السرطان .. تقدُّم علم الأورام أدى إلى ظهور علاجات أدق
02-03-2023 10:41 مساءً
0
0
أ ف ب أحرز علم الأورام تقدما مذهلا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعا بعلاجات جديدة وفهم أفضل للمرض، فيما يبدو أنّ مجال البحث في مرض السرطان لا يزال واسعا.
السرطان الناجم عن تحوّلات في الخلايا تجعلها غير طبيعية ثم تتكاثر بشكل مفرط، هو مرض قديم جدا. إلّا أنّ التقدّم المُحرز في الأبحاث جعل من الممكن فهم المرض الذي يتسبّب في وفاة نحو 10 ملايين شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم، بصورة أفضل.
وأصبح معروفا أنّ العضو الواحد لا يُصاب بنوع من السرطان فقط بل بأنواع عدة، وحتى النوع الواحد يمكن أن تتسبّب به أورام متعددة.
ويوضح مدير الأبحاث في مركز غوستاف-روسي لمكافحة السرطان فابريس أندريه لوكالة فرانس برس أنّ "التطرق إلى سرطان القولون أو سرطان الثدي أصبح مسألة عادية جدا"، مشيراً إلى أنّ "التحدي بات اليوم في تحديد شكل السرطان على المستوى البيولوجي". وعلى سبيل المثال، هناك ثلاثة أنواع رئيسة من سرطان الثدي لا تستجيب للعلاجات نفسها.
ويشير أندريه إلى أنّ "التطور في التقنيات الجزيئية الذي سُجّل خلال السنوات الأخيرة، أتاح تحديد البروتينات غير الطبيعية التي ينبغي القضاء عليها لكل نوع من الأورام، بصورة أفضل".
وأدّى تحسين فهم المرض إلى ظهور علاجات تستهدف طفرات جينية محددة، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
العلاج المناعي
وفي الماضي، كان العلاج الكيميائي هو الوحيد المُقترح للمريض. إلا أنّ هذا العلاج الذي يهدف إلى التخلص من الخلايا السرطانية بغض النظر عن موقعها في الجسم، قد يتسبب بآثار جانبية.
ويلفت مدير الأبحاث والابتكار في المعهد الوطني للسرطان (إنكا) البروفسور برونو كينيل إلى أنّ "العلاجات الموجّهة شكّلت تقدماً كبيراً لأنواع عدة من السرطانات بينها أنواع معيّنة من سرطان الدم".
وأثبت العلاج المناعي منذ نحو عشر سنوات أنّه يمثل التقدّم الأبرز في علاج الأورام.
وعلى عكس العلاج الكيميائي الذي يستهدف الخلايا السرطانية، يقوم هذا النوع من العلاجات على استهداف الخلايا المناعية التي تحيط بتلك السرطانية، من أجل تنشيطها. وعندما تُنشَّط تتولى تدمير الخلايا السرطانية.
ونال مُكتشفا العلاج جيمس أليسون من جامعة تكساس وتاساكو هونجو من جامعة كيوتو جائزة نوبل للطب عام 2018.
وكان هذا الاكتشاف مهماً جداً لبعض أنواع السرطانات. فعلى سبيل المثال، كان معدّل نجاة المرضى المصابين بالورم الميلانيني النقيلي (أخطر أنواع سرطانات الجلد) منخفضاً جداً قبل عام 2010. وبفضل العلاج المناعي، ارتفع متوسط العمر المتوقع للمرضى بواقع عشر سنوات إضافية مقارنة ببضعة أشهر في السابق.
لكن لا تستجيب كل الأورام السرطانية للعلاج المناعي، وقد يتسبب استهداف بعدها بهذا النوع من العلاج إلى تسجيل آثار جانبية
الذكاء الاصطناعي
ويقول كينيل "لا نزال في بداية العلاج المناعي". فأشكال هذا العلاج متعددة أصلاً وبينها تناول عقاقير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والعلاجات بالخلايا وتلك الجينية (مستقبلات المستضد الخيمرية).
ويقول الاختصاصي في علم الأورام لدى مركز ليون بيرار في ليون الفرنسية بيار سانتينيي "ينبغي التوصل إلى دمج العلاجات بأكثر طريقة ذكية ممكنة"، مضيفاً "مع العلاج المناعي، تقدمنا خطوة في معالجة السرطان، لكن لا تزال هناك خطوات ينبغي إنجازها لجميع المرضى الذين لا يستفيدون من هذا العلاج".
ويمكن للباحثين الاستناد إلى قدرة التقنيات الحيوية على تطوير عقاقير جديدة توافر معالجة أدق وتنطوي على آثار سلبية أقل.
ومن بين ما يُمكن الاستناد إليه أيضاً الذكاء الاصطناعي الذي يشهد تطوراً، ويتيح أصلاً تعريفاً أفضل لتشخيص السرطان. وبفضل هذه الثورة التكنولوجية، "سيتمكن المتخصصون من تحديد أي مرضى يمكنهم الاستفادة من علاج قصير"، على ما يؤكد فابريس أندريه. أما النتائج الإيجابية لذلك، فتتمثل في تخفيف العلاجات للمرضى وخفض التكاليف عليهم.
وفيما استُخدم الذكاء الاصطناعي في معالجة سرطان الثدي، يُفترض أن تستفيد منه حالياً أنواع أخرى من السرطانات.
ومن بين الجوانب التي يُؤمَل أن تتطوّر، القدرة على اكتشاف الورم السرطاني في وقت مبكر جداً. ويقول أندريه في هذا الصدد إنّ "الولايات المتحدة أحرزت تطوراً في هذا المجال من خلال فحص الحمض النووي استناداً إلى اختبار دم بسيط، لكن لا تزال تُسجّل نتائج غير دقيقة في هذا النوع من الفحوص".
