• ×
الأحد 20 أبريل 2025 | 04-19-2025

الوعي بأهمية المياه الطبيعية تُعزز الاستدامة البيئية وضمان توفيرها للأجيال القادمة

الوعي بأهمية المياه الطبيعية تُعزز الاستدامة البيئية وضمان توفيرها للأجيال القادمة
0
0
الآن - يحتفل العالم بتاريخ اليوم 22 نوفمبر من كل عام ، باليوم العالمي للمياه الطبيعية ، وذلك لتسليط الضوء على أهمية المياه الطبيعية والتشجيع على المحافظة عليها ، وتوفير وصولها للجميع ، وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على المياه النقية وتقديمها بشكل صحي ومستدام للاستخدامات المختلفة من قبل البشرية والبيئة.

تتضمن الفعاليات العالمية المرتبطة بهذا اليوم على الكثير من حملات التوعية، والندوات، وعدد من الفعاليات التي تركز على أهمية الحفاظ على جودة المياه الطبيعية، وكيفية استخدامها بشكل مستدام لضمان توفيرها للأجيال القادمة.

المياه الطبيعية تختلف مصادرها من منطقة إلى أخرى وتلعب دوراً حيوياً في دعم النظم البيئية والمجتمعات البشرية ، نجدها في مجموعة متنوعة من الأماكن حول العالم ، منها على سبيل المثال : البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية ، البحيرات العظمى الخمس، وبحيرة بايكال في روسيا، وبحيرة فيكتوريا في أفريقيا.
وفي الأنهار گنهر الأمازون في أمريكا الجنوبية، ونهر النيل في أفريقيا، ونهر الراين في أوروبا ، وفي الينابيع الطبيعية التي تنشأ من تحت الأرض أو في المناطق الجبلية أو الساحلية.
كما أنها موجودة في المياه الجوفية تحت سطح الأرض في الطبقات الصخرية أو الرملية ، وفي الأنهار المتجمدة والثلوج المذابة في المناطق الباردة مثل القطبين والمناطق الجليدية.

وحتى نتمكن من استخدام المياه الطبيعية بشكل مستدام يحتاج الأمر إلى تثقيف الجميع حول أهمية المياه وكيفية استخدامها بشكل فعال وحفاظًا على نقائها وكميتها ، والقيام بممارسات صحيحة للحفاظ على جودتها بعدم رمي المواد الضارة في الأنهار والبحيرات حفاظاً على نظافتها.
كما ينبغي تطبيق تقنيات الري الذكي واستخدام أنظمة الري القائمة على الحاجة لتقليل الهدر وزيادة كفاءة استخدام المياه في الزراعة والصناعة ، وتشجيع السياسات والممارسات الاقتصادية التي تعزز الاستدامة في استخدام وتوزيع المياه، مع مراعاة حقوق الجميع في الوصول إلى المياه النقية ، وتعزيز استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض مثل الري أو الصناعة، وهو ما يُعرف بالمياه المعاد استخدامها ، والعمل على المحافظة على مياه الأنهار والبحيرات والمستنقعات والمصبات الطبيعية وذلك للمحافظة على توازن النظم البيئية وموارد المياه الطبيعية ، مع ضرورة البحث والتطوير في تقنيات معالجة وتنقية المياه لتوفير مصادر مستدامة وآمنة للشرب والاستخدامات الأخرى.

على أن تحقيق الاستدامة في استخدام المياه يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات والمجتمعات والشركات والأفراد للمحافظة على هذا المورد الحيوي للحاضر والمستقبل.

