التنوّع البيولوجي في خطرٍ شديد أكثر من أي وقتٍ مضى
10-23-2024 09:46 صباحاً
0
0
متابعة التنوّع البيولوجي المعروف أيضاً بـ”التنوّع الأحيائي” هو المجموعة المتنوعة من أشكال الحياة على الأرض. ويضمّ كل الكائنات الحيّة كالجراثيم والنباتات والفطريات والحشرات والحيوانات والبشر. لكنه ليس بكل بساطة عدد الأنواع في منطقةٍ ما، بل يشمل أيضاً عدد الأفراد في كل نوع، والتوازن بين أعداد الأنواع المختلفة. ويتأثر ذلك بضغوطاتٍ وآليات تطوّر بيئية مختلفة كالطفرة الجينية. ويتظهّر المنتج النهائي في تنوّع الحياة الغني الذي نراه اليوم.
التنوّع البيولوجي ليس منتشراً بالتساوي أيضاً. فهو كبير في بعض المناطق كتلك الاستوائية. على سبيل المثال، تشكّل غابة مطر الأمازون إحدى نقاط التنوّع البيولوجي الساخنة الأغنى على كوكبنا. كما أنها تأوي أكثر من 30 % من الأنواع في العالم. فيما أن التنوّع البيولوجي منخفض في مناطق أخرى كالقطب الشمالي البارد، مقارنةً بالمناطق الاستوائية. لكنها تدعم أنواعاً أيقونية فريدة من نوعها كالدبّ القطبيّ الذي تكيّف مع الحياة في هذه القارّة المتجمّدة.
ما سبب أهمية التنوّع البيولوجي؟
يُعتبر التنوع البيولوجي نظام دعم حياة كوكبنا. إذ نعتمد عليه للحصول على الغذاء والطاقة والدواء والمياه العذبة ولتنقية التربة وتحليل النفايات وأمور أخرى كثيرة. من دونه، لا تستطيع البيئة أن توفّر لنا الأمور التي نحتاج إليها لنبقى على قيد الحياة.
الأماكن التي تتميّز بتنوّع بيولوجي كبير تستطيع أيضاً أن تواجه التغيّرات بشكلٍ أفضل. فهي أكثر مقاومةً للاضطرابات الطبيعية أو تلك المرتبطة بالإنسان، كالتغيّر المناخيّ. وتستطيع أن تتعافى بسرعة بعد كوارث ضخمة كحرائق الغابات.
كذلك، لتنوّع الحياة قيمة اقتصادية كبيرة. ويستخدم خبراء الاقتصاد فكرة “خدمات النظام البيئي” لوصف الأمور المفيدة التي توفّرها بيئةٌ سليمة للبشر مجّاناَ. إذ تعتمد صناعات كثيرة كالسياحة والزراعة والمستحضرات الصيدلانية اعتماداً كبيراً على خدمات النظام البيئي.
إضافةً إلى ذلك، للتنوّع البيولوجي قيمة ثقافية وروحانية وجمالية هائلة. وتكتسب حيوانات ونباتات معينة أهمية كبرى في حضارات كثيرة.
وضع التنوّع البيولوجي العالمي الحاليّ
وضع التنوّع البيولوجي العالمي الحاليّ مقلق للغاية. فنحن نخسر عدداً من الحيوانات والنباتات أكبر بكثير من ذلك الذي خسرناه في الماضي. ويُقدّر أن تكون خسارة الأنواع هذه أكبر بألف أو عشرة آلاف مرة مما يحصل بشكلٍ طبيعي. وهي لا تُظهر أي علامات تباطؤ.
يُظهر تقرير الكوكب الحيّ الصادر عن الصندوق العالمي للحياة البريّة أن أعداد الحيوانات البرية تراجعت بمعدّل 69 % منذ العام 1970. ويصحّ ذلك بشكلٍ خاص في المناطق الاستوائية التي تحوي أيضاً بعض المشاهد الطبيعية ذات التنوّع البيولوجي الأكبر في العالم. كذلك، أدرِج أكثر من 150,300 نوعاً على القائمة الحمراء للأنواع المهدّدة بالانقراض؛ 42،100 منها معرّض لخطر الانقراض في البريّة. وتشمل برمائيات وثدييات وطيوراً وأسماك قرش وسَفَن ومرجاناً وصنوبريات.