السرطان الناجم عن تحوّلات في الخلايا تجعلها غير طبيعية ثم تتكاثر بشكل مفرط، هو مرض قديم جدا. إلّا أنّ التقدّم المُحرز في الأبحاث جعل من الممكن فهم المرض الذي يتسبّب في وفاة نحو 10 ملايين شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم، بصورة أفضل.
وأصبح معروفا أنّ العضو الواحد لا يُصاب بنوع من السرطان فقط بل بأنواع عدة، وحتى النوع الواحد يمكن أن تتسبّب به أورام متعددة.
ويوضح مدير الأبحاث في مركز غوستاف-روسي لمكافحة السرطان فابريس أندريه لوكالة فرانس برس أنّ "التطرق إلى سرطان القولون أو سرطان الثدي أصبح مسألة عادية جدا"، مشيراً إلى أنّ "التحدي بات اليوم في تحديد شكل السرطان على المستوى البيولوجي". وعلى سبيل المثال، هناك ثلاثة أنواع رئيسة من سرطان الثدي لا تستجيب للعلاجات نفسها.
ويشير أندريه إلى أنّ "التطور في التقنيات الجزيئية الذي سُجّل خلال السنوات الأخيرة، أتاح تحديد البروتينات غير الطبيعية التي ينبغي القضاء عليها لكل نوع من الأورام، بصورة أفضل".
وأدّى تحسين فهم المرض إلى ظهور علاجات تستهدف طفرات جينية محددة، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
العلاج المناعي
وفي الماضي، كان العلاج الكيميائي هو الوحيد المُقترح للمريض. إلا أنّ هذا العلاج الذي يهدف إلى التخلص من الخلايا السرطانية بغض النظر عن موقعها في الجسم، قد يتسبب بآثار جانبية.
ويلفت مدير الأبحاث والابتكار في المعهد الوطني للسرطان (إنكا) البروفسور برونو كينيل إلى أنّ "العلاجات الموجّهة شكّلت تقدماً كبيراً لأنواع عدة من السرطانات بينها أنواع معيّنة من سرطان الدم".
وأثبت العلاج المناعي منذ نحو عشر سنوات أنّه يمثل التقدّم الأبرز في علاج الأورام.
وعلى عكس العلاج الكيميائي الذي يستهدف الخلايا السرطانية، يقوم هذا النوع من العلاجات على استهداف الخلايا المناعية التي تحيط بتلك السرطانية، من أجل تنشيطها. وعندما تُنشَّط تتولى تدمير الخلايا السرطانية.
ونال مُكتشفا العلاج جيمس أليسون من جامعة تكساس وتاساكو هونجو من جامعة كيوتو جائزة نوبل للطب عام 2018.
وكان هذا الاكتشاف مهماً جداً لبعض أنواع السرطانات. فعلى سبيل المثال، كان معدّل نجاة المرضى المصابين بالورم الميلانيني النقيلي (أخطر أنواع سرطانات الجلد) منخفضاً جداً قبل عام 2010. وبفضل العلاج المناعي، ارتفع متوسط العمر المتوقع للمرضى بواقع عشر سنوات إضافية مقارنة ببضعة أشهر في السابق.
لكن لا تستجيب كل الأورام السرطانية للعلاج المناعي، وقد يتسبب استهداف بعدها بهذا النوع من العلاج إلى تسجيل آثار جانبية
الذكاء الاصطناعي
ويقول كينيل "لا نزال في بداية العلاج المناعي". فأشكال هذا العلاج متعددة أصلاً وبينها تناول عقاقير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، والعلاجات بالخلايا وتلك الجينية (مستقبلات المستضد الخيمرية).
ويقول الاختصاصي في علم الأورام لدى مركز ليون بيرار في ليون الفرنسية بيار سانتينيي "ينبغي التوصل إلى دمج العلاجات بأكثر طريقة ذكية ممكنة"، مضيفاً "مع العلاج المناعي، تقدمنا خطوة في معالجة السرطان، لكن لا تزال هناك خطوات ينبغي إنجازها لجميع المرضى الذين لا يستفيدون من هذا العلاج".
ويمكن للباحثين الاستناد إلى قدرة التقنيات الحيوية على تطوير عقاقير جديدة توافر معالجة أدق وتنطوي على آثار سلبية أقل.
ومن بين ما يُمكن الاستناد إليه أيضاً الذكاء الاصطناعي الذي يشهد تطوراً، ويتيح أصلاً تعريفاً أفضل لتشخيص السرطان. وبفضل هذه الثورة التكنولوجية، "سيتمكن المتخصصون من تحديد أي مرضى يمكنهم الاستفادة من علاج قصير"، على ما يؤكد فابريس أندريه. أما النتائج الإيجابية لذلك، فتتمثل في تخفيف العلاجات للمرضى وخفض التكاليف عليهم.
وفيما استُخدم الذكاء الاصطناعي في معالجة سرطان الثدي، يُفترض أن تستفيد منه حالياً أنواع أخرى من السرطانات.
ومن بين الجوانب التي يُؤمَل أن تتطوّر، القدرة على اكتشاف الورم السرطاني في وقت مبكر جداً. ويقول أندريه في هذا الصدد إنّ "الولايات المتحدة أحرزت تطوراً في هذا المجال من خلال فحص الحمض النووي استناداً إلى اختبار دم بسيط، لكن لا تزال تُسجّل نتائج غير دقيقة في هذا النوع من الفحوص".