• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

هل تفكر كثيرًا في إغلاق كل صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي .. ؟

هل تفكر كثيرًا  في إغلاق كل صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي .. ؟
0
0
 أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة الكثير منا وفي حال انقطاع هذه المواقع لأي سبب من الأسباب الفنية الخارجة عن ارادتنا يصاب الكثيرون بحالة من التوتر والعصيبة التي قد تصل لحالة من الهستيريا لأن استخدام هذه المواقع أصبح نوعاً من الإدمان، فهل جربت يوما الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي ولو لمدة يوم واحد فقط ؟ ..

كل يوم تصلنا إشعارات ورسائل وتعليقات وإعجابات وعلينا أن نتابعها وكأننا محاصرون داخل هذا العالم الافتراضي. وتكمن الفائدة من تجربة الغلق في إنقاذ وقتك ولحظات عمرك التي تتسرب من بين يديك وانت جالس متصفحا مواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف أو وجهة محددة، ومعظم من خاض تجربة الاستغناء عن مواقع التواصل الاجتماعي أكد ان غلق هذه المواقع مكنهم من تحقيق إنجازات كبيرة في حياتهم لأنه وفر الكثير من الوقت الذي كان يهدر في تصفح هذه المواقع او الرد على الرسائل والتعليقات.

لك ان تتخيل ان هناك من يختار ان يخوض تجربة الاستغناء عن استخدام هذه المواقع لفترات قد تطول او تقصر او من يقوم بغلق حسابه مؤقتا او للأبد لأسباب عديدة ومن أهمها الحفاظ على صحته النفسية والعقلية.
وإذا كنت تفكر في خوض تجربة الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي اليك بعض النصائح من خبرات من نحج في اجتياز التجربة بنجاح اولا : لابد لك من بعض التحضيرات، في مقدمتها إزالة تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي من على هاتفك المحمول وتوجيه رسالة للأصدقاء الافتراضيين عن اضطرارك للانقطاع عن مواقع التواصل الاجتماعي وأنك بخير حتى لا ينزعج أحد من غيابك، كذلك قم بالاستعداد النفسي للانتقال من الحياة الافتراضية إلى الحياة الواقعية.

ربما سيكون أصعب يوم هو اليوم الأول سيمر الوقت بطيئا وتشعر أنك منعزل عن العالم، وستعاني كثيرا اعراض الانسحاب لافتقادك مواقع التواصل الاجتماعي، وستشعر أنك غادرت أواصر الحياة، وستراودك أفكار كأن تترك ذلك التحدي وتعود مرة أخرى لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لا تلتفت لكل تلك الأفكار الشريرة، وامضِ قدما بإصرار وعزم في تحديك.

ربما ستستيقظ في اليوم الثاني في الصباح الباكر لأنك نمت مبكرا، لأنك لم تجد شيئا تسهر لتتابعه، ستتناول وجبة فطورك مع شروق الشمس وصوت العصافير، بالتأكيد سيكون صباحك مختلفا على أي حال، ستجد نفسك تفكر في بديل للتواصل الافتراضي مع الاهل والأصدقاء الذي قررت الابتعاد عنه والبحث عن أصدقائك على أرض الواقع، وستقوم بإجراء العديد من المكالمات الهاتفية مع زملائك وأصدقائك وأقاربك.

في اليوم الثالث ستجد الفرصة والوقت لتفكر مليا في نفسك وحياتك وستسافر في داخل نفسك ستنظر للماضي وتقيمه. وستفكر في أحلامك واهدافك المستقبلية بشكل أفضل، وستتمكن من تحديد أهدافك بكل دقة ستقيم نجاحاتك وإخفاقاتك، ستشعر باقترابك من نفسك ومعرفتها أكثر بعد إتاحة الفرصة لها للتأمل والسفر داخلها.

أما في اليوم الرابع ستقوم بمقابلة أصدقائك والتواصل الإنساني المباشر على أرض الواقع وليس افتراضيا، وسيبدو لك أنه شعور غريب، اذ تبتسم بملامح وجهك وليس برموز إلكترونية ترسلها وأنت وجهك جامد الملامح ستدرك أن العلاقات الإنسانية الحقيقة هي تلك التي تتفاعل فيها.

