• ×
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 | 12-02-2024

عرّاب المسرح السعودي فهد رده يكتب لأنه يريد فعل الكتابة .. تكريم مُستحق في مهرجان المسرح الخليجي الرابع عشر بالرياض

عرّاب المسرح السعودي فهد رده يكتب لأنه يريد فعل الكتابة .. تكريم مُستحق في مهرجان المسرح الخليجي الرابع عشر بالرياض
0
0
الآن - العرّاب ، الدكتور ، عميد المسرح الحديث ، تعددت الألقاب وتعدد الوصف ، جميعها مقولات جمهور مُحب ، ولكن الحقيقة تكمن وراء الذات المبدعة المتفردة التي أثبتت تواجدها واتفق عليها الكثير جداً ، ممن عرفوا نصوص فهد رده الحارثي ، وعرفوا الإنسان الذي لا يركض لكل ذلك ، رجل يسكنه حب المسرح حدّ كل شيء .

تاريخٌ ممتدٌ منذ النقطة صفر حين كانت البدايات ضعيفة والإمكانات معدومة ، استطاع أن ينقلها رغم التحديات إلى واقع ملموس ، ونجاحات متوالية وأرفف مليئة بالأوسمة ، ونصوصٌ استقطبت الباحثين الأكاديميين من الدارسين طالبي الدرجات العلمية لنيل الماجستير والدكتوراه ..!

نصوص فهد رده المسرحية ، لغة راقية باذخة متفردة كالسهل الممتنع ، تحتاج قرائتها كثيراً لعلك تقترب ، وفي كل مرّة تجد مفتاحاً يأخذك باتجاه جديد ، يكتب لأنه يريد فعل الكتابة ولايهمه غير ذلك ، لكنه أيضاً يدرك جيداً كيف ينتقل بحرفه كيفما شاء ليخدم الفكرة التي يترصدها ، تأتيه اللغة طواعية فيصوغ حروفها بإتقان ، يبدع في استخدام الفعل المستمر الحاضر وكأنه يخبرك الذي في نفسه ليأسر القاريء بصياغة الكلمات في جمل نابضة تجعله يعيش الحالة الشعورية التي يريد إيصالها له دون تكلف أو عناء .
تلك النصوص تجعل المتابع في دهشة ، شيء من السرد وشيء من الشعر وشيء من النغم ، مسرحٌ من عوالم فلسفية وتراثية وإشارات تاريخية ودلالات وإيحاءات إذا شاء .. !!

اليوم ونحن بحضرة القفزة الحضارية والعلمية والثقافية التي وصلنا إليها ، ننتظر أن تتوفر كتب المسرح ومؤلفات فهد الحارثي تحديداً في المكتبات المدرسية ، وأن تُقدّم مسرحياته ضمن الأنشطة ولاتقتصر على الجامعات فقط ، ليتدرب الطلاب والطالبات على اللغة الفصحى الرصينة لتكون ممارسة فعلية بين أيديهم ، تُجوِّد ألسنتهم ، وتساعد على صقل ذائقتهم .. فهل نرى ذلك قريباً ؟..
أثق أن ذلك سيكون ، وكلنا انتظار ، و"إن غداً لناظره قريب" .

وقفة تقديرٍ لثراء مسرحي سعودي يسمى فهد رده ، وحقيقةً منذ أن تم الإعلان عن مهرجان المسرح الخليجي الرابع عشر المقام لأول مرّة في الرياض ، وكلنا يراهن على أنه تكريم مُستحق له

فُضلة المداد :
مُبارك لك فهد الحارثي ، ومبارك لنا تكريمك گرمزٍ وقامة مسرحية سعودية وضعت بصمتها ، حين حلّقت عالياً بإسم المسرح السعودي خارج الحدود ..

مسرحيٌ بامتياز ، استقطب الأنظار ثم وقف وقال في ثقة واعتزاز : "المسرح السعودي قال كلمته" ..
ودائماً أكرر مقولتي : "شكراً فهد رده ، شكراً لأنك منّا ونحن منك " .



سماء سرور الشريف
أغسطس 28-29 /8/ 2024