تُثبت لنا أرقام لفقدان التنوّع البيولوجي الحالية مدى تأثيرنا في الكوكب. فقد شهدت كل أنظمة الأرض البيئية تقريباً تغييرات جذرية خلال العقود السابقة. إذ تختفي أنواع حيوانات قبل أن تُكتَشف حتى. ويعتقد بعض الخبراء أننا في خضمّ انقراضٍ جماعيّ سادس. وإذا انقرضت أنواع كثيرة دفعةً واحدة، أو على نطاقٍ واسع، سيكون عدد الأنواع الذي سيملأ الفراغ ضئيلاً أو معدوماً. وسيُفقَد التوازن الدقيق في الطبيعة. وهذا مقلق حقاً، لأننا نعتمد على الكثير من خدمات النظام البيئي الهامة، كالمياه النظيفة والهواء النقي وإنتاج الغذاء المُستدام.
وتعود أسباب فقدان التنوّع البيولوجي الرئيسية إلى فقدان التنوّع البيولوجي بشكلٍ رئيس بسبب الاضطرابات البرية والبحرية التي يتسبب بها الانسان.
فالأنشطة البشرية كالزراعة ورعي الماشية تؤثّر في الأنظمة البيئية البرية والمائية العذبة. كما أننا نقطع المزيد من الأشجار، ونغيّر مَواطِن ونجزّئها وندفع بأنواع مهدّدة إلى شفير الانقراض. وفي حالات كثيرة، هذه المخاطر مترابطة. وغالباً ما تتكافل لتترك وقعاً دائمأ أكبر على نطاقٍ عالميّ.
ويؤدي التغيّر المناخيّ والاحتباس الحراريّ
بالإجمال، لاحتراق الوقود الأحفوريّ كالفحم والنفط والغاز إلى التغيّر المناخيّ. كما يأتي هذا الأخير نتيجة أنشطةٍ أخرى، كقطع الغابات من أجل الزراعة ورعي الماشية، مما يطلق غازات دفيئة، ترفع درجة حرارة الكوكب وتزعزع استقرار المناخ.
وتخلّف أزمة المناخ تأثيرات خطيرة على التنوع البيولوجي. فهي تعطّل دورة حياة الحيوانات والنباتات، وسلوكها أيضاً، كهجرة الطيور السنوية.
وتؤثّر في الحياة على الأرض، كحرائق الأحراش الأسترالية الكارثية في العام 2019-2020 التي ألحقت الضرر بنحو ثلاثة مليارات حيوان. في الوقت نفسه، يتهدّد ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون الحياة البحرية برفع درجات حرارة المحيطات ومستويات الحموضة.
إزالة الغابات وفقدان المواطن البيئية والتجزئة
تُعتبر إزالة الغابات وفقدان المواطن البيئية والتجزئة من الأخطار الأكبر التي تهدّد التنوّع البيولوجي. فحين يُجَزّأ موطنٌ، يُقَسَّم (بالطرق على سبيل المثال)، مُخلّفاً وراءه عدداً من أجزاء الموطن الأصلي الصغيرة والمعزولة؛ مما يصعّب على الحيوانات أن تتنقل وتتغذّى وتتكاثر بحرية. كذلك، يؤثّر ذلك في عمليات النظام البيئي التي تعتمد على حركة الأنواع، كدورة المغذيات وانتشار البذور.
فقدان المواطن البيئية خطير بشكلٍ خاص في المناطق الاستوائية التي تضمّ السواد الأعظم من التنوّع البيولوجي في. العالم. في عام 2022، فَقَد كوكب الأرض مساحة من الغابات الاستوائية البكر تعادل مساحة سويسرا أو هولندا.
تُعتبَر الزراعة سبب إزالة الغابات الرئيس.