في اليوم الخامس ستشعر بأنك أقرب لأفراد عائلتك وأقاربك وستشعر بالدفء الروحي، فستجد الوقت لتناول وجبة طعام مع عائلتك دون أن تلصق وجهك في شاشة هاتفك المحمول، ستشعر بطعم الأكل ممزوجا بدفء حب أفراد العائلة من حولك وستشعر أنك رجعت الى أيام طفولتك وتواصلك مع أصدقائك قبل تقدم التكنولوجيا وظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت الأجواء باردة في العلاقات الإنسانية وجعلتها قائمة على عدد مرات الإعجاب والرد على التعليقات ومشاركة منشوراتك وصورك.

في اليوم السادس ستكتشف أن لديك وقتا كبيرا يمكن استغلاله وستملك رفاهية تقسيمه وتنظيمه كيفما تشاء، وستجد أن بإمكانك ممارسة الرياضة والقراءة ومشاهدة التلفاز والذهاب للسينما وممارسة هواياتك القديمة التي طالما اجلتها لأنك لم تجد الوقت الكافي لممارستها، وسيكون لديك متسع من الوقت لتدون أحلامك وأهدافك وخططك المستقبلية وستقوم بالشروع في تحقيقها.

في اليوم السابع ستشعر أنك وصلت لأقصى درجات التوازن النفسي والعقلي في حياتك، فلديك علاقات إنسانية حقيقية وليست افتراضية وعلاقات أسرية متزنة وطبيعية وتشعرك بالدفء الروحي، ووقت لتمارس فيه أنشطتك المختلفة وتنهي فيه أعمالك ولا يتبقى لديك تراكمات وواجبات مطلوب منك إنجازها، بنهاية اليوم السابع وهو اليوم الأخير في تجربتك ستشعر بالاستقرار النفسي والعقلي وسعادة تغمر روحك.

وفي بحث أجرته جامعة كوبنهاجن وجدوا أن ابتعاد الشخص عن مواقع التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع فقط يعزز استقراره النفسي والعقلي ويصل به إلى نقطة اتزان في حياته ويخلصه من العديد من الصفات السيئة وعلى رأسها الحقد والحسد، فمواقع التواصل الاجتماعي قد تكون أحد الأسباب الرئيسية في شعور مستخدميها بالتعاسة او الشعور بحالة مزاجية سيئة، ووفقا لباحثين من جامعة كاليفورنيا، الذين قيموا المحتوى العاطفي لأكثر من مليار منشور كتبه أكثر من 100 مليون مستخدم على فيسبوك، وتوصل الباحثون إلى أن منشورا واحدا سلبياً عن حالة الطقس السيئ، من شخص يعيش في مدينة ممطرة على سبيل المثال، أثر على منشورات أخرى لأصدقاء له يعيشون في مدن جافة ، وجانب آخر سلبي لمواقع التواصل الاجتماعي أنه في دراسة ضمت 600 شخص بالغ قال ثلثهم تقريبا إن وسائل التواصل الاجتماعي تشكل لديهم مشاعر سلبية، وخاصة اليأس، وإن السبب الرئيسي وراء ذلك كان الحسد. وكان ذلك يظهر من خلال مقارنة حياتهم بحياة آخرين، وأن المتسبب الأكبر في ذلك كانت صور السليفي التي يلتقطها الآخرون أثناء الرحلات. إضافة إلى ذلك، سببت مشاعر الحسد تلك "دوامة من الحسد".

العزلة والوحدة هي أحد أكثر الجوانب السلبية لقضاء وقت طويل امام مواقع التواصل الاجتماعي حيث توصلت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي والتي استطلعت آراء 7,000 شخص ممن تتراوح أعمارهم مابين 19 و32 عاما، إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتا أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، يصبحون أكثر عرضة مرتين للشكوى من العزلة الاجتماعية، والتي يمكن أن تتضمن نقصا في الشعور بالانتماء الاجتماعي، وتراجعا في التواصل مع الآخرين، وفي الانخراط في علاقات اجتماعية أخرى.

ويمكن لقضاء مزيد من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يقول الباحثون، أن يؤدي إلى أن يصبح التواصل عبر الأجهزة الإلكترونية بديلا للتواصل وجها لوجه مع الآخرين، ويمكن أيضا أن يجعل الناس يشعرون بأنهم أكثر عزلة.


وكشفت دراسة أجريت عام 2019، وشملت حوالي 2500 مستخدم، أن هناك مخاطر بنحو 3 أضعاف للتعرض للاكتئاب والقلق بين الأشخاص الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي. وتشمل الأسباب التي تقف وراء ذلك الى أساليب التخويف أو التنمر التي يتعرض لها البعض، وتكوين رؤية مشوهة عن حياة الآخرين، والشعور بأن الوقت الذي يضيعونه على مواقع التواصل الاجتماعي يعد وقتا مهدرا.






منقول