• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

تطاوين .. مسرحية "راعي الصحراء" تمازج بين شعرية الكلمة وشاعرية الصورة للدفاع عن الصحراء

تطاوين .. مسرحية "راعي الصحراء" تمازج بين شعرية الكلمة وشاعرية الصورة للدفاع عن الصحراء
0
0
الآن مسرحية «راعي الصحراء» اول انتاج للاطفال لمركز الفنون الركحية والدرامية بتطاوين ، وهي مسرحية عرائسية تحمل الطفل الى عوالم الصحراء المغرية بلغة شاعرية ورحلة في عوالم الخيال مضمونة، عمل من اخراج عايدة جابلي ونص لعلي اليحياوي وحرك العرائس التي صممها الحبيب الغرابي كل من الممثلين عبد السلام حميدي وحسان مري ورياض الرحموني وعائدة جابلي وبلقيس مصباح وتقني صوت شكري قمعون وتقني اضاءة ابراهيم دقنيش وملابس اسماء حمزة وتوظيب عام لعبد الله الشبلي.

مشهدية شاعرية لنقد الصيد العشوائي في الصحراء ..
المسرح التزام بالقضايا الكونية، مسرح الطفل التزام برسائل تربوية وتوعوية تقدم إلى المتفرج الصغير بأسلوب سلسل ومشاهد ممتعة ترسخ بذاكرته البصرية وفي الوقت ذاته تحفز فكره للسؤال والنقاش.

في «راعي الصحراء» اختلفت المواضيع والشخصيات لتقديم رسائل إلى الطفل المتلقي، إلى الصحراء كانت الرحلة المسرحية، رحلة فرجوية تشجع الطفل على الخيال وتدعوه لاكتشاف عوالم مبهمة وغامضة عبر المسرح، في «راعي الصحراء» نبش في ذاكرة الصحراويين ومحاولة ليعرف طفل اليوم ما تعانيه الصحراء من خطر بسبب الإنسان.
في المسرحية تجتمع مكونات الحياة في الصحراء أي الإنسان والحيوان (الفنك والأفعى والجمال والورل والعقرب والغزال) و النباتات (الشجيرات الصغيرة والاشواك) في عمل مسرحي واحد يحاكي الحياة في الصحراء و الخطر الذي يتهددها خاصة حيوان الغزال.

اسم المسرحية، اسم يتكون من مفردتين الراعي بما يحمله من دلالة الرعاية والسهر على حماية الشيء (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) والصحراء هي الفضاء الجغرافي المقصود ليكون معنى الاسم الساهر على حماية الصحراء ورعاية مكوناتها النباتية والحيوانية وتلك رسالة العمل.

راعي الصحراء عمل نقدي يطرح موضوع المخاطر التي يسببها الإنسان للصحراء، المسرحية عرائسية أي أن كل الشخصيات الحاضرة هي عرائس يحركها ممثلين بلباسهم الأسود الموحد لمزيد تحفيز الخيال لدى الطفل، نص شاعري وفرجة مكتوبة بدقة لنقد ما تعانيه الصحراء من مخاطر تهدد حيوان الغزال الذي يتعرض إلى الصيد العشوائي.

وفي العمل تجسيد للإنسان وقرينه فهناك بشر لا يعترفون بالنواميس الطبيعية ولا يحترمون القوانين التي تضعها الدول لمنع الصيد العشوائي في الوقت ذاته يوجد بشر يعرفون انّ الطبيعة تحتاج الحماية والرعاية وهناك علاقة روحية مع حيوانات الصحراء فيسعون لحمايتها من بني جلدتهم وبين هذا وذاك يحدث الصراع المجسد في العمل المسرحي.

"راعي الصحراء" مسرحية مسكونة بالشعرية والشاعرية، عرائس مصنوعة بكل دقة وتركيز على التفاصيل، تمازج غريب بين المحرك وعروسته يعطيها من روحه ويسكنها من قلبه فتتحدث العروسة وكانها حقيقة، تناسق بين الحركة والمنطوق ودغدغة لخيال الطفل، عمل ينقل معاناة حيوانات الصحراء وقدرة البشر على انتهاك القوانين تنقل في مشاهد درامية ممتعة اتحد فيها النص والسينوغرافيا والتوليف بين كل العناصر لتقديم مسرحية تغري خيال الطفل وتشبع اسئلة وفكر الكهل.







متابعات