يتبعها قطع الأشجار غير القانوني والتعدين وبناء الطرق والسدود. في أميركا الجنوبية، يزيل المزارعون المحليون والشركات الزراعية الكبرى مناطق حرجية من أجل رعي الماشية وزراعة فول الصويا. ويجري هذا على نطاقٍ واسع، فبات المحرّك الأهم لإزالة الغابات في العالم.
الصيد الجائر واستغلال البحار المفرط
يُعتبَر الصيد الجائر من الأسباب الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي البحري، لا سيّما حين نرى الاتجاه السائد حالياً. إذ يُقدَّر أن 80 % تقريباً من الأرصدة السمكية في العالم تعرّضت للاستغلال المفرط واستُنزِفت أو باتت على شفير الانقراض. عالمياً، 90 % من أرصدة الأسماك المفترسة الكبيرة كالقرش والتونة والمارلن وأبو منقار انهارت نتيجة الصيد الجائر. والخطر جديّ بألا تتمكّن أنواع الأسماك التجارية من التعافي ما لم تُتَّخذ تدابير طارئة لحماية محيطاتنا.
كذلك، تؤثّر أنشطة بشرية أخرى كالتغيّر المناخي والتلوّث بالمواد البلاستيكية في المخلوقات البحرية ومواطنها. فهذه الاضطرابات تحت الماء تزعزع السلاسل الغذائية وتقلّص أعداد تلك المخلوقات. وفي النهاية، يدفع الاستغلال المفرط الأنواع على شفير الانقراض، مما يؤدّي إلى فقدان التنوّع البيولوجي البحري.
استخراج الوقود الأحفوريّ واستخدامه
يلعب استخراج واستخدام الوقود الأحفوريّ كالفحم والنفط والغاز دوراً أيضاً في تلويث المواطن وتدميرها. ويمكن أن يكون مدمّراً للتنوّع البيولوجي البحري والساحلي. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل يؤثّر أيضاً في المجتمعات البشرية المجاورة لمواقع الاستخراج وخطوط أنابيب النفط.على سبيل المثال، تسرّب (ديبووتر هورايزن) النفطيّ من التسرّبات النفطية البحرية الأضخم التي أطلقت 134 مليون غالون نفط في خليج المكسيك. إضافةً إلى الكلفة البشرية الضخمة التي خلّفتها الكارثة، قتلت آلاف الثدييات البحرية في أعقاب الحادثة مباشرةً. لكنها تركت آثاراً طويلة الأجل أيضاً. إذ يمكن أن يترك التعرّض للنفط وامتصاص الملوّثات من خلال الجِلد أثراً دائماً على الحياة البحرية. ويمكن أن تدوم آثار التسرّب النفطي سنوات أو حتى عقود من الزمن، فتخفف فرص نجاحها في البقاء والتكاثر. ويؤدّي هذا إلى تراجع في أعداد الكائنات البرية وفقدان التنوع البيولوجي مع الوقت. كذلك، الآثار الصحية للتسرّبات النفطية على البشر مدروسة وموثّقة جيّداً.
كيف نحافظ على التنوّع البيولوجي؟
فيما أننا مسؤولون عن التراجع المستمر في الطبيعة، نستطيع أيضاً أن نكون جزءاً من الحل ، لكن إحداث تغييرٍ حقيقي سيحتاج إلى تغييرات واسعة النطاق في السياسة والقانون والتمويل والتعاون على مستوى العالم. ويمكن أن يتضمن ذلك:
-إقامة المزيد من المناطق المحمية، كالمتنزّهات الوطنية ومحميات الحيوانات البريّة والمناطق البحرية المحمية، للحفاظ على المواطن البرية وتنوّعها البيولوجي.
-دعم الممارسات الصديقة للبيئة كالحراجة والزراعة المستدامة والحراجة الزراعية.
-اتّخاذ إجراءات لمكافحة التغيّر المناخيّ: كضبط انبعاثات الكربون ووضع معايير للانبعاثات وخطط عمل تصحيحية للحدّ من التلوث الناجم عن الصناعات والنقل وإنتاج الطاقة جواً وبراً وبحراً.
رصد المزيد من الموارد والتمويل لجهود الصيانة وبرامجها التي تحمي الحياة البرية ومواطنها، لا سيّما الأنواع المهددة بخطر الانقراض.
