• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

بريخت .. الرائد والمؤسس والمنظِّر لمسرح التغيير الملحمي

بريخت .. الرائد والمؤسس والمنظِّر لمسرح التغيير الملحمي
0
0
 بيرتولت بريخت مسرحي ألماني شهير تخرج كطبيب رسمي لكنه اعتزل الطب وانصرف انصرافاً كلياً إلى رحابة المسرح ، فاهتم بالنقد الإجتماعي والسياسي واتخذ من المسرح وسيلة للنقد ،
وهو أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في المسرح العالمي، تعدت شهرته حدود ألمانيا لتصل إلى كافة أنحاء العالم، حتى يمكن القول أن معظم الحركات المسرحية الحديثة خرجت من تحت عباءته.

عكست مسيرة الكاتب والشاعر الألماني بريخت الفكرية الأحداث المتلاطمة التي شهدها النصف الأول من القرن العشرين في أوروبا ، ففي ظل الفساد السياسي وغياب الوعي الشعبي في ألمانيا أيام الحكم النازي بلور بريخت فكرته عن المسرح الملحمي كمقابل للمسرح الدرامي المعتاد ، وسعى من خلال هذا اللون المسرحي أن يخلق جمهوراً يستطيع التفاعل مع الأحداث ليتحرر من دوره كمشاهد سلبي.

طبعت السياسة معظم أعمال بريخت المسرحية والأدبية وكان لكتابات ماركس وهيجل التحليلية بالغ الأثر عليه، فحاول بريخت خلال مسيرته الفنية مخاطبة أكبر عدد من الجمهور، لإقناعهم بأهمية تحرير أدوات إنتاجهم من سيطرة رأس المال ، وكانت أولى مسرحياته التي لاقت نجاحاً كبيراً أوبرا "القروش الثلاثة"، وتضمنت المسرحية نقداً لاذعاً لأوضاع النظام البرجوازي أيام جمهورية فايمر. ولعل من الطريف أن تلقى المسرحية هذا النجاح والإعجاب من قبل من تعمد بريخت انتقادهم .. وتعتبر مسرحية "أوبرا القروش الثلاثة" واحدة من أمهات الأعمال في المسرح الحديث، ويندر أن يوجد مسرح في العالم لم يقدم صياغة لها بشكل من الأشكال.

*وعلى الرغم من الطابع السياسي لأعمال بريخت نجت هذه الأعمال من الفجاجة والمباشرة التي تعيب عادةً المسرحيات السياسية ، حتى بريخت نفسه كان ينحى بنفسه جانبا عن الأيديولوجيات في أعماله الأدبية ولم يعرف عنه القيام بتعليقات مباشرة صادمة، كان يفضل تجنب المواجهات الانتحارية مع الأنظمة التي كان يعيش في كنفها، كما يلمح المرء عنده محاولة مستمرة لمراجعة وتنقيح أفكاره وعدم الارتكان على فكرة واحدة منتهية ، ومسرحياته الملحمية تسعى إلى تحفيز الجمهور على إمعان التفكير حتى يُكوّن وعياً خاصاً به تجاه ما يراه، وذلك على العكس من المسرح الدرامي أو الآرسطي حيث يكتفي الجمهور بدور المتابع السلبي ، كما تمتد أفكار المسرح الملحمي إلى دور الممثل على خشبة المسرح، محاولة تغير طابع وظيفة الممثل من مؤدٍ إلى عنصر إيجابي في المسرحية، حيث كان بريخت يدعو ممثليه إلى جعل قدر من المسافة بينهم وبين النصوص واتخاذ مواقف نقدية منها أثناء أداءها وليس فقط تكرارها بشكل ميكانيكي.

وحين عاد بريخت إلى برلين عام 1949 وشارك في تأسيس المسرح البرليني أو "برلينير انسامبل". اصطدمت بعض أعماله مع العقلية البيروقراطية لموظفي الهيئات الثقافية، حتى أن بعض أعماله رفضت ، وفي آواخر حياته استطاع تأسيس مسرحه الخاص، وفضّل استثمار معظم وقته في التركيز على كتابة أعمال جديدة وإخراجها للمسرح وفي تلك الفترة نجح بريخت في اجتذاب عدد كبير من المواهب إلى مسرحه، فأصبح المسرح مصنعاً للأفكار الجديدة.

من أهم أعماله :

بال، حياة الجليلي، الأم شجاعة وأبنائها، دائرة الطباشير القوقازية، الأم، السيد بونتيلا وعبده ماتي .