• ×
الثلاثاء 28 يناير 2025 | 01-26-2025

خادم الحرمين الشريفين .. عشر سنوات من العطاء والإنجاز

خادم الحرمين الشريفين .. عشر سنوات من العطاء والإنجاز
0
0
الآن - يحتفي الوطن والمواطنون اليوم الأحد الثالث من شهر ربيع الآخر ، بالذكرى العاشرة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم ، بقلوب يملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، فيَرون عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة تنمو مع مواصلة تنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة.
وتحتفي المملكة ومواطنوها والمقيمون فيها وهم يثقون أن ذلك التطور والتحديث إنما وجدا ليعم نفعهما شرائح المجتمع كافةً، نحو تنمية متوازنة وشاملة.
وحينما نرى أنحاء المملكة العربية السعودية ولله الحمد قد تحولت إلى ورشة عمل وبناء، فإننا نشكر الله عز وجل في وقت يمر العالم فيه بأزمات أمنية واقتصادي ومالية وتنموية، ذلك أن الدولة - رعاها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تسعى من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة جسّدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - منذ توليه الحكم، لم يألُ جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلد خلالها - رعاه الله - العديد من المناصب.

وللملك سلمان بن عبد العزيز العديد من القرارات التاريخية والمصيرية الهامة سواءً على صعيد الداخل أو الخارج كما عمل على دعم وتمكين قطاعات عدة؛ تهتم بتطوير المعيشة وتعزيز النمو الاقتصادي، ودشّن العديد من المشروعات الكبرى.
ومن أقوال الملك سلمان -حفظه الله- التاريخية : "لقد وضعت نصب عيني منذ تشرفت بتولي مقاليد الحكم، السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابنا الشرعية، وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته، ومن هذا المنطلق؛ وجّهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا – بعون من الله وتوفيقه- أنموذجًا للعالم على جميع المستويات".
وفي عهد الحزم والعزم ، وفي سبيل تطوير الاقتصاد وتنويعه وتخفيف الاعتماد على النفط، أطلقت المملكة العربية الســـعودية رؤية السعودية 2030 مرتكزة على العديد من الإصـــلاحات الاقتصادية والمالية، والتي استهدفت تحول هيكل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام مبني على تعزيز الإنتاجية ورفع مساهمة القطاع الخاص، وتمكين القطاع الثالث.
ونجحت المملكة منذ إطلاق الرؤية في تنفيذ العديد من المبادرات الداعمة والإصلاحات الهيكلية لتمكين التحول الاقتصادي، وشمل هذا التحول عدة جهود رئيسية متمحورة حول بعدٍ قطاعي يشمل تعزيز المحتوى المحلي والصناعة الوطنية وإطلاق القطاعات الاقتصادية الواعدة وتنميتها، وبعدٍ تمكيني يهدف إلى تعظيم دور القطاع الخاص والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز استدامة المالية العامة. وأسهمت هذه التحولات الهيكلية في تعزيز قدرة اقتصاد المملكة على تجاوز جائحة كوفيد-19 في عام 2020م بثبات ، واستمر هذا التحول الهيكلي نحو نمو اقتصادي مستدام خلال السنوات، خصوصاً في ظل عدد من المبادرات الاستثمارية والعملاقة، تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، والشركات الرائدة ، وتسارعت عجلة توطين المعرفة والتقنيات المبتكرة.

كما سعت الدولة بتوجيهات خادم الحرمين لاجتثاث الفساد من جذوره لتحقيق رؤيتها 2030، خاصة أن الفساد من الجرائم العابرة للحدود الذي لا يمكن للدول مكافحته دون وجود تعاون وثيق وتبادل للمعلومات بين أجهزة مكافحة الفساد حول العالم، بما يتوافق مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد .
وشهدت المملكة في عهد الملك سلمان، حراكًا متناميًا؛ للتصدي للتطرف والإرهاب؛ والتي تقوم على ثلاثة مسارات متزامنة، وهي: (المواجهة الفكرية، والمواجهة الأمنية، وتجفيف منابع تمويل التطرف والإرهاب).
وأطلق الملك حفظه الله ، برنامج "خدمة ضيوف الرحمن" الذي يُعد أحد أهم برامج رؤية 2030، لما له من أهداف كبرى في التمكين والتسهيل على أكبر عدد من المسلمين لزيارة الحرمين والتي تستهدف أن يبلغ عدد المعتمرين سنويًا 30 مليون معتمر.

وفي السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية، ثبات واستقرار منذ توحيدها ، ولها مرتكزات وطنية وعربية وإسلامية ودولية، تميل إلى المهادنة على خطوط التماس الخارجية، لديها ثوابت لا تقبل المساس بها، وما دون ذلك قابل للتفاوض ، الدين والسيادة والقضايا الإسلامية والعربية ومنها قضية فلسطين ثوابت تتمسك فيها السعودية بخط واضح .

القضية الفلسطينية:
بالنسبة للملك سلمان ليست قضية دولية عابرة، وإنما هي بالفعل قضية السعودية الأساسية والمركزية، ولذا ستبقى مواقف المملكة مسؤولة معبرة بحق عن مواقف الأمة العربية ومصوّبة ومقوّمة لما يجب أن تكون عليه الرؤية العربية تجاه «فلسطين» الشعب والقضية، وأنها تأتي في سياق رؤية سعودية استراتيجية راسخة.
وفي ذلك يقول خادم الحرمين الشريفين :
" القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين الأولى. وموقف المملكة من القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة الأخرى موقف مبدئي. ومنذ عهد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ رحمه الله ـ لم تدخر المملكة أي جهد لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، إيماناً منها بعدالة قضيته وضرورة وقف الممارسات والانتهاكات السافرة بحقه وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يمكن الشعب الفلسطيني الشقيق من الحصول على جميع حقوقه، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية ذات الصلة. وقد واصلنا ـ ولله الحمد ـ دعمنا للشعب الفلسطيني عبر وكالة الأونروا، لنصبح الداعم الأول لفلسطين خلال العقدين الماضيين."

ويُعد الملك سلمان، أحد أبرز الشخصيات في فهم تاريخ الجزيرة العربية والدولة السعودية، وذو اطلاع ومعرفة واسعتين على كتب الدين والتاريخ والسياسة والاقتصاد وعلم الأنساب والاجتماع، ويُعد المفكرون والمثقفون من العناصر الثابتة في مجلسه الأسبوعي إبان توليه أمارة الرياض حيث يحرص على استضافتهم للحديث عن قضية وطنية أو ثقافية أو مناقشتهم في فكرة أو مقالة، حتى تحوّل مجلسه إلى مُنتدى لنقاشات التاريخ والأدب والثقافة .
ويُعرف الملك سلمان بن عبد العزيز بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث أسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويتولى رئاسة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية، لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات ، كما أن جهوده الداخلية لا تقل أثراً عن جهوده في خارج الوطن، حيث إنها تميزت بالاستمرارية، وعمل على دعم مؤسساتي مستمر للمؤسسات الداخلية .

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين قائداً للأمة العربية والإسلامية ، وأثابه على جهوده المتواصلة الداخلية والخارجية ،