-اتفاقيات عالمية لمعالجة التلوث من المصدر، مثلاً من خلال معاهدة عالمية بشأن المواد البلاستيكية.
-دعم التعاون الدولي لحماية تنوّعنا البيولوجي العالمي. في الوقت الراهن، تضع اتفاقية التنوّع البيولوجي أهدافاً حمائية للغالبية العظمى من حكومات العالم.
التنوّع البيولوجي ليس منتشراً بالتساوي أيضاً. فهو كبير في بعض المناطق كتلك الاستوائية. على سبيل المثال، تشكّل غابة مطر الأمازون إحدى نقاط التنوّع البيولوجي الساخنة الأغنى على كوكبنا. كما أنها تأوي أكثر من 30 % من الأنواع في العالم. فيما أن التنوّع البيولوجي منخفض في مناطق أخرى كالقطب الشمالي البارد، مقارنةً بالمناطق الاستوائية. لكنها تدعم أنواعاً أيقونية فريدة من نوعها كالدبّ القطبيّ الذي تكيّف مع الحياة في هذه القارّة المتجمّدة.
ما سبب أهمية التنوّع البيولوجي؟
يُعتبر التنوع البيولوجي نظام دعم حياة كوكبنا. إذ نعتمد عليه للحصول على الغذاء والطاقة والدواء والمياه العذبة ولتنقية التربة وتحليل النفايات وأمور أخرى كثيرة. من دونه، لا تستطيع البيئة أن توفّر لنا الأمور التي نحتاج إليها لنبقى على قيد الحياة.
الأماكن التي تتميّز بتنوّع بيولوجي كبير تستطيع أيضاً أن تواجه التغيّرات بشكلٍ أفضل. فهي أكثر مقاومةً للاضطرابات الطبيعية أو تلك المرتبطة بالإنسان، كالتغيّر المناخيّ. وتستطيع أن تتعافى بسرعة بعد كوارث ضخمة كحرائق الغابات.
كذلك، لتنوّع الحياة قيمة اقتصادية كبيرة. ويستخدم خبراء الاقتصاد فكرة “خدمات النظام البيئي” لوصف الأمور المفيدة التي توفّرها بيئةٌ سليمة للبشر مجّاناَ. إذ تعتمد صناعات كثيرة كالسياحة والزراعة والمستحضرات الصيدلانية اعتماداً كبيراً على خدمات النظام البيئي.
إضافةً إلى ذلك، للتنوّع البيولوجي قيمة ثقافية وروحانية وجمالية هائلة. وتكتسب حيوانات ونباتات معينة أهمية كبرى في حضارات كثيرة.
وضع التنوّع البيولوجي العالمي الحاليّ
وضع التنوّع البيولوجي العالمي الحاليّ مقلق للغاية. فنحن نخسر عدداً من الحيوانات والنباتات أكبر بكثير من ذلك الذي خسرناه في الماضي. ويُقدّر أن تكون خسارة الأنواع هذه أكبر بألف أو عشرة آلاف مرة مما يحصل بشكلٍ طبيعي. وهي لا تُظهر أي علامات تباطؤ.
يُظهر تقرير الكوكب الحيّ الصادر عن الصندوق العالمي للحياة البريّة أن أعداد الحيوانات البرية تراجعت بمعدّل 69 % منذ العام 1970. ويصحّ ذلك بشكلٍ خاص في المناطق الاستوائية التي تحوي أيضاً بعض المشاهد الطبيعية ذات التنوّع البيولوجي الأكبر في العالم. كذلك، أدرِج أكثر من 150,300 نوعاً على القائمة الحمراء للأنواع المهدّدة بالانقراض؛ 42،100 منها معرّض لخطر الانقراض في البريّة. وتشمل برمائيات وثدييات وطيوراً وأسماك قرش وسَفَن ومرجاناً وصنوبريات.
