"منطقة الفاو الأثرية" في السعودية على قائمة التراث العالمي .. فماذا تعرف عنها ؟
07-28-2024 12:13 مساءً
0
0
الآن - أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اليوم إدراج عدد من المواقع الأثرية في عدد من البلدان وذلك خلال الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي في العاصمة الهندية نيودلهي.
جاء ذلك خلال الدورة الـ46 لاجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو التي تنعقد في الفترة من 21 إلى 31 يوليو الجاري في عاصمة الهند نيولودهي, بحضور 195 دولة من دول الأعضاء
المصادقة على اتفاقية التراث العالمي 1972م.
ووافقت لجنة التراث العالمي على إدراج موقع
المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية في السعودية على قائمة التراث العالمي، حيث تعد قرية الفاو الأثرية عاصمة /مملكة كندة/ الأولى، إحدى الممالك العربية القديمة في نجد، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية التي تعبر عن تجسيد متكامل للمدن العربية ما قبل الإسلام
ماذا تعرف عن منطقة الفاو الأثرية في السعودية :
بدأت الأعمال الميدانية في موقع الفاو بجهود جامعة الملك سعود في سبعينات القرن الحادي والعشرين، بقيادة عالم الآثار السعودي الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، حيث استمرت لأكثر من أربعين عاماً، كشف خلالها عن العديد من الجوانب الثقافية للموقع أبرزها؛ المنطقة السكنية، منطقة السوق، المعابد، والمقابر، ونشرت النتائج في سبع مجلدات تحتوي على نتائج هذه الأعمال الأثرية.
منطقة الفاو الأثرية عاصمة مملكة كندة الأولى أحد الممالك العربية القديمة في نجد، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية؛ لأنها عبارة عن تجسيد متكامل للمدن العربية قبل الإسلام
وتقع الفاو في المملكة العربية السعودية، في الجنوب الغربي من العاصمة الرياض بمسافة 700 كم، وتحديدا جنوب غرب محافظة السليل بحوالي 100 كم، وجنوب محافظة وادي الدواسر بنفس المسافة تقريبا، وبالتحديد في المنطقة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى «الفاو» والتي استمدت القرية اسمها الحديث منها تعريفاً وتمييزا لها عن باقي القرى المجاورة لها، وتشرف قرية الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي في السعودية، وتبعد قرابة 300 كم شمال نجران
كانت الفاو مزدهرة قديماً ، فيها القصور والأسواق والتي تتحدث عن الحضارة العريقة لمملكة كندة وامرئ القيس وكيف كانت بيوتهم وأسواقهم ومتاجرهم وملابسهم وأطعمتهم وآنيتهم ووسائل زينتهم ونظام أمنهم ودفاعهم عن حصونهم وأبراجهم وعن ثقافتهم وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية
وتمتاز المنطقة بوجود كم وافر من الآثار والتحف والأبراج والميادين والأسواق التجارية، وعرف أهلها الزراعة حيث عثر في القرية على عدد كبير من آبار المياه، وتم إحصاء (17) بئراً ضخماً، كما أنها تقع على وادي يفيض بين مدة وأخرى، وحفروا الآبار الواسعة وشقوا القنوات وزرعوا النخيل والكروم وبعض أنواع اللبان والحبوب، كما استعملوا جذوع الأشجار والنخيل في تسقيف منازلهم، والأخشاب المحلية والمستوردة لأبوابهم ونوافذهم، واهتموا بالثروة الحيوانية ومنها الجمال والأبقار والماعز والضأن والغزلان والوعول.
وعرفت «الفاو» فناً معمارياً متميزاً من حيث مواد البناء وهندسة العمارة وتبليط المباني وزخرفتها من الداخل والخارج وذلك فيما اكتشف من عمارة السوق والقصر والمنطقة السكنية بالقرية، واستعمل سكان قرية في البناء اللبن المربع والمستطيل، إضافة إلى استخدام الحجر المنقور والمصقول، والجبس المخلوط بالرمل والرماد في تبليط الجدران الداخلية للمباني، ودعموا مبانيهم بالأبراج المربعة المستطيلة، ويدل الطراز المعماري على أنه يمثل طرازاً عربياً فريداً برزت فيه مراعاة الظروف البيئة واحتياجاتهم المختلفة.
ومن أبرز آثار منطقة الفاو السوق الذي شيد بالقرب من الحافة الغربية للوادي الذي يفصل بين جبل طويق وبين حدود المدينة شرقي المنطقة السكنية، وهو سوق كبير يحيط به سور ضخم مكون من ثلاثة أجزاء متلاصقة، ويتكون السوق من ثلاثة أدوار وله سبعة أبراج، ويضم حوانيت وغرفاً ومستودعات.
