تقني البحار والمحيطات جاك إيف كوستو .. وكتاب "العالم الصامت" منذ 50 عام
02-04-2023 12:50 صباحاً
0
0
فى 3 فبراير 1953، نشر عالم المحيطات الفرنسى جاك إيف كوستو، كتاب "العالم الصامت"، مذكرات عن وقته فى استكشاف المحيطات، وأصبح فيلمًا وثائقيًا نال استحسانًا كبيرًا فى عام 1956.
كان ضابطا بحرياً ومستكشفاً وعالم بيئة وصانع أفلام وثائقية ومصوّراً ومؤلفاً وباحثاً فرنسياً، كرّس حياته لدراسة البحار والمحيطات وبما فيهما من أشكال الحياة، وقد كان عضوا فى أكاديمية اللغة الفرنسية، توفى عام 1997 بالعاصمة الفرنسية باريس، وراجت العديد من الشائعات، خصوصا في العالم الإسلامي، حول اعتناقه الإسلام وفي سنة 1943، بدأ نشاطاته كمنتج للأفلام الوثائقية نال جرائها العديد من الجوائز وإزالة الألغام البحرية التي خلفتها الحرب العالمية الأولى والثانية وإنقاذ السفن والغواصات الغارقة.
لبحر المتوسط ثم البحر الأسود وحول العالم ليصدر كتابه "العالم الصامت"Jacques Cousteau على متن الغواصة المتخصصة بالأبحاث والاستكشافات كاليبسو سنة 1959م في ميناء مدينة منهاتن بولاية نيو يورك الأمريكية.
في حين أنه قضى حياته كباحث ومستكشف جموفرلوجي وطبوغرافي وملاح ومرشد جغرافي لم يستثني الأنهار والبحيرات والثروات الطبيعية والآثار والمعادن الثمينة والأحياء النادرة التي تعيش في أعماق المحيطات والكهوف والمغاور الساحلية والصخرية وإنقاذ السفن الغارقة المهملة، كما صنف أبحاثه الخاصة بمصائد الثروة السمكية والكائنات الحية المائية ليصبح رمز في هذا المجال أطلق الحكومة الفرنسية اسمه على أحد شوارع مدينة سانت آندريه الرئيسة تكريما لمجهوداته العلمية والاستكشافية.
-إسلام عالم البحار جاك كوستو
الزمان : عام 1977.
المكان : أكاديمية العلوم بمدينة باريس
حيث تجمع أكثر من خمسة آلاف عالم في العلوم التطبيقية وفي علوم الأحياء وعلوم البحار .
عندما نادوا على اسمه قام من بين الصفوف ومشى ببطء نحو المنصة والعيون كلها تنظر بالإعجاب والحب ، فهو أكبر وأبرز عالم في شؤون البحار وهو صاحب الدراسات الرائدة في هذا الميدان الحيوي من العلوم .
وعندما وقف على المنصة .. منصة الخطابة تمتم بكلمات لم يفهمها إلا العرب والمسلمون ، أما الناطقون بغير العربية وهم أكثرية الجمع ، فقد استغربوا من تمتمته ولم يفهموا منها شيئاً ، ولكنهم ضجوا وارتفعت أصواتهم حينما ترجم (كلماته) تلك باللغة الفرنسية .
فماذا قال ؟
لقد أطلقها في فضاء هذه الأكاديمية العلمية الرصينة وأعلنها بكل قوة ووضوح : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
نعم .. لقد أسلم -جاك كوستو- أشهر وأبرز عالم بحار في القرن العشرين .
فما سبب إسلامه ؟
نترك الحديث لكوستو نفسه يحدثنا عن سبب إسلامه .
قال كوستو أمام الجموع الحاضرة في هذا المؤتمر العلمي :
ـ لقد رأيت آيات الله الباهرة في هذه البحار التي درستها لسنوات طويلة من حياتي ، ثم وجدت القرآن الكريم قد تحدث عنها وذكرها قبل 14 قرناً .