تُثبت لنا أرقام لفقدان التنوّع البيولوجي الحالية مدى تأثيرنا في الكوكب. فقد شهدت كل أنظمة الأرض البيئية تقريباً تغييرات جذرية خلال العقود السابقة. إذ تختفي أنواع حيوانات قبل أن تُكتَشف حتى. ويعتقد بعض الخبراء أننا في خضمّ انقراضٍ جماعيّ سادس. وإذا انقرضت أنواع كثيرة دفعةً واحدة، أو على نطاقٍ واسع، سيكون عدد الأنواع الذي سيملأ الفراغ ضئيلاً أو معدوماً. وسيُفقَد التوازن الدقيق في الطبيعة. وهذا مقلق حقاً، لأننا نعتمد على الكثير من خدمات النظام البيئي الهامة، كالمياه النظيفة والهواء النقي وإنتاج الغذاء المُستدام.
وتعود أسباب فقدان التنوّع البيولوجي الرئيسية إلى فقدان التنوّع البيولوجي بشكلٍ رئيس بسبب الاضطرابات البرية والبحرية التي يتسبب بها الانسان.
فالأنشطة البشرية كالزراعة ورعي الماشية تؤثّر في الأنظمة البيئية البرية والمائية العذبة. كما أننا نقطع المزيد من الأشجار، ونغيّر مَواطِن ونجزّئها وندفع بأنواع مهدّدة إلى شفير الانقراض. وفي حالات كثيرة، هذه المخاطر مترابطة. وغالباً ما تتكافل لتترك وقعاً دائمأ أكبر على نطاقٍ عالميّ.
ويؤدي التغيّر المناخيّ والاحتباس الحراريّ
بالإجمال، لاحتراق الوقود الأحفوريّ كالفحم والنفط والغاز إلى التغيّر المناخيّ. كما يأتي هذا الأخير نتيجة أنشطةٍ أخرى، كقطع الغابات من أجل الزراعة ورعي الماشية، مما يطلق غازات دفيئة، ترفع درجة حرارة الكوكب وتزعزع استقرار المناخ.
وتخلّف أزمة المناخ تأثيرات خطيرة على التنوع البيولوجي. فهي تعطّل دورة حياة الحيوانات والنباتات، وسلوكها أيضاً، كهجرة الطيور السنوية.
وتؤثّر في الحياة على الأرض، كحرائق الأحراش الأسترالية الكارثية في العام 2019-2020 التي ألحقت الضرر بنحو ثلاثة مليارات حيوان. في الوقت نفسه، يتهدّد ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون الحياة البحرية برفع درجات حرارة المحيطات ومستويات الحموضة.
إزالة الغابات وفقدان المواطن البيئية والتجزئة
تُعتبر إزالة الغابات وفقدان المواطن البيئية والتجزئة من الأخطار الأكبر التي تهدّد التنوّع البيولوجي. فحين يُجَزّأ موطنٌ، يُقَسَّم (بالطرق على سبيل المثال)، مُخلّفاً وراءه عدداً من أجزاء الموطن الأصلي الصغيرة والمعزولة؛ مما يصعّب على الحيوانات أن تتنقل وتتغذّى وتتكاثر بحرية. كذلك، يؤثّر ذلك في عمليات النظام البيئي التي تعتمد على حركة الأنواع، كدورة المغذيات وانتشار البذور.
فقدان المواطن البيئية خطير بشكلٍ خاص في المناطق الاستوائية التي تضمّ السواد الأعظم من التنوّع البيولوجي في. العالم. في عام 2022، فَقَد كوكب الأرض مساحة من الغابات الاستوائية البكر تعادل مساحة سويسرا أو هولندا.
تُعتبَر الزراعة سبب إزالة الغابات الرئيس.
يتبعها قطع الأشجار غير القانوني والتعدين وبناء الطرق والسدود. في أميركا الجنوبية، يزيل المزارعون المحليون والشركات الزراعية الكبرى مناطق حرجية من أجل رعي الماشية وزراعة فول الصويا. ويجري هذا على نطاقٍ واسع، فبات المحرّك الأهم لإزالة الغابات في العالم.
