ماذا يجب العمل في موضوع دعم الشعب الإيراني؟
02-09-2018 12:53 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية- بنو آدم جسد واحد
إلى عنصر واحد عائد
إذا مس عضوا أليم السقام
فسائر أعضائه لا تنام
(الشاعر سعدي الشيرازي)
الآن أمام أعين شعوب العالم كلها، يكافح الشعب الإيراني للتحرر من براثن الدكتاتورية الدينية التي تحكم بلدهم، وقد عقد العزم على تقويضها وإسقاطها.
وهم بعد عبورهم خطوة "يجب" في هذا المسير يتجهون بشكل مباشر نحوخطوة "القدرة ونستطيع " لأن لديهم مقاومة منظمة وذات خبرة ومتجذرة تقف خلفهم وتدعمهم. وقد صمموا في هذه المرة على اتخاذ خطواتهم النهائية من أجل إسقاط الدكتاتور وبدؤوا في ذالك فعلا في نهاية عام 2017. فهم قد ضاقوا ذرعا من طغيان الدكتاتور، ووصل بهم السيل الزبى. فهم ليسوا فقط محرومين من الحياة الحرة، بل أوصلهم الجوع الى حد نرى فيه كل يوم عددا من الناس يقدمون على قتل انفسهم واولادهم وبيع أعضاء جسدهم بأبخس الاثمان في معرض الاسواق. كثير من الناس يعملون بجد في اعمال متعبة ومضنية جدا وكثير من الناس يفقدون صحتهم إلى الأبد في مثل هذه الأعمال الشاقة. وهناك العديد من ممتلكاتهم التي نهبت من قبل العصابات الحكومية وكما يقتل عدد كبير منهم على يد قوات الحرس التابعة للنظام بشكل يومي.
هذه المرة جاء الشعب الايراني إلى الميدان لإنهاء قمع وظلم الديكتاتورية إلى الأبد. على الرغم من سوء أوضاعهم المعيشية. شعارهم الرئيسي كان الإطاحة بالدكتاتور. هتفوا في الانتفاضة الأخيرة: "الموت للديكتاتور، الموت لخامنئي، الموت لروحاني". وقد تعلموا من التجارب السابقة أنه لا يوجد أي اصلاحي اوجناح اصلاحي في هذا النظام. والاصلاحي المخادع كان عبارة عن وهم عاشوه. ولقد فهموا جيدا أن الإصلاحيين الزائفين في هذا النظام خدموا بقاء الديكتاتورية الحاكمة أكثر من الأصوليين أنفسهم. لقد منعوا الناس من الحركة ايضا، وهم على حد سواء مؤسسون ومنفذون لتصدير التطرف والإرهاب، والإعدام والتعذيب ونهب ممتلكات الشعب، فضلا عن العقل المدبر للقنبلة النووية ومنتجوها، خدعوا المجتمع العالمي ووفقوا إلى جانب نظام الملالي على مدى السنوات الماضية.
والسؤال المطروح الآن هوما يجب القيام به لدعم الشعب الإيراني وما هو واجب الآخرين، سواء الإيرانيين خارح البلاد أوشعوب وحكومات البلدان الأخرى؟
الإيرانيون الذين ينبض قلبهم لوطنهم ومشتاقون الى تحرير شعبهم ووطنهم. والذين قد اجبروا خلافا لإرادتهم، على مغادرة إيران التي تحتلها الدكتاتورية الدينية. اولئك الذين هم بالتأكيد في تناغم تام مع الشعب الايراني المتواجد في ساحة المعركة ويطالبون بإسقاط نظام الفقيه. اولئك الذين يعرفون أنهم يقيمون بشكل مؤقت خارج إيران لن يترددوا أبدا في مساعدة الشعب داخل إيران للإطاحة بالنظام الإيراني. وهم يترصدون بفارغ الصبر اي فرصة لمساعدة المنتفضين في مختلف مدن ايران ولهم مهمه واحد لا اكثر الا وهي "في كل ثانية يتنفسون بها يسعون الى المشي في طريق إسقاط الدكتاتور في ايران" وايصال صوت المنتفضين الايرانيين الى سائر انحاء العالم لتشجيع شعوب العالم ودولها وحكوماتها للوقوف على واجبها الإنساني في دعم الشعب الإيراني. إن النهوض بانتفاضة وثورة الشعب الإيراني ضد الدكتاتورية الدينية الحاكمة سواءا داخل إيران أوخارج حدود إيران أمر لا غنى عنه ومرتبط ببعضه ارتباطا وثيقا، بحيث يرسم هذا الارتباط الوثيق لوحة مجيدة ومنتصرة من ثورة الشعب الايراني وهذا الامر يتجلى بكل وضوح ودون ترديد في المقاومة الايرانية ورئيستها المنتخبة السيدة مريم رجوي.