سأله الحاضرون :
ـ مثل ماذا ؟
قال : هذه القضية التي رأيتها بنفسي .لقد درست مضيق جبل طارق ومضيق باب المندب عند البحر الأحمر، حيث يفصل الأول جبل طارق ما بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ، ويفصل الثاني باب المندب ما بين البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي .
وكان من المفترض أن المحيط الكبير يطغى بمائه على البحر الأصغر منه ، كمثل الواني المستطرقة ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث أبداً ، لقد وجدت أن هناك بحراً ثالثاً يفصل بينهما ، هذا البحر له خصائصه التي يتفرد بها عن البحرين ، وهذا التفرد في كل شيء ، في الملوحة والكثافة وفي الأسماك وفي درجة الحرارة ،
بل الأمواج والأسماك لا تدخل هذا الفاصل أبداً . وحدَّثت أحد البحارة الزملاء من أهل اليمن ، فقال لي : إن هذا الأمر الذي ذكرت موجود في القرآن الكريم وتلى عليّ هذه
الآيات : { مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان } الرحمن : 19 ، 20
وقوله تعالى : { أمّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون } النمل : 61
إن هذه اللفتات العلمية تدل دلالة واضحة وصادقة وقاطعة أن الله هو الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآيات وهذا القرآن العظيم . وإلا فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بأن هناك حواجز وفواصل مائية بين البحار والمحيطات ؟ إنه الله .. إنه الله .
خيّم الصمت والسكون على الحضور جميعاً ، وهم في ذهول ودهشة مما يسمعون .
واصل (جاك كوستو) حديثه قائلاً :
ـ والأمر الآخر الذي دعاني إلى الإسلام هذه الآية : { والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور } الطور: 1 ـ 6 ، إنها آية عجيبة ورهيبة ..
البحر المسجور أي : البحر يشتعل نيراناً ، نعم إن كل المحيطات والبحار الكبرى تخرج من قيعانها النيران وقد صورنا هذه الظاهرة ..
نعم صورناها ودرسناها .. ألم أقل لكم إن هذا القرآن من الله وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم قام بعرض هذه الظواهر العلمية على الشاشة المتلفزة وشرحها شرحاً مفصلاً وعميقاً .
لقد أسلم (جاك كوستو) عالم البحار الفرنسي الشهير
نبذة تاريحة عنه وعن إنجازاته في علوم البحار
جاك-إيف كوستو - Jacques-Yves Cousteau- يكاد يكون الفرد المسؤول بالكلية عن تعريف ملايين البشر بالجزء من العالم المغمور تحت الماء. ورحلة (كوستو) مع البحر التي استغرقت ستين عاماً لم تكن مجرد مغامرة استكشاف. فـتقني المحيطات هذا كما كان يسمي نفسه قد أسهم في ابتكارات ومشاريع ترتكز عليها كثير من أبحاث التقنيات البيئية اليوم.
ولد -كوستو- منتصف عام 1910. وبالرغم من أن بدايات مسيرته الدراسية كانت متعثرة! إلا أن اهتمامه بالابتكار بدأ في سن الحادية عشرة قبل أن يُنمي اهتماماً بتصوير الأفلام ثم ليتبلور شغفه بآليات الغوص واستكشاف الأعماق بعد تخرجه من الأكاديمية البحرية والتحاقه بسلاح البحرية الفرنسي.
خلال الحرب العالمية الثانية اشتغل -كوستو- بأعمال استخباراتية لصالح الجيش الفرنسي.
