الوعي التام كتجربة يومية ..
08-15-2024 12:24 مساءً
0
0
يقول * د. ريتشارد تشامبرز :
من الجيد أن نلحظ أن الوعي التام تجربة يومية بدلاً من كونه حالة ذهنية خاصة أو طريقة للوجود. فعلي سبيل المثال، تذكر آخر مرة جلست وشاهدت الشمس وهي تغرب، فهناك احتمال كبير أنك شعرت ببعض الراحة والاسترخاء – وربما شعرت بأن مداركك تتسع بينما تجلس محدقاً إلي الأفق، أو ربما عندما ذهبت للتجول بين الطبيعة، سواء كان هذا في الغابات أو مجرد نزهة بسيطة مع كلبك في المنتزه، فشعرت بتلك الراحة نفسها.
لا يجب عليك أن تتعمد دفع الأفكار عن العمل أو الفواتير التي لم تُدفع خارج ذهنك، حيث يمكنك أن تفعل هذا من دون بذل أي جهد علي الفور – تأمل المناظر الطبيعية والأصوات والأحاسيس علي غرار ملمس الأرض بقدميك الحافيتين والنسيم الذي ينساب بنعومة على بشرتك، ففي مثل تلك اللحظات، يتماهى انتباهنا بصورة طبيعية مع الحاضر مع تأملنا بانتباه أكبر لما يحدث من حولنا ، من شأن شغل انتباهنا بأحاسيس مثل تلك أن يؤدي بنا إلي زيادة راحتنا وتقدير الحياة بصورة أفضل، وسيبدو الأمر كأن المخاوف والاهتمامات تتنحى جانباً من تلقاء نفسها، ولهذا السبب، نسعى دائماً للخبرات والأنشطة التي تجعلنا نشعر بمثل هذا الشعور، وإن توقفت وفكرت في الأمر، ستجد أن هناك عدداً لا نهائياً من الأمور التي يمكنها مساعدتنا علي الشعور بهذا، وإلي جانب مشاهدة غروب الشمس والتجول بين الطبيعة، هناك امور أخرى على غرار التأمل واليوجا ونظام البيلاتس للياقة البدنية، وبالنسبة للكثيرين، يعتبر عزف الموسيقي أو سماعها أو مشاهدة الأفلام أو القراءة من أجل المتعة، أو الطهو أو البستنة أو صناعة الأعمال الفنية والحرفية من الأمور التي تجعلهم ينخرطون بالطريقة ذاتها؛ حيث يقول الناس إنهم يشعرون بأنهم أكثر اتصالاً بأجسامهم عندما يقومون بالتمارين الرياضية، وبالتالي يشعرون باللحظة الراهنة.
ونحن لا نتحدث هنا عن السير علي جهاز السير في صالة الألعاب الرياضية أو مشاهدة التلفاز أو قراءة المجلات أثناء التمرينات، بل نتحدث عن الشعور بحركة الجسم وإدراك وضعيته وأنماط التنفس اللحظة تلو الأخرى، وكذلك فإن اللعب مع الأطفال أو مع الحيوانات الأليفة يساعدنا علي البقاء في اللحظة الراهنة، حيث إنهم يميلون إلي البقاء فيها – وهذا يجعلنا نفعل المثل – والقائمة تطول إلي ما لا نهاية.
في واقع الأمر، إن فكرت في هواياتك، فربما ستجد بعضاً منها تلفت انتباهك وتقودك إلي الاسترخاء والراحة، ويمكننا أن نجد أنفسنا في حالة من "الانسيابية"، حيث نكون حاضرين في اللحظة الراهنة ومندمجين من دون أي جهد، ولهذا السبب نبحث عن هذه الأمور.
