• ×
الخميس 30 يناير 2025 | 01-29-2025

الصحة العقلية .. أساسٌ لجودة الحياة والاستمتاع بالعلاقات الإيجابية والأداء الفعّال

الصحة العقلية .. أساسٌ لجودة الحياة والاستمتاع بالعلاقات الإيجابية والأداء الفعّال
0
0
الآن - الصحة العقلية تشير إلى حالة العقل والشعور والسلوك الذي يؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الحياة اليومية ، وتشمل الشعور بالرضا والقدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات، وتكوين علاقات صحية، وكذلك القدرة على التعبير عن العواطف والتعامل معها بشكل صحيح.

وفي مثل هذا اليوم "العشرون" من شهر نوفمبر يحتفل العالم بيوم الصحة العقلية سنويًا لزيادة الوعي بأهميتها وتقديم الدعم والتثقيف حول القضايا النفسية ، ويهدف هذا اليوم إلى تقديم المساعدة للأشخاص المصابين بمشاكل صحة عقلية، وتشجيع المحادثات المفتوحة للتخفيف من النظرة السلبية حولها ، وهناك عدة مؤشرات قد تشير إلى صحة عقلية جيدة، ومنها:

1. الشعور بالرضا العام بالحياة.
2. القدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات بشكل فعّال.
3. القدرة على بناء والحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية.
4. القدرة على التعبير عن المشاعر والعواطف بشكل صحي.
5. القدرة على التكيف مع التغيرات والتحولات في الحياة.
6. الشعور بالثقة بالنفس والتفاؤل.
7. القدرة على النوم بشكل جيد والحفاظ على نمط حياة صحي.
8. القدرة على التركيز والانتباه وإدارة الذاكرة والتفكير بشكل جيد.
وجميعها مؤشرات قد تختلف من شخص لآخر وتشكل جزءًا من تقييم الصحة العقلية الشخصية .


صحة الإنسان العقلية مهمة بشكل كبير في حياته لعدة أسباب:

1. القدرة على بناء علاقات صحية وممتعة مع الآخرين وبصورة مستمرة ومنتظمة

2. التفكير بوضوح واتخاذ القرارات والأداء العام في الحياة اليومية.

3. الصحة العقلية الجيدة يمكن أن تؤدي إلى تحسين الصحة الجسدية والعكس صحيح.

4. القدرة على التكيف مع التحديات والضغوط النفسية بشكل أفضل.

5. الشعور بالراحة والسعادة والرفاهية الشخصية.

باختصار، تعتبر الصحة العقلية أساسية لجودة الحياة والاستمتاع بالعلاقات الإيجابية والأداء الفعّال في الحياة اليومية ، وفي حال اعتلال صحة العقل يمكن أن يؤثر ذلك سلباً على الحياة الشخصية والاجتماعية ، يظهر ذلك في :

-زيادة القلق، الاكتئاب، والشعور بالإحباط الشديد.
-صعوبات في التركيز، القدرة على اتخاذ القرارات، وأداء الوظائف اليومية.
-انعزال اجتماعي وتأثير سلبي على العلاقات الشخصية.
-تأثر الصحة الجسدية مما يتسبب في مشاكل صحية مثل الأرق والتعب المستمر وغيرها.
- قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من اعتلال الصحة العقلية التمييز والاستبعاد من المجتمع.

وفي حين أن الصحة العقلية الجيدة تحافظ على الجوانب الشخصية والاجتماعية والعاطفية والعملية للفرد، يمكن أن يؤثر اعتلالها سلباً على هذه الجوانب ويؤثر على جودة الحياة.

على أن هناك عدة طرق للحفاظ على الصحة العقلية:
-كممارسة الرياضة والنشاط البدني لتحسين المزاج وتقليل مستويات الإجهاد وتعزيز الشعور بالسعادة ،
-الطعام الصحي وتناول الفواكه والخضروات والمواد الغذائية الغنية بالعناصر الغذائية للشعور بالتوازن والطاقة.
-الحصول على كمية كافية من النوم الجيد والمنتظم يعزز الصحة العقلية ، ويعمل على دعم الوظائف العقلية الصحية.
-تعلم التقنيات لإدارة الضغوط اليومية مثل التأمل، والتمارين التنفسية، والاسترخاء .
-الاحتفاظ بالعلاقات الاجتماعية القوية والتواصل مع الأصدقاء والعائلة يعزز الدعم العاطفي ويحسن الصحة العقلية.
-البحث عن المساعدة الاحترافية في حالة الحاجة ، من أخصائي نفسي يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين الصحة العقلية.

