أخي العربي !
11-08-2023 11:23 مساءً
0
0
كتب صالح جريبيع الزهراني :
____
في كل هجمة بلا سبب على المملكة العربية السعودية من أخوتنا العرب أشعر بالإحباط.
ليس لأنهم يهاجمون وطني .. لا .. فقد تعودنا على هجومهم منذ الدولة السعودية الأولى عندما كانوا يقولون علينا الوهابية الخوارج الكفار ..
مروراً بوصمنا بالرجعية والجهل والتخلف .. وأننا الأعراب رعاة الإبل والشاة الذين أصبحوا أغنياء فجأة من النفط ولا يحسنون التعامل مع الثروات .. وصولاً إلى تحميلنا كل آثام العالم الماضية وأحداثه الجارية .. واتهامنا في كل شاردة وواردة بأننا سبب في تعاستهم وانتكاساتهم وفشلهم ..
فأصبحت جلودنا غليظة وآذاننا صماء عن هرائهم .. وتفرغنا لبناء وطننا ونجحنا بفضل الله.
لكن ما يشعرني بالإحباط حقاً .. أولاً .. أنني ..وعلى المستوى الشخصي .. أتمنى الخير لكل الأخوة العرب من المشرق إلى المغرب وأفخر بكل نجاح عربي وأعتبره نجاحاً شخصياً لي ولم أحسدهم يوماً على ثرواتهم أو أقلل من إنجازاتهم .. أفرح لفرحهم وأتألم لألمهم .. ولا أتوانى عن مساعدة أحدهم قدر استطاعتي إن احتاج إلى المساعدة .. وتربطني بهم صداقات كثيرة .. وأقف حائراً بعض الأحيان بين صديق أكنُّ له الاحترام وينعقد لساني عن مجرد انتقاد بلده .. وبين وطنٍ يتعرض لهجوم هائل من أناس حاقدين من ذلك البلد وصديقي صامت حتى عن تطييب خاطري .. ولم يكلف نفسه حتى مجرد الرد على قومه .. وحينها .. وكما يقول المثل الشعبي .. ما دون الحلق إلا اليدين .. وأنا وابن عمي على الغريب وأنا وأخي على ابن عمي .. والوجه من الوجه أبيض .. فتنحَّ جانباً يا صديقي أنت وصداقتك ، واعلم أن وطني وأمني ومستقبل أبنائي أهم عندي منك ومن بلدك وشعبك وأخوتك العربية والإسلامية ومن كل وشائج الدم والقربى وكل صراخ التهويل وبريق الشعارات.
الأمر الثاني الذي يجعلني أشعر بالإحباط وأفقد الأمل أن مهاجمة دولة كالسعودية المزدهرة عقلاً ووعياً وإنساناً وحضارة ..
وهي عمق العرب وعمق الدين وقوة الاقتصاد والسياسة التي لا يستهين بها العالم بأسره .. والجبل الذي تتكئ عليه تلك البلدان .. يجعلني أحكم بأن العقل العربي مازال غائباً من ذلك الزمان وإلى اليوم .. إنه غائب عن الحقيقة .. لا يتقن استجلاءها .. ولا يحسن قراءتها .. وربما لا يريد ..
غائب عن المنطق والتحليل العميق .. غائب عن الوعي .. غائب عن العدالة .. وعن الأمل .. والتغيير .. غائب عن التحضر تماماً .. ومنغمس في الجهل .. والدروشة .. والمغالطة .. والانجراف الأعمى .. والتبعية .. غارق في الفساد والانتهازية .. ملوث بكل ما يمكن أن يلوث به الإنسان البدائي
الذي لا يردعه خُلقٌ ولا دين .. ولا يتعلم من الأحداث والتجارب .. وما زال يعيش على مبدأ المحاولة والخطأ والابتزاز وإشباع الغرائز .. ونهب وسلب ما في يد أخيه .. وإظهار الحسد له والحقد عليه .. وقتله إن تمكن منه.
وعندما أشعر بأن هذا العقل المنتمي (للكهف) يشكل الغالبية من محيطي الذي يفترض أن أشد به أزري أشعر بالرعب والوحشة والقلق على كل خططي المستقبلية .. خططي التي وضعت أخوتي العرب في عينها وبنيت القواعد وجهزت المقاعد على هذا الأساس .. لينطلقوا معي .. ووعدتهم بمستقبل أفضل وحاولت انتشالهم من الفشل والخيبات والانقسامات والصراعات.
إنني أشعر بأنني غريب في أرض غريبة .. أسير وحيداً مبصراً في طريق كلها عميان .. وليتهم عميان فقط .. لكنهم يريدون أن يفقأوا عينيَّ.
