• ×
الأحد 20 أبريل 2025 | 04-19-2025

الأمراض المدارية .. وعلاقة المناخ

الأمراض المدارية .. وعلاقة المناخ
0
0
الآن- فريق التحرير الأمراض المدارية هي أمراض سائدة في المناطق المدارية أو شبه المدارية أو المقتصرة عليها، حيث أنها أقل وجوداً في المناطق ذات المناخ المعتدل، ويعود ذلك بشكل جزئي إلى حدوث الفصل البارد، الذي يسيطر على تكاثر الحشرات من خلال إجبارها على الدخول في حالة السبات ، فحشرات من أمثال البعوض والذباب من أكثر الحاملات الشائعة للأمراض، أو الناقلات لها.

فقد تحمل هذه الحشرات الطفيليات أو الجراثيم أو الفيروسات التي تتسبب بالعدوى للبشر أو الحيوانات، حيث ينتقل المرض غالبا عن طريق اللدغ، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انتقال العامل المسبب للمرض عبر التبادلات الدموية تحت الجلد. ملا تتوفر اللقاحات لأي من الأمراض المدرجة فيما يلي، حتى أن العديد منها لا يوجد له علاج شافٍ.

وأدى الاستكشاف البشري لكل من الغابات المدارية المطيرة، و التصحر، وزيادة الهجرة، فضلا عن زيادة التنقل الجوي العالمي إضافة إلى السياحة في المناطق المدارية إلى ازدياد حدوث مثل هذه الأمراض .

وقد تم تأسيس البرنامج الخاص بالبحث والتدريب حول الأمراض المدارية للتركيز على الأمراض المعدية المهملة التي تؤثر بشكل غير متناسب على السكان الفقراء والمهمشين في المناطق النامية في كل من أفريقيا و آسيا و أميركا الوسطى، إضافة إلى أميركا الجنوبية. حيث تم إنشاؤه في منظمة الصحة العالمية، وهي الوكالة المنفذة، كما يتم الاشتراك في تمويله بين كل من صندوق الأمم المتحدة للطفولة و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و البنك الدولي، فضلا عن منظمة الصحة العالمية.

وتتمثل رؤية البرنامج الخاص بالبحث والتدريب حول الأمراض المدارية بتعزيز جهود البحث العالمي الفعال حول أمراض الفقر المعدية التي تلعب دورا بالغ الأهمية في البلدان التي تستوطن فيها هذه الأمراض. حيث يقوم بدور مزدوج من تطوير أدوات واستراتيجيات جديدة ضد هذه الأمراض، وتطوير المقدرة على البحث والقيادة في البلدان التي تنتشر فيها الأمراض.
ويقع مقر أمانة سر البرنامج الخاص بالبحث والتدريب حول الأمراض المدارية في جنيف، سويسرا، بينما يتواصل العمل عبر العالم من خلال العديد من الشركاء والمنح التمويلية.
وتتضمن بعض الأمثلة عن العمل المساعدة في تطوير علاجات جديدة للأمراض مثل علاج آيفرمكتين لمرض العمى النهري، وإظهار كيف أنه يمكن للتغليف أن يحسن استعمال علاج مركب الآرتيميسينين أو لعلاج مرض الملاريا، تبيان فعالية الناموسيات للوقاية من لدغات البعوض والملاريا ؛ إضافة إلى البرامج المجتمعية والتي تقودها المجتمعات تزيد توزع العلاجات المتعددة.TDR history

هذا وتضم حقيبة أمراض البرنامج المدخلات التالية:
* داء المثقبيات الأمريكي (الذي يدعى أيضا داء شاغاس) وهو مرض طفيلي يصيب الناس في الأمريكتين وخصوصا في أميركا الجنوبية. أما عامله المسبب للمرض فهو أوليات سوطية تدعى المثقبية الكروزية، التي تنتقل في المقام الأول عن طريق الرضوفيات، وهي حشرات ماصة للدم، إضافة إلى وجود طرق أخرى محتملة للانتقال، مثل تناول الطعام الذي يحتوي على الطفيليات ونقل الدم والانتقال من الأم إلى جنينها. ويوجد في الوقت الحالي بين 16 إلى 18 مليون شخص مصاب بهذا المرض.
* حمى الضنك
* الديدان
* داء المثقبيات الأفريقي: أو مرض النوم، وهو مرض طفيلي تسببه كائنات وحيدة الخلية من جنس المثقبيات. وهناك نوعان من هذه الكائنات مسؤول عن المثقبي الأفريقي هو المثقبية البروسية الغامبية والمثقبية البروسية الروديسية. حيث تنتقل هذه الطفيليات عن طريق ذبابة تسي تسي
* داء الليشمانيات. تسببه كائنات وحيدة الخلية طفيلية من نوع الليشمانيا التي تنتقل عبر لسعة تقوم بها أنواع محددة من الفواصد.

