“الدراما والوسائط : كهرباء جديدة على الركح” .. كتاب جديد للباحث المغربي كريم بابا
09-06-2023 10:14 صباحاً
0
0
وفق كتاب جديد، ينطلق من نماذج فرجوية تظهر أن جزءا من “الفعل المسرحي المعاصر” قد “انخرط في التحول الكامل في صناعة الفرجة المسرحية، ولم يصمد أمام إغراء الوسائط والتقنيات الرقمية”.
جاء هذا في كتاب جديد للباحث المغربي كريم بابا، بعنوان “الدراما والوسائط: كهرباء جديدة على الركح”، خلص فيه إلى أن “سرعة تداول الأعمال الإبداعية وانتشارها” صارت تفرض على الفنان المسرحي “مساءلة رؤاه والانخراط في وتيرة الحركة الثقافية الكونية المتزامنة مع عصرٍ تجاوزَ عولمةَ الصحونِ المقعرة وآلة التحكم عن بعد إلى مرحلة النقر والذكاء الاصطناعي”.
ودرس الكتاب في شقّه التطبيقي أعمالا مسرحية مغربية هي “حادة”، و”سكيزوفرينيا”، و”مُنَمْنَمَات مَرْسَحِية”، و”فيزا”، و”شا طا را”، والعمل العراقي “عُربانة”، بعدما رصد أن “تعميق الدراسة، بلغة الضاد، في مجال صناعة الدراما وعلاقتها بالأدوات التقنية المعاصرة مازال، إلا في ما ندر من دراسات وكتابات معدودة، لم يتلمس بعد طريقه نحو تحقيق تراكم نوعي يسعف الباحث في تقديم مقاربات رصينة تقوي الدور الأساسي لعملية النقد في تطوير الأداء الإبداعي”.
وتابع المؤلف ذاته متحدثا عن “قلة الكتابات، العربية في المقام الأول، التي تخصصت في هذه المواضيع وأفردت لها إصدارات ومؤلفات نقدية توازي ‘الطوفان’ التكنولوجي”، ثم سجل أنه “إذا كانت الأبحاث المهتمة بتطور صناعة الفنون الدرامية لم تتوقف يوما”، إلا أنها لم تخصص باللغة العربية “حيزا كافيا لأثر التحول الرقمي على هذا الصنف من الإنتاج، وما شكله من ثورة كبرى مست مختلف مجالات الإبداع البشري في عصر الطرق السيارة والوسائط الرقمية الحديثة”.
كما سجل الكاتب محاولة “دراسات معدودة مقاربة الموضوع، لكن بشكل يحصر تطور فن المسرح عن باقي الفنون الدرامية الأخرى، أو العكس، دون ربطه بباقي فنون العرض الأخرى التي استمدت وجودها من أسس ومقومات الفعل المسرحي، مثلما نجد في علاقة المسرح بالسينما، وعلاقة هذه الأخيرة بالتلفزيون…”.
ويحضر في هذا الكتاب “الوصف والتحليل والمقارنة”، ويتداخل في “الأعمال التطبيقية” المقترحة التي تُوصَف وتحلل “للوقوف على مدى حضور الوسيط الرقمي فيها، مع التركيز على زاوية توظيفها، بهدف استخلاص النتائج، دون إغفال المواقف والآراء النقدية التي بدت في كثير من الأحيان متباينة حول العلاقة بين الجماليات التقليدية الموظفة في صناعة الدراما والعنصر الوسائطي الجديد”.
ومع “الاختلاف الواقع في تعاطي المُنْتِجين الدراميين مع المستَجَدّ التقني” جرى “التَوَسُّلَ بالمقارنة كإجراء ثالث للوقوف على دقة اختياراتهم الجمالية من جهة أولى، وانسجام المواقف النقدية من جهة ثانية”، وفق المصدر ذاته.
ويؤكد الكتاب أن “الاهتمام بتطور الإنتاج الدرامي، في المسرح تحديدا، يمكن أن يقود إلى إعادة الاعتبار لقيمة الصناعة الثقافية بمختلف تجلياتها، بالنظر إلى دور التقنية في الإبداع الدرامي بشكل خاص، والإنتاج الفني عامة، من منطلق ما يفرضه واقع العالم اليوم وراهنه الثقافي، وما باتت تشكله التكنولوجيا من معيار مادي للترقي الحضاري وتطوير آليات التواصل والتبادل بين الشعوب والأمم، بعيدا عن أي ادعاء لـ’نقاء’ فن من الفنون أو استقلال تطوره عن أدوات الفعل البشري”.
ويقف العمل في بحثه حول راهن الفعل المسرحي على “جدوى التفاعل الإيجابي مع المتغيرات التكنولوجية التي مست جميع مراحل صناعة الفرجة الدرامية، ولا تظهر للجمهور في مرحلة العرض فقط، بل حتى في مرحلة ما بعد الخروج من القاعات والمسارح، التي يتفاعل فيها المتلقي بشكل افتراضي مع مقاطع مسجلة من الفرجة، يستعيد من خلالها نشوة اللقاء مع الآني”.
ويخلص كتاب “الدراما والوسائط” إلى أن “هذا الواقع الجديد للفعل الإبداعي يدفع الدارس، خاصة الذي يكتب بلغة الضاد، إلى الاجتهاد المضاعف لإنتاج دراسات وأبحاث في مجال أصبح يتداخل فيه الفني بالتكنولوجي”، وهو ما يجعل العمل البحثي أمام “تحدي الدقة عند الانتقال إلى هذا الحقل الوسائطي بمصطلحاته الرئيسية المُقْتَرَضَة من اللغات الأجنبية”، علما أن “الرهان العلمي لن يكسب هنا إلا بالإلمام بمجال التكنولوجيا الرقمية التي أصبحت مجاورة للإبداع الإنساني”.
