تقنية فن التنقيط في الرسم .. لتشكيل صورة
05-23-2023 11:22 صباحاً
0
0
تقنية للرسم يتم فيها تطبيق نقاط صغيرة ومميزة من الألوان في أنماط لتشكيل صورة ، وهي طريقة فريدة للرسم تركز على استخدام النقاط الموضوعة بعناية لإنشاء صورة، ويساعد التباعد بين هذه النقاط في إنشاء تظليل فاتح وداكن. لا يتم خلط الألوان تقليديًا في التنقيط وبدلاً من ذلك يتم وضعها في طبقات بعضَها فوق بعض أو بالقرب من بعضها البعض لإعطاء انطباع بالاختلاط. يعتمد هذا الفن على تطبيق ضربات صغيرة أو نقاط من اللون على سطح بحيث تمتزج بصريًا معًا من مسافة.
بعد عام 1801 قام بعض الفنانين الانطباعيين بانتهاج أساليب فردية محاولين ان يضيفوا إلى اللوحة مايعرف بإسم (قسوة الخطوط).
وقد أدى هذا الاتجاه بـ “جورج سوراه” إلى التمادي في فصل الألوان على الطريقة الانطباعية إلى حد تقسيمها إلى نقط صغيرة ملونة متمازجة، وهكذا ظهر إلى الوجود أسلوب جديد ومدرسة جديدة هي التنقيطية ، وقد تميزت هذه النزعة بتفتيت الاشكال.
كما ظلت متفقة مع الانطباعية باختفاء الموضوع فيها، وتعد التنقيطية (Pointillisme) رد فعل لما سبقها من المدراس التي كانت تتمسك بـ”الموضوع”، وتعده عنصراً أساسياً في اللوحة.
وظهرت التنقيطية في أواخر القرن التاسع عشر، ببادرة من جورج سورا (1859-1891) الذي شارك في آخر معرض للانطباعيين عام 1886 بلوحة ضخمة أسماها “ظهيرة الأحد في جزيرة الجفنة الكبرى”، وقد عدّها النقّاد مانيفستو حركة انفصلت عن الانطباعيين، تمثلت في مجموعة أنشأتها عام 1884 عُصبة الفنانين المستقلين، وكانت تضم إلى جانب سورا، بول سينياك (1863-1935) خاصة، وكميل ولوسيان بيسّارو.
وسارت على نهج الانطباعيين في رسم المناظر الطبيعية في الهواء الطلق، ولكنها اختلفت عنهم من جهة بحث تصويري جديد يقوم على وضع نقاط من ألوان مختلفة على القماشة لتشكيل صورة، لا تتبدّى للعيان إلاّ متى وقف منها المتلقي على مسافة. ولما كان سورا قد أنجز أعمالا انطباعية، وشارك الانطباعيين بعض معارضهم، فقد اعتبرت حركته انطباعية جديدة، ولكن بول سينياك أصر على اعتبارها تقسيمية رغم أن تقيسميته تتميز عن التنقيطية بلمسات فرشتها الأكبر حجما والأكثر تأرجحا.
أما النقاد فقد اختلفوا في تسميتها، منهم من وصفها بالتبقيعية مثل فيليكس فينيون، قبل أن يستريح للمصطلح الأول، أي الانطباعية الجديدة، شأن سينياك نفسه، إذ نشر عام 1889، أي بعد وفاة رفيقه سورا، كتابا بعنوان “من دولاكروا إلى الانطباعية الجديدة”.
ومنهم من سخر منها صراحة ووصفها بالتنقيطية مثل أرسين ألكسندر أول من وصفها بذلك الوصف، أو غوستاف جوفروا الذي انتقد ما أسماه الطريقة العبثية في رصف نقاط غير منتظمة ذات ألوان مختلفة جنبا إلى جنب.. فقد كتب يقول “وليس غريبا أن نلاحظ أن الفضل في ذلك سعة المساحة، وأن الكيفية الباردة، المنتظمة، الدقيقة التي تجعل النقاط الملونة موضوعة في أماكن متباعدة، لا تشدّ انتباه المشاهد، لأنه لا يتبيّن فحواها إلاّ بإصرار عنيد”. وفي رأيه أن الكثافة الضوئية التي يَنشدها هؤلاء يمكن أن توجد دون حاجة إلى تلك النقاط الصغيرة.