أيها السعوديون..
يدكم فوق أيديهم .. ومقامكم فوق مقامهم .. لا فضل لهم عليكم ولا منّة .. أنتم الأعلون .. وهم الأدنون .. همتكم عالية .. ودماؤكم غالية .. ورؤوسكم مرفوعة .. ولاؤكم ثابت .. وانتماؤكم صادق .. نفوسكم زكية .. وأخلاقكم نقية .. بسطاء عظماء .. تُرمون لأنكم أشجارٌ مثمرة..
وتهب بكم العواصف لأنكم جبالٌ شاهقة .. وكم أشعر بالفخر وأنا أرى بلادي ملء السمع والبصر .. مالئة الدنيا وشاغلة الناس .. بين محبٍ مادحٍ .. وكارهٍ قادحٍ .. ومنافقٍ متوجسٍ .. وعدوٍّ واجفٍ .. وآذانٍ صاغيةٍ في كل النواحي والأرجاء لما يقوله سلمان ومحمد بن سلمان ..
يهاب وقعكم الشجاع العاقل .. الذي يعرف حقيقتكم عبر التاريخ .. ويستخف بكم الجبان السفيه .. الذي أتيحت له الفرصة لذمكم من وراء حجاب .. ولو كانت مقارعة بالسيف ونزالاً في الميدان لخارت قواه واصطكت ركبه ونشف ريقه ومات رعباً قبل أن يموت طعناً .. فما أنتم إلا أشبال أولئك الأسود ..
الذين أخضعوا الدنيا وسادوها من شرقها إلى غربها .. أرضكم الأطهر .. وفعلكم الأظهر .. فلا تأبهوا لما تسمعون من صغار القوم ولئام البشر وسقط المتاع .. وامضوا في طريقكم وسيروا خلف قادتكم مستعينين بالله متوكلين عليه .. فالمستقبل مشرق بعزيمتكم .. والعدوُّ مدحور بقوتكم ..
والحاسد مقتول بحسده .. والحاقد مغلول بحقده .. وإن حبَّة رمل في بلادكم هي أغلى من كل الأرجاء .. وإن قطرة دم من شهدائكم هي أزكى من كل الدماء .. وإن أمن بلدكم أهم من كل أرومة وانتماء.
أخوتنا العرب ..
في كل حدث وفي كل مناسبة أسأتم فيها إلينا .. ورميتم (بلاويكم) علينا ..بلا سبب ظاهر ..ولا منطق مقبول .. ولا دليل ثابت ..بقينا مثلما نحن .. قلوبنا بيضاء ..وأيادينا سخية .. صفحنا أقرب من إساءاتكم ..وعفونا يسبق اعتذاراتكم .. وشهامتنا تطغى على خسة بعضكم .. وكلكم ..
ومازلنا نؤكد ونقول ..إن ركبنا المنطلق نحو السماء لن ينتظركم ..لكن مقاعدكم محجوزة .. إن أردتم العزة فالتحقوا بنا ..وإن أردتم الذلة والانتكاس والارتكاس وملازمة الحفر فذلك شأنكم .. أما نحن فمنطلقون نحو الريادة والقيادة والمستقبل العظيم ..ولن تردنا عن تحقيق أحلامنا أضغاث أحلامكم ولا عن واقعنا شعاراتكم .. ولا عن أفراحنا بؤسكم الذي ارتضيتموه .. وإن كنتم سلعةً لكل مشترٍ .. ونائحةً لكل مكترٍ .. وسامعةً لكل مفترٍ .. فنحن لسنا كذلك .. طباعنا لا تسمح بذلك .. وأخلاقنا وتربيتنا وعروبتنا لا تسمح بذلك .. فنحن أعراب خلَّص كما يحلو لكم أن تقولوا عنا ..
ومن صفات العربي أنه لا ينساق ولا ينقاد لأحد .. خطامه بيده .. وعقله بيده .. وقراره بيده .. وسنامه ليس فوقه سنام .. ورأسه ليس فوقها رأس .. وهو وحده من يتخذ طريقه ويقرر مصيره .. وأخيراً أذكركم بقول أحد أجدادنا من أبناء الجزيرة العربية:
أقلُّوا عليهم لا أبا لأبيكمُ
من اللوم أو سُدُّا المكان الذي سدُّوا
أؤلئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البنا
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدُّوا
وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها
وإن أنعموا لا كدَّروها ولا كدُّوا
مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى
بنى لهمُ آباؤهم وبنى الجدُّ
والسلام.
____
في كل هجمة بلا سبب على المملكة العربية السعودية من أخوتنا العرب أشعر بالإحباط.
ليس لأنهم يهاجمون وطني .. لا .. فقد تعودنا على هجومهم منذ الدولة السعودية الأولى عندما كانوا يقولون علينا الوهابية الخوارج الكفار ..
مروراً بوصمنا بالرجعية والجهل والتخلف .. وأننا الأعراب رعاة الإبل والشاة الذين أصبحوا أغنياء فجأة من النفط ولا يحسنون التعامل مع الثروات .. وصولاً إلى تحميلنا كل آثام العالم الماضية وأحداثه الجارية .. واتهامنا في كل شاردة وواردة بأننا سبب في تعاستهم وانتكاساتهم وفشلهم ..
فأصبحت جلودنا غليظة وآذاننا صماء عن هرائهم .. وتفرغنا لبناء وطننا ونجحنا بفضل الله.
لكن ما يشعرني بالإحباط حقاً .. أولاً .. أنني ..وعلى المستوى الشخصي .. أتمنى الخير لكل الأخوة العرب من المشرق إلى المغرب وأفخر بكل نجاح عربي وأعتبره نجاحاً شخصياً لي ولم أحسدهم يوماً على ثرواتهم أو أقلل من إنجازاتهم .. أفرح لفرحهم وأتألم لألمهم .. ولا أتوانى عن مساعدة أحدهم قدر استطاعتي إن احتاج إلى المساعدة .. وتربطني بهم صداقات كثيرة .. وأقف حائراً بعض الأحيان بين صديق أكنُّ له الاحترام وينعقد لساني عن مجرد انتقاد بلده .. وبين وطنٍ يتعرض لهجوم هائل من أناس حاقدين من ذلك البلد وصديقي صامت حتى عن تطييب خاطري .. ولم يكلف نفسه حتى مجرد الرد على قومه .. وحينها .. وكما يقول المثل الشعبي .. ما دون الحلق إلا اليدين .. وأنا وابن عمي على الغريب وأنا وأخي على ابن عمي .. والوجه من الوجه أبيض .. فتنحَّ جانباً يا صديقي أنت وصداقتك ، واعلم أن وطني وأمني ومستقبل أبنائي أهم عندي منك ومن بلدك وشعبك وأخوتك العربية والإسلامية ومن كل وشائج الدم والقربى وكل صراخ التهويل وبريق الشعارات.
الأمر الثاني الذي يجعلني أشعر بالإحباط وأفقد الأمل أن مهاجمة دولة كالسعودية المزدهرة عقلاً ووعياً وإنساناً وحضارة ..
وهي عمق العرب وعمق الدين وقوة الاقتصاد والسياسة التي لا يستهين بها العالم بأسره .. والجبل الذي تتكئ عليه تلك البلدان .. يجعلني أحكم بأن العقل العربي مازال غائباً من ذلك الزمان وإلى اليوم .. إنه غائب عن الحقيقة .. لا يتقن استجلاءها .. ولا يحسن قراءتها .. وربما لا يريد ..
غائب عن المنطق والتحليل العميق .. غائب عن الوعي .. غائب عن العدالة .. وعن الأمل .. والتغيير .. غائب عن التحضر تماماً .. ومنغمس في الجهل .. والدروشة .. والمغالطة .. والانجراف الأعمى .. والتبعية .. غارق في الفساد والانتهازية .. ملوث بكل ما يمكن أن يلوث به الإنسان البدائي
الذي لا يردعه خُلقٌ ولا دين .. ولا يتعلم من الأحداث والتجارب .. وما زال يعيش على مبدأ المحاولة والخطأ والابتزاز وإشباع الغرائز .. ونهب وسلب ما في يد أخيه .. وإظهار الحسد له والحقد عليه .. وقتله إن تمكن منه.
وعندما أشعر بأن هذا العقل المنتمي (للكهف) يشكل الغالبية من محيطي الذي يفترض أن أشد به أزري أشعر بالرعب والوحشة والقلق على كل خططي المستقبلية .. خططي التي وضعت أخوتي العرب في عينها وبنيت القواعد وجهزت المقاعد على هذا الأساس .. لينطلقوا معي .. ووعدتهم بمستقبل أفضل وحاولت انتشالهم من الفشل والخيبات والانقسامات والصراعات.
إنني أشعر بأنني غريب في أرض غريبة .. أسير وحيداً مبصراً في طريق كلها عميان .. وليتهم عميان فقط .. لكنهم يريدون أن يفقأوا عينيَّ.
أيها السعوديون..
يدكم فوق أيديهم .. ومقامكم فوق مقامهم .. لا فضل لهم عليكم ولا منّة .. أنتم الأعلون .. وهم الأدنون .. همتكم عالية .. ودماؤكم غالية .. ورؤوسكم مرفوعة .. ولاؤكم ثابت .. وانتماؤكم صادق .. نفوسكم زكية .. وأخلاقكم نقية .. بسطاء عظماء .. تُرمون لأنكم أشجارٌ مثمرة..
وتهب بكم العواصف لأنكم جبالٌ شاهقة .. وكم أشعر بالفخر وأنا أرى بلادي ملء السمع والبصر .. مالئة الدنيا وشاغلة الناس .. بين محبٍ مادحٍ .. وكارهٍ قادحٍ .. ومنافقٍ متوجسٍ .. وعدوٍّ واجفٍ .. وآذانٍ صاغيةٍ في كل النواحي والأرجاء لما يقوله سلمان ومحمد بن سلمان ..
يهاب وقعكم الشجاع العاقل .. الذي يعرف حقيقتكم عبر التاريخ .. ويستخف بكم الجبان السفيه .. الذي أتيحت له الفرصة لذمكم من وراء حجاب .. ولو كانت مقارعة بالسيف ونزالاً في الميدان لخارت قواه واصطكت ركبه ونشف ريقه ومات رعباً قبل أن يموت طعناً .. فما أنتم إلا أشبال أولئك الأسود ..
الذين أخضعوا الدنيا وسادوها من شرقها إلى غربها .. أرضكم الأطهر .. وفعلكم الأظهر .. فلا تأبهوا لما تسمعون من صغار القوم ولئام البشر وسقط المتاع .. وامضوا في طريقكم وسيروا خلف قادتكم مستعينين بالله متوكلين عليه .. فالمستقبل مشرق بعزيمتكم .. والعدوُّ مدحور بقوتكم ..
والحاسد مقتول بحسده .. والحاقد مغلول بحقده .. وإن حبَّة رمل في بلادكم هي أغلى من كل الأرجاء .. وإن قطرة دم من شهدائكم هي أزكى من كل الدماء .. وإن أمن بلدكم أهم من كل أرومة وانتماء.
أخوتنا العرب ..
في كل حدث وفي كل مناسبة أسأتم فيها إلينا .. ورميتم (بلاويكم) علينا ..بلا سبب ظاهر ..ولا منطق مقبول .. ولا دليل ثابت ..بقينا مثلما نحن .. قلوبنا بيضاء ..وأيادينا سخية .. صفحنا أقرب من إساءاتكم ..وعفونا يسبق اعتذاراتكم .. وشهامتنا تطغى على خسة بعضكم .. وكلكم ..
ومازلنا نؤكد ونقول ..إن ركبنا المنطلق نحو السماء لن ينتظركم ..لكن مقاعدكم محجوزة .. إن أردتم العزة فالتحقوا بنا ..وإن أردتم الذلة والانتكاس والارتكاس وملازمة الحفر فذلك شأنكم .. أما نحن فمنطلقون نحو الريادة والقيادة والمستقبل العظيم ..ولن تردنا عن تحقيق أحلامنا أضغاث أحلامكم ولا عن واقعنا شعاراتكم .. ولا عن أفراحنا بؤسكم الذي ارتضيتموه .. وإن كنتم سلعةً لكل مشترٍ .. ونائحةً لكل مكترٍ .. وسامعةً لكل مفترٍ .. فنحن لسنا كذلك .. طباعنا لا تسمح بذلك .. وأخلاقنا وتربيتنا وعروبتنا لا تسمح بذلك .. فنحن أعراب خلَّص كما يحلو لكم أن تقولوا عنا ..
ومن صفات العربي أنه لا ينساق ولا ينقاد لأحد .. خطامه بيده .. وعقله بيده .. وقراره بيده .. وسنامه ليس فوقه سنام .. ورأسه ليس فوقها رأس .. وهو وحده من يتخذ طريقه ويقرر مصيره .. وأخيراً أذكركم بقول أحد أجدادنا من أبناء الجزيرة العربية:
أقلُّوا عليهم لا أبا لأبيكمُ
من اللوم أو سُدُّا المكان الذي سدُّوا
أؤلئك قومٌ إن بنوا أحسنوا البنا
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدُّوا
وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها
وإن أنعموا لا كدَّروها ولا كدُّوا
مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى
بنى لهمُ آباؤهم وبنى الجدُّ
والسلام.