• ×
السبت 19 أبريل 2025 | 04-17-2025

التنمّر .. تاريخه وأنواعه والعقوبات الرادعة

التنمّر .. تاريخه وأنواعه والعقوبات الرادعة
0
0
الآن - التنمّر ، نوع من أنواع السلوك الضار العنيف بهدف السيطرة أو الإذلال ، يشمل الاستفزاز والتعرض المستمر لشخص ما بطرق سلبية أو متكررة ، سواء كان ذلك عبر الكلمات، الأفعال، أو السلوكيات الاجتماعية ، ويمكن أن يحدث في مختلف البيئات مثل المدارس، أماكن العمل أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

**من هو المتنّمر ؟..
هو الفرد الذي يستخدم سلطته أو قوته أو وضعه الاجتماعي للقيام بأفعال سلبية أو استفزازية متكررة تستهدف الضحية وتتسبب لها في الأذى النفسي أو الاجتماعي أو الجسدي.

**التنمّر عبر العصور ..
بحث عدد من علماء التاريخ عن حالات للتنمر عبر العصور كانت المفاجأة أن التنمر موجود منذ بدء الخليقة، ولكن تم توثيق "جريمة" بسبب التنمر في عام 1825 وذلك وفقًا لتقويم نيوجيت .

** أما في الدين الإسلامي نهي صريح وواضح جاء في قوله تعالى في سورة الحجرات :
{*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } ، نهي صريح عن احتقار الناس والاستهزاء بهم لوجود مرض أو فقر أو أي صفة مختلفة أو غير مألوفة.
وفي الآية {*وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } نهيٌ صريح عن الإيماءات التي توحي للآخرين بالاستهزاء بهم سواء كانت بالنظر أو بالحركة أو بالكلام، وفي الآية {*وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } أي لا تقوموا بإطلاق أسماء على البعض يستاءوا منها عندما يستمعون إليها ، وكل هذه من أفعال المتنمِّرين كما يتم رصدها .

**تتشابه خصائص ظاهرة التنمر ونتائجها النفسية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم، وتتفرد أسبابها من دولة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى داخل الدولة الواحدة ..
وتتعدد نظريات واستراتيجيات مكافحة التنمر، فقد توصلت الدراسات السيكولوجية إلى نظريات متباينة لعلاج التنمر، منها نظرية العلاج العقلاني الانفعالي التي أسسها عالم النفس “ألبرت أليس” بهدف تعزيز التفكير العقلاني وتحليل السلوك للتمييز بين ما هو عقلاني وما هو لا عقلاني ، وقد طور “دونالد هربرت” ، هذه النظرية لنظرية العلاج المعرفي السلوكي من خلال تحليل طريقة تفكير الطفل وتأثيرها على تكوين مفاهيمه، فطريقة تفكير الطفل تحدد نتائج الأحداث التي يمر بها ، وتمثل هذه النظريات واستراتيجيات تنفيذها علاجًا مباشرًا وتوجيهيًا للأطفال الذين يتورطون في ارتكاب التنمر، وهو ما يتطلب متخصصين كالأخصائيين الاجتماعيين أو النفسيين بالمدارس، لذا لا يساهم هذا النوع من التدخل العلاجي في خفض تطور نمو ظاهرة التنمر بشكل أعم وأشمل، وإن كان يفيد في معالجة حالات فردية.

**يظهر التنمّر في أشكال متعددة، منها:
* التنمّر اللفظي ، من خلال استخدام الكلمات السلبية أو الإهانات.
* التنمّر الجسدي ، باستخدام العنف البدني أو التهديدات الجسدية.
* التنمّر الاجتماعي ، عزل الشخص أو استبعاده من الأنشطة الاجتماعية.
* التنمّر العاطفي ، إحداث الأذى النفسي بالتهكم أو الاستهزاء.
* التنمّر الإلكتروني (السيبراني) ، عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي.
* التنمر العنصري بسبب اللون، أو الجنس، أو العرق، أو الديانة.
تلك أمثلة عامة وقد يظهر التنمّر بأشكال وسياقات مختلفة.

** يترك التنمّر آثارًا سلبية كبيرة على صحة الشخص النفسية فقد يكون سبباً في :
-انخفاض الثقة بالنفس ، حيث يشعر الشخص المتعرض للتنمّر بالاضطهاد والرهاب، مما يؤثر على ثقته بنفسه.
-زيادة القلق والاكتئاب لدى الأفراد المستهدفين.
-ضعف الأداء العقلي والاجتماعي ، الذي يمكن أن يؤدي إلى تراجع أداء الشخص في الدراسة أو العمل، وقد يؤثر أيضًا على علاقاته الاجتماعية.
-العزلة الاجتماعية ، فقد يشعر الشخص المتعرض للتنمّر بالعزلة والانفصام الاجتماعي.
-التأثير العاطفي طويل الأمد ، حيث يمكن أن يستمر تأثير التنمّر لفترة طويلة بعد انتهاء الواقعة نفسها، مما يؤثر على صحة الشخص العقلية.

جميع تلك الآثار تعتمد على السياق وطبيعة التنمّر وعلى كيفية تعامل الشخص المستهدف معه.

