• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

بقيادة الصين .. إنشاء أكبر تكتل تجاري في العالم

بقيادة الصين .. إنشاء أكبر تكتل تجاري في العالم
0
0
الآن اتفقت 15 دولة بقيادة الصين، امس الأحد، على إنشاء أكبر تكتل تجاري في العالم، يضم ما يقرب من ثلث الأنشطة الاقتصادية في العالم، في خطوة تعزز قوة بكين اقتصاديا وتجاريا في آسيا.

وشاركت في إبرام الاتفاق، الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا أو ما تعرف بـ "آسيان" وتضم أندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، تايلند، بروناي، فيتنام، لاوس، بورما، كمبوديا.
كما ضم التكتل الجديد اقتصادات الصين، المصنفة كثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة، واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا).

وجاء توقيع الاتفاق، الذي عُرض أول مرة في 2012، الاحد في ختام قمة افتراضية لقادة دول جنوب شرق آسيا، الباحثين عن إنعاش اقتصاداتهم المتضررة جرّاء تفشي فيروس كورونا. ورأى محللون، أن الاتفاق المبرم الذي يخفض الرسوم الجمركية، ويزيد من انسيابية حركة البضائع بين الدول الموقعة على الاتفاق، يعتبر أكبر اتفاق تجاري عالمي من حيث حجم اقتصادات الدول الموقعة.
ونقلت وكالة الانباء الصينية عن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، قوله إن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة يعد انتصارا للتعددية والتجارة الحرة. وقال رئيس وزراء فيتنام، نغوين شوان فوك "يسعدني أن أقول إنه بعد ثماني سنوات من العمل الشاق، وصلنا رسميا إلى الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة"، مضيفا ان الاتفاق يمثل أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم، وسترسل رسالة قوية تؤكد الدور الرائد لرابطة أمم جنوب شرق آسيا في دعم النظام التجاري متعدد الأطراف، وخلق هيكل تجاري جديد في المنطقة.

وستفرض الاتفاقية رسوما جمركية منخفضة على التجارة بين الدول الأعضاء، وهي أقل شمولا من اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ التي تضم 11 دولة والتي انسحب منها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب بعد فترة وجيزة من توليه منصبه.

وقال مسؤولون، إن الاتفاقية تترك الباب مفتوحا أمام الهند، التي انسحبت بسبب معارضة محلية شرسة لمتطلبات فتح السوق، للانضمام إلى التكتل .
وللصفقة تداعيات رمزية قوية، تظهر أنه بعد ما يقرب من أربع سنوات من إطلاق ترمب لسياسته "أميركا أولا" لإبرام صفقات تجارية مع البلدان الفردية، ما تزال آسيا ملتزمة بالجهود نحو تجارة أكثر حرية والتي يُنظر إليها على أنها صيغة للازدهار في المستقبل.

والاتفاق الجديد يمثل ثورة للصين، التي تعد أكبر سوق في المنطقة مع أكثر من 3ر1 مليار مستهلك، ما يسمح لبكين بأن تصور نفسها على أنها "بطل العولمة والتعاون متعدد الأطراف" ويعطيها تأثيرا على القواعد التي تحكم التجارة الإقليمية، بحسب ما قاله كبير الاقتصاديين الآسيويين في كابيتال إيكونوميكس، جاريث ليذر، في تقرير له.

وقد تعزز الشراكة وضع الصين كشريك اقتصادي لجنوب شرق آسيا واليابان وكوريا، إذ تضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم في مكانة أفضل لصياغة قواعد التجارة في المنطقة.
وغياب الولايات المتحدة عن اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة وعن المجموعة التي حلت محل الشراكة عبر الأطلسي، التي قادها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يستثني أكبر اقتصاد في العالم من مجموعتين تجاريتين تغطيان أسرع المناطق نموا على وجه الأرض.
وقالت كبيرة اقتصاديي آي.ان.جي لشؤون الصين إريس بانغ، ان اتفاق الشراكة الاقتصادية يساعد بكين على تقليص الاعتماد على أسواق وتكنولوجيا الخارج، مشيرة إلى ان الخلافات المتزايدة مع واشنطن عجلت بهذا التحول.

ووقع الاتفاق على هامش قمة اقتراضية لآسيان ترأسها فيتنام، فيما يناقش قادة آسيويون التوترات في بحر الصين الجنوبي، ويعكفون على وضع خطط للتعافي الاقتصادي في المنطقة بعد الجائحة حيث تحتدم المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.
وقالت فيتنام إن الشراكة تغطي 30 بالمئة من الاقتصاد العالمي والنسبة ذاتها من سكان العالم وتصل إلى 2,2 مليار مستهلك.

وقالت وزارة المالية الصينية إن تعهدات الكتلة الجديدة تشمل إلغاء عدد من الرسوم الجمركية داخل المجموعة، ينفذ البعض منها على الفور والبعض الآخر عل مدار عشرة أعوام، فيما لم تذكر تفاصيل عن المنتجات أو الدول التي ستحظى بخفض فوري للرسوم.
والاتفاق هو الأول الذي تنضم بموجبه قوى شرق آسيا - الصين واليابان وكوريا الجنوبية - إلى اتفاق تجارة حرة واحد.







وكالات