• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

بلاغات المواطنين.. وعي مجتمعي يدعم الجهود الإنسانية لمسام في اليمن

بلاغات المواطنين.. وعي مجتمعي يدعم الجهود الإنسانية لمسام في اليمن
0
0
الآن جسم مشبوه، أو حادث خاطف أو غيره من المؤشرات التي يعتمدها المواطنون في اليمن لاستخلاص أن في هذا المكان أو ذاك، تربض فخاخ الموت المتفجر العشوائية والمتعطشة للدم.

قد تتحول إلى أحد أطواق النجاة من الألغام، فبدلا من أن تكون هذه المعطيات مجرد قصص يتداولها الناس للحديث عن صنيع الألغام بهم، حولت مسام هذه المعطيات والمؤشرات إلى قاعدة بيانات بفضل حملاتها التوعوية والإرشادية، وبينت للمواطن اليمني أن الإبلاغ عن هذه الوقائع للجهات المعنية بنزع الألغام هو إسهام إنساني للحد من سطوة الألغام في ربوع اليمن ومشاركة مجتمعية واعدة في وقف حمامات الدم بسبب علب الموت، فكلما سارع المواطنون في الإبلاغ عن الألغام وتجنبها، كلما صارت اليمن يوم بعد آخر نحو بر الأمان المنشود.

وفي هذا الإطار، بين قاسم الدوسري مساعد مدير عام مشروع مسام، أن الألغام من المعوقات الرئيسية للتنمية، حيث تعطل الطالب على الالتحاق بمدرسته وجامعته وتمنع العامل من استخدام الطرق لبلوغ مزرعته أو مكان عمله كما تحول بين الناس ومصادر كسبها.

كما أضاف الدوسري أن الألغام من العوامل الجوهرية التي تقف في وجه جهود إعادة الإعمار و مدد منظمات الإغاثة الإنسانية، حيث اعتبر أن وعي المواطن بمخاطر الألغام في هذا السياق هام للغاية، ويسمح بالحد من الضحايا بسبب هذه الآفة المتفجرة، وذلك عن طريق تثقيف هذا المواطن بواسطة مؤسسات الدولة الرسمية، وتبادل المعلومات المجتمعية بين المواطن والسلطات الوطنية وفرق نزع الألغام، كما نوه الدوسري لدور الجوهري لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها في هذا الجانب من خلال تعريف الناس بأخطار الألغام حتى يصبح لدى المواطن خلفية معلوماتية كاملة تحميه من الوقوع في شراك علب الموت، معتبرا أن التعاون بين الجميع سيصل باليمن إلى مرحلة “يمن بلا ألغام”.

وقد ترجم المواطن اليمني سعيد عبد الله علي، من أبناء منطقة العواشقة، هذا التعاون بقوله “بلغنا فرق مسام أن قريتنا حبيسة الألغام، فكانت هبة فرق مسام لإنقاذ قريتنا سريعة، وقد تغير حالها تماما، حيث تم تطهيرها بالكامل، وأعلنها مسام منطقة آمنة من الألغام، وبفضل ذلك عاد الناس للعيش فيها ومزاولة حياتهم كما في السابق، وقد ختم سعيد علي متمنيا أن يستمر عمل مشروع مسام وأن تشمل جهوده وتضحياته الإنسانية كل ربوع اليمن حتى يعود خاليا من الألغام”.

وقد أكد عبد الله محمد شعفل، قائد الفريق 21 مسام، أن تعاون المواطنين مع فرق مسام وإبلاغهم عن وجود أجسام مشبوهة يحد من الضحايا ويوجه جهود مسام في وقت قياسي نحو أهداف نوعية للقضاء على الألغام، حيث قال “لقد وجد فريقي منطقة حسي بن علوان بالمخا، خالية من السكان بسبب انتشار الألغام فيها، حيث أن بلاغات عدة من المواطنين وصلتنا تفيد بانتشار الألغام فيها، وتحركنا نحوها فورا ووجدنا كل الطرقات المؤدية إليها مغلقة، وتبين أن المناطق الزراعية ومصادر المياه والمساكن كلها قد تم زراعة الألغام فيها بطريقة عشوائية”.

وقد أفاد عبد الله شعفل أن فريقه انطلق فورا في العمل حيث تم تأمين الطرق ومن ثمة المساكن وتم فتح الطرق المؤدية إلى آبار المياه، وعاد العديد من السكان إلى بيوتهم التي باتت آمنة من علب الموت.

وبين شعفل أن أكثر من ستة فرق لمشروع مسام عملت في هذه المنطقة حيث تم إزالة مئات الألغام ومازال العمل جاريا على تطهير المنطقة بالكامل.

وقد ثمن نصر حسن صلاح، نائب قائد الفريق 17 مسام، قيمة بلاغات المواطنين في تجنب حدوث سائر بشرية ومادية في صفوف المدنيين بسبب الألغام، حيث قال “عملنا في بداية شهر سبتمبر الجاري العمل غرب معسكر خالد حيث قام الفريق 17 مسام بإزالة 400 قذيفة، وتولت الجهات المعنية بإتلاف هذه الألغام التي كانت تشكل خطرا مواطني المنطقة وأساسا الرعاة ومواشيهم ومن ثمة انتقلنا لمنطقة العشيرة وهو حقل ثاني للألغام وقمنا بنزع 11 لغما مضادا للدبابات، وقد جاء تحركنا هذا بناء على أحد البلاغات من موطني المنطقة الذين نفقت بعض أغنامهم بسبب هذه الفخاخ الملغومة، فالبلاغات في غاية الأهمية وتكشف تزايد وعي المواطن اليمني بخطورة الألغام وثقته بأن فرق مسام كفيلة بتخليصهم من هذه المحنة”.





مسام