الفن .. وصفة طبية لعلاج المرضى النفسيين
01-12-2023 12:29 مساءً
0
0
تحت السقف العالي لكلية صيدلة قديمة حُوّلت إلى مركز للفن المعاصر في مدينة مونبيلييه الساحلية في جنوب فرنسا، يتعلم أندريه وكيفن وأمبر صنع الفخاريات على مرأى من إحدى الفنانات... فقد أُرسل هؤلاء الثلاثة من طبيبهم للمشاركة في برنامج تجريبي يعتمد الفن وسيلة للعلاج النفسي.
يختلف هؤلاء المرضى الثلاثة في أعمارهم ومسيرة حياتهم، لكنهم يتشاركون نوبات الاكتئاب أو القلق نفسها، ويتابعهم قسم الطوارئ النفسية وما بعد الطوارئ في مستشفى مونبيلييه الجامعي.
ولم يكن هؤلاء الثلاثة مهتمين بشكل خاص بالفنون في ما مضى، لكنّهم اتّبعوا الخطوات المطلوبة منهم بالكامل في إطار هذا العلاج غير الاعتيادي الذي يستمر بضعة أسابيع تحت عنوان "الفن بوصفة طبية".
بالنسبة إلى مركز الفن المعاصر في المدينة Mo.Co، وقسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي، ثمة "قناعة" مشتركة بأنّ هناك "حاجة ملحّة لزيادة الوعي العام بفوائد الالتزام الفني على الصحة العقلية"، وفق البروفيسور فيليب كورتيه من مركز المستشفى الجامعي في مونبيلييه.
هذا المشروع غير المسبوق في فرنسا، المستوحى من تجارب سابقة في بلجيكا وكندا والمملكة المتحدة، لديه طموح واحد، "إخراج المرضى من المستشفى عن طريق وصف الفن لهم"، بحسب كورتيه.
وتقول الطالبة أمبر كاستيل البالغة 17 عاماً، بابتسامة على محياها "هذا يحررنا بقوة"، وذلك خلال صبها مادة البارافين في قالب من الطين. وتضيف "عندما أكون هنا، أشعر أن كل ما يمكن أن يزعجني يتبدد".
أما كيفن جينيست ذو الـ23 عاماً، فيشير إلى أن "القلق الطبيعي يتلاشى" لديه. ويقول "يمكن استشارة علماء النفس، ولكن أفضل شيء هو القيام بأعمال يدوية، لأخرج ما في مكنونات نفسي"، مبدياً سروره بلقاء "أشخاص يعانون المشكلات نفسها"، ومعرباً عن استعداده "للذهاب إلى المتحف بوتيرة أكبر".
كسر العزلة
وتوضح الفنانة البصرية سوزي لولييفر "إنها ورشة عمل حول المواد اللينة المرنة، والتي تتشوه وتنتقل من الحالة الصلبة إلى السائلة، عند ملامستها لليد، ما يسمح بالانخراط في التجربة".
إلى جانبهم، يبدي أندريه بروسو البالغ 60 عاماً، سروره هذه المرة بـ"تحسين" طريقته في استخدام يديه"، بعد أن بدأ في العام الماضي تعلّم أصول التعبير الجسدي، تحت إشراف الراقصة آن لوبيز.
ويتذكر قائلاً "لقد منحني الرقص فن الاندماج في مجموعة، وهو ما لم يكن سهلاً في البداية، فضلاً عن ثقة أكبر في الطريقة التي أعبّر بها عن نفسي، لتحريك نفسي".
وتؤكد خبيرة الطب النفسي في مستشفى مونبيلييه الجامعي إيلودي ميشال "هنا، ليس الفنانون هم من يذهبون إلى المرضى، ولكن المرضى هم من يذهبون إلى المتحف ويلتقون بالفنانين ويدخلون عالمهم".
في عام 2022، اشتمل هذا البرنامج على ثلاث مجموعات من حوالى عشرة مرضى. ويشمل ذلك رحلات فنية لمدة شهر، وزيارات للمعارض وورش عمل لتعلم ممارسات فنية.
في كل جلسة، رافقهم طالب فنون جميلة ومتدرب في الطب النفسي، ولا سيما المسؤول عن التقييم العلمي للمشروع.
هذه التجربة مجانية تماماً للمشاركين، يتم تمويلها من جانب مركز Mo.Co الفني ووكالة الصحة الإقليمية والمديرية الإقليمية للشؤون الثقافية، بالإضافة إلى مدينة مونبيلييه التي تضم أقدم كلية طب لا تزال في الخدمة في العالم.
