• ×
السبت 21 سبتمبر 2024 | 09-20-2024

إزالة الألغام.. حرب من نوع آخر

إزالة الألغام.. حرب من نوع آخر
0
0
الآن نحتت لنفسها أسماء عدة على غرار “القاتل الخفي”، “حدائق الشيطان”، و”شياطين الموت” وغيرها من الأسماء التي استحقتها عن جدارة. الكل يعرفها لكن أعدادها مجهولة ومواقعها سرية لا يعلمها إلا زارعيها. قائمة ضحاياها لا تعرف نهاية فكل يوم ينضاف إليها أسماء عديدة ممن فقدوا حياتهم أو أطرافهم.

هي أقسى ابتكارات الإنسان غير الإنسانية نظرا لأنها تعمل بصمت وتترصد طريدتها بخبث ودهاء لتظفر إما بحياتها أو بأحد أطرافها. فالألغام تحصد الأرواح دون رحمة أو شفقة.

ويعاني اليمن، جراء سنوات الانقلاب، من انعكاسات انتشار الألغام الأرضية التي يذهب ضحيتها العديد من الأبرياء لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم يتقاسمون ذات المكان مع جماعة الحوثي التي تأبى أن تغادر منطقة إلا بعد أن تنشر وباءها فيها.

وقد نقلت تقارير حقوقية الصورة السوداوية لجحيم الألغام خلال انقلاب شارف على إتمام عامه السابع جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة في تاريخ اليمن الحديث.

فميليشيات الحوثي لم تكتف بالدمار والخراب الذي خلفته في منازل المدنيين وتسببها في قتل وجرح المئات من الذين لم يتمكنوا من النزوح وأجبروا على البقاء تحت سيطرتها بل سعت نحو زرع الألغام في جميع الأرجاء وتفخيخ البيوت، ما جعل سكان هذه المناطق أمام حرب من نوع آخر.

إن هذا الفصيل يعمل باستمرار على زرع الطرقات والشوارع بالألغام وتفخيخ المنازل خاصة في المناطق التي تجبر فيها على التراجع كرد فعل انتقامي على الهزائم المتتالية التي تتكبدها.

السلوك الإجرامي لميليشيات الحوثي له جذور في تاريخ اليمنيين الحديث، لكنه بات أكثر خطرا بعد سيطرتها المؤقتة على بعض المناطق. هذا السلوك يمثل شكلا من أشكال جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية إذ تسلب حق الإنسان في الحياة وفي الأمن.

ونظرا لخطورة الوضع، أقر مشروع مسام منذ بداية عمله خطة الاستجابة الطارئة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأبرياء. وقد كان لهذه الخطة الأثر الإيجابي على حياة المتساكنين.

لقد استطاع مشروع مسام، لعب دور رئيسي في رسم الأمل في حياة اليمنيين من خلال دعم البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام بالأجهزة والمعدات الهندسية، وتنفيذ أنشطة مشتركة، وإنشاء فرق متخصصة لنزع الألغام شملت كافة المناطق المحررة مما مكن النازحين من العودة إلى مساكنهم وقراهم عدا عن تقديم الرعاية الطبية والدعم الإنساني لضحايا الألغام.

وفي سياق متصل، تمكنت فرق مسام العاملة في الساحل الغربي والمكونة من 13 فريقا من إتلاف 2231 قطعة منوعة من المتفجرات، تم نزعها من كل من باب المندب وكهبوب والوازعية والحناشية والمخا والخوخة، لكن رغم هذا المجهود الجبار الذي يبذله المشروع والذي حقق شوطا كبيرا في التخلص من آفة الألغام في بعض المناطق إلا أنه بحاجة إلى الدعم لتحقيق نتائج أفضل.

الفترة الزمنية التي سيحتاج لها اليمنيون للتخلص من الألغام قد تمتد لسنوات عديدة. إذ ستكون البلاد حينها بحاجة إلى كتائب هندسية متكاملة ومعدات لا تتوفر حاليا في اليمن للكشف عن حجم الكارثة التي خلفتها أيادي الشر.





مسام