مجموعة المسرح ثقافة تناقش ( علاقة المسرح بالموسيقى )
01-30-2018 11:08 مساءً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية عادت مجموعة المسرح ثقافة لنقاشها الأسوعي اليوم الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠١٨ من خلال المحور الرئيس ( علاقة المسرح بالموسيقى ) .
تميزت علاقة الموسيقى بالمسرح وظهرت جليه من خلال المسرح الغنائي والمسرح الاستعراضي والراقص، هذه العلاقة شابها بعض اللبس رغم إيمان الجميع بالمبدأ القائل: إن أي فن لا يتحقق بحد ذاته بل بالتعاون مع الفنون الأخرى .
فضمن السياق التاريخي المتحكم في صيرورة مغامرة الكتابة، انتقل المسرح من محطة «تداخل الأنواع» إلى مرحلة «حوارية الفنون»، فأضحى المسرح مجالاً خصباً للانفتاح والتصادي والتنافذ مع خطابات وأساليب تعبيرية أخرى، ومن بينها الموسيقى بما تحمله من ممكنات على أكثر من صعيد
وقد تجذرت علاقة المسرح بالموسيقى من خلال العروض الأوبرالية التي لم تقتصر على المسرح الأوروبي بل تجاوزته الى مناطق اخرى وخصوصا الصين حيث كانت وما زالت هناك صيغه مميزة لهذه العلاقة تمثلت في (اوبرا بكين) هيمن على العرض العنصر الغنائي الذي يحتوي على مقاطع طويله من الإنشاد وبمرافقة الموسيقى الصاخبة، كما ظهرت في اوروبا اواخر القرن الثامن عشر صيغ اخرى من هذه العلاقة تقترب وتبتعد عن الأوبرا بنسبة او اخرى ومنها الأوبرا الجادة .
العلاقة المعقدة بين المسرح والموسيقى تتجسد في كونه لا يخلوا اَي عرض من الموسيقى واصبحت العروض المسرحية الموسيقية تنتشر في أنحاء العالم وهي عبارة عن شكل من أشكال الاداء المسرحي الذي يجمع بين الغناء والحوار والتمثيل والرقص .
ومن خلال ذلك حددت محاور النقاش :
- اي فن لا يتحقق بحد ذاته بل بالتعاون مع الفنون الأخرى.
- المسرح الموسيقي تاريخيا ومتى بدأ ظهوره فعليا على الساحه المسرحيه
- العلاقه بين المؤلف الموسيقي والمؤلف المسرحي والمخرج
- على ماذا يعتمد المخرج المسرحي في تقديم عرض متناغم مع الموسيقى وتوظيف الموسيقى بسكلها الصحيح
- تمييز مصطلح المسرح الموسيقي عن مصطلح المسرح الغنائي او الاستعراضي والفرق بينهما
- هل يستطيع المخرج الاستغناء عن الحوار بالكامل اذا اندرج العرض تحت مصطلح المسرح الموسيقي
- المسرح الموسيقي في الوطن العربي والتجارب العربيه في هذا المجال
- متى تستخدم الموسيقى ك طقس او ك إضافه للعرض ومتى تكون عنصرا اساسيا
وكانت آلية النقاش في المداخلات :
- لكل عضو مداخلة واحدة ومطولة ومذيلة باسمه في النصف الاول من اليوم ثم يفتح باب النقاش
أدار الحوار أ. أنس الهياجنه أحد مشرفي المجموعة
المداخلة الاولى :
أ. كنعان محيميد البني - مسرحي وإعلامي سوري
حدد أنها وجهة نظر شخصية تماما وتأتي ضمن المحاولة وكتب فيها :
المسرح أباً شرعيا للفنون أجمع بالعموم واستبعاد ولد من الأبناء لا يفسد للود قضية ..
بالنهاية تحقيق العرض المتعة ثم المتعة ثم الفائدة ..
