة الاتصال الأولى مع المرضى الذين يتعاملون مع النظام الصحي، ويقومون بفحص وتقديم الرعاية لكثير من الحالات الصحية، ويعملون كـ(حراس البوابة) للإحالة إلى الخدمات الطبية المتخصصة، ونتيجة لذلك، كان الأطباء العامون في قلب برنامج ترجمة الأرق الخاص بنا لتحسين الوصول إلى العلاج السلوكي المعرفي». ومضى إلى القول: «نحن نحث المزيد من الأطباء العامين وعلماء النفس على الوصول إلى موارد تدريب العلاج السلوكي المعرفي، وتقديم العلاج السلوكي المعرفي القائم على الأدلة للأشخاص الذين يعانون من أعراض الأرق بدلاً من الأدوية».

وتضمن البحث تعاونا مستمرا مع معهد ساكس، وجمعية النوم الأسترالية، ومؤسسة صحة النوم، والجمعية النفسية الأسترالية، والكلية الملكية الأسترالية للأطباء العامين ومجموعات أخرى.

من جهتها، قالت خبيرة النوم الدكتورة جيني هايكوك، التي كانت دراساتها للدكتوراه في جامعة فليندرز جزءا من الدراسة التي استمرت لنصف عقد: «كان معظم الأطباء العامين الذين تمت مقابلتهم على دراية بمخاطر الاستخدام طويل الأمد لحبوب النوم، ولكن في الوقت نفسه لديهم القليل جداً من المعرفة بالعلاج السلوكي المعرفي وكيفية وصول مرضاهم إليه».

وأضافت، «يبدو أن هناك استعدادا للتغيير، لذا فأنا متفائلة بأن كثيرا من مرضى الأرق سيكونون بمقدورهم الحصول على أفضل رعاية مع زيادة الوعي بالعلاج السلوكي المعرفي بين الأطباء العامين ومرضاهم». وهو ما شدد عليه البروفيسور روبرت آدامز، طبيب الجهاز التنفسي والنوم بجامعة فليندرز، «بأن فرص التعليم والتدريب الجديدة ستساعد في إحداث هذا التحول». وختم قائلاً: «نحن نشجع المرضى وشركاءهم على سؤال أطبائهم عن العلاج السلوكي المعرفي والانضمام إلى دعوتنا إلى الحكومة لإيجاد طرق لتحسين وصولنا إلى التدخلات غير الدوائية».

تجدر الإشارة إلى أن الأرق المزمن ينتشر بين الشباب البالغين في أستراليا بنسبة تصل إلى ما بين 10 و15 في المئة وفق الدراسة المنشورة.