مسرحية "الروبة" تتناول بالدار البيضاء آفة الفساد في منظومة العدالة التونسية
01-15-2023 05:39 صباحاً
0
0
خلال فعاليات الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي التي تستقبلها الدار البيضاء، عرضت مسرحية “الروبة” التي أثارت جدلا واسعا في تونس في صفوف هيئات المحامين والقضاة.
حمادي الوهابي، مخرج المسرحية، قال إن “أي عرض مسرحي، مثل أي أثر فني، حمّال معانٍ متعددة؛ فتتعدد وتختلف القراءات، وهناك قراءات لا نكون قد انتبهنا لها ولا نقصدها”.
واسترسل الوهابي قائلا: “المسرحية أثارت جدلا في تونس، وحيثما تحل تثير جدلا؛ لأن موضوع فساد القضاء والمحاماة ينخر مختلف المجتمعات، ولما حللنا بالمغرب اكتشفنا الجدل القائم حول المحاماة. هذا موضوع حارق تصيدناه، ونتقصد هذه المواضيع المسكوت عنها، لكن لا نكتفي بالموضوع فحسب؛ فالمسرح مشهدية، ننتقل لنشاهدها، دون أن يلغي هذا أهمية النص، ولو أننا ننطلق من فكرة لا من نص جاهز”.
وفي تفاعل مع سؤال حول توظيف بقع الضوء داخل فضاء مسرحية “الروبة” ذكر مخرجها أنه يعتبر “الإنارة من المتممات”، ولذا “يتخلص من الزوائد لأنه يعوّل على قدرة الممثل”.
وحول طريقة عمل فريق المسرحية، قال المخرج: “نعمل كمجموعة، في مختبر، بإدارة المخرج (…) في مغامرتنا الجديدة لا ننطلق من نص جاهز، بل نصل إليه، ونسمح للعرض بأن يتغير مع توالي العروض، في تجريب، واستفادة من البحوث والدراسات والمشاهدات، الأوروبية والعربية والتونسية بل ومسرح الشباب أيضا، إن المسرح تفاعل مع التجارب الأخرى”. الناقد المغربي يونس لوليدي استعاد، في كلمته خلال ندوة “الروبة” التطبيقية، جو محكمتها والانفجارات التي يليها سقوط الأقنعة وتعري المبادئ، لتنقلب الأدوار ويحاكِم المتهمُ النظام القضائي بأكمله، في حين كان ينتظر هو الحكم في حقه.
“معارك الشرف” و”المعارك مع كل شيء” التي حضرت في العرض رأى فيها الناقد فرجة في جو سوداوي؛ راصدا سواد الخلفية، وسواد بذلة “روب” المحامين والقاضية، وسوداوية الأداء الذي جعل عددا من الحوارات مونولوغات تعكس عدم اهتمام الشخصيات ببعضها.
ورأى المتدخل أن هذا الجو يوحي للمشاهد بأنه في “فيلم بالأبيض والأسود” لا تكسره إلا حمرة في لباسي القاضية والمتهم، قبل أن يسترسل متحدثا عن “سينوغرافيا الفراغ” التي استثمرتها المسرحية، وإمكاناتها الدلالية والرمزية، وما تسقط فيه من صعوبة في الأداء، بالنسبة للممثل، والجمهور أيضا الذي عليه أن يملأ الفراغ بذهنه.
ورافقت الندوة آراء مسرحيين ونقاد من مختلف أنحاء المنطقة؛ منها ما رأى في سواد العرض استمرارية لسواد القانون، وبروده، وفصوله المتضاربة، في حين رأى آخر في سينوغرافيا الفراغ التي اشتغلت عليها مسرحية “الروبة” انعكاسا لـ”التحولات العامة للشقيقة تونس”. وأبرز متدخل تحرك الممثلين، خاصة في بداية العرض، مثل قطع شطرنج في رقعة: لكل دوره، في ظل وجود صراع الموقع.
وحول لقطة “المحامي الذي يؤدي اليمين أمام الجمهور، وكأن لا مجال للحق أمام القاضي”، علق المشاهد قائلا: “أحسست برعشة الموت (…) كل شيء في المسرحية كان قويا لأن اللحظة قوية، ونتمنى أن تمر، لتكون تونس كما نحبها عاصمة للحب”.
