الزيات.. رائد الصحافة الأدبية العربية وأشهر بلاغيها ومؤرخيها
09-12-2023 08:56 صباحاً
0
0
ثلاثةُ كتَّابٍ كان لكلٍّ منهم طريقةٌ خاصةٌ في الصياغة والتعبير ؛ مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، والعقاد، قاسمَهم الزياتُ أساليبَهم فحظيَ من تقطيرات البلاغة بالقسم الأوفر، ونالَهُ من نصاعةِ الأسلوب ووضوح البيان والإيجاز ما لم يصل إليهم، فكان يجاريهم طوراً ويسبقهم أحياناً، إذ مقالاتُهُ موجَزة، وكلماتُهُ مُهندَسة وجُملُهُ مزدوجة وألفاظُهُ منتقاةٌ بعناية فائقة.
ازدهار الثقافة
في عصرٍ كانت فيه مصرُ تزدانُ بكوكبةٍ من فحول الشعراء وكبار الكتَّاب، ظهر أحمد حسن الزيات بأسلوبه الرائق وبيانه الصافي ليلج إلى هذه الكوكبة بقوة، ثم ليتبوأَ فيها مكان الصدارة.
ولد الزيات عام 1885 في قرية متوسطة الحال من قرى مصر تعيش على الزراعة، بدأ دراسته في الخامسة من العمر في كُتّاب القرية، فتعلم القراءة والكتابة، ثم التحق بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، ودرس فيه عشر سنوات، وأحسَّ في نفسه بميل شديد إلى الأدب، فاتجهَ نحوه، وأخذ يواظب على دروس أساتذته، ويستمع إلى شروحهم للمعلقات وشروحهم لكتاب «حماسة أبي تمام وكتاب «الكامل» للمبرّد، ثم ربطه حب الأدب بأئمته وأعمدته آنذاك فاتصل بطه حسين، ومحمود حسن الزناتي، وصاروا يدرسون معاً دروس الأزهر الذي فتح لهم آفاقاً واسعة في الأدب والنقد، وأثّر فيهم جميعاً تأثيراً قوياً، وغدوا يترددون معاً إلى «دار الكتب المصرية» لمطالعة عيون الأدب العربي، ودواوين فحول الشعراء.
الكبار الأصدقاء
وحين تم افتتاح الجامعة الأهلية المصرية عام 1908 التحق الأصدقاء الثلاثة الزيات وطه حسين والزناتي للدراسة فيها، ونهلوا علوماً شتى من طائفة من المستشرقين الذين كانوا يدرِّسون فيها، وكان الزيات يدرُسُ في الجامعة الأهلية مساءً، ويدرِّسُ في المدارس الأهلية صباحاً، وفي الوقت نفسه يدرس اللغة الفرنسية ؛ وحصل على إجازة الليسانس عام 1914.
وفي أثناء الدراسة والتدريس تزامل الزيات مع عدد من الأدباء الأكفياء، مثل: العقاد، والمازني، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد، وتوطدت بينهم العلاقات.
اختارته الجامعة الأميركية بالقاهرة رئيساً للقسم العربي بها في سنة 1922، وانتسب إلى كلية الحقوق الفرنسية، وكانت مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات اثنتان منها في مصر والثالثة في فرنسا؛ حصل بعدها على ليسانس الحقوق من جامعة باريس في سنة عام 1925.
وفي عام 1929 عينته الجامعة الأميركية أستاذاً في دار المعلمين العالية ببغداد ؛ ومكث هناك ثلاثَ سنوات، وكان يُكثر من الاختلاط بالأدباء والشعراء العراقيين، وإلقاء المحاضرات.
جمع الزيات مقالاته التي نشرها في مجلته، وأصدرها في كتابه «وحي الرسالة» في أربعة مجلدات.
أما مؤلفاته فهي عديدةٌ منها:
«تاريخ الأدب العربي» 1916.
«في أصول الأدب» 1934.
«دفاع عن البلاغة» 1945.
وقد استخدم الزيات بيانه الراقي وأسلوبه البليغ في التعريب، فنقل للعربية عدة كتب، منها:
«آلام فرتر» لجوته1920.
رواية «روفائيل» للأديب الفرنسي لامرتين 1925.
ومما يُذكر عن الزيات أنه كان متماسكاً هادئ النفس، فلم يخاصم أحداً، ولم يدخل في المعارك الأدبية التي حفلت بها الحياة الثقافية في مصر.