وللمحافظة على جودة المياه الطبيعية :

لابد من تقليل التلوث بمنع تصريف الملوثات من المواد الكيميائية الضارة والنفايات الصناعية والزراعية مباشرة في مصادر المياه الطبيعية ، وإدارة المياه العادمة عن طريق معالجة مياه الصرف الصحي بشكل فعّال قبل إعادتها إلى البيئة الطبيعية أو استخدامها في الأغراض الأخرى ، مع التشجيع على الزراعة العضوية والممارسات الزراعية الصديقة للبيئة ، وتقليل استخدام المواد الكيميائية الزراعية التي يمكن أن تتسرب إلى المياه الجوفية أو الأنهار وتؤثر على جودتها ، وحماية الأنهار والبحيرات من خلال إعمار المناطق المحيطة بها ومنع تدمير النظم البيئية المائية التي تلعب دورًا في تنقية وحفظ جودة المياه.
إضافة لذلك من المهم جداً التشجيع على التقنيات الصديقة للبيئة في الصناعة بممارسات صناعية تقلل من النفايات وتقلل من التأثيرات الضارة على المياه الطبيعية ، واستمرارية توعية وتثقيف الأفراد حول أهمية المياه وكيفية الحفاظ عليها والحد من استخدام المواد الضارة التي قد تؤثر على جودتها ، وكذلك الرصد المستمر والمراقبة ، لمراقبة جودة المياه والتفتيش المنتظم لضمان التزام القوانين والمعايير البيئية المحددة لحماية المياه.

المياه الطبيعية بشكل عام تدعم مجموعة واسعة من النظم البيئية والحيوية وتعتبر أساساً لاستدامة الحياة البرية واستمرارية الأنشطة البشرية ..

النظم البحرية والمحيطية ، تشمل البحار والمحيطات، حيث تعمل المياه الطبيعية على دعم الحياة البحرية والأنواع البحرية المختلفة مثل الأسماك والطحالب والكائنات البحرية الأخرى.

المستنقعات والأهوار كونها تعتبر مواطن حيوية للعديد من النباتات والكائنات الحية، وتقدم بيئة مواتية للطيور المهاجرة والأنواع البرية المختلفة.

الأنهار والبحيرات التي توفر الحياة للأسماك والزواحف والنباتات المائية، وتعتبر مصادر مياه مهمة للشرب والري والاستخدام البشري.

المناطق الساحلية التي تتضمن الشواطئ والمناطق الملحية والمصبات، وتعتبر مواقع حيوية للأنواع المائية والبرية وتعمل على حماية السواحل وتقليل تأثير العواصف والأمواج.

النظم الحيوية العلوية مثل الينابيع والجداول الصغيرة والمجاري المائية الصغيرة التي تدعم تنوع النباتات والحيوانات الصغيرة.



ونظراً لأهمية دور الفرد في الحفاظ على تلك المياه كأمر أساسي ، وتأثيره الذي يمكن أن يكون كبيراً على المياه الطبيعية، حيث يمكن لمجموعة من الأفراد القيام بأفعال صغيرة لكنها مجتمعة تسهم في الحفاظ على هذا المورد الحيوي وضمان توافره للأجيال القادمة.
ويمكن تحقيقه من خلال العديد من الأفعال اليومية :

-ترشيد استهلاك المياه ، عن طريق إصلاح التسريبات في المنازل، واستخدام أنظمة صديقة للمياه مثل رؤوس الدش الفعالة وترشيد استخدام الماء أثناء الغسيل والتنظيف.

-التوعية والتعليم ونشر الوعي حول أهمية المياه وكيفية استخدامها بشكل مستدام، سواء من خلال الأسرة أو المدارس أو وسائل التواصل الاجتماعي.

-الحفاظ على المصادر المحلية من خلال المشاركة في حملات التنظيف والمحافظة على بحيرات وأنهار محلية ومناطق مائية أخرى.

-استخدام المياه بشكل مسؤول في الحدائق والمزارع والأنشطة اليومية الأخرى، واختيار أساليب الري الفعالة للمحافظة على الموارد المائية.

-دعم المبادرات المحلية والعالمية من خلال المشاركة في المنظمات البيئية والمبادرات التي تعمل على حماية وتحسين جودة المياه الطبيعية.

-التصرف بحكمة وعدم التخلص من المواد الضارة في المجاري أو البيئة، والحد من استخدام المواد الكيميائية الضارة في المنازل والحدائق.