هيسبريس
جاء هذا في كتاب جديد للباحث المغربي كريم بابا، بعنوان “الدراما والوسائط: كهرباء جديدة على الركح”، خلص فيه إلى أن “سرعة تداول الأعمال الإبداعية وانتشارها” صارت تفرض على الفنان المسرحي “مساءلة رؤاه والانخراط في وتيرة الحركة الثقافية الكونية المتزامنة مع عصرٍ تجاوزَ عولمةَ الصحونِ المقعرة وآلة التحكم عن بعد إلى مرحلة النقر والذكاء الاصطناعي”.
ودرس الكتاب في شقّه التطبيقي أعمالا مسرحية مغربية هي “حادة”، و”سكيزوفرينيا”، و”مُنَمْنَمَات مَرْسَحِية”، و”فيزا”، و”شا طا را”، والعمل العراقي “عُربانة”، بعدما رصد أن “تعميق الدراسة، بلغة الضاد، في مجال صناعة الدراما وعلاقتها بالأدوات التقنية المعاصرة مازال، إلا في ما ندر من دراسات وكتابات معدودة، لم يتلمس بعد طريقه نحو تحقيق تراكم نوعي يسعف الباحث في تقديم مقاربات رصينة تقوي الدور الأساسي لعملية النقد في تطوير الأداء الإبداعي”.
وتابع المؤلف ذاته متحدثا عن “قلة الكتابات، العربية في المقام الأول، التي تخصصت في هذه المواضيع وأفردت لها إصدارات ومؤلفات نقدية توازي ‘الطوفان’ التكنولوجي”، ثم سجل أنه “إذا كانت الأبحاث المهتمة بتطور صناعة الفنون الدرامية لم تتوقف يوما”، إلا أنها لم تخصص باللغة العربية “حيزا كافيا لأثر التحول الرقمي على هذا الصنف من الإنتاج، وما شكله من ثورة كبرى مست مختلف مجالات الإبداع البشري في عصر الطرق السيارة والوسائط الرقمية الحديثة”.
كما سجل الكاتب محاولة “دراسات معدودة مقاربة الموضوع، لكن بشكل يحصر تطور فن المسرح عن باقي الفنون الدرامية الأخرى، أو العكس، دون ربطه بباقي فنون العرض الأخرى التي استمدت وجودها من أسس ومقومات الفعل المسرحي، مثلما نجد في علاقة المسرح بالسينما، وعلاقة هذه الأخيرة بالتلفزيون…”.
ويحضر في هذا الكتاب “الوصف والتحليل والمقارنة”، ويتداخل في “الأعمال التطبيقية” المقترحة التي تُوصَف وتحلل “للوقوف على مدى حضور الوسيط الرقمي فيها، مع التركيز على زاوية توظيفها، بهدف استخلاص النتائج، دون إغفال المواقف والآراء النقدية التي بدت في كثير من الأحيان متباينة حول العلاقة بين الجماليات التقليدية الموظفة في صناعة الدراما والعنصر الوسائطي الجديد”.
ومع “الاختلاف الواقع في تعاطي المُنْتِجين الدراميين مع المستَجَدّ التقني” جرى “التَوَسُّلَ بالمقارنة كإجراء ثالث للوقوف على دقة اختياراتهم الجمالية من جهة أولى، وانسجام المواقف النقدية من جهة ثانية”، وفق المصدر ذاته.
ويؤكد الكتاب أن “الاهتمام بتطور الإنتاج الدرامي، في المسرح تحديدا، يمكن أن يقود إلى إعادة الاعتبار لقيمة الصناعة الثقافية بمختلف تجلياتها، بالنظر إلى دور التقنية في الإبداع الدرامي بشكل خاص، والإنتاج الفني عامة، من منطلق ما يفرضه واقع العالم اليوم وراهنه الثقافي، وما باتت تشكله التكنولوجيا من معيار مادي للترقي الحضاري وتطوير آليات التواصل والتبادل بين الشعوب والأمم، بعيدا عن أي ادعاء لـ’نقاء’ فن من الفنون أو استقلال تطوره عن أدوات الفعل البشري”.
ويقف العمل في بحثه حول راهن الفعل المسرحي على “جدوى التفاعل الإيجابي مع المتغيرات التكنولوجية التي مست جميع مراحل صناعة الفرجة الدرامية، ولا تظهر للجمهور في مرحلة العرض فقط، بل حتى في مرحلة ما بعد الخروج من القاعات والمسارح، التي يتفاعل فيها المتلقي بشكل افتراضي مع مقاطع مسجلة من الفرجة، يستعيد من خلالها نشوة اللقاء مع الآني”.
ويخلص كتاب “الدراما والوسائط” إلى أن “هذا الواقع الجديد للفعل الإبداعي يدفع الدارس، خاصة الذي يكتب بلغة الضاد، إلى الاجتهاد المضاعف لإنتاج دراسات وأبحاث في مجال أصبح يتداخل فيه الفني بالتكنولوجي”، وهو ما يجعل العمل البحثي أمام “تحدي الدقة عند الانتقال إلى هذا الحقل الوسائطي بمصطلحاته الرئيسية المُقْتَرَضَة من اللغات الأجنبية”، علما أن “الرهان العلمي لن يكسب هنا إلا بالإلمام بمجال التكنولوجيا الرقمية التي أصبحت مجاورة للإبداع الإنساني”.
هيسبريس