وفي العام 1943 وضع مع زميله المهندس -إيميل غاغنان- تصميم رئة الماء – Aqualung- أو اسطوانة الهواء المضغوط التي يستخدمها الغواصون اليوم والتي مثلت فتحاً معرفياً مكن المستكشفين أخيراً من البقاء تحت الماء من دون الاعتماد على مخزون الرئتين. طرحت الفكرة في الأسواق الفرنسية عام 46¡ ووصلت إلى أميركا عام 52 لتفرض نفسها على عالم الغوص بعد ذلك.رُقي -كوستو- بعد الحرب لرتبة كابتن. ثم عُين رئيساً لبرنامج دراسة المحيطات (Oceagraphy) الفرنسي. وفي عام 1950 اشترى سفينة (الكاليبسو) التي اقترنت شهرته بها لتكون بمثابة مركز أبحاثه البحرية خلال الستة والأربعين عاماً التالية. وقد عمد (كوستو) لإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية والكتب من أجل تمويل رحلاته ولنشر الوعي ببيئة الأعماق في بادرة غير مسبوقة وقتها حققت نجاحاً مدوياً. بل أن فيلمه الوثائقي الأول العالم الصامت – The Silent World فاز بالجائزة الأولى في مهرجان -كان- لعام 1956. وهو إنجا لم يلامسه مُنتَج وثائقي آخر حتى جاء -مايكل مور- بفيلمه -فهرنهايت 9/11- بعد ثمان وأربعين سنة.
تقاعد -كوستو- من البحرية الفرنسية ليتفرغ لمشاريع أبحاثه. حيث عُين عام 1957 مديراً لمتحف موناكو للمحيطات. وأسس مجموعة لأبحاث الأعماق بطولون. بالإضافة لرئاسته لبرنامج -Conshelf- الخاص بتجارب إقامة البشر لمدد طويلة بمستعمرات مقامة في أعماق البحار.
كما أن جهوده الرائدة في تطوير الآليات لم تتوقف. ففي العام 1963 طور كاميرا للتصوير تحت الماء اشترت شركة -Nikon- حقوقها لاحقاً لتنتجها تحت اسم Nikos- كما عمل -كوستو- على بناء الغواصة SP-350 التي تتسع لشخصين وتعمل تحت عمق يصل لـ 350 متراً بقاع المحيط. ليحقق عام 1965 إنجازاً بالوصول بنسخة مطورة منها لعمق 500 متر. وقد دشن عام 1980 نموذجاً آخر لغواصة أعماق نفاثة ذات راكب واحد أسماها TURBOSAIL.
بدأت صورة -كوستو- الشعبية بالظهور حين نظم حملة لاقت اهتماماً عالمياً ضد محاولة المجمع الأوروبي للطاقة الذرية -EURATOM- للتخلص من مخلفاته النووية بإمارة موناكو عام 1960. وتم إيقاف القطار المحمل بهذه المخلفات بواسطة نساء وأطفال اعتصموا على الخط الحديدي وأعادوه لمصدره. واستدعي (كوستو) وقتها
للمناقشة مع الرئيس الفرنسي شارل دوغول على خلفية هذه الأحداث.
في عام 1968م طُلب منه الاشتراك في سلسلة برامج تيليفزيونية لتعريف الجمهور بعالم البحر الخفي
. وهكذا كان برنامج عالم الأعماق- Undersea World الذي قدم للجمهور العادي صورة لعالم أبحاث المحيطات طيلة ثماني سنوات. وليحتل مكانة راسخة. حتى عند المشاهدين العرب. كأحد أهم معالم التثقيف التلفازي. وقد جعل البرنامج منه نجماً عالمياً. كما جعل من الاهتمام بالبيئة البحرية هماً شعبياً. ما حدا به لتأسيس
جمعية غير ربحية باسمه لحماية الحياة البحرية يفوق عدد اعضائها اليوم الثلاثمائة ألف.
يعد -كوستو- اليوم رمزاً لتظافر روحي العلم والمغامرة لأجل البيئة. وهو قد حصل على تكريم الأكاديمية الفرنسية. وعلى وسام الحرية الأميركي مرتين من قبل الرئيسين كارتر و ريغان كما حصل على جائزة الأمم المتحدة الدولية للبيئة وعُين مستشاراً لديها ولدى البنك الدولي. وبالرغم من أن كوستو قد توفي عام 1997 إثر أزمة قلبية .إلا أن تراثه لا يزال حياً ومحركاً للكثير من الجهود العالمية. حتى سفينته العتيدة -الكاليبسو- التي غرقت إثر اصطدامها ببارجة عام 1996 تم انتشالها لاحقاً لتبقى شاهداً على منجزاته.