هيسبريس
حمادي الوهابي، مخرج المسرحية، قال إن “أي عرض مسرحي، مثل أي أثر فني، حمّال معانٍ متعددة؛ فتتعدد وتختلف القراءات، وهناك قراءات لا نكون قد انتبهنا لها ولا نقصدها”.
واسترسل الوهابي قائلا: “المسرحية أثارت جدلا في تونس، وحيثما تحل تثير جدلا؛ لأن موضوع فساد القضاء والمحاماة ينخر مختلف المجتمعات، ولما حللنا بالمغرب اكتشفنا الجدل القائم حول المحاماة. هذا موضوع حارق تصيدناه، ونتقصد هذه المواضيع المسكوت عنها، لكن لا نكتفي بالموضوع فحسب؛ فالمسرح مشهدية، ننتقل لنشاهدها، دون أن يلغي هذا أهمية النص، ولو أننا ننطلق من فكرة لا من نص جاهز”.
وفي تفاعل مع سؤال حول توظيف بقع الضوء داخل فضاء مسرحية “الروبة” ذكر مخرجها أنه يعتبر “الإنارة من المتممات”، ولذا “يتخلص من الزوائد لأنه يعوّل على قدرة الممثل”.
وحول طريقة عمل فريق المسرحية، قال المخرج: “نعمل كمجموعة، في مختبر، بإدارة المخرج (…) في مغامرتنا الجديدة لا ننطلق من نص جاهز، بل نصل إليه، ونسمح للعرض بأن يتغير مع توالي العروض، في تجريب، واستفادة من البحوث والدراسات والمشاهدات، الأوروبية والعربية والتونسية بل ومسرح الشباب أيضا، إن المسرح تفاعل مع التجارب الأخرى”. الناقد المغربي يونس لوليدي استعاد، في كلمته خلال ندوة “الروبة” التطبيقية، جو محكمتها والانفجارات التي يليها سقوط الأقنعة وتعري المبادئ، لتنقلب الأدوار ويحاكِم المتهمُ النظام القضائي بأكمله، في حين كان ينتظر هو الحكم في حقه.
“معارك الشرف” و”المعارك مع كل شيء” التي حضرت في العرض رأى فيها الناقد فرجة في جو سوداوي؛ راصدا سواد الخلفية، وسواد بذلة “روب” المحامين والقاضية، وسوداوية الأداء الذي جعل عددا من الحوارات مونولوغات تعكس عدم اهتمام الشخصيات ببعضها.
ورأى المتدخل أن هذا الجو يوحي للمشاهد بأنه في “فيلم بالأبيض والأسود” لا تكسره إلا حمرة في لباسي القاضية والمتهم، قبل أن يسترسل متحدثا عن “سينوغرافيا الفراغ” التي استثمرتها المسرحية، وإمكاناتها الدلالية والرمزية، وما تسقط فيه من صعوبة في الأداء، بالنسبة للممثل، والجمهور أيضا الذي عليه أن يملأ الفراغ بذهنه.
ورافقت الندوة آراء مسرحيين ونقاد من مختلف أنحاء المنطقة؛ منها ما رأى في سواد العرض استمرارية لسواد القانون، وبروده، وفصوله المتضاربة، في حين رأى آخر في سينوغرافيا الفراغ التي اشتغلت عليها مسرحية “الروبة” انعكاسا لـ”التحولات العامة للشقيقة تونس”. وأبرز متدخل تحرك الممثلين، خاصة في بداية العرض، مثل قطع شطرنج في رقعة: لكل دوره، في ظل وجود صراع الموقع.
وحول لقطة “المحامي الذي يؤدي اليمين أمام الجمهور، وكأن لا مجال للحق أمام القاضي”، علق المشاهد قائلا: “أحسست برعشة الموت (…) كل شيء في المسرحية كان قويا لأن اللحظة قوية، ونتمنى أن تمر، لتكون تونس كما نحبها عاصمة للحب”.
هيسبريس