الصيد الجائر واستغلال البحار المفرط
يُعتبَر الصيد الجائر من الأسباب الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي البحري، لا سيّما حين نرى الاتجاه السائد حالياً. إذ يُقدَّر أن 80 % تقريباً من الأرصدة السمكية في العالم تعرّضت للاستغلال المفرط واستُنزِفت أو باتت على شفير الانقراض. عالمياً، 90 % من أرصدة الأسماك المفترسة الكبيرة كالقرش والتونة والمارلن وأبو منقار انهارت نتيجة الصيد الجائر. والخطر جديّ بألا تتمكّن أنواع الأسماك التجارية من التعافي ما لم تُتَّخذ تدابير طارئة لحماية محيطاتنا.
كذلك، تؤثّر أنشطة بشرية أخرى كالتغيّر المناخي والتلوّث بالمواد البلاستيكية في المخلوقات البحرية ومواطنها. فهذه الاضطرابات تحت الماء تزعزع السلاسل الغذائية وتقلّص أعداد تلك المخلوقات. وفي النهاية، يدفع الاستغلال المفرط الأنواع على شفير الانقراض، مما يؤدّي إلى فقدان التنوّع البيولوجي البحري.
استخراج الوقود الأحفوريّ واستخدامه
يلعب استخراج واستخدام الوقود الأحفوريّ كالفحم والنفط والغاز دوراً أيضاً في تلويث المواطن وتدميرها. ويمكن أن يكون مدمّراً للتنوّع البيولوجي البحري والساحلي. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل يؤثّر أيضاً في المجتمعات البشرية المجاورة لمواقع الاستخراج وخطوط أنابيب النفط.على سبيل المثال، تسرّب (ديبووتر هورايزن) النفطيّ من التسرّبات النفطية البحرية الأضخم التي أطلقت 134 مليون غالون نفط في خليج المكسيك. إضافةً إلى الكلفة البشرية الضخمة التي خلّفتها الكارثة، قتلت آلاف الثدييات البحرية في أعقاب الحادثة مباشرةً. لكنها تركت آثاراً طويلة الأجل أيضاً. إذ يمكن أن يترك التعرّض للنفط وامتصاص الملوّثات من خلال الجِلد أثراً دائماً على الحياة البحرية. ويمكن أن تدوم آثار التسرّب النفطي سنوات أو حتى عقود من الزمن، فتخفف فرص نجاحها في البقاء والتكاثر. ويؤدّي هذا إلى تراجع في أعداد الكائنات البرية وفقدان التنوع البيولوجي مع الوقت. كذلك، الآثار الصحية للتسرّبات النفطية على البشر مدروسة وموثّقة جيّداً.
كيف نحافظ على التنوّع البيولوجي؟
فيما أننا مسؤولون عن التراجع المستمر في الطبيعة، نستطيع أيضاً أن نكون جزءاً من الحل ، لكن إحداث تغييرٍ حقيقي سيحتاج إلى تغييرات واسعة النطاق في السياسة والقانون والتمويل والتعاون على مستوى العالم. ويمكن أن يتضمن ذلك:
-إقامة المزيد من المناطق المحمية، كالمتنزّهات الوطنية ومحميات الحيوانات البريّة والمناطق البحرية المحمية، للحفاظ على المواطن البرية وتنوّعها البيولوجي.
-دعم الممارسات الصديقة للبيئة كالحراجة والزراعة المستدامة والحراجة الزراعية.
-اتّخاذ إجراءات لمكافحة التغيّر المناخيّ: كضبط انبعاثات الكربون ووضع معايير للانبعاثات وخطط عمل تصحيحية للحدّ من التلوث الناجم عن الصناعات والنقل وإنتاج الطاقة جواً وبراً وبحراً.
رصد المزيد من الموارد والتمويل لجهود الصيانة وبرامجها التي تحمي الحياة البرية ومواطنها، لا سيّما الأنواع المهددة بخطر الانقراض.
-اتفاقيات عالمية لمعالجة التلوث من المصدر، مثلاً من خلال معاهدة عالمية بشأن المواد البلاستيكية.
-دعم التعاون الدولي لحماية تنوّعنا البيولوجي العالمي. في الوقت الراهن، تضع اتفاقية التنوّع البيولوجي أهدافاً حمائية للغالبية العظمى من حكومات العالم.