ويمكن للمجتمع أن يلعب دوراً مهما في التوعية بأهمية الصحة العقلية ..
من خلال التثقيف والتوعية وتنظيم فعاليات لزيادة الوعي بأهمية الصحة العقلية، وتقديم المعلومات الصحيحة حول القضايا النفسية ، إضافة إلى دعم المبادرات التي تعمل في مجال الصحة العقلية لتقديم الدعم والمساعدة لأولئك الذين يحتاجون إليه ، وتعزيز بيئة تقبلية وداعمة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحة عقلية من خلال إزالة النظرة السلبية والتمييز ، وتشجيع المجتمعات على تقديم الدعم الاجتماعي والعاطفي ، وتشجيع المحادثات العامة حول الصحة العقلية والعوامل التي تؤثر عليها للتخفيف من الغموض والخجل المحيطين بهذا الموضوع ، وباعتبارها جزءاً من المجتمع، يمكن للأفراد والمؤسسات المختلفة أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز الوعي والدعم المتبادل .

كذلك الأسرة تلعب دورًا حاسمًا في دعم الصحة العقلية لأفرادها، حيث يمكن للبيئة الأسرية أن تكون مصدر دعم وتشجيع للأفراد لتقوم بدور فعّال من خلال :
تشجيع الحوار المفتوح والصادق في الأسرة حول العواطف والمشاعر يعزز الدعم العاطفي ويخلق بيئة آمنة للتعبير ، وتقديم الدعم العاطفي لأفراد الأسرة الذين يعانون من الضغوط النفسية أو المشاكل العقلية ، وتعزيز ثقافة الرعاية الذاتية بين أفراد الأسرة، مثل الاهتمام بالصحة البدنية والعقلية وممارسة النشاطات المهمة للراحة والاسترخاء ، وتزويد أفراد الأسرة بالمعرفة والمعلومات حول الصحة العقلية وكيفية التعامل مع التحديات النفسية ، وفهم الأوقات الصعبة التي يمر بها أحد أفرادها وتقديم الدعم والمساندة بدلاً من الانتقاد أو الحكم ، وذلك باعتبار الأسرة بيئة حميمة ومركز دعم رئيسي، يمكن لها أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الصحة العقلية والرفاهية العامة لأفرادها.

ومن المهم معرفة أن التعامل مع مريض الصحة العقلية يتطلب فهمًا وحساسية خاصة من خلال اتباع بعض الطرق التي يمكن أن تكون مفيدة :

-تجنب الحكم أو الانتقاد والتزام الاحترام والتفهم تجاه تجارب المريض.
-تقديم الدعم والتشجيع والاستماع للمريض بدون الحاجة لحل المشكلة.
-مساعدة المريض في الأمور اليومية كالحصول على الطعام أو الاهتمام بالمهام المنزلية.
-التفهم والصبر لأن التعافي يتطلب وقتًا ودعمًا مستمرًا.
-دعوة المريض للبحث عن المساعدة من أخصائي نفسي مؤهل لتقديم العلاج والدعم المناسب.
-إذا كانت هناك خطورة على سلامة المريض أو الآخرين، يجب البحث عن المساعدة الطبية العاجلة ، حيث أن التعامل مع مريض الصحة العقلية يتطلب درجة من الحساسية والوعي والفهم، ويمكن أن يلعب الدعم العاطفي والمساندة العملية دوراً كبيراً في مساعدة المريض على التعافي وتحسين جودة حياته.

في بداية المرض النفسي، قد تظهر علامات مبكرة يمكن ملاحظتها تشير إلى وجود مشكلة في الصحة العقلية مثل :

-تغيرات في السلوك أو الشخصية مثل التغيرات الشديدة في المزاج، الانعزالية المفرطة، القلق المستمر، أو التوتر الشديد.

-تغيرات في الأداء الوظيفي أو الدراسي قد يكون في تراجع مفاجئ في الأداء العملي أو الدراسي دون سبب واضح.

-التغيرات في النوم والتغيرات الغذائية مثل الأرق المستمر أو زيادة أو نقص الشهية بشكل ملحوظ.

-الشعور بالتوتر أو الضغط النفسي الزائد الذي يشير إلى وجود مشكلة عقلية.

-تغيرات في الحديث أو السلوك مثل التفكير بطرق غير عادية أو الانسحاب من الأنشطة المفضلة.

-ظهور أعراض جسدية غير مفهومة مثل آلام الرأس المستمرة أو مشاكل في الجهاز الهضمي دون سبب طبي واضح.

وإجمالاً يجب مراقبة هذه العلامات، وفي حالة ظهورها، يُفضل البحث عن الدعم والمشورة الطبية المهنية للتأكد والتعامل مع الموقف بفعالية.