إن الأمر يتعلق بالشعوب والحكومات، ولا سيما شعوب الدول المجاورة وبلدان الشرق الأوسط، في مساعدة شعب إيران. وهذه ليست مهمة إنسانية فحسب، بل هي أيضا ضرورة لاستعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة والعالم. فاذا نظرنا الى تاريخ انتصار ونكسات الثورات في العالم فاننا سنجد ان دور شعوب وحكومات الدول الاخرى كان له تاثير بارز في انتصار او انكسار ثورات البلد نفسه. على سبيل المثال، تواطؤ متبعي سياسات التماشي والتهدئه مع نظام ايران ومساعدة ودعم الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة اوباما للنظام المعادي للإنسانية الحاكم في إيران أدى الى عدم وصول الانتفاضة للعارمة لأهالي طهران في عام 2009 لأي نتيجة تذكر بل وأدامت في العمر الغير مشروع لهذا النظام نفسه.
وليس خافيا على أحد أن بنك الإرهاب العالمي والراعي الرئيسي للإرهاب في العالم هوالنظام الديكتاتوري لولاية الفقيه الحاكم على إيران. ولولم يكن هذا النظام موجودا، فإن الإرهاب لن يتجاوز وجوده شكل الجماعات الإرهابية الصغيرة. ولولم يكن هذا النظام موجودا، لكان مئات الآلاف من الناس في إيران وسوريا والعراق و... الى جانبنا الان. ومع ذلك، لولم يكن هذا النظام موجودا لما رأينا أخبار عشرات الملايين من النازحين في العالم. ولولم يكن هذا النظام موجودا، فمن المؤكد أنه لن يكون هناك جماعات إرهابية مثل القاعدة وطالبان وداعش وما إلى ذلك، ولما كان لهذا النظام اي تواجد خارجي يفرض وضعا مؤلما على المجتمع الدولي.
لذلك، يمكن استنتاج أن أي شخص وأي تيار وكل شعب وكل دولة وحكومة يمكن أن تلعب دورا في دعم الشعب الإيراني. دور انساني وحاسم وضروري لمنع استمرار عمليات القتل وإنقاذ المجتمع البشري المعاصر من تهديدات "أسوأ ديكتاتورية في العالم"،أي النظام الحاكم في إيران.
حكومات الدول تستطيع عن طريق ادانة إجراءات النظام الإيراني ضد المنتفضين الإيرانيين، الضغط بذلك على هذا النظام لإطلاق سراح السجناء، ولا سيما معتقلي الانتفاضة الاخيرة، دون قيد أوشرط. والذين يواجهون الآن تهديدا بالمجازر بحقهم، مجازر يسعى النظام من خلالها إلى منع واقتلاع الانتفاضة عن طرق قتلهم.
ويمكن للحكومات أن تشترط استمرار علاقاتها مع النظام بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين مؤخرا في إيران. ويمكنها أيضا أن تدعو إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية معنية بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران تحت حكم الملالي. يمكن للحكومات أن تتخذ خطوة نوعية في دعم الشعب الإيراني بمبادرتها للاعتراف بالمقاومة الإيرانية بشكل رسمي.
قطاعات وشرائح مختلفة من شعوب سائر بلدان العالم الاخرى، والتي هي في الواقع حجر الأساس في هذا الدعم يمكن أن تطلب من حكوماتها ان تقف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل نيل الحرية.