كان ضابطا بحرياً ومستكشفاً وعالم بيئة وصانع أفلام وثائقية ومصوّراً ومؤلفاً وباحثاً فرنسياً، كرّس حياته لدراسة البحار والمحيطات وبما فيهما من أشكال الحياة، وقد كان عضوا فى أكاديمية اللغة الفرنسية، توفى عام 1997 بالعاصمة الفرنسية باريس، وراجت العديد من الشائعات، خصوصا في العالم الإسلامي، حول اعتناقه الإسلام وفي سنة 1943، بدأ نشاطاته كمنتج للأفلام الوثائقية نال جرائها العديد من الجوائز وإزالة الألغام البحرية التي خلفتها الحرب العالمية الأولى والثانية وإنقاذ السفن والغواصات الغارقة.
لبحر المتوسط ثم البحر الأسود وحول العالم ليصدر كتابه "العالم الصامت"Jacques Cousteau على متن الغواصة المتخصصة بالأبحاث والاستكشافات كاليبسو سنة 1959م في ميناء مدينة منهاتن بولاية نيو يورك الأمريكية.
في حين أنه قضى حياته كباحث ومستكشف جموفرلوجي وطبوغرافي وملاح ومرشد جغرافي لم يستثني الأنهار والبحيرات والثروات الطبيعية والآثار والمعادن الثمينة والأحياء النادرة التي تعيش في أعماق المحيطات والكهوف والمغاور الساحلية والصخرية وإنقاذ السفن الغارقة المهملة، كما صنف أبحاثه الخاصة بمصائد الثروة السمكية والكائنات الحية المائية ليصبح رمز في هذا المجال أطلق الحكومة الفرنسية اسمه على أحد شوارع مدينة سانت آندريه الرئيسة تكريما لمجهوداته العلمية والاستكشافية.
-إسلام عالم البحار جاك كوستو
الزمان : عام 1977.
المكان : أكاديمية العلوم بمدينة باريس
حيث تجمع أكثر من خمسة آلاف عالم في العلوم التطبيقية وفي علوم الأحياء وعلوم البحار .
عندما نادوا على اسمه قام من بين الصفوف ومشى ببطء نحو المنصة والعيون كلها تنظر بالإعجاب والحب ، فهو أكبر وأبرز عالم في شؤون البحار وهو صاحب الدراسات الرائدة في هذا الميدان الحيوي من العلوم .
وعندما وقف على المنصة .. منصة الخطابة تمتم بكلمات لم يفهمها إلا العرب والمسلمون ، أما الناطقون بغير العربية وهم أكثرية الجمع ، فقد استغربوا من تمتمته ولم يفهموا منها شيئاً ، ولكنهم ضجوا وارتفعت أصواتهم حينما ترجم (كلماته) تلك باللغة الفرنسية .
فماذا قال ؟
لقد أطلقها في فضاء هذه الأكاديمية العلمية الرصينة وأعلنها بكل قوة ووضوح : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
نعم .. لقد أسلم -جاك كوستو- أشهر وأبرز عالم بحار في القرن العشرين .
فما سبب إسلامه ؟
نترك الحديث لكوستو نفسه يحدثنا عن سبب إسلامه .
قال كوستو أمام الجموع الحاضرة في هذا المؤتمر العلمي :
ـ لقد رأيت آيات الله الباهرة في هذه البحار التي درستها لسنوات طويلة من حياتي ، ثم وجدت القرآن الكريم قد تحدث عنها وذكرها قبل 14 قرناً .
سأله الحاضرون :
ـ مثل ماذا ؟
قال : هذه القضية التي رأيتها بنفسي .لقد درست مضيق جبل طارق ومضيق باب المندب عند البحر الأحمر، حيث يفصل الأول جبل طارق ما بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ، ويفصل الثاني باب المندب ما بين البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي .
