دراسة حديثة تثير الجدل حول فوائد الأسبرين
10-13-2021 08:14 صباحاً
0
0
الآن كشفت دراسة حديثة نشرتها دورية "ذا نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن" (The New England Journal of Medicine)، أثارت كثيرًا من الجدل حول فوائد الأسبرين فيما يتعلق بقدرته على منع مشكلات القلب والأوعية الدموية لدى كبار السن.
أظهرت نتائج الدراسة أنه من غير المحتمل أن يستفيد الملايين من الأصحاء الذين يأخذون الأسبرين لدرء المرض في سن الشيخوخة، وفق ما توصلت إليه تجارب طبية بهذا الشأن. إذ وجد الباحثون أن الدواء لم يمد من أعمار الأصحاء ممن هم فوق سن السبعين.
في حين أن الجرعة اليومية من الأدوية المسيلة للدم blood-thinning يمكنها أن تحمي كبار السن الذين عانوا من قبل من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والذبحات الصدرية.
اختبر باحثو الدراسة تأثير الأسبرين على أكثر من 19,000 من السكان المحليين في كلٍّ من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، من فئة كبار السن الأصحاء فوق سن السبعين، وذلك في الفترة ما بين 2010 وحتى 2014، فضلًا عن آخرين من ذوي الأصول اللاتينية وأصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة ممن بلغت أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، وجميعهم لم يعانوا من قبل من الخَرَف أو الإعاقة.
جرى تقسيم عينة البحث إلى مجموعتين، الأولى ضمت 9525 شخصًا تناولوا "الأسبرين"؛ والثانية ضمت 9589 شخصًا مثلوا المجموعة الضابطة وتناولوا "دواءً وهميًّا" (placebo).
أظهرت النتائج أن تناول الأسبرين (بجرعة بلغت 100 جرام يوميًّا) لم يؤدِّ إلى منع حدوث أمراض في القلب والأوعية للأشخاص الذين لم يصابوا بها من قبل، مقارنة بالمجموعة الضابطة.
السرطان متهمًا
وتشير إلى ارتفاع معدل الوفيات في المجموعة التي تناولت "الأسبرين" مقارنة بالمجموعة الضابطة. إذ أوضحت الدراسة أنه "من بين 1052 شخصًا ماتوا خلال مدة الدراسة، كان معدل الوفيات بالنسبة للمجموعة التي تناولت الأسبرين 12.7 من كل 1000 شخص، فيما بلغ 11.1 بين كل 1000 شخص بالنسبة للمجموعة التي تناولت دواءً وهميًّا، وكان السرطان المساهم الرئيسي وراء ارتفاع معدل الوفيات في المجموعة التي تناولت الأسبرين. ويرجح أن يكون السرطان هو المسؤول عن فارق الـ1.6 في معدل الوفيات بين المجموعتين؛ إذ حدثت الوفاة المرتبطة بالسرطان في 3.1٪ من المشاركين في المجموعة التي تناولت الأسبرين، وذلك مقابل 2.3% بالنسبة لمَن تناولوا دواءً وهميًّا.
يقول "راج سي شاه" –الأستاذ المشارك بقسم طب الأسرة بمركز جامعة "راش" الطبي في الولايات المتحدة، وأحد المشاركين في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": كان هدفنا الرئيسي معرفة ما إذا كان تناول جرعة صغيرة من الأسبرين يساعد كبار السن من الأصحاء -الذين لم يعانوا من مشكلات سابقة في القلب- على البقاء على قيد الحياة من دون حدوث إعاقة جسدية أو خرف".
ويوضح: وجدنا أن تناوُل جرعات صغيرة منه بصورة يومية لم يكن له أي فوائد ملموسة في الوقاية من أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
ويستطرد: وفي المقابل أدى هذا الاستخدام إلى زيادة احتمالات تعرُّض هؤلاء الأشخاص للإصابة بالنزيف، باعتباره أحد الأعراض الجانبية المعروفة للأسبرين.
ويضيف قائلًا: لم نجد فارقًا إحصائيًّا بين المجموعتين بخصوص قياس تأثير الأسبرين على منع حدوث الإعاقة والخرف، لكن معدل الوفيات الإجمالي كان أعلى بقليل في المجموعة التي تناولت الأسبرين، إلا أنه يشدد على أن النتيجة تحديدًا لا تمثل فارقًا واضحًا، وسببها غير واضح، وقد تحتاج إلى دراسات أخرى لتحليلها وتفسيرها.
تاريخ قديم
تعود قصة الأسبرين إلى عصور قدماء المصريين واليونانيين؛ إذ كان المركب الطبيعي الذي يشتق منه الدواء يوجد في ورق الصفصاف، الذي كان يستخدمه قدماء المصريين واليونانيون لتخفيف الألم، وكمضادات للالتهاب.
ويرجع التأثير العلاجي لـ"الأسبرين" إلى وجود مادة الـ"الساليسين" Salicin بوفرة في لحاء نبات الصفصاف، وهي مادة مسكنة تعمل على تخفيف آلام بعض أنواع الصداع والرشح والحمى؛ لاحتوائها على "الحمض الصفصافي" أو "حمض ساليسيليك" (حمض عديم اللون يمكن تصنيعه في المختبر).
يعمل الأسبرين على تخفيف إنتاج الجسم لـ"مادة البروستاجلاندين" وهي مادة مهمة لحماية المعدة، ينتجها الجسم لمنع فقدان كثير من الدم عند التعرض للجروح أو الإصابات، لكنها تتسبب في استثارة الألم أو حدوث التهابات أو حمى أو تجلطات دموية، ويعمل الأسبرين على تخفيف آثار تلك المادة.