———————-
*د. ريتشارد تشامبرز
طبيب نفسي إكلينيكي في عيادته الخاصة، وهو متخصص في العلاج القائم علي الوعي التام، وخبير ومعروف عالمياً في مجال الوعي التام، ولقد ابتكر مقاربة للوعي التام ، ومستشار لعدد كبير من المؤسسات التعليمية والشركات والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني
مراجع
من الجيد أن نلحظ أن الوعي التام تجربة يومية بدلاً من كونه حالة ذهنية خاصة أو طريقة للوجود. فعلي سبيل المثال، تذكر آخر مرة جلست وشاهدت الشمس وهي تغرب، فهناك احتمال كبير أنك شعرت ببعض الراحة والاسترخاء – وربما شعرت بأن مداركك تتسع بينما تجلس محدقاً إلي الأفق، أو ربما عندما ذهبت للتجول بين الطبيعة، سواء كان هذا في الغابات أو مجرد نزهة بسيطة مع كلبك في المنتزه، فشعرت بتلك الراحة نفسها.
لا يجب عليك أن تتعمد دفع الأفكار عن العمل أو الفواتير التي لم تُدفع خارج ذهنك، حيث يمكنك أن تفعل هذا من دون بذل أي جهد علي الفور – تأمل المناظر الطبيعية والأصوات والأحاسيس علي غرار ملمس الأرض بقدميك الحافيتين والنسيم الذي ينساب بنعومة على بشرتك، ففي مثل تلك اللحظات، يتماهى انتباهنا بصورة طبيعية مع الحاضر مع تأملنا بانتباه أكبر لما يحدث من حولنا ، من شأن شغل انتباهنا بأحاسيس مثل تلك أن يؤدي بنا إلي زيادة راحتنا وتقدير الحياة بصورة أفضل، وسيبدو الأمر كأن المخاوف والاهتمامات تتنحى جانباً من تلقاء نفسها، ولهذا السبب، نسعى دائماً للخبرات والأنشطة التي تجعلنا نشعر بمثل هذا الشعور، وإن توقفت وفكرت في الأمر، ستجد أن هناك عدداً لا نهائياً من الأمور التي يمكنها مساعدتنا علي الشعور بهذا، وإلي جانب مشاهدة غروب الشمس والتجول بين الطبيعة، هناك امور أخرى على غرار التأمل واليوجا ونظام البيلاتس للياقة البدنية، وبالنسبة للكثيرين، يعتبر عزف الموسيقي أو سماعها أو مشاهدة الأفلام أو القراءة من أجل المتعة، أو الطهو أو البستنة أو صناعة الأعمال الفنية والحرفية من الأمور التي تجعلهم ينخرطون بالطريقة ذاتها؛ حيث يقول الناس إنهم يشعرون بأنهم أكثر اتصالاً بأجسامهم عندما يقومون بالتمارين الرياضية، وبالتالي يشعرون باللحظة الراهنة.
ونحن لا نتحدث هنا عن السير علي جهاز السير في صالة الألعاب الرياضية أو مشاهدة التلفاز أو قراءة المجلات أثناء التمرينات، بل نتحدث عن الشعور بحركة الجسم وإدراك وضعيته وأنماط التنفس اللحظة تلو الأخرى، وكذلك فإن اللعب مع الأطفال أو مع الحيوانات الأليفة يساعدنا علي البقاء في اللحظة الراهنة، حيث إنهم يميلون إلي البقاء فيها – وهذا يجعلنا نفعل المثل – والقائمة تطول إلي ما لا نهاية.
في واقع الأمر، إن فكرت في هواياتك، فربما ستجد بعضاً منها تلفت انتباهك وتقودك إلي الاسترخاء والراحة، ويمكننا أن نجد أنفسنا في حالة من "الانسيابية"، حيث نكون حاضرين في اللحظة الراهنة ومندمجين من دون أي جهد، ولهذا السبب نبحث عن هذه الأمور.
———————-
*د. ريتشارد تشامبرز
طبيب نفسي إكلينيكي في عيادته الخاصة، وهو متخصص في العلاج القائم علي الوعي التام، وخبير ومعروف عالمياً في مجال الوعي التام، ولقد ابتكر مقاربة للوعي التام ، ومستشار لعدد كبير من المؤسسات التعليمية والشركات والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني
مراجع