اليمن .. وطن في سجن الألغام
03-03-2021 12:57 مساءً
0
0
الآن في زمن الانقلاب تنعدم الخيارات وتسحق الحقوق الأساسية كالصحة والتعليم والتغذية. فالبقاء على قيد الحياة أو النجاة من محرقة الألغام يعد في حد ذاته هبة وجب شكر الله عليها.
تتلاطم في أذهان أبناء هذا البلد أسئلة عدة عما ينتظرهم من ويلات نتيجة الألغام المتناثرة.
ويزداد ذهولهم كلما طرق صوت الانفجارات آذانهم حينها تتجمد أنفاسهم وترتعش فرائصهم وتتسارع دقات قلوبهم منتظرين ما ستسفر عنه هذه الحادثة أو تلك.
ذاك اللغم الذي سلب الحياة زرعه مجرم متحجر القلب سولت له نفسه المريضة استباحة دم بريء. لكن كم من جثمان سيدفع ثمن هذا مرض التعطش للدم المسيطر على هذه الميليشيات؟، وكم من أم ستسدد فاتورة الهزائم التي لحقت بهم بأن تقضي بقية عمرها مكلومة ثكلى تبكي فلذة كبدها الذي فقدته بسبب الألغام اللعينة التي وزعتها أفراد الميليشيات بسخاء في طرقاتهم ومزارعهم وبيوتهم وحتى علب أكلهم؟.
اليمن تلك الأرض الطيبة التي عرفت بخصوبتها وتعدد زراعاتها صار اليوم معقلا لآلاف الألغام التي احتلت مساحات واسعة منها، فحولت حقولها المنتجة إلى أراضي متصحرة.
فلقد أربكت الألغام حقا حياة المدنيين لا سيما مع انتشارها في المناطق السكنية وأماكن ممارسة أعمالهم، وحرموا من التجول وكذا من التوجه إلى الفضاءات التي اعتادوا رعي مواشيهم فيها.
وأمام هذا الوضع المأساوي، شددت عدة منظمات حقوقية على أن ضحايا هذه العلب المتفجرة معظمهم مدنيون، لأن الألغام زرعت في الشوارع العامة والأماكن السكنية والزراعية الآهلة وليست في مناطق عسكرية.
كما أشارت إلى أن هذه الكارثة ستظهر جلية في السنوات المقبلة، إذ ستخلف وراءها أعدادا مهولة من المعوقين، ناهيك عن عدد القتلى الذي يصعب حصره بما أن حوادث كثيرة تقع في مناطق نائية وبعيدة عن وسائل الإعلام وأعين المنظمات والدولية.
فالألغام التي خلفتها الميليشيات وراءها من أكبر العوائق التي تحول دون عودة الآلاف من المهجرين إلى منازلهم وقراهم خوفا من وجود هذا القاتل فيها في ظل صعوبة إزالتها بسرعة وتأمينها باعتبارها مناطق محررة حديثا من قبضة الميليشيات.
وفي محاولة لمجابهة هذه الكارثة والوقوف سدا منيعا أمام سفك دم الأبرياء، تعمل فرق مسام على إزالة الألغام وإزاحتها عن طريق المدنيين، حيث يعتبر القائمون على هذا المشروع الإنساني أن كل ضحية جديدة تقع بسبب هذه الآفة تعد تذكيرا قويا لهم بالحاجة الماسة والعاجلة لإزالة هذا السلاح البغيض من أرض اليمن.
فالمواجهة الموازية التي تخوضها أفراد مشروع مسام ضد الألغام تمثل تحدي لغدر هذه ادوات الموت تلك الشغوفة بسفك الدماء، لذلك تسعى فرق مسام إلى تطهير وتأمين المناطق لتسهيل عبور المساعدات الإنسانية وعودة اللاجئين وإيصال الإمدادات الطبية لجميع الشعب اليمني إضافة إلى تطهير المناطق الحيوية فضلا عن استحداث آلية لتدريب عاملين يمنيين على المهارات الأساسية في التعامل مع الألغام.
وقد حقق مسام منذ انطلاقه في 2018 أرقاما قياسية حيث بلغت المساحة المطهرة من الألغام 20.491.365 مترا مربعا وذلك بنزع 220352 لغما مضادا للأفراد والدبابات وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة
لقد فقد جزء من اليمنيين إيمانهم بالظفر بالسلام بسبب تعنت ميليشيات الحوثي ومضيها قدما في تدمير هذا البلد باستخدام الألغام، لكن مشروع مسام تمكن من إيقاد فتيل الأمل من جديد في نفوسهم بإنجازاته التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو ينفي وقعا على حياة الناس آنيا ومستقبليا، ويبقى استمرار هذه الجهود الأمل الأكبر والأوحد لليمنيين العزل في استعادة حياتهم لنبضها وخصوبتها.
