• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

مفاجآت عن سكان أوروبا قبل آلاف السنين

مفاجآت عن سكان أوروبا قبل آلاف السنين
0
0
رويترز كشف باحثون يوم أمس الأربعاء عن تحليل البيانات الوراثية لصيادين رحالة أوروبيين عددهم 356 عاشوا في المنطقة منذ مدة تتراوح بين 35 ألف عام إلى خمسة آلاف عام مضت، وهي مدة شملت أشد حقب العصر الجليدي برودة في المدة بين 25 ألف عام و19 ألف عام مضت. ومكن هذا الباحثين من فك شفرة الدوافع المحركة لساكني أوروبا في حقبة ما قبل التاريخ، بما في ذلك تحركات الجماعات البشرية وبعض الصفات الجسدية الرئيسية.

وأظهرت الدراسة أنه في ظل مكوث بعض السكان وبقائهم على قيد الحياة في أجزاء أدفأ نسبيا، مثل فرنسا وإسبانيا والبرتغال، تناقصت أعداد آخرين تدريجيا حتى فنائهم في شبه الجزيرة الإيطالية. وقدمت الدراسة أيضا لمحة عن أهم سمات الأوروبيين مثل البشرة الفاتحة والعيون الزرقاء.

وقال كوزيمو بوست عالم الحفريات القديمة من جامعة توبنجن في ألمانيا “إنها أضخم مجموعة بيانات وراثية عتيقة جُمعت عن الصيادين الرحالة الأوروبيين”. وبوست مشارك رئيسي في الدراسة المنشورة في مجلة (نيتشر) العلمية.

وقال هي يو عالم الوراثيات القديمة من جامعة بكين في الصين “يحدّث ذلك معلوماتنا عن كيفية نجاة البشر في العصر الجليدي”. ويو مشارك رئيسي في الدراسة.

وكانت أوروبا المرتع الرئيسي لإنسان نياندرتال، وهم أبناء عمومتنا الأكثر فتوة ذوو الحاجبين الضخمين، لكنهم انقرضوا منذ ما يقارب 40 ألف عام بمجرد أن رسخ نوعنا، بني الإنسان، أقدامه في قارة أوروبا. وجاءت نشأة الإنسان منذ 300 ألف عام تقريبا في أفريقيا، ثم انتشروا في الأرض ليبلغوا أوروبا منذ 45 ألف عام على الأقل.

وهامت جماعات متنوعة من الصيادين الرحالة في قارة أوروبا، فاصطادت الثدييات الضخمة التي من بينها الماموث ووحيد القرن كثيفي الصوف والرنة وجمعت النباتات الصالحة للطعام. وخلال أشد حقب العصر الجليدي برودة، والمعروفة باسم الذروة الجليدية الأخيرة، غطت الألواح الجليدية المعروفة باسم الألواح الجليدية القارية نصف أوروبا مع بقاء أكثر المتبقي من القارة معرضا لظروف التندرا وتجمد طبقة التربة التحتية.

وكشفت الدراسة أن الوحيدين الذين نجوا من هذه الحقبة القاسية في أوروبا هم الصيادون الرحالة الذين لاذوا ببقاع في فرنسا وشبه الجزيرة الأيبيرية. وكانت شبه الجزيرة الإيطالية، التي اعتقد في السابق أنها كانت ملاذا للأشخاص في هذه الحقبة، على النقيض من فرنسا وأيبيريا تماما، إذ هلك جميع ساكنيه

وقال الباحثون إن تلك المنطقة عادت مأهولة بسكان من البلقان منذ 19 ألف عام، وانتشروا بعد ذلك في أنحاء أوروبا، ومنذ ما يقارب 14500 عام مضت حلوا محل جميع من عاشوا هناك.

وقال يو “منذ ما يتراوح بين 14 ألفا و13 ألف عام تقريبا، أصبح المناخ أدفأ وتحولت أغلب أجزاء أوروبا تدريجيا إلى غابات أشبه بما هي عليه في الوقت الراهن”.