*عبدالرحمن مهابادي
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
إلى عنصر واحد عائد
إذا مس عضوا أليم السقام
فسائر أعضائه لا تنام
(الشاعر سعدي الشيرازي)
الآن أمام أعين شعوب العالم كلها، يكافح الشعب الإيراني للتحرر من براثن الدكتاتورية الدينية التي تحكم بلدهم، وقد عقد العزم على تقويضها وإسقاطها.
وهم بعد عبورهم خطوة "يجب" في هذا المسير يتجهون بشكل مباشر نحوخطوة "القدرة ونستطيع " لأن لديهم مقاومة منظمة وذات خبرة ومتجذرة تقف خلفهم وتدعمهم. وقد صمموا في هذه المرة على اتخاذ خطواتهم النهائية من أجل إسقاط الدكتاتور وبدؤوا في ذالك فعلا في نهاية عام 2017. فهم قد ضاقوا ذرعا من طغيان الدكتاتور، ووصل بهم السيل الزبى. فهم ليسوا فقط محرومين من الحياة الحرة، بل أوصلهم الجوع الى حد نرى فيه كل يوم عددا من الناس يقدمون على قتل انفسهم واولادهم وبيع أعضاء جسدهم بأبخس الاثمان في معرض الاسواق. كثير من الناس يعملون بجد في اعمال متعبة ومضنية جدا وكثير من الناس يفقدون صحتهم إلى الأبد في مثل هذه الأعمال الشاقة. وهناك العديد من ممتلكاتهم التي نهبت من قبل العصابات الحكومية وكما يقتل عدد كبير منهم على يد قوات الحرس التابعة للنظام بشكل يومي.
هذه المرة جاء الشعب الايراني إلى الميدان لإنهاء قمع وظلم الديكتاتورية إلى الأبد. على الرغم من سوء أوضاعهم المعيشية. شعارهم الرئيسي كان الإطاحة بالدكتاتور. هتفوا في الانتفاضة الأخيرة: "الموت للديكتاتور، الموت لخامنئي، الموت لروحاني". وقد تعلموا من التجارب السابقة أنه لا يوجد أي اصلاحي اوجناح اصلاحي في هذا النظام. والاصلاحي المخادع كان عبارة عن وهم عاشوه. ولقد فهموا جيدا أن الإصلاحيين الزائفين في هذا النظام خدموا بقاء الديكتاتورية الحاكمة أكثر من الأصوليين أنفسهم. لقد منعوا الناس من الحركة ايضا، وهم على حد سواء مؤسسون ومنفذون لتصدير التطرف والإرهاب، والإعدام والتعذيب ونهب ممتلكات الشعب، فضلا عن العقل المدبر للقنبلة النووية ومنتجوها، خدعوا المجتمع العالمي ووفقوا إلى جانب نظام الملالي على مدى السنوات الماضية.
والسؤال المطروح الآن هوما يجب القيام به لدعم الشعب الإيراني وما هو واجب الآخرين، سواء الإيرانيين خارح البلاد أوشعوب وحكومات البلدان الأخرى؟
الإيرانيون الذين ينبض قلبهم لوطنهم ومشتاقون الى تحرير شعبهم ووطنهم. والذين قد اجبروا خلافا لإرادتهم، على مغادرة إيران التي تحتلها الدكتاتورية الدينية. اولئك الذين هم بالتأكيد في تناغم تام مع الشعب الايراني المتواجد في ساحة المعركة ويطالبون بإسقاط نظام الفقيه. اولئك الذين يعرفون أنهم يقيمون بشكل مؤقت خارج إيران لن يترددوا أبدا في مساعدة الشعب داخل إيران للإطاحة بالنظام الإيراني. وهم يترصدون بفارغ الصبر اي فرصة لمساعدة المنتفضين في مختلف مدن ايران ولهم مهمه واحد لا اكثر الا وهي "في كل ثانية يتنفسون بها يسعون الى المشي في طريق إسقاط الدكتاتور في ايران" وايصال صوت المنتفضين الايرانيين الى سائر انحاء العالم لتشجيع شعوب العالم ودولها وحكوماتها للوقوف على واجبها الإنساني في دعم الشعب الإيراني. إن النهوض بانتفاضة وثورة الشعب الإيراني ضد الدكتاتورية الدينية الحاكمة سواءا داخل إيران أوخارج حدود إيران أمر لا غنى عنه ومرتبط ببعضه ارتباطا وثيقا، بحيث يرسم هذا الارتباط الوثيق لوحة مجيدة ومنتصرة من ثورة الشعب الايراني وهذا الامر يتجلى بكل وضوح ودون ترديد في المقاومة الايرانية ورئيستها المنتخبة السيدة مريم رجوي.
