• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

صناعة المرايا ..

صناعة المرايا  ..
0
0
 أراد الناس عبر كل العصور رؤية صورتهم وهي تنعكس بطريقة ما، ولذلك أقدم المصريون، حوالي 2500 سنة قبل الميلاد ، على صناعة المرايا من معدن مصقول جید، البرونز غالباً، أو الفضة أو الذهب أحياناً، أما المرايا الزجاجية التجارية الأولى، فصنعت في مدينة فينيسيا في العام 1564,حيث تكونت هذه المرآة من الزجاج المنفوخ، ومن ثم المسطح، والمكسو بطبقة من الزئبق والتلك.

وعلى هذا فقد كانت فينيسيا هي المورد الأول للمرايا في العالم عبر القرون ولم يكن إلا حتى العام 1840 حين أقدم عالم كيميائي الماني، يُدعى جوستوس لايبيغ، على اكتشاف أسلوب إكساء الزجاج بالفضة، وهو الأسلوب المستعمل حالياً، وبواسطة هذه التقنية يخضع نشادر الفضة لعملية كيمائية عن طريق عامل اختزال، من السكر المنقلب (سكر مستخرج من النشا)، أو مليح روشیلی (مسهل حفيف المكنونة)، أو الفورمالديهايد (وهو غاز عديم اللون). وبالنتيجة فإن طبقة من الفضة المعدنية تنتشر بالسماكة نفسها فوق صفحة زجاجية ناعمة.

ومن الملاحظ اليوم أن المرايا المسطحة تعكس في الواقع صورًا متعددة : أي انعكاساً خفيفاً من الأمام وانعكاساً قوياً من الخلف ، وفي الحقيقة، فإن هذا التشويش الذي تسببه الكميات الضئيلة من الضوء التي تخترق الزجاج، تصبح ذات أهمية كبيرة عندما يكون استعمال المرايا لأغراض علمية دقيقة
ولهذا نجد أن المرايا بداخل عدسات المناظير المقربة للبعد مثلاً تكون مكسوة بالمعدن من الأمام وكذلك فقد تم الاستعاضة عن الفضة بالألمونيوم أو الكروم.

كما تتم عملية الكساء بأسلوب الالتصاق الفراغي، وهو الأسلوب الذي يتطلب تسخين المعدن في غرفة مفرغة من الضغط.
وبذلك تترسب الأبخرة الناتجة عن عملية التسخين على شكل طبقة رقيقة، تبلغ سماكتها حدود الواحد على مليون من الإنش، فوق سطح زجاجي مقعر أو دائري.




مراجع - شرح غرئب العالم - كارولين سوتون