• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

مسام .. أمل اليمنيين المتجدد للخلاص من جائحة الألغام

مسام .. أمل اليمنيين المتجدد للخلاص من جائحة الألغام
0
0
الآن تتوارى صورة اليمن القديمة بين نيران المدافع وانفجار الألغام وغبار المعارك المشتعلة فيها. فلا تكاد تعثر في شوارع مدنه وقراه وبين أنهجه على ما يشبه ذلك البلد، إذ يدفع اليوم سكانه ثمن موقعه الاستراتيجي دما وأوبئة وجوعا وشروخا نفسية عميقة.

اليمن بلد منكوب والمدنيين فيه غير محميين من الميليشيات التي تمارس قتلا ممنهجا وتدميرا متعمدا لكل ما يوجد على هذه الرقعة الجغرافية، ولقد اعتمدت هذه الجماعات الإرهابية على زراعة الألغام والمتفجرات في الطرقات والمباني والأحياء حتى تعيق تقدم القوات الشرعية وكذلك للانتقام من كل من يختلف معها.

فمنذ بروزها على الساحة اليمنية، لا يكاد يمر يوم دون أن يشاع خبر انفجار لغم وإصابة أو مقتل أحد المدنيين. فهناك المئات ممن ماتوا والآلاف ممن بترت أحد أطرافهم وتعرضوا لإعاقات بدنية. ويبدو أن هذه المتفجرات المزروعة مازالت ستحصد أرواح كثير من المواطنين، فعمليات إزالتها ستحتاج لسنوات عديدة نظرا للأعداد الهائلة لهذه العلب الموزعة على كامل التراب اليمني واستمرار هذه العصابة في طمرها أينما حلت وارتحلت.

إذ لازالت هذه الألغام موجودة بكثرة في أغلب المناطق المحررة من عربدة الميليشيات، وهو ما يعد أكبر عائق لرجوع الناس إلى بيوتهم وخطرا وتهديدا يواجه حياة السكان الذين عادوا ووجدوا هذه الأجسام الغريبة في انتظارهم مخفية سواء في باطن الأرض أو تحت متاعهم المتروك هناك حتى لا يتمكنوا من التفطن لوجودها.

وبحثا عن سلامة اليمنيين، تخوض فرق مسام يوميا معاركا ضاربة خصمها فيها الألغام. حيث أتاحت النشاطات التي قامت بها، عودة النازحين إلى ديارهم علاوة على إزالة ما يربو عن 252 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.

كما يسهر المشروع بفضل خبراته المعترف بها في هذا المجال على تقديم دورات تدريبية والمساهمة في إنشاء آلية تمكن اليمن من تحمل المسؤولية على المدى الطويل.

ورغم تحقيق تقدم في إزالة الألغام لاتزال مساحات كبيرة من الأراضي مثقلة بكل أشكال المتفجرات وأنواعها من مخلفات الحرب، وهو ما يجعل من استمرار جهود مسام في إزالة الألغام مسألة حيوية جدا بالنسبة لليمنيين وأملهم القائم والوحيد والمتجدد في الخلاص من جائحة الألغام في بلادهم.