ويذهب بعضهم إلى القول إن هذه التجربة يمكن ربطها بنظريات حول إضافة الألوان وتنقيصها، فمن المعروف أن الألوان في العادة تَنتج عن خليط أصباغ، فتتم عملية التنقيص حين يمتصّ كل صبغ جملة من ذبذبات الشبح الضوئي، فيرجّع خليط الأصباغ جملة الذبذبات التي لم تُمتصّ. من ذلك مثلا أن خلط أصباغ سيانْ (وهو لون أزرق مخضرّ يمتص اللون الأحمر) أو ماجنتا (لون أوّلي ورديّ يمتصّ اللون الأخضر) والأصفر، وكلها ألوان أولية قابلة للتنقيص، ينتج عنه لون قريب من الأسود.
ولكن عندما نخلط ألوانا تنتجها مصادر ضوئية، فإن الإضافة هي التي تلعب دورها، حيث يَنتج عن خليط الحزم الضوئية ذات الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء ضوءٌ قريب من الأبيض، نظرا لأن مجمل الذبذبات المرئية يكون ممثَّلا فيها، وهو الأسلوب نفسه الذي تستعمله التلفزة مثلا.
ولتصوير المشاعر والوتيرة والحركة في لوحاتهم، كان التنقيطيون يستعملون نظرية حول الخطوط والألوان، مفادها أن الخطوط الصاعدة الممزوجة بالألوان الدافئة تعبّر عن الفرح والسعادة، بينما تعكس الخطوط النازلة الممزوجة بالألوان الباردة والداكنة مشاعر الحزن.
ولما كان فنانو هذه الحركة يعتمدون على التنقيط، فإن ذلك كان يتطلب منهم صبرا وأناة، ولنا أن نتخيل فنانا أمام مَحمله وهو يمسك بأنابيب الطلاء ويملأ قماشته نقطة نقطة، دون خلط، مع المحافظة على المشهد الذي يريد تصويره، بمناظره الطبيعية، وأنهارها وضفافها، ومراكبها التي تمخر عباب الماء، والشخصيات المستجمة أو الساعية.
وما ذلك إلاّ رغبة من التنقيطيين في إحداث ثورة وتقديم رؤية فنية مغايرة حاول الانطباعيون قبلهم خوض غمارها دون جدوى، ثم توصل التنقيطيون إلى تحقيقها بفضل تطوّر علوم عصرهم، ذلك أنهم اعتمدوا على النظريات العلمية في ذلك الوقت بناءً على الظواهر البصرية.
بعد عام 1801 قام بعض الفنانين الانطباعيين بانتهاج أساليب فردية محاولين ان يضيفوا إلى اللوحة مايعرف بإسم (قسوة الخطوط).
وقد أدى هذا الاتجاه بـ “جورج سوراه” إلى التمادي في فصل الألوان على الطريقة الانطباعية إلى حد تقسيمها إلى نقط صغيرة ملونة متمازجة، وهكذا ظهر إلى الوجود أسلوب جديد ومدرسة جديدة هي التنقيطية ، وقد تميزت هذه النزعة بتفتيت الاشكال.
كما ظلت متفقة مع الانطباعية باختفاء الموضوع فيها، وتعد التنقيطية (Pointillisme) رد فعل لما سبقها من المدراس التي كانت تتمسك بـ”الموضوع”، وتعده عنصراً أساسياً في اللوحة.
وظهرت التنقيطية في أواخر القرن التاسع عشر، ببادرة من جورج سورا (1859-1891) الذي شارك في آخر معرض للانطباعيين عام 1886 بلوحة ضخمة أسماها “ظهيرة الأحد في جزيرة الجفنة الكبرى”، وقد عدّها النقّاد مانيفستو حركة انفصلت عن الانطباعيين، تمثلت في مجموعة أنشأتها عام 1884 عُصبة الفنانين المستقلين، وكانت تضم إلى جانب سورا، بول سينياك (1863-1935) خاصة، وكميل ولوسيان بيسّارو.