ومن جانب آخر دور الدول والجهات المختصة في حماية وإدارة المياه الطبيعية أساسي وشامل، هذه الجهات تعمل على مستوى الدول والمنظمات الدولية والمحلية للحفاظ على المياه الطبيعية وضمان استخدامها المستدام لصالح البيئة والاقتصاد والمجتمعات من جوانب هامة وكبيرة تتضمن :

إنشاء قوانين وسياسات بيئية قوية تنظم استخدام وحماية المياه الطبيعية، بما في ذلك تنظيم التصرف في المياه وتقييد التلوث وضمان حقوق الوصول للجميع.

تطوير استراتيجيات لإدارة المياه بشكل مستدام، مثل تطبيق نظم الري الذكي وإعادة استخدام المياه وتحسين البنية التحتية للمياه.

مراقبة جودة وكمية المياه، والتصدي للتلوث والمشاكل البيئية التي تؤثر على الموارد المائية.

تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الدولية لحماية حصص المياه العابرة للحدود والمشاريع المشتركة لإدارة الموارد المائية.

توفير التثقيف والتوعية للمجتمعات المحلية والشركات حول أهمية حفظ المياه وطرق استخدامها بشكل مستدام.

دعم الأبحاث والابتكار في مجال تنقية المياه وتقنيات الحفاظ على جودتها وتطوير أساليب جديدة للحفاظ على الموارد المائية.

ولعلنا نسأل هل حفظ وإدارة المياه الطبيعية بشكل مستدام يؤثر إيجاباً على الاقتصاد ؟..

-والإجابة على ذلك نعم وبكل تأكيد ، كونها تعمل على توفير موارد مائية نقية وكافية يدعم الإنتاج الزراعي والصناعي، مما يحسن الإنتاجية ويقلل من تكاليف المعالجة والاعتماد على موارد بديلة.

-المحافظة على المناظر الطبيعية والبيئات المائية تدعم السياحة البيئية والسفر المائي، مما يسهم في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل.

-استخدام المياه بشكل مستدام يسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية والحياة البرية، وبالتالي يدعم استدامة الاقتصاد على المدى الطويل.

-الحفاظ على المياه النظيفة يقلل من التكاليف الصحية والبيئية المرتبطة بتلوث المياه ويحد من تكاليف معالجة المياه الملوثة.

-الاستثمار في تطوير تقنيات معالجة المياه والحفاظ عليها يعزز الابتكار ويفتح أبواباً لفرص جديدة في القطاع التكنولوجي والبيئي.

وبشكل عام، الحفاظ على المياه الطبيعية يعزز الاستدامة البيئية والاقتصادية، ويسهم في خلق فرص عمل وتحسين جودة الحياة، مما يؤثر إيجاباً على النمو الاقتصادي واستقرار المجتمعات.

ولعلنا نركز هنا على أن الوعي بأهمية حفظ وإدارة المياه الطبيعية ضروري في المجتمعات ، لأن الماء مورد حيوي أساسي للحياة على الأرض، والوعي بأهميته يشجع على حمايته والحفاظ عليه للأجيال الحالية والمستقبلية ، وفهم أهمية المياه الطبيعية يعزز الاستدامة البيئية ويدعم الجهود اللازمة للحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية ، كما أن الوعي بجودة المياه ونظافتها يلعب دوراً في الحفاظ على صحة المجتمعات،لتوفير المياه النظيفة الضرورية للشرب والنظافة الشخصية والحياة اليومية ، ووعي المجتمعات يسهم في زيادة الدعم للسياسات والتشريعات التي تحمي وتحافظ على الموارد المائية ، كما يمكن أن يؤدي الوعي إلى تغييرات في السلوكيات اليومية للأفراد والشركات نحو استخدام المياه بشكل أكثر مسؤولية ، ويعزز التعاون المجتمعي لحمايتها والعمل المشترك للحفاظ عليها.

بشكل عام، الوعي البيئي والمعرفة بأهمية المياه الطبيعية يلعبان دوراً أساسياً في تشجيع السلوكيات المستدامة والحفاظ على هذا المورد الحيوي لضمان استدامة الحياة على كوكب الأرض.


قال تعالى : "وجعلنا من الماء كل شيء حي"