ويقول مدير مركز Mo.Co الفني نوما أمبورسين "نأمل أن يمتد هذا البرنامج ليشمل الجميع وأن يصبح ممكناً تسديد ثمنه عن طريق الضمان الاجتماعي"، مشدداً على أنه في كندا يمكن للأطباء المعالجين أن يصفوا ما يصل إلى 50 زيارة متحف في السنة لمرضاهم.
أ ف ب
يختلف هؤلاء المرضى الثلاثة في أعمارهم ومسيرة حياتهم، لكنهم يتشاركون نوبات الاكتئاب أو القلق نفسها، ويتابعهم قسم الطوارئ النفسية وما بعد الطوارئ في مستشفى مونبيلييه الجامعي.
ولم يكن هؤلاء الثلاثة مهتمين بشكل خاص بالفنون في ما مضى، لكنّهم اتّبعوا الخطوات المطلوبة منهم بالكامل في إطار هذا العلاج غير الاعتيادي الذي يستمر بضعة أسابيع تحت عنوان "الفن بوصفة طبية".
بالنسبة إلى مركز الفن المعاصر في المدينة Mo.Co، وقسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي، ثمة "قناعة" مشتركة بأنّ هناك "حاجة ملحّة لزيادة الوعي العام بفوائد الالتزام الفني على الصحة العقلية"، وفق البروفيسور فيليب كورتيه من مركز المستشفى الجامعي في مونبيلييه.
هذا المشروع غير المسبوق في فرنسا، المستوحى من تجارب سابقة في بلجيكا وكندا والمملكة المتحدة، لديه طموح واحد، "إخراج المرضى من المستشفى عن طريق وصف الفن لهم"، بحسب كورتيه.
وتقول الطالبة أمبر كاستيل البالغة 17 عاماً، بابتسامة على محياها "هذا يحررنا بقوة"، وذلك خلال صبها مادة البارافين في قالب من الطين. وتضيف "عندما أكون هنا، أشعر أن كل ما يمكن أن يزعجني يتبدد".
أما كيفن جينيست ذو الـ23 عاماً، فيشير إلى أن "القلق الطبيعي يتلاشى" لديه. ويقول "يمكن استشارة علماء النفس، ولكن أفضل شيء هو القيام بأعمال يدوية، لأخرج ما في مكنونات نفسي"، مبدياً سروره بلقاء "أشخاص يعانون المشكلات نفسها"، ومعرباً عن استعداده "للذهاب إلى المتحف بوتيرة أكبر".
كسر العزلة
وتوضح الفنانة البصرية سوزي لولييفر "إنها ورشة عمل حول المواد اللينة المرنة، والتي تتشوه وتنتقل من الحالة الصلبة إلى السائلة، عند ملامستها لليد، ما يسمح بالانخراط في التجربة".
إلى جانبهم، يبدي أندريه بروسو البالغ 60 عاماً، سروره هذه المرة بـ"تحسين" طريقته في استخدام يديه"، بعد أن بدأ في العام الماضي تعلّم أصول التعبير الجسدي، تحت إشراف الراقصة آن لوبيز.
ويتذكر قائلاً "لقد منحني الرقص فن الاندماج في مجموعة، وهو ما لم يكن سهلاً في البداية، فضلاً عن ثقة أكبر في الطريقة التي أعبّر بها عن نفسي، لتحريك نفسي".
وتؤكد خبيرة الطب النفسي في مستشفى مونبيلييه الجامعي إيلودي ميشال "هنا، ليس الفنانون هم من يذهبون إلى المرضى، ولكن المرضى هم من يذهبون إلى المتحف ويلتقون بالفنانين ويدخلون عالمهم".
في عام 2022، اشتمل هذا البرنامج على ثلاث مجموعات من حوالى عشرة مرضى. ويشمل ذلك رحلات فنية لمدة شهر، وزيارات للمعارض وورش عمل لتعلم ممارسات فنية.
في كل جلسة، رافقهم طالب فنون جميلة ومتدرب في الطب النفسي، ولا سيما المسؤول عن التقييم العلمي للمشروع.
هذه التجربة مجانية تماماً للمشاركين، يتم تمويلها من جانب مركز Mo.Co الفني ووكالة الصحة الإقليمية والمديرية الإقليمية للشؤون الثقافية، بالإضافة إلى مدينة مونبيلييه التي تضم أقدم كلية طب لا تزال في الخدمة في العالم.
ويقول مدير مركز Mo.Co الفني نوما أمبورسين "نأمل أن يمتد هذا البرنامج ليشمل الجميع وأن يصبح ممكناً تسديد ثمنه عن طريق الضمان الاجتماعي"، مشدداً على أنه في كندا يمكن للأطباء المعالجين أن يصفوا ما يصل إلى 50 زيارة متحف في السنة لمرضاهم.
أ ف ب