* الجذام†، (أو ما يسمى داء هانسن) هو عبارة عن مرض مزمن معد تتسبب به المتفطرة الجذامية. قبل كل شيء فإن مرض الجذام هو مرض حبيبي في الأعصاب الطرفية و الأغشية المخاطية الموجودة في الجهاز التنفسي العلوي، حيث تكون إصابة البشرة بالضرر هي العلامات المرضية الأولية.
* وإن بقي دون علاج، يمكن لمرض الجذام أن يتطور مسببا ضررا مستمرا للبشرة والأعصاب والأعضاء، فضلا عن العينين. وبعكس ما يعرفه السكان، فإن الجذام لا يتسبب بتوقف أعضاء الجسد عن العمل تماما، كما أنه مختلف عن الكتاب الذي وصف في الكتاب المقدس اليهودي وترجم إلى الإنكليزية بكلمة . الجذام.

* داء الخيطيات الليمفاوي مرض طفيلي تشبه ديدان فيلاريا طفيلية تشبه الخيوط تدعى الديدان الخيطية، وتنتقل من خلال البعوض . أما اللوا اللوائية، فهو طفيلي فيلاري آخر ينتقل عبر الذباب، حيث يصيب 120 مليون شخصا في أنحاء العالم، كما يحمله أكثر من نصف السكان في أكثر المناطق الموبوءة والعسيرة.
* أما أكثر علامة ملفتة للنظر فهي داء الفيل: وهو عبارة عن تثخين في البشرة والطبقات الداخلية يتسبب بهذا الداء العدوى المزمنة للديدان الفيلاريا في العقد الليمفاوية، حيث يقوم بسد الغدد الليمفاوية وإبطاء ارتشاح السائل الليمفاوي في جزء من الجسم.

* الملاريا تسببه طفيليات أوالي تنتقل عبر أنثى بعوض من جنس الأنوفيلة التي تتغذى على الدماء. ويحصل هذا المرض بسبب أنواع من طفيليات الملاريا، حيث قدرت إصابة 190 -311 مليون شخص بمرض الملاريا في عام 2008، و 708000 – 1003000 شخص لقوا حتفهم بهذا المرض جنوبي الصحراء الكبرى.

* مرض العمى النهري أو العمى النهري وهو ثاني أكبر سبب رئيسي معد مسبب للعمى في العالم. تتسبب به الكلابية الملتوية، وهي دودة طفيلية، حيث ينتقل هذا المرض من خلال عضة الذبابة السوداء. ينتشر الدود في أنحاء الجسد، وعندما يموث يتسبب بحكة شديدة واستجابة جسدية قوية يمكنها أن تؤدي إلى تدمير الطبقات القريبة، مثل العين. وفي الوقت الحالي يوجد حوالي 18 مليون شخص مصاب بهذه الطفيليات، بينما ما يقارب 300 ألف شخص تعرضوا للعمى الكلي جراءها.

* مرض البلهارسيا والمعروف عنه أيضا بوصفه schisto أو حمى الحلزون، وهو مرض طفيلي تتسبب به أنواع متعددة من الدودات المسطحة في المناطق التي تتواجد فيها قواقع المياه العذبة، التي قد تحمل بدورها الطفيليات. والشكل الأكثر شيوعا للانتقال يتم من خلال الخوض أو السباحة في البحيرات والبرك وغيرها من الأماكن التي تحتوي على المياه ويتواجد فيها الحلزون والطفيليات. وإن أكثر من 200 مليون شخص مصاب بهذا المرض في أنحاء العالم.

* • العدوى المرافقة لمرض السل / فيروس نقص المناعة البشرية

* السل†(الذي يشار إليه بإيجاز بالحرفين TB أو تي بي) هو مرض بكتيري معد للرئتين أو غيرها من النسج، كما أنه منتشر بشكل كبير في العالم بمعدل للوفيات يفوق 50 بالمئة إن لم تتم معالجته. وهو من الأمراض المعدية، حيث ينتقل عن طريق الرذاذ المنطلق سواء عبر السعال أو العطاس أو التكلم أو التقبيل أو حتى البصاق. هذا وقد أصيب أكثر من ثلث سكان العالم بجرثومة السل.

