• ×
الجمعة 18 أبريل 2025 | 04-17-2025

اضطرابات القلق .. تتعارض مع الأنشطة اليومية وتستمر لفترة طويلة إذا لم تُعالَج

اضطرابات القلق .. تتعارض مع الأنشطة اليومية وتستمر لفترة طويلة إذا لم تُعالَج
0
0
 قد يشعر الجميع بالقلق أحياناً، لكن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق غالباً ما ينتابهم الخوف والقلق الشديدان والمفرطان.

وعادة ما تكون هذه الأحاسيس مصحوبة بتوتر جسدي وأعراض سلوكية وإدراكية أخرى ، ويصعب السيطرة على هذه الأحاسيس التي تسبب ضغطاً نفسياً بالغاً ويمكن أن تستمر لفترة طويلة إذا لم تُعالَج. وتتعارض اضطرابات القلق مع الأنشطة اليومية، ويمكن أن تُفسِد حياة الشخص العائلية والاجتماعية والمدرسية أو العملية.

ويعاني ما يقدر بنحو 4٪ من سكان العالم حالياً من أحد أنواع اضطرابات القلق ، وفي عام 2019، كان 301 مليون شخص في العالم يعانون من أحد أنواع اضطرابات القلق، وهو ما جعل اضطرابات القلق الأكثر شيوعاً بين جميع الاضطرابات النفسية .

وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة جداً لاضطرابات القلق، فإن نحو شخص واحد فقط تقريباً من بين كل 4 أشخاص (27,6%) يتلقى نوعاً من أنواع العلاج .

وتشمل العوائق التي تحول دون الحصول على الرعاية كلاً من قصور الوعي بأن اضطراب القلق حالة صحية يمكن علاجها، ونقص الاستثمار في خدمات الصحة النفسية، والافتقار إلى مقدمي الرعاية الصحية المدرَّبين، والوصم الاجتماعي.

قد يعاني الأشخاص المصابون بأحد أنواع اضطرابات القلق من خوف أو قلق مفرطين من موقف معين (مثل نوبة هلع أو موقف اجتماعي) أو من مجموعة واسعة من المواقف اليومية، كما في حالة اضطراب القلق العام، وعادة ما يعانون من هذه الأعراض على مدى فترة طويلة - عدة أشهر على الأقل، وعادة ما يتجنبون المواقف التي تجعلهم يشعرون بالقلق.
وقد تشمل الأعراض الأخرى لاضطرابات القلق ما يلي:
* صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات
* الشعور بالاهتياج أو التوتر أو التململ
* الشعور بالغثيان أو آلام البطن
* خفقان القلب
* التعرق أو الارتعاش أو الاهتزاز
* اضطرابات النوم
* الشعور بالخطر أو الهلع أو الهلاك الوشيك.

وتزيد اضطرابات القلق خطر الإصابة بالاكتئاب والاضطرابات الإدمانية، فضلاً عن خطر الأفكار والسلوكيات الانتحارية.

وتوجد عدة أنواع مختلفة من اضطرابات القلق، ومنها:
* اضطراب القلق العام (القلق المستمر والمفرط من الأنشطة أو الأحداث اليومية)؛
* اضطراب الهلع (نوبات الهلع والخوف من استمرار نوبات الهلع)؛
* اضطراب القلق الاجتماعي (مستويات عالية من الخوف والقلق بشأن المواقف الاجتماعية التي قد تجعل الشخص يشعر بالإهانة أو الإحراج أو الرفض)؛
* رهاب الميادين (الخوف والقلق المفرطان من المواقف التي قد تسبب الهلع أو الشعور بالحصار أو العجز أو الإحراج، وتجنب الوجود في هذه المواقف)؛
* اضطراب قلق الانفصال (الخوف أو القلق المفرطان من الانفصال عن الأشخاص الذين يرتبط بهم الشخص بعلاقة عاطفية قوية)؛
* أنواع الرهاب المحدد (مخاوف شديدة وغير عقلانية من أشياء أو مواقف معينة تؤدي إلى السلوك الانتحائي والضغط النفسي الشديد)؛
* الصمت الانتقائي (عدم القدرة المستمرة على التحدُّث في مواقف اجتماعية معينة، على الرغم من القدرة على التحدُّث بشكل مريح في مواقف أخرى، وتصيب هذه الحالة الأطفال في المقام الأول).

وقد يعاني الأشخاص من أكثر من نوع من اضطرابات القلق في آن واحد. وتبدأ الأعراض غالباً في مرحلة الطفولة أو المراهقة وتستمر حتى مرحلة البلوغ. وتكون الفتيات والنساء أكثر عرضة للإصابة بأحد أنواع اضطرابات القلق مقارنة بالأولاد والرجال.