وتعتبر المنطقة السكنية من أهمل معالم قرية الفاو، حيث إنها تضم عناصر مهمة في حياة مجتمع «كندة»، وتمثل صورة مكملة لتصور المدينة قبل الإسلام، وتتميز عمارة القرية بوجود أزقة وشوارع بين المنازل ووحدات سكنية متميزة تتسع بعض غرفها حتى تصل إلى عشرة أمتار طولاً وثلاثة أمتار عرضاً، والدقة في استقامة المباني وضبط زواياها القائمة، واستخدام أعتاب من الحجر بعضها عليه نصوص مكتوبة بخط المسند، واستعمال الأخشاب للأبواب والأسقف، ووجود شبكات للمياه النظيفة تخرج من المنازل.
ومن معالم الفاو «القصر» والذي عثر بداخله رسوم فنية تمثل قيمة التطور الفني لهذه المدينة إذا ما قورنت بمثيلاتها في البلدان المتاخمة، بل أنها تفوقها من حيث الدقة والتناسق وقدرة الفنان الذي رسمها على التعبير عن تصوره الواضح.
كما اهتم السكان بالكتابة، فهي موجودة على سفوح الجبال وفي السوق وعلى اللوحات الفنية وفي المدينة السكنية والفخار والمواد الأثرية الأخرى، وعبّروا عن أفكارهم وخواطرهم بالخط المسند الجنوبي الذي أخذ في القرية شكلاً متميزاً، أما لغتهم فكانت مزيجاً بين لغة الشمال والجنوب، وكانت موضوعات الكتابة مختلفة فمنها الموضوعات التجارية بالإضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الفردية.
وإضافة إلى ذلك تضم منطقة الفاو عدداً كبيراً من الرسوم الفنية المختلفة، حيث اهتم الفنان العربي في شبه الجزيرة العربية برسم مشاهداته في الحياة اليومية على لوحات فنية تختلف في جودتها من مكان إلى آخر.
ومن الآثار المهمة التي عثر عليها في «الفاو» مجموعة من المجسمات الحجرية والمعدنية التي تمثل مزيجاً حضارياً يمتد منذ القرن الثاني قبل الميلاد بالنسبة للمنحوتات المرمرية.
وتضمنت المعثورات قطعاً منسوجة من الكتان وصوف الأغنام ووبر الجمال، وأواني معدنية مثل القدور والسكاكين والإبر وأغماد الخناجر والمفاتيح والأساور، علاوة على المسكوكات التي تعد من أهم معثورات القرية لأن معظمها قد ضرب فيها، ومعظم المسكوكات التي عثر عليها كانت من الفضة ، وعثر في القرية على كميات كبيرة من الفخار وبعضه عليه كتابات بالخط المسند، وهو إما فخار خشن أو رقيق أو مزجج، ويعد الفخار الذي عثر عليه علامة بارزة في تاريخ قرية الفاو.
جاء ذلك خلال الدورة الـ46 لاجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو التي تنعقد في الفترة من 21 إلى 31 يوليو الجاري في عاصمة الهند نيولودهي, بحضور 195 دولة من دول الأعضاء
المصادقة على اتفاقية التراث العالمي 1972م.
ووافقت لجنة التراث العالمي على إدراج موقع
المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية في السعودية على قائمة التراث العالمي، حيث تعد قرية الفاو الأثرية عاصمة /مملكة كندة/ الأولى، إحدى الممالك العربية القديمة في نجد، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية التي تعبر عن تجسيد متكامل للمدن العربية ما قبل الإسلام
ماذا تعرف عن منطقة الفاو الأثرية في السعودية :
بدأت الأعمال الميدانية في موقع الفاو بجهود جامعة الملك سعود في سبعينات القرن الحادي والعشرين، بقيادة عالم الآثار السعودي الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، حيث استمرت لأكثر من أربعين عاماً، كشف خلالها عن العديد من الجوانب الثقافية للموقع أبرزها؛ المنطقة السكنية، منطقة السوق، المعابد، والمقابر، ونشرت النتائج في سبع مجلدات تحتوي على نتائج هذه الأعمال الأثرية.
منطقة الفاو الأثرية عاصمة مملكة كندة الأولى أحد الممالك العربية القديمة في نجد، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية؛ لأنها عبارة عن تجسيد متكامل للمدن العربية قبل الإسلام
وتقع الفاو في المملكة العربية السعودية، في الجنوب الغربي من العاصمة الرياض بمسافة 700 كم، وتحديدا جنوب غرب محافظة السليل بحوالي 100 كم، وجنوب محافظة وادي الدواسر بنفس المسافة تقريبا، وبالتحديد في المنطقة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى «الفاو» والتي استمدت القرية اسمها الحديث منها تعريفاً وتمييزا لها عن باقي القرى المجاورة لها، وتشرف قرية الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي في السعودية، وتبعد قرابة 300 كم شمال نجران
كانت الفاو مزدهرة قديماً ، فيها القصور والأسواق والتي تتحدث عن الحضارة العريقة لمملكة كندة وامرئ القيس وكيف كانت بيوتهم وأسواقهم ومتاجرهم وملابسهم وأطعمتهم وآنيتهم ووسائل زينتهم ونظام أمنهم ودفاعهم عن حصونهم وأبراجهم وعن ثقافتهم وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية
وتمتاز المنطقة بوجود كم وافر من الآثار والتحف والأبراج والميادين والأسواق التجارية، وعرف أهلها الزراعة حيث عثر في القرية على عدد كبير من آبار المياه، وتم إحصاء (17) بئراً ضخماً، كما أنها تقع على وادي يفيض بين مدة وأخرى، وحفروا الآبار الواسعة وشقوا القنوات وزرعوا النخيل والكروم وبعض أنواع اللبان والحبوب، كما استعملوا جذوع الأشجار والنخيل في تسقيف منازلهم، والأخشاب المحلية والمستوردة لأبوابهم ونوافذهم، واهتموا بالثروة الحيوانية ومنها الجمال والأبقار والماعز والضأن والغزلان والوعول.