وكان من المفترض أن المحيط الكبير يطغى بمائه على البحر الأصغر منه ، كمثل الواني المستطرقة ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث أبداً ، لقد وجدت أن هناك بحراً ثالثاً يفصل بينهما ، هذا البحر له خصائصه التي يتفرد بها عن البحرين ، وهذا التفرد في كل شيء ، في الملوحة والكثافة وفي الأسماك وفي درجة الحرارة ،
بل الأمواج والأسماك لا تدخل هذا الفاصل أبداً . وحدَّثت أحد البحارة الزملاء من أهل اليمن ، فقال لي : إن هذا الأمر الذي ذكرت موجود في القرآن الكريم وتلى عليّ هذه
الآيات : { مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان } الرحمن : 19 ، 20
وقوله تعالى : { أمّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون } النمل : 61
إن هذه اللفتات العلمية تدل دلالة واضحة وصادقة وقاطعة أن الله هو الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآيات وهذا القرآن العظيم . وإلا فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بأن هناك حواجز وفواصل مائية بين البحار والمحيطات ؟ إنه الله .. إنه الله .
خيّم الصمت والسكون على الحضور جميعاً ، وهم في ذهول ودهشة مما يسمعون .
واصل (جاك كوستو) حديثه قائلاً :
ـ والأمر الآخر الذي دعاني إلى الإسلام هذه الآية : { والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور } الطور: 1 ـ 6 ، إنها آية عجيبة ورهيبة ..
البحر المسجور أي : البحر يشتعل نيراناً ، نعم إن كل المحيطات والبحار الكبرى تخرج من قيعانها النيران وقد صورنا هذه الظاهرة ..
نعم صورناها ودرسناها .. ألم أقل لكم إن هذا القرآن من الله وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم قام بعرض هذه الظواهر العلمية على الشاشة المتلفزة وشرحها شرحاً مفصلاً وعميقاً .
لقد أسلم (جاك كوستو) عالم البحار الفرنسي الشهير
نبذة تاريحة عنه وعن إنجازاته في علوم البحار
جاك-إيف كوستو - Jacques-Yves Cousteau- يكاد يكون الفرد المسؤول بالكلية عن تعريف ملايين البشر بالجزء من العالم المغمور تحت الماء. ورحلة (كوستو) مع البحر التي استغرقت ستين عاماً لم تكن مجرد مغامرة استكشاف. فـتقني المحيطات هذا كما كان يسمي نفسه قد أسهم في ابتكارات ومشاريع ترتكز عليها كثير من أبحاث التقنيات البيئية اليوم.
ولد -كوستو- منتصف عام 1910. وبالرغم من أن بدايات مسيرته الدراسية كانت متعثرة! إلا أن اهتمامه بالابتكار بدأ في سن الحادية عشرة قبل أن يُنمي اهتماماً بتصوير الأفلام ثم ليتبلور شغفه بآليات الغوص واستكشاف الأعماق بعد تخرجه من الأكاديمية البحرية والتحاقه بسلاح البحرية الفرنسي.
خلال الحرب العالمية الثانية اشتغل -كوستو- بأعمال استخباراتية لصالح الجيش الفرنسي.