الموسيقا يتم تلقيها بآلية السمع ..وكذلك الحوار بالصوت وعبر أدواته المتنوعة .. والتلوين بالحوار أمر ضروري في إيصال المعنى النفسي والروحي لطبيعة الجملة الحوارية من استفهامية لا أمرية . ..الخ، وهذا التلوين يمكن وحسب اعتقادي موسيقا .
وهنا ادعو للتوقف هل الموسيقا هو مايصدر عن آلة؟
وهل اللحن فقط ماينفذ عبر آلة عزف ما؟
وهل التلوين يمكن اعتبار لحنا موسيقيا؟
وبالعودة لتلاوة القرآن الكريم ..والعهد القديم ..مع حفظ الصفات القدسية والجلال هو موسيقا؟
وأقصد هنا التجويد ...
والآذان أليس الاعتماد على المقامات في أدائه؟
إذا الموسيقا مرافقة للمسرح منذ نشأته. وحتى الدينية؟
وأحيانا يكون للموسيقا بعدا عجائبيا في العرض المسرحي في شحذ مخيلة المتلقي للذهاب بالمشهد الصورة للنهاية إبداعا وجمال .. عبر التخييل والمتخيل للوصول اندهاشا لحد اللامعقول؟
وانهى مداخلته التي أوضح أنها : مجرد افكار خطرت بالبال ..أحب طرحها أمام المجموعة للتقويم والتوجيه والتصويب باتجاه الموضوعية .
المداخلة الثانية كانت للناقد المصري الدكتور محمود سعيد كتب فيها :
لعبت الموسيقي والغناء دورا كبيرا في النهوض بالمسرح المصري في مرحله البدايات فقد كان المسرح شيئاً جديداً بخلاف الموسيقي لذالك اعتلي خشبات المسارح المطرب والمنشد في البدايه حيث يرى أنه لا يمكن لأحد أن ينسى الشيخ سلامه حجازي أو السيد درويش أو منيره المهديه أو ابراهيم حموده. أو عبد الوهاب حتي ان فعل البدايه كان في مصر لفن الاوبرا ايام الخديوي إسماعيل حين إنشاء قناة السويس أنشأ دار الأوبرا أي ان الموسيقي كانت اسبق من المسرح ذاته .
بل وصل الحال لمحاولات جذب المطرب الي الفرقة المسرحيه كي تضمن النجاح والازدهار
ويرى أن من ذلك يمكن أن نلمس الوجود والحضور الفاعل للموسيقى في المسرح كركن أساسي بل هي الأهم والاقوي خاصه في مرحله البدايات
ومن أهم المسرحيات الغناءيه ذاءعه الصيت هي : "فيروز شاه. كله من ده. عقبال عندكم. العشره الطيبه. راحت عليك. الشاطر حسن. قمر الزمان. كيد النسا. قيس وليلي. علمي علمك. عروس الشرق. ادم وحواء عزيزه ويونس" .
وأضاف أنه لا يمكن تجاهل الموسيقي في المسرح الفرعوني وخاصه الغناء .
وفي مرحله متقدمه في المسرح اليوناني ظهرت اغاني الديثرامب وهيي مرتبطه بالموسيقي بشكل واضح ، ومن ذلك يؤكد علي أن الموسيقي لازمت المسرح منذ مرحلة البدايات الأولى
ثم بدأ تطور الموسيقي مع تطور واختلاف مراحل المسرح المتنوعه من الإغريقي الي الروماني الي العصور الوسطي الي شكسبير الي عصر النهضه الي القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون والحادي والعشرين وهكذا ..