وقد لقي أدبه الرفيع وبيانه العالي حظوة كبيرة جعلته محلَّ تقدير المجامِع والهيئات العربية، فاختير عضواً في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وكرّمته مصر بجائزتها التقديرية في الأدب عام 1962.
توفي عام 1968 عن ثلاثة وثمانين عاماً.
الوطن السورية
ازدهار الثقافة
في عصرٍ كانت فيه مصرُ تزدانُ بكوكبةٍ من فحول الشعراء وكبار الكتَّاب، ظهر أحمد حسن الزيات بأسلوبه الرائق وبيانه الصافي ليلج إلى هذه الكوكبة بقوة، ثم ليتبوأَ فيها مكان الصدارة.
ولد الزيات عام 1885 في قرية متوسطة الحال من قرى مصر تعيش على الزراعة، بدأ دراسته في الخامسة من العمر في كُتّاب القرية، فتعلم القراءة والكتابة، ثم التحق بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، ودرس فيه عشر سنوات، وأحسَّ في نفسه بميل شديد إلى الأدب، فاتجهَ نحوه، وأخذ يواظب على دروس أساتذته، ويستمع إلى شروحهم للمعلقات وشروحهم لكتاب «حماسة أبي تمام وكتاب «الكامل» للمبرّد، ثم ربطه حب الأدب بأئمته وأعمدته آنذاك فاتصل بطه حسين، ومحمود حسن الزناتي، وصاروا يدرسون معاً دروس الأزهر الذي فتح لهم آفاقاً واسعة في الأدب والنقد، وأثّر فيهم جميعاً تأثيراً قوياً، وغدوا يترددون معاً إلى «دار الكتب المصرية» لمطالعة عيون الأدب العربي، ودواوين فحول الشعراء.
الكبار الأصدقاء
وحين تم افتتاح الجامعة الأهلية المصرية عام 1908 التحق الأصدقاء الثلاثة الزيات وطه حسين والزناتي للدراسة فيها، ونهلوا علوماً شتى من طائفة من المستشرقين الذين كانوا يدرِّسون فيها، وكان الزيات يدرُسُ في الجامعة الأهلية مساءً، ويدرِّسُ في المدارس الأهلية صباحاً، وفي الوقت نفسه يدرس اللغة الفرنسية ؛ وحصل على إجازة الليسانس عام 1914.
وفي أثناء الدراسة والتدريس تزامل الزيات مع عدد من الأدباء الأكفياء، مثل: العقاد، والمازني، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد، وتوطدت بينهم العلاقات.
اختارته الجامعة الأميركية بالقاهرة رئيساً للقسم العربي بها في سنة 1922، وانتسب إلى كلية الحقوق الفرنسية، وكانت مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات اثنتان منها في مصر والثالثة في فرنسا؛ حصل بعدها على ليسانس الحقوق من جامعة باريس في سنة عام 1925.
وفي عام 1929 عينته الجامعة الأميركية أستاذاً في دار المعلمين العالية ببغداد ؛ ومكث هناك ثلاثَ سنوات، وكان يُكثر من الاختلاط بالأدباء والشعراء العراقيين، وإلقاء المحاضرات.
جمع الزيات مقالاته التي نشرها في مجلته، وأصدرها في كتابه «وحي الرسالة» في أربعة مجلدات.
أما مؤلفاته فهي عديدةٌ منها:
«تاريخ الأدب العربي» 1916.
«في أصول الأدب» 1934.
«دفاع عن البلاغة» 1945.
وقد استخدم الزيات بيانه الراقي وأسلوبه البليغ في التعريب، فنقل للعربية عدة كتب، منها:
«آلام فرتر» لجوته1920.
رواية «روفائيل» للأديب الفرنسي لامرتين 1925.
ومما يُذكر عن الزيات أنه كان متماسكاً هادئ النفس، فلم يخاصم أحداً، ولم يدخل في المعارك الأدبية التي حفلت بها الحياة الثقافية في مصر.
وقد لقي أدبه الرفيع وبيانه العالي حظوة كبيرة جعلته محلَّ تقدير المجامِع والهيئات العربية، فاختير عضواً في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وكرّمته مصر بجائزتها التقديرية في الأدب عام 1962.
توفي عام 1968 عن ثلاثة وثمانين عاماً.
الوطن السورية