مسام
تتلاطم في أذهان أبناء هذا البلد أسئلة عدة عما ينتظرهم من ويلات نتيجة الألغام المتناثرة.
ويزداد ذهولهم كلما طرق صوت الانفجارات آذانهم حينها تتجمد أنفاسهم وترتعش فرائصهم وتتسارع دقات قلوبهم منتظرين ما ستسفر عنه هذه الحادثة أو تلك.
ذاك اللغم الذي سلب الحياة زرعه مجرم متحجر القلب سولت له نفسه المريضة استباحة دم بريء. لكن كم من جثمان سيدفع ثمن هذا مرض التعطش للدم المسيطر على هذه الميليشيات؟، وكم من أم ستسدد فاتورة الهزائم التي لحقت بهم بأن تقضي بقية عمرها مكلومة ثكلى تبكي فلذة كبدها الذي فقدته بسبب الألغام اللعينة التي وزعتها أفراد الميليشيات بسخاء في طرقاتهم ومزارعهم وبيوتهم وحتى علب أكلهم؟.
اليمن تلك الأرض الطيبة التي عرفت بخصوبتها وتعدد زراعاتها صار اليوم معقلا لآلاف الألغام التي احتلت مساحات واسعة منها، فحولت حقولها المنتجة إلى أراضي متصحرة.
فلقد أربكت الألغام حقا حياة المدنيين لا سيما مع انتشارها في المناطق السكنية وأماكن ممارسة أعمالهم، وحرموا من التجول وكذا من التوجه إلى الفضاءات التي اعتادوا رعي مواشيهم فيها.
وأمام هذا الوضع المأساوي، شددت عدة منظمات حقوقية على أن ضحايا هذه العلب المتفجرة معظمهم مدنيون، لأن الألغام زرعت في الشوارع العامة والأماكن السكنية والزراعية الآهلة وليست في مناطق عسكرية.
كما أشارت إلى أن هذه الكارثة ستظهر جلية في السنوات المقبلة، إذ ستخلف وراءها أعدادا مهولة من المعوقين، ناهيك عن عدد القتلى الذي يصعب حصره بما أن حوادث كثيرة تقع في مناطق نائية وبعيدة عن وسائل الإعلام وأعين المنظمات والدولية.
فالألغام التي خلفتها الميليشيات وراءها من أكبر العوائق التي تحول دون عودة الآلاف من المهجرين إلى منازلهم وقراهم خوفا من وجود هذا القاتل فيها في ظل صعوبة إزالتها بسرعة وتأمينها باعتبارها مناطق محررة حديثا من قبضة الميليشيات.
وفي محاولة لمجابهة هذه الكارثة والوقوف سدا منيعا أمام سفك دم الأبرياء، تعمل فرق مسام على إزالة الألغام وإزاحتها عن طريق المدنيين، حيث يعتبر القائمون على هذا المشروع الإنساني أن كل ضحية جديدة تقع بسبب هذه الآفة تعد تذكيرا قويا لهم بالحاجة الماسة والعاجلة لإزالة هذا السلاح البغيض من أرض اليمن.
فالمواجهة الموازية التي تخوضها أفراد مشروع مسام ضد الألغام تمثل تحدي لغدر هذه ادوات الموت تلك الشغوفة بسفك الدماء، لذلك تسعى فرق مسام إلى تطهير وتأمين المناطق لتسهيل عبور المساعدات الإنسانية وعودة اللاجئين وإيصال الإمدادات الطبية لجميع الشعب اليمني إضافة إلى تطهير المناطق الحيوية فضلا عن استحداث آلية لتدريب عاملين يمنيين على المهارات الأساسية في التعامل مع الألغام.
وقد حقق مسام منذ انطلاقه في 2018 أرقاما قياسية حيث بلغت المساحة المطهرة من الألغام 20.491.365 مترا مربعا وذلك بنزع 220352 لغما مضادا للأفراد والدبابات وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة
لقد فقد جزء من اليمنيين إيمانهم بالظفر بالسلام بسبب تعنت ميليشيات الحوثي ومضيها قدما في تدمير هذا البلد باستخدام الألغام، لكن مشروع مسام تمكن من إيقاد فتيل الأمل من جديد في نفوسهم بإنجازاته التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو ينفي وقعا على حياة الناس آنيا ومستقبليا، ويبقى استمرار هذه الجهود الأمل الأكبر والأوحد لليمنيين العزل في استعادة حياتهم لنبضها وخصوبتها.
مسام