** وتتطلب معالجة ظاهرة التنمر جهودًا مشتركة من مختلف الجهات، ومن بين الخطوات التي يمكن اتخاذها:
* التوعية والتثقيف ، وتعزيز الوعي حول آثار التنمّر وضرورة الاحترام المتبادل والتسامح.
* تعزيز الثقة بالنفس ، ودعم الأفراد المتضررين لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقوية قدراتهم على التعامل مع التنمّر.
* التدخل الفعّال ، وتوفير آليات فعّالة للتدخل عند حدوث حالات التنمّر في المدارس أو أماكن العمل، بما في ذلك وضع سياسات واضحة تحظر التنمّر وتحدد العقوبات.
* تشجيع البيئات الإيجابية ، من خلال تعزيز بيئات صحية تشجع على الاحترام المتبادل والتعاون في المدارس ومحيط العمل.
* الدعم النفسي والاجتماعي ، وتوفير الدعم للأفراد الذين يتعرضون للتنمّر للمساعدة في تجاوز الآثار السلبية التي قد يترتب عليها.
* التفاعل الفعّال مع الحالات ، وتشجيع الشهود والشخص المتضرر على الإبلاغ عن حالات التنمّر وضمان التعامل السريع والفعّال معها.

ولابد أن تختلف الطرق باختلاف الثقافات والبيئات والسياقات.

**وتتباين العقوبات المفروضة على المتنمّرين حسب السياق والمكان ، وتختلف حسب السياسات المحددة في كل مؤسسة أو مجتمع .. بعض أنواع العقوبات تشمل :
-العقوبات التأديبية ، مثل الإنذارات الرسمية، والحرمان من بعض الامتيازات، والعقوبات الإدارية داخل المدارس أو مكان العمل.
-العقوبات التأديبية القانونية ، في بعض الحالات الخطيرة، قد تكون هناك عقوبات قانونية تنطوي على غرامات مالية أو عقوبات قانونية أخرى.
-التوجيهات التربوية والتثقيفية ، فرض برامج تثقيفية أو توجيهات تهدف إلى تعديل السلوك وتوعية المتنمّر بالآثار السلبية لأفعاله.
-التعويضات ، قد تتطلب بعض الحالات تقديم تعويضات أو استردادات للشخص المتضرر نتيجة للأضرار النفسية أو الاجتماعية التي تعرض لها بسبب التنمّر.

وتهدف تلك العقوبات إلى وقف السلوك الضار وتغيير السلوك المتنمّر لضمان بيئة صحية ومُحترمة للجميع.

** المتنمِّر ..
شخصية غير سوية لديه ميول أو سلوكيات تؤدي إلى إيذاء الآخرين بطرق مختلفة ، ويمكن أن تكون هناك أسباب متعددة وراء هذا السلوك، مثل القلق أو العداء أو الرغبة في السيطرة أو حتى الأذى النفسي الذي يعاني منه المتنمّر بنفسه.

ويرى العديد من المتخصصين أن المتنمِّر يحتاج إلى نوع من تحليل الشخصية وخلفيتها الاجتماعية لفهم سبب سلوكه والتعامل معه بشكلٍ فعال.

** وأثبتت الدراسات الحديثة أن الشخص المتنمر له صفات محددة بدقة :
* يعاني من نقص ذاتي، فالمتنمر في الغالب يكون نرجسي ويستخدم التنمر ضد الآخرين لإخفاء ما يشعر به من نقص.
* المتنمر شخص مصاب باضطراب الشخصية وسريع الغضب، لذلك يستخدم القوة كأول رد فعل له.
* مدمن على السلوك العدواني ضد الآخرين.
* يسيء فهم أي فعل ناتج عن الطرف الآخر.
* يميل دائمًا لمشاهدة أعمال العنف.
* يميل للتقليد في الأفعال الخاصة بالتنمر، والتي غالبًا يكون اكتسبها منذ الصغر .
* الشخص المتنمر غالبًا يكون قد تعرض إلى تنمر في مرحلة طفولته .

** القانون السعودي ..
-حماية لضحايا التنمّر وضعت المملكة قوانين صارمة تختلف بحسب الجهات وفيما يخص العقوبة في أماكن العمل يقع على المتنمِّر غرامة مالية وقدرها 500 ألف ريال سعودي، مع السجن لمدة قد تصل إلى سنة، أو إحدى العقوبتين إذا ثبت ضده الاتهام عند قيامه بهذا السلوك ، ويكون ذلك في حالة ارتكاب فعل التنمّر باستخدام التقنيات الحديثة حسب نظام مكافحة جرائم المعلوماتيّة في السعودية ، كما يمكن أن تصل عقوبة التنمر بالنسبة إلى الطلبة إلى النقل من المدرسة، ونصّ القانون على إمكانية أن يتخذ العامل العديد من الإجراءات وفق نظام العمل في حالة تعرّضه إلى التنمّر.
-كما نص القانون على أن العقوبة لا تقل عن نصف حدها الأعلى في حالة ارتكاب الجريمة من خلال عصابة منظمة، أو أن يكون الجاني يشغل وظيفة من الوظائف العامة وأن تتصل الجريمة بتلك الوظيفة أو أن يرتكب الشخص الجريمة مستغلًا سلطاته أو نفوذه بالإضافة إلى التغرير بالقصر ومن في حكمهم، واستغلالهم.
-ويرى المختصون أن الفقرة الرابعة من المادة الثالثة من النظام تطبق على المتنمّرين، والمساس بالحياة الخاصة بإساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها.

**التبليغ عن التنمّر ..
* ترفع من خلال الجهات المختصة ففي حالة التنمر المهني أو الوظيفي يتوجه العامل بشكواه إلى وزارة الموارد البشريّة والتّنمية الاجتماعيّة .
* بينما في حالة التنمر في المدارس يرفع الطالب الشكوى إلى الجهات المسؤولة في مدرسته
* كما يُمكن أن تقدم شكاوى التنمّر الإلكترونيّة في مراكز الشّرطة أو عن طريق الدخول على منصّة أبشر للخدمات الحكوميّة.