• ×
الجمعة 18 أبريل 2025 | 04-17-2025

الموضة .. صناعة أزياء وأحيانًا معالجة قضايا

الموضة .. صناعة أزياء وأحيانًا معالجة قضايا
0
0
الآن تُعتبر الموضة شكل من أشكال التعبير عن الذات والاستقلالية في فترة ومكان معينين وفي سياق محدد، من الملابس، الأحذية، نمط الحياة، الإكسسوارات، المكياج، تسريحة الشعر ووضعية الجسم ،
وفي الاستخدام اليومي، يشير المصطلح إلى نظرة تعرفها صناعة الأزياء على أنها تتجه إلى كل ما يعتبر موضة متاح وشائع من قبل نظام الموضة (الصناعة والإعلام) ، وكرد فعل على الإنتاج الضخم لسلع الملابس بأسعار منخفضة ونطاق عالمي، أصبحت الاستدامة قضية ملحة بين السياسيين والعلامات التجارية والمستهلكين.

ويرجع تاريخ الموضة إلى أزمنة موغلة بالقدم وقرون قديمة جدا وغابرة امتدت لحضارات عديدة كالحضارة الآشورية والفرعونيه والفنيقين والرومانيه، فحينما بدء اهتمام الإنسان بملبسة بدء التفكير في الموضة والاهتمام بها..ومن هنا بدأ الاهتمام أيضا بالمعابد وتنسيقها علي الموضة وكانت لكل حضارة موضه واسلوب خاص بها .

تميزت الحضارة الفينيقية بإتقانها لصنع الملابس فتاجروا فيها في الكثير من بقاع العالم وذلك في الألف الرابعة ق.م ، اما الحضارة المصرية فلقد تميزت بالألوان والرسوم سواء علي جدران المعابد أو على الملابس واهتمت المرأة المصرية القديمة كثيرا بجمالها، حيث كانت تهتم بزينتها وملابسها كثيرا ، وفي أعقاب الثورة الفرنسية تطورت الموضة بشكل كبير فظهرت الفساتين المنفوخة والمزركشة ،
كما اهتمت الحضارة الإغريقية بالنقش علي الملابس فتعددت أشكال الملابس، وكانت هذه الرسوم تحدد وفقا للفئة العمرية أو للانتماء الطبقي أو للمكانة الاجتماعية.

ثم أصبحت الموضة الآن في القرن الحادي والعشرين تتميز بالتنوع والاختلاف بين دول العالم فأصبح هناك العديد من دور الأزياء حول العالم تتنافس كلا منها في تقديم كل ما هو جديد، ومن أهم المدن المعبرة عن الموضة هي باريس فهي تعتبر عاصمة الموضة والازياء .
حيث تعتبر باريس موطن الماركات العالمية فيوجد لكل ماركة عالمية مخزن في باريس ومن أهم تلك الماركات شانيل، ديور، هرمس. وتوجد في باريس العديد من الاحداث التي تعبر عن الموضة أهمها هو (اسبوع الموضة).

صناعة الأزياء ..

صناعة الأزياء عبارة عن منتج من العصر الحديث فقبل منتصف القرن التاسع عشر معظم الملابس كانت معدة وقفاً لمواصفات الزبون، كانت تعد بالأيدي للأفراد إما إنتاجاً منزلي أو عن طريق المصممين والخياطين. أما في بداية القرن العشرين بدأت الملابس تباع بمقاييس ومعايير محددة بالإضافة إلى توحيد الأسعار بسبب ظهور تكنولوجيا جديدة كآلة الخياطة وزيادة الرأسمالية العالمية في تطوير المصانع ونوعية الإنتاج وانتشار أماكن البيع بالتجزئة مثل المتاجر، كما أصبحت صناعة الملابس في تطور في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أولاً، حتى أصبحت صناعة عالمية، غالباً ما تصمم في دولة وتصنع في دولةٍ أخرى وتباع عالمياً ، فمثلا شركة أزياء أمريكية قد تحضر الأقمشة في الصين وتصنعها في الفيتنام وتعرضها في إيطاليا ثمَ تشحنها لتعود بها إلى المستودعات في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل توزيعها على متاجر البيع بالتجزئة عالمياً. لطالما كانت صناعة الملابس من أكثر الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ولا تزال كذلك حتى القرن الواحد والعشرين، إلا أن هذه الأعمال انخفضت إلى حدٍ كبير في الولايات الأمريكية المتحدة وتوجهت إلى بلدان أجنبية خصوصاً الصين بسبب الإبلاغ عادةً عن بيانات صناعة الملابس للاقتصاديات العالمية والتعبير عنها في قطاعات تجارية خاصة، فيصعب حساب إجمالي الصناعة العالمية للأقمشة والملابس وعلى الرغم من ذلك تمثل الصناعة للحصول على جزء كبير من إنتاج العالم الاقتصادي بأية مقاييس. تتشكل صناعة الأقمشة من أربع مستويات: أولاً إنتاج المواد الخام الأساسية مثل الألياف والأقمشة والجلود والفراء، ثانياً إنتاج السلع عن طريق المصممين والمصنعين والمقاولين وغيرهم، ثالثاً بيع السلع بالتجزئة، رابعاً وأخيراً الإعلانات المختلفة للسلع. تتكون هذه المستويات من قطاعات تجارية منفصلة لكن متعاونة ومترابطة وجميعهم مخلصين لهدف واحد وهو إرضاء المستهلك ومتطلباته للثياب تحت شروط تمكن المشاركين في التصنيع من العمل على الربح.