وعرفت «الفاو» فناً معمارياً متميزاً من حيث مواد البناء وهندسة العمارة وتبليط المباني وزخرفتها من الداخل والخارج وذلك فيما اكتشف من عمارة السوق والقصر والمنطقة السكنية بالقرية، واستعمل سكان قرية في البناء اللبن المربع والمستطيل، إضافة إلى استخدام الحجر المنقور والمصقول، والجبس المخلوط بالرمل والرماد في تبليط الجدران الداخلية للمباني، ودعموا مبانيهم بالأبراج المربعة المستطيلة، ويدل الطراز المعماري على أنه يمثل طرازاً عربياً فريداً برزت فيه مراعاة الظروف البيئة واحتياجاتهم المختلفة.
ومن أبرز آثار منطقة الفاو السوق الذي شيد بالقرب من الحافة الغربية للوادي الذي يفصل بين جبل طويق وبين حدود المدينة شرقي المنطقة السكنية، وهو سوق كبير يحيط به سور ضخم مكون من ثلاثة أجزاء متلاصقة، ويتكون السوق من ثلاثة أدوار وله سبعة أبراج، ويضم حوانيت وغرفاً ومستودعات.
وتعتبر المنطقة السكنية من أهمل معالم قرية الفاو، حيث إنها تضم عناصر مهمة في حياة مجتمع «كندة»، وتمثل صورة مكملة لتصور المدينة قبل الإسلام، وتتميز عمارة القرية بوجود أزقة وشوارع بين المنازل ووحدات سكنية متميزة تتسع بعض غرفها حتى تصل إلى عشرة أمتار طولاً وثلاثة أمتار عرضاً، والدقة في استقامة المباني وضبط زواياها القائمة، واستخدام أعتاب من الحجر بعضها عليه نصوص مكتوبة بخط المسند، واستعمال الأخشاب للأبواب والأسقف، ووجود شبكات للمياه النظيفة تخرج من المنازل.
ومن معالم الفاو «القصر» والذي عثر بداخله رسوم فنية تمثل قيمة التطور الفني لهذه المدينة إذا ما قورنت بمثيلاتها في البلدان المتاخمة، بل أنها تفوقها من حيث الدقة والتناسق وقدرة الفنان الذي رسمها على التعبير عن تصوره الواضح.
كما اهتم السكان بالكتابة، فهي موجودة على سفوح الجبال وفي السوق وعلى اللوحات الفنية وفي المدينة السكنية والفخار والمواد الأثرية الأخرى، وعبّروا عن أفكارهم وخواطرهم بالخط المسند الجنوبي الذي أخذ في القرية شكلاً متميزاً، أما لغتهم فكانت مزيجاً بين لغة الشمال والجنوب، وكانت موضوعات الكتابة مختلفة فمنها الموضوعات التجارية بالإضافة إلى الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الفردية.
وإضافة إلى ذلك تضم منطقة الفاو عدداً كبيراً من الرسوم الفنية المختلفة، حيث اهتم الفنان العربي في شبه الجزيرة العربية برسم مشاهداته في الحياة اليومية على لوحات فنية تختلف في جودتها من مكان إلى آخر.
ومن الآثار المهمة التي عثر عليها في «الفاو» مجموعة من المجسمات الحجرية والمعدنية التي تمثل مزيجاً حضارياً يمتد منذ القرن الثاني قبل الميلاد بالنسبة للمنحوتات المرمرية.
وتضمنت المعثورات قطعاً منسوجة من الكتان وصوف الأغنام ووبر الجمال، وأواني معدنية مثل القدور والسكاكين والإبر وأغماد الخناجر والمفاتيح والأساور، علاوة على المسكوكات التي تعد من أهم معثورات القرية لأن معظمها قد ضرب فيها، ومعظم المسكوكات التي عثر عليها كانت من الفضة ، وعثر في القرية على كميات كبيرة من الفخار وبعضه عليه كتابات بالخط المسند، وهو إما فخار خشن أو رقيق أو مزجج، ويعد الفخار الذي عثر عليه علامة بارزة في تاريخ قرية الفاو.