متابعة
أظهرت نتائج الدراسة أنه من غير المحتمل أن يستفيد الملايين من الأصحاء الذين يأخذون الأسبرين لدرء المرض في سن الشيخوخة، وفق ما توصلت إليه تجارب طبية بهذا الشأن. إذ وجد الباحثون أن الدواء لم يمد من أعمار الأصحاء ممن هم فوق سن السبعين.
في حين أن الجرعة اليومية من الأدوية المسيلة للدم blood-thinning يمكنها أن تحمي كبار السن الذين عانوا من قبل من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والذبحات الصدرية.
اختبر باحثو الدراسة تأثير الأسبرين على أكثر من 19,000 من السكان المحليين في كلٍّ من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، من فئة كبار السن الأصحاء فوق سن السبعين، وذلك في الفترة ما بين 2010 وحتى 2014، فضلًا عن آخرين من ذوي الأصول اللاتينية وأصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة ممن بلغت أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، وجميعهم لم يعانوا من قبل من الخَرَف أو الإعاقة.
جرى تقسيم عينة البحث إلى مجموعتين، الأولى ضمت 9525 شخصًا تناولوا "الأسبرين"؛ والثانية ضمت 9589 شخصًا مثلوا المجموعة الضابطة وتناولوا "دواءً وهميًّا" (placebo).
أظهرت النتائج أن تناول الأسبرين (بجرعة بلغت 100 جرام يوميًّا) لم يؤدِّ إلى منع حدوث أمراض في القلب والأوعية للأشخاص الذين لم يصابوا بها من قبل، مقارنة بالمجموعة الضابطة.
السرطان متهمًا
وتشير إلى ارتفاع معدل الوفيات في المجموعة التي تناولت "الأسبرين" مقارنة بالمجموعة الضابطة. إذ أوضحت الدراسة أنه "من بين 1052 شخصًا ماتوا خلال مدة الدراسة، كان معدل الوفيات بالنسبة للمجموعة التي تناولت الأسبرين 12.7 من كل 1000 شخص، فيما بلغ 11.1 بين كل 1000 شخص بالنسبة للمجموعة التي تناولت دواءً وهميًّا، وكان السرطان المساهم الرئيسي وراء ارتفاع معدل الوفيات في المجموعة التي تناولت الأسبرين. ويرجح أن يكون السرطان هو المسؤول عن فارق الـ1.6 في معدل الوفيات بين المجموعتين؛ إذ حدثت الوفاة المرتبطة بالسرطان في 3.1٪ من المشاركين في المجموعة التي تناولت الأسبرين، وذلك مقابل 2.3% بالنسبة لمَن تناولوا دواءً وهميًّا.
يقول "راج سي شاه" –الأستاذ المشارك بقسم طب الأسرة بمركز جامعة "راش" الطبي في الولايات المتحدة، وأحد المشاركين في الدراسة- في تصريحات لـ"للعلم": كان هدفنا الرئيسي معرفة ما إذا كان تناول جرعة صغيرة من الأسبرين يساعد كبار السن من الأصحاء -الذين لم يعانوا من مشكلات سابقة في القلب- على البقاء على قيد الحياة من دون حدوث إعاقة جسدية أو خرف".
ويوضح: وجدنا أن تناوُل جرعات صغيرة منه بصورة يومية لم يكن له أي فوائد ملموسة في الوقاية من أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
ويستطرد: وفي المقابل أدى هذا الاستخدام إلى زيادة احتمالات تعرُّض هؤلاء الأشخاص للإصابة بالنزيف، باعتباره أحد الأعراض الجانبية المعروفة للأسبرين.
ويضيف قائلًا: لم نجد فارقًا إحصائيًّا بين المجموعتين بخصوص قياس تأثير الأسبرين على منع حدوث الإعاقة والخرف، لكن معدل الوفيات الإجمالي كان أعلى بقليل في المجموعة التي تناولت الأسبرين، إلا أنه يشدد على أن النتيجة تحديدًا لا تمثل فارقًا واضحًا، وسببها غير واضح، وقد تحتاج إلى دراسات أخرى لتحليلها وتفسيرها.
تاريخ قديم
تعود قصة الأسبرين إلى عصور قدماء المصريين واليونانيين؛ إذ كان المركب الطبيعي الذي يشتق منه الدواء يوجد في ورق الصفصاف، الذي كان يستخدمه قدماء المصريين واليونانيون لتخفيف الألم، وكمضادات للالتهاب.
ويرجع التأثير العلاجي لـ"الأسبرين" إلى وجود مادة الـ"الساليسين" Salicin بوفرة في لحاء نبات الصفصاف، وهي مادة مسكنة تعمل على تخفيف آلام بعض أنواع الصداع والرشح والحمى؛ لاحتوائها على "الحمض الصفصافي" أو "حمض ساليسيليك" (حمض عديم اللون يمكن تصنيعه في المختبر).
يعمل الأسبرين على تخفيف إنتاج الجسم لـ"مادة البروستاجلاندين" وهي مادة مهمة لحماية المعدة، ينتجها الجسم لمنع فقدان كثير من الدم عند التعرض للجروح أو الإصابات، لكنها تتسبب في استثارة الألم أو حدوث التهابات أو حمى أو تجلطات دموية، ويعمل الأسبرين على تخفيف آثار تلك المادة.
متابعة