وفي العام 1943 وضع مع زميله المهندس -إيميل غاغنان- تصميم رئة الماء – Aqualung- أو اسطوانة الهواء المضغوط التي يستخدمها الغواصون اليوم والتي مثلت فتحاً معرفياً مكن المستكشفين أخيراً من البقاء تحت الماء من دون الاعتماد على مخزون الرئتين. طرحت الفكرة في الأسواق الفرنسية عام 46¡ ووصلت إلى أميركا عام 52 لتفرض نفسها على عالم الغوص بعد ذلك.رُقي -كوستو- بعد الحرب لرتبة كابتن. ثم عُين رئيساً لبرنامج دراسة المحيطات (Oceagraphy) الفرنسي. وفي عام 1950 اشترى سفينة (الكاليبسو) التي اقترنت شهرته بها لتكون بمثابة مركز أبحاثه البحرية خلال الستة والأربعين عاماً التالية. وقد عمد (كوستو) لإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية والكتب من أجل تمويل رحلاته ولنشر الوعي ببيئة الأعماق في بادرة غير مسبوقة وقتها حققت نجاحاً مدوياً. بل أن فيلمه الوثائقي الأول العالم الصامت – The Silent World فاز بالجائزة الأولى في مهرجان -كان- لعام 1956. وهو إنجا لم يلامسه مُنتَج وثائقي آخر حتى جاء -مايكل مور- بفيلمه -فهرنهايت 9/11- بعد ثمان وأربعين سنة.
تقاعد -كوستو- من البحرية الفرنسية ليتفرغ لمشاريع أبحاثه. حيث عُين عام 1957 مديراً لمتحف موناكو للمحيطات. وأسس مجموعة لأبحاث الأعماق بطولون. بالإضافة لرئاسته لبرنامج -Conshelf- الخاص بتجارب إقامة البشر لمدد طويلة بمستعمرات مقامة في أعماق البحار.
كما أن جهوده الرائدة في تطوير الآليات لم تتوقف. ففي العام 1963 طور كاميرا للتصوير تحت الماء اشترت شركة -Nikon- حقوقها لاحقاً لتنتجها تحت اسم Nikos- كما عمل -كوستو- على بناء الغواصة SP-350 التي تتسع لشخصين وتعمل تحت عمق يصل لـ 350 متراً بقاع المحيط. ليحقق عام 1965 إنجازاً بالوصول بنسخة مطورة منها لعمق 500 متر. وقد دشن عام 1980 نموذجاً آخر لغواصة أعماق نفاثة ذات راكب واحد أسماها TURBOSAIL.
بدأت صورة -كوستو- الشعبية بالظهور حين نظم حملة لاقت اهتماماً عالمياً ضد محاولة المجمع الأوروبي للطاقة الذرية -EURATOM- للتخلص من مخلفاته النووية بإمارة موناكو عام 1960. وتم إيقاف القطار المحمل بهذه المخلفات بواسطة نساء وأطفال اعتصموا على الخط الحديدي وأعادوه لمصدره. واستدعي (كوستو) وقتها
للمناقشة مع الرئيس الفرنسي شارل دوغول على خلفية هذه الأحداث.
في عام 1968م طُلب منه الاشتراك في سلسلة برامج تيليفزيونية لتعريف الجمهور بعالم البحر الخفي
. وهكذا كان برنامج عالم الأعماق- Undersea World الذي قدم للجمهور العادي صورة لعالم أبحاث المحيطات طيلة ثماني سنوات. وليحتل مكانة راسخة. حتى عند المشاهدين العرب. كأحد أهم معالم التثقيف التلفازي. وقد جعل البرنامج منه نجماً عالمياً. كما جعل من الاهتمام بالبيئة البحرية هماً شعبياً. ما حدا به لتأسيس
جمعية غير ربحية باسمه لحماية الحياة البحرية يفوق عدد اعضائها اليوم الثلاثمائة ألف.
يعد -كوستو- اليوم رمزاً لتظافر روحي العلم والمغامرة لأجل البيئة. وهو قد حصل على تكريم الأكاديمية الفرنسية. وعلى وسام الحرية الأميركي مرتين من قبل الرئيسين كارتر و ريغان كما حصل على جائزة الأمم المتحدة الدولية للبيئة وعُين مستشاراً لديها ولدى البنك الدولي. وبالرغم من أن كوستو قد توفي عام 1997 إثر أزمة قلبية .إلا أن تراثه لا يزال حياً ومحركاً للكثير من الجهود العالمية. حتى سفينته العتيدة -الكاليبسو- التي غرقت إثر اصطدامها ببارجة عام 1996 تم انتشالها لاحقاً لتبقى شاهداً على منجزاته.