لا يتم تطبيق الملكية الفكرية ضمن صناعة الأزياء كما هو الحال في صناعة الأفلام والموسيقى. ذكر روبرت جلاريستون، مختص في الملكية الفكرية التابع لمنظمة مختصة في الأزياء والماركات التجارية في ندوة للموضة أقيمت في لوس أنجلس أن قانون حق المؤلف المتعلق بالملابس قضية مثيرة للجدل في صناعة الأزياء فيجب علينا رسم خط فاصل لتوضيح الفرق بين مصممي الأزياء اللذين يستوحون تصاميمهم من تصاميم أخرى ومصممي الأزياء اللذين يقومون بسرقة تصاميمهم من أماكن مختلفة. إن التصاميم المستوحاة من تصاميم أخرى ساهمت في تأسيس ماركات جديدة في صناعة الأزياء ففي السنوات الأخيرة كانت WGSN المصدر المهيمن لأخبار الموضة وتتوقع أن الماركات العالمية سوف تكون مستوحاة من بعضهم البعض فجذب العملاء لشراء الملابس عن طريق تأسيس ماركات وموضات جديدة يعتبر عنصراً رئيسياً في نجاح هذه الصناعة بغض البصر عن مخالفة بعض الناس لهذا الرأي.

و قواعد الملكية الفكرية التي تتداخل مع عملية صناعة الماركات ربما تتعاكس مع إنتاجها، من ناحية أخرى تعتبر السرقة الواضحة للأفكار الجديدة والتصاميم المميزة وتفاصيل التصميم من قبل الشركات الكبرى سبباً في فشل العديد من شركات الموضة الصغرى والمستقلة. بما أن التصاميم المزيفة يمكن إدراكها من جودتها الكامنة إلا أن الطلب على السلع الكمالية لا يزال موجوداً، وبحيث أن حقوق الملكية للملابس والإكسسوارات لا تتم إلا للعلامات التجارية فقط فإن العديد من ماركات الأزياء تعتبرها واحدة من الجوانب الأكثر وضوحاً للملابس والإكسسوارات ، ففي صناعة حقائب اليد خاصةً يقوم المصممون بنسج العلامة التجارية في القماش نفسه الذي تصنع منة الحقيبة أو في بطانة القماش مما يجعل العلامة التجارية عنصراً أصيلاً في الحقيبة ..
وقد أقامت في عام 2005 المنظمة العالمية للملكية الفكرية مؤتمراً تدعو فيه إلى تشديد تنفيذ الملكية الفكرية في صناعة الأزياء لحماية أفضل للأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة وأيضاً لتشجيع القدرة التنافسية في صناعة الأقمشة والملابس.

وربما تستعمل الأزياء للترويج لقضية ما مثل التشجيع للسلوك الصحي الذي يساعد في زيادة الدخل للحصول على علاج لمرض السرطان أو زيادة الدخل للجمعيات الخيرية المحلية أو جمعية حماية الأحداث أو لزيادة التبرعات لدار الأطفال المرضى.
وربما ستكون القضية القادمة للأزياء هي التلوث بحيث يتم إعادة تصنيع النفايات كملابس ومجوهرات وقطع أزياء أخرى من أجل تعزيز وعي التلوث ، وهناك عدد كبير من الفنانين الحديثين يعملون لهذا السبب منهم Marina DeBris و Ann Wizer و Nancy Jud .