إن الأمر يتعلق بالشعوب والحكومات، ولا سيما شعوب الدول المجاورة وبلدان الشرق الأوسط، في مساعدة شعب إيران. وهذه ليست مهمة إنسانية فحسب، بل هي أيضا ضرورة لاستعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة والعالم. فاذا نظرنا الى تاريخ انتصار ونكسات الثورات في العالم فاننا سنجد ان دور شعوب وحكومات الدول الاخرى كان له تاثير بارز في انتصار او انكسار ثورات البلد نفسه. على سبيل المثال، تواطؤ متبعي سياسات التماشي والتهدئه مع نظام ايران ومساعدة ودعم الولايات المتحدة خلال فترة رئاسة اوباما للنظام المعادي للإنسانية الحاكم في إيران أدى الى عدم وصول الانتفاضة للعارمة لأهالي طهران في عام 2009 لأي نتيجة تذكر بل وأدامت في العمر الغير مشروع لهذا النظام نفسه.
وليس خافيا على أحد أن بنك الإرهاب العالمي والراعي الرئيسي للإرهاب في العالم هوالنظام الديكتاتوري لولاية الفقيه الحاكم على إيران. ولولم يكن هذا النظام موجودا، فإن الإرهاب لن يتجاوز وجوده شكل الجماعات الإرهابية الصغيرة. ولولم يكن هذا النظام موجودا، لكان مئات الآلاف من الناس في إيران وسوريا والعراق و... الى جانبنا الان. ومع ذلك، لولم يكن هذا النظام موجودا لما رأينا أخبار عشرات الملايين من النازحين في العالم. ولولم يكن هذا النظام موجودا، فمن المؤكد أنه لن يكون هناك جماعات إرهابية مثل القاعدة وطالبان وداعش وما إلى ذلك، ولما كان لهذا النظام اي تواجد خارجي يفرض وضعا مؤلما على المجتمع الدولي.
لذلك، يمكن استنتاج أن أي شخص وأي تيار وكل شعب وكل دولة وحكومة يمكن أن تلعب دورا في دعم الشعب الإيراني. دور انساني وحاسم وضروري لمنع استمرار عمليات القتل وإنقاذ المجتمع البشري المعاصر من تهديدات "أسوأ ديكتاتورية في العالم"،أي النظام الحاكم في إيران.
حكومات الدول تستطيع عن طريق ادانة إجراءات النظام الإيراني ضد المنتفضين الإيرانيين، الضغط بذلك على هذا النظام لإطلاق سراح السجناء، ولا سيما معتقلي الانتفاضة الاخيرة، دون قيد أوشرط. والذين يواجهون الآن تهديدا بالمجازر بحقهم، مجازر يسعى النظام من خلالها إلى منع واقتلاع الانتفاضة عن طرق قتلهم.
ويمكن للحكومات أن تشترط استمرار علاقاتها مع النظام بإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين مؤخرا في إيران. ويمكنها أيضا أن تدعو إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية معنية بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران تحت حكم الملالي. يمكن للحكومات أن تتخذ خطوة نوعية في دعم الشعب الإيراني بمبادرتها للاعتراف بالمقاومة الإيرانية بشكل رسمي.
قطاعات وشرائح مختلفة من شعوب سائر بلدان العالم الاخرى، والتي هي في الواقع حجر الأساس في هذا الدعم يمكن أن تطلب من حكوماتها ان تقف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل نيل الحرية.
*عبدالرحمن مهابادي
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.