اما لعبه الاستخدام الأمثل أو عدم الوعي بدور الموسيقي في المسرح بين الحالتين تتأرجح اللعبه المسرحيه تبعا لاختلاف صانعي اللعبه وتطور التقنيات ،
إذ تتحول الموسيقي الي عنصر مهم أو تكاد تكون شخصيه مسرحيه شديده الاهميه في العرض المسرحي لدي البعض وتكاد تكون مجرد مؤثرات صوتيه أو حليات فنيه داخل العرض
لكن العلاقه ابديه ولا خلاف علي أهميتها لكن الأصل هو الاستخدام الجيد والمناسب للمفرده الموسيقيه داخل اللعبه المسرحيه بدأ من النص الي العرض
بعد ذلك كانت مداخلة المسرحي السوري سهيل شلهوب حيث يرى في مداخلته أن :
الموسيقى قديمة قدم التاريخ نشأت من أصوات حفيف الأشجار وأصوات الطبول والأجراس التي كانت ترافق الإنسان في الصيد و الحروب و الطقوس الدينية إلى الصوت والموسيقى المصاحبة للعرض المسرحي الحديث. وغالبا ما يعد الصوت والموسيقى جزئين متممين للعمل الناجح.
إن الفن هو البحث عن العلاقات والترابط بين الحياة وبين ما تفرزه من إبداع للإنسان لذا صار علينا أن نبحث عن تجديد وتحديث في العرض المسرحي من خلال تطوير العلاقة بين سنوغرافيا العرض وما تتضمنه من إنارة و ديكور و موسيقى وبين النص المكتوب.
الموسيقى هي لغة علينا ان نفهمها كي نعرف كيف نوظفها بشكلها السليم ويمكن أن نستخدمها كفواصل أو مرافقة أو بدلا عن مشهد بالكامل.
الموسيقى المسرحية تزامنت بداياتها مع بدايات المسرح نفسه فالإنسان عرف الموسيقى منذ قديم الزمان وكان من البديهي أن يستخدمه عاملا مساعدا في الفن المسرحي .
ففي مسرح شكسبير إشارات عديدة وتوجيهات للأصوات والموسيقى والواقع لم يحدث أي تغير جوهري بالنسبة للمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية منذ عهد شكسبير حتى القرن العشرين إذ بقي استخدام الموسيقى سائدا في مشاهد الحرب والحب والخير والشر .إلا أن بعض المخرجين يحاول تجنب استخدام الموسيقى أثناء العرض المسرحي والبعض الاخر يحاول الاستعانة بها عندما يقتضي النص وجود موسيقى وهناك من يستخدم الموسيقى بشكل مبالغ فيه إذ يتخذ من الموسيقى وسيلة لسد الفراغات وذيادة الوقت في العرض المسرحي من خلال موسيقى قد لا تمت للعمل بأي صلة .إن استخدام الموسيقى الجيدة والمناسبة في المسرح لا تساعد المشاهدين فقط على الاستمتاع بالعرض بل تساعد الممثل أيضا على أن يبرز طاقاته من خلال إعطائه مساحة للأداء و خاصة في الأعمال الصامتة. إلا ان بعض المخرجين يتحفظ عن استخدام الموسيقى في المسرح لأنها من وجهة نظرهم تحطم نقاء الدراما.
وكان هناك دراسات أجريت حول تأثير الموسيقى على وظائف الجسم تبين أن لها تأثير على نشاط العضلات و يرفع من كفائتها و من هنا تكمن أهمية الموسيقى في العمل المسرحي فهي تعطي طاقتها للممثل من اجل ان يبرز مهاراته الفنية لأنه سيرسم لوحة تشكيلية للعمل في مخيلته تتكون من النص والديكور والإضاءة وتوجيهات المخرج والموسيقى التي هي محور العملية الإبداعية .
الموسيقى هي روح العرض المسرحي. . بالايقاع والأصوات حتى ولو اختلفت مدارس الإخراج المسرحي في استخدام الموسيقى بأنواعها وطريقة استخدامها وحتى وظيفتها. يقول استانيسلافسكي ( قوانين الفن هي قوانين الطبيعة ذاتها ) ويرفض وجود أي منهج سوى منهج الطبيعة.
لماذا ينبغي أن نبتكر قوانيننا ما دامت موجودة ومن هنا نشأت ضرورة خلق حياة النفس الإنسانية المسرح شرطي في حد ذاته ولا يمكن أن يكون غير ذالك ، التأثير على السمع والبصر مجرد وسيلة للتغلغل بواسطتها إلى أعماق الروح .
أظهