• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

قراءة ومتابعة الأخبار السيئة يؤثر سلبًا على مستويات هرمون "السعادة"

قراءة ومتابعة الأخبار السيئة يؤثر سلبًا على مستويات هرمون "السعادة"
0
0
متابعات بدأ البعض بالتعامل مع وفرة الأخبار السلبية بتجنب الأخبار تمامًا وأظهرت دراسة من 2017 إلى 2022 أن تجنب الأخبار بدأ يزداد، وأن 38٪ من الناس اعترفوا بتجنب الأخبار عمداً في عام 2022، والذي يعتبر ازدياداً بنسبة 29٪ من عام 2017 ، والبعض من الصحفيين اعترف بتجنب الأخبار أيضاً، كالصحفية أماندا ريبلي التي كتبت أن «حتى الأشخاص الذين ينتجون الأخبار يعانون، وعلى الرغم من أنهم لن يعترفوا بذلك، فإن ذلك يؤثر على التغطية» ، كما حددت الطرق التي قد تساعد في حل المشكلة، مثل تعمد إضافة المزيد من الأمل والحرية والكرامة إلى القصص حتى لا يشعر القراء بالعجز الذي يدفعهم إلى ترك الإستماع إليها تمامًا.

ومصطلح Doomscrolling يتكون من كلمة doom التي تعني بالعربية "الدمار" أو "الهلاك" أو "الموت" وكلمة scrolling ومقابلها في اللغة العربية "التصفح" على شبكة الإنترنت.
وبات يطلق هذا المصطلح على*مطالعة الأخبار السيئة* بشكل دائم وغير متوقف، والذي ظهر من خلال وباء كورونا مع انتشار كم كبير من الأخبار السيئة عن الجائحة ، وهو حالة قضاء أوقات طويلة على الإنترنت مخصصة لقرائة للأخبار السلبية ، وقد يؤدي الاستهلاك المتزايد للأخبار السلبية إلى إستجابات نفسية وفسيولوجية ضارة في بعض الحالات.

ويمكن مقارنة ممارسة التصفح السلبي بظاهرة قديمة من السبعينيات تسمى متلازمة العالم الشرير: «الإعتقاد بأن العالم أكثر خطورة مما هو عليه في الواقع، نتيجة للتعرض لمحتوى عنيف على المدى الطويل خلال التلفاز.» ، وتشير الدراسات إلى أن رؤية الأخبار المزعجة تدفع الناس إلى البحث عن مزيد من المعلومات حول الموضوع، مما يؤدي إلى سلسلة متكررة.

وقد ألقت هيمنة منصات التواصل الاجتماعي والوسائط الإخبارية على يومياتنا والتدفق اللامتناهي للمعلومات بتأثيره على توجهات الناس الشخصية وطريقة تفكيرهم وحتى صحتهم النفسية والعقلية، وفقًا لما خلصت إليه دراسة جديدة.
وأشارت هذه الدراسة إلى أن الدافع القهري لهذا السلوك البشري من خلال تصفح شبكة الإنترنت والاطلاع على الأخبار السيئة تحديدًا قد ينعكس سلبًا على الصحة العقلية والجسدية.

هذا ويتلقى البشر على هواتفهم الذكية رسائل إخبارية ورسائل عن أخبار عاجلة حتى وصل الأمر إلى ما يُطلق عليه الباحثون مصطلح "هوس تصفح الأخبار السيئة" أو "التصفح المتعسر" أو "التصفح المكثف للأخبار السلبية".

ويعني المصطلح عدم القدرة على التوقف عن تصفح ومطالعة الأخبار السيئة من عنف وحروب وأزمات سواء سياسية أو اقتصادية ، وبما أن العالم بات*قرية صغيرة* لم تعد الأخبار السيئة حكرا على منطقة أو دولة بعينها ، فما أن تقع كارثة أو أزمة في بلد ما، سرعان ما ينتشر الخبر كالنار في الهشيم في كل مكان.
حتى في حالة محاولة أخذ استراحة وهدنة من أجهزتنا الذكية، فإننا نعود سريعا إلى دوامة الأخبار السيئة التي أضحت تعصف بدول العالم.
يتزامن هذا الكم الكبير من أخبار عن كوارث طبيعية من زلازل وأعاصير وبراكين وفيضانات عارمة وحروب مع ما تتسم به الأخبار السيئة من قصص حزينة وصور مؤلمة.

ويشير مصطلح Doomscrolling إلى ميل الإنسان نحو السلبية؛ فعلى سبيل المثال فإن توجيه انتقادات دائما ما يخلق تأثيرا قويا على سلوك البشر أكثر من كلمات الإطراء والثناء وهو الأمر الذي يمكن أن ينطبق على الأخبار السيئة مقارنة بالأخبار السارة.
وفي ذلك، تقول عالمة الأعصاب مارين أورنر إن أدمغة البشر "تعالج الكلمات السلبية بشكل أسرع وأفضل وأكثر كثافة [من الكلمات الإيجابية]، وهذا يعني أننا نتذكرها أكثر".

ويقول العلماء إن*أدمغتنا لاتزال تحاول مساعدتنا* في التغلب على حالة عدم اليقين من خلال جمع المعلومات بشكل منهجي بمعنى الاستعداد لأي تهديدات. فكلما زاد تصفحنا للأخبار السيئة، كلما زاد استعدادنا. بيد أنّ العلماء يشيرون إلى أن الأمر يحمل في طياته مغالطة فرغم نجاعة ذلك خلال العصري الحجري، إلا أن الأمر لن يكتب له النجاح في عصر ثورة تطبيقات الأخبار على هواتفنا الذكية.

ويُحذر الباحثون قراءة ومطالعة الأخبار السيئة يؤثر سلبا على مستويات هرمون السعادة أو "السيروتونين" مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتوتر والانفعال وتقلب المزاج وحتى اضطرابات النوم.
ويأتي عقب ذلك، عمل هرمون التوتر "الكورتيزول" بمعنى الشعور بالتوتر رغم أن هذا الهرمون قد يساعد على بعض الشعور بالإنتاجية والنشاط، لكن بشكل مؤقت ، ويحذر الأطباء من تداعيات ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، لأنه يجعل البشر في حالة توتر دائمة.

وكشفت دراسات أخرى عن وجود صلة بين الاستهلاك المفرط للأخبار السيئة وارتفاع معدلات الاكتئاب والتوتر والأعراض الأخرى المشابهة لتلك الموجودة بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة.

ونشر موقع "هافينغتون بوست" الإخباري دراسة أجراها عدد من* علماء النفس* كشفت عن أن الأشخاص الذين أمضوا ثلاث دقائق في قراءة الأخبار السيئة في الصباح قالوا إنهم مروا بيوم سيء بعد ست إلى ثماني ساعات وذلك بنسبة 27 بالمائة ، وفي المقابل، قرأت مجموعة أخرى من المشاركين في الدراسة ما يُطلق عليه "الأخبار البناءة" حيث قالوا إنهم قضوا يوما جيدا بنسبة 88 بالمائة.

وتدرك المؤسسات الإعلامية إنه بإمكانها تضخيم عدد النقرات عند نشر الأخبار السيئة ما يعني المزيد من الانتشار والمزيد من إيرادات الإعلانات.
ويقر الباحثون بأنه من المهم أن يبقى البشر على اطلاع بما يحدث في العالم، لكن ليس عليهم متابعة التطورات المحلية والعالمية على مدار الساعة.

وكشفت دراسة سابقة في مجلة "هيلث كوميونيكايشن" أن 16,5% من بين 1000 شخص شملهم استطلاع للرأي أظهروا علامات على مشكلات شديدة في استهلاك الأخبار تؤدي إلى القلق والتوتر والاكتئاب.
ووجد المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في جامعة تكساس للتكنولوجيا رايان ماكرو بلين أن دورة الأخبار على مدار 24 ساعة قد تنجم عنها حالة تأهب قصوى دائمة عند بعض الأشخاص مما يجعل العالم في أعينهم مكانًا مظلمًا وخطيرًا على حد وصفه.

ورغم ذلك، يقول الباحثون إنه لا يوجد حل سحري للحماية من* هوس تصفح الأخبار السيئة ، لكن يمكن مواجهة ذلك عن طريق وقف تشغيل تطبيقات الأخبار عند العودة إلى المنزل بعد العمل أو قبل النوم أو عند الاستيقاظ.
كذلك يمكن مقاومة الرغبة في تصفح الأخبار السيئة عن طريق التوجه إلى الأخبار الجديرة بالثقة والقصص والأخبار الإيجابية.