وسارت على نهج الانطباعيين في رسم المناظر الطبيعية في الهواء الطلق، ولكنها اختلفت عنهم من جهة بحث تصويري جديد يقوم على وضع نقاط من ألوان مختلفة على القماشة لتشكيل صورة، لا تتبدّى للعيان إلاّ متى وقف منها المتلقي على مسافة. ولما كان سورا قد أنجز أعمالا انطباعية، وشارك الانطباعيين بعض معارضهم، فقد اعتبرت حركته انطباعية جديدة، ولكن بول سينياك أصر على اعتبارها تقسيمية رغم أن تقيسميته تتميز عن التنقيطية بلمسات فرشتها الأكبر حجما والأكثر تأرجحا.
أما النقاد فقد اختلفوا في تسميتها، منهم من وصفها بالتبقيعية مثل فيليكس فينيون، قبل أن يستريح للمصطلح الأول، أي الانطباعية الجديدة، شأن سينياك نفسه، إذ نشر عام 1889، أي بعد وفاة رفيقه سورا، كتابا بعنوان “من دولاكروا إلى الانطباعية الجديدة”.
ومنهم من سخر منها صراحة ووصفها بالتنقيطية مثل أرسين ألكسندر أول من وصفها بذلك الوصف، أو غوستاف جوفروا الذي انتقد ما أسماه الطريقة العبثية في رصف نقاط غير منتظمة ذات ألوان مختلفة جنبا إلى جنب.. فقد كتب يقول “وليس غريبا أن نلاحظ أن الفضل في ذلك سعة المساحة، وأن الكيفية الباردة، المنتظمة، الدقيقة التي تجعل النقاط الملونة موضوعة في أماكن متباعدة، لا تشدّ انتباه المشاهد، لأنه لا يتبيّن فحواها إلاّ بإصرار عنيد”. وفي رأيه أن الكثافة الضوئية التي يَنشدها هؤلاء يمكن أن توجد دون حاجة إلى تلك النقاط الصغيرة.
ويذهب بعضهم إلى القول إن هذه التجربة يمكن ربطها بنظريات حول إضافة الألوان وتنقيصها، فمن المعروف أن الألوان في العادة تَنتج عن خليط أصباغ، فتتم عملية التنقيص حين يمتصّ كل صبغ جملة من ذبذبات الشبح الضوئي، فيرجّع خليط الأصباغ جملة الذبذبات التي لم تُمتصّ. من ذلك مثلا أن خلط أصباغ سيانْ (وهو لون أزرق مخضرّ يمتص اللون الأحمر) أو ماجنتا (لون أوّلي ورديّ يمتصّ اللون الأخضر) والأصفر، وكلها ألوان أولية قابلة للتنقيص، ينتج عنه لون قريب من الأسود.
ولكن عندما نخلط ألوانا تنتجها مصادر ضوئية، فإن الإضافة هي التي تلعب دورها، حيث يَنتج عن خليط الحزم الضوئية ذات الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء ضوءٌ قريب من الأبيض، نظرا لأن مجمل الذبذبات المرئية يكون ممثَّلا فيها، وهو الأسلوب نفسه الذي تستعمله التلفزة مثلا.
ولتصوير المشاعر والوتيرة والحركة في لوحاتهم، كان التنقيطيون يستعملون نظرية حول الخطوط والألوان، مفادها أن الخطوط الصاعدة الممزوجة بالألوان الدافئة تعبّر عن الفرح والسعادة، بينما تعكس الخطوط النازلة الممزوجة بالألوان الباردة والداكنة مشاعر الحزن.
ولما كان فنانو هذه الحركة يعتمدون على التنقيط، فإن ذلك كان يتطلب منهم صبرا وأناة، ولنا أن نتخيل فنانا أمام مَحمله وهو يمسك بأنابيب الطلاء ويملأ قماشته نقطة نقطة، دون خلط، مع المحافظة على المشهد الذي يريد تصويره، بمناظره الطبيعية، وأنهارها وضفافها، ومراكبها التي تمخر عباب الماء، والشخصيات المستجمة أو الساعية.
وما ذلك إلاّ رغبة من التنقيطيين في إحداث ثورة وتقديم رؤية فنية مغايرة حاول الانطباعيون قبلهم خوض غمارها دون جدوى، ثم توصل التنقيطيون إلى تحقيقها بفضل تطوّر علوم عصرهم، ذلك أنهم اعتمدوا على النظريات العلمية في ذلك الوقت بناءً على الظواهر البصرية.