علاقة المناخ بالأمراض المدارية :

إن ما يسمى بالأمراض "الغريبة" في المناطق المدارية تمت ملاحظتها من قبل كل من المسافرين والمستكشفين، إلخ، فضلا عن الأطباء . أما السبب الجلي يتمثل في أن المناخ الحار المتواصل على مدار العام، إضافة إلى معدل الأمطار الأكبر والذي يؤثر بشكل مباشر على تكوين الأمراضالتي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان (الطفيليات)، أكبر عدد ممكن من الحشرات الناقلة للأمراض. كما أنه من الممكن أيضا أن درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا قد تؤدي إلى تكرار العوامل الممرضة على حد سواء الكائنات البيولوجية داخل وخارج الكائنات الحية. فضلا عن أن العوامل الاجتماعية – الاقتصادية قد تدخل في العملية على حد سواء، حيث أن معظم البلدان الأكثر فقرا في العالم تتواجد في المناطق المدارية. كما أن البلدان المدارية مثل البرازيل، التي قامت بتحسين حالتها الاقتصادية – الاجتماعية واهتمت بكل من النظافة و الصحة العامة ومكافحة الأمراض القابلة للانتقال قد حققت نتائج هامة في علاقتها بطرد أو تحجيم الكثير من الأمراض المدارية المتوطنة في مناطقها.

التغير المناخي و الاحترار العالمي، الناجمان عن ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أدت إلى زيادة درجات الحرارة العالمية، يحتمل أن تتسبب بانتشار الأمراض المدارية ووصولها إلى مستويات أكثر ارتفاعا في المناطق الجبلية، فضلا عن مستويات أكثر ارتفاعا كانت محمية قبلا مثل الولايات المتحدة الجنوبية، ومنطقة البحر المتوسط، على سبيل المثال .. في غابة مونتفيردي في كوستاريكا، أتاح الاحترار العالمي لمرض، وهو مرض مداري بالانتشار هناك وبالتالي أدى إلى تقليل عدد المستعمرات البرمائية لضفادع مونتيفردي المهرجة.

وهنا، فإن الاحترار العالمي زاد ارتفاع تشكيل السحابة الجبلية، وهكذا فإن السحابة المنتجة قد تسهل وجود الظروف المثلى لنمو مسببات المرض الكبيرة.

الوقاية من وعلاج الأمراض المدارية :

* تجفيف الأراضي الرطبة للحد من نمو مستعمرات الحشرات وغيرها من نواقل المرض الأخرى.
* استخدام المبيدات الحشرية أو طارد الحشرات على الأسطح الإستراتيجية مثل: الملابس، والبشرة، والمباني ومواطن الحشرات، و الناموسيات.
* وضع ناموسية على السرير (المعروفة أيضا باسم "شبكة السرير" ) وذلك للحد من انتقال العدوى ليلا، حيث أن بعض الأنواع من البعوضالمداري يتغذى في الليل بشكل أساسي.
* استخدام تدفق المياه، أو تنقية المياه و مرشحات المياه، أو معالجة المياه عن طريق أقراص المياه لإنتاج مياه صالحة للشرب وخالية من الطفيليات.
* تطوير واستخدام اللقاحات في سبيل تأسيس مناعة للمرض.
* الوقاية من خلال استخدام عقاقير ما قبل التعرض ( بغية الوقاية من المرض قبل التعرض للبيئة أو العامل المسبب له).
* الوقاية من خلال استخدام عقاقير ما بعد التعرض ( بغية الوقاية من المرض قبل التعرض للبيئة أو العامل المسبب له).
* التشارك مع التنمية الاقتصادية في المناطق التي يستوطن فيها المرض. على سبيل المثال، يمكن من خلال تقديم القروض الصغيرة بغية إتاحة إنشاء الاستثمارات للمزيد من الزراعة المثمرة والمنتجة، وهذا الأمر من شانه أن يساعد الزراعة المعيشية لتغدو أكثر ربحية، حيث يمكن للسكان المحليين استخدام هذه الأرباح في الوقاية من هذه الأمراض ومنعها، مع تحقيق مكسب إضافي يتمثل في خفض نسبة الفقر.