وتنتج اضطرابات القلق، مثل سائر حالات الصحة النفسية، عن تفاعل معقَّد بين عوامل اجتماعية ونفسية وبيولوجية. ويمكن لأي شخص أن يُصَاب بأحد أنواع اضطرابات القلق، لكن الأشخاص الذين مروا بتجارب من سوء المعاملة أو الخسائر الفادحة أو غيرها من التجارب السلبية يكونون أكثر عرضة للإصابة بأحد هذه الاضطرابات.

وترتبط اضطرابات القلق ارتباطاً وثيقاً بالصحة الجسدية وتتأثر بها ، فالعديد من تأثيرات القلق ،مثل التوتر الجسدي أو فرط نشاط الجهاز العصبي ، تمثل أيضاً عوامل خطر معروفة لأمراض من قبيل أمراض القلب والأوعية. وفي المقابل، قد يجد الأشخاص المصابون بهذه الأمراض أنفسهم أيضاً في براثن اضطرابات القلق بسبب الصعوبات المرتبطة بالتدبير العلاجي لحالاتهم.

وتشمل الأساليب المجتمعية الفعالة للوقاية من القلق كل من تثقيف الوالدين، والبرامج المدرسية الرامية إلى تعزيز التعلم الاجتماعي والعاطفي، وبناء آليات التكيُّف الإيجابي لدى الأطفال والمراهقين. ويمكن أن تكون التمارين الرياضية فعالة أيضاً في الوقاية من اضطرابات القلق لدى البالغين.

التشخيص والعلاج ..
يوجد العديد من العلاجات الفعالة لاضطرابات القلق. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق التماس الرعاية.
وتُعدُّ التدخلات النفسية علاجات أساسية لاضطرابات القلق، ويُقصَد بها أساساً العلاج بالتحدث إلى المتخصصين أو المعالجين غير المتخصصين الخاضعين للإشراف. وقد تساعد هذه التدخلات الأشخاص على تعلُّم طرق جديدة للتفكير أو التكيُّف مع مظاهر القلق لديهم أو التعامل معها أو مع الآخرين أو مع العالم من حولهم. وقد تسهم هذه التدخلات في تعليم الأشخاص كيفية مواجهة المواقف أو الأحداث أو الأشخاص أو الأماكن التي تثير القلق لديهم.
ويمكن تقديم التدخلات النفسية للأفراد أو المجموعات وجهاً لوجه أو عبر شبكة الإنترنت. ويمكن أيضاً الوصول إليها من خلال أدلة المساعدة الذاتية والمواقع الإلكترونية والتطبيقات. والتدخلات النفسية التي تقترن بأكثر البيِّنات والبراهين على علاج مجموعة من اضطرابات القلق هي تلك التي تعتمد على مبادئ العلاج السلوكي الإدراكي ، وتشمل العلاج بالتعرُّض الذي يتعلم الأشخاص خلاله مواجهة مخاوفهم.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون تعلُّم مهارات معالجة الضغط النفسي، مثل مهارات الاسترخاء ومهارات اليقظة الذهنية، مفيداً في تقليل أعراض اضطرابات القلق.
وقد تكون الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، مفيدة أيضاً في علاج البالغين الذين يعانون من اضطرابات القلق.

وينبغي لمقدمي الرعاية الصحية أن يضعوا في اعتبارهم الآثار الضارة المحتملة المرتبطة بالأدوية المضادة للاكتئاب، والقدرة على استخدام أي من التدخلين (من حيث توافر الخبرة و/ أو العلاج)، إلى جانب تفضيلات الأفراد.
أما البنزوديازيبينات، التي طالما وُصِفت من قبل لعلاج اضطرابات القلق، فلا يُنصَح بها عموماً لعلاج اضطرابات القلق بسبب ارتفاع احتمالات تسببها في الإدمان بالإضافة إلى فعاليتها المحدودة على المدى الطويل.

ويمكن أن تؤدي الرعاية الذاتية دوراً مهماً في العلاج الداعم. ولكي يكون لك دور مساعد في التدبير العلاجي لأعراض القلق لديك وتحسين سلامتك النفسية عموماً، يمكنك :
* ممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كان ذلك مجرد المشي مسافة قصيرة؛
* الالتزام بعادات الأكل والنوم المنتظمة قدر الإمكان واتِّباع نظام غذائي صحي؛
* تعلُّم أساليب الاسترخاء، مثل التنفس البطيء واسترخاء العضلات التدريجي؛
* اكتساب عادة التأمل عن طريق اليقظة الذهنية، حتى لو كان ذلك لبضع دقائق يوماً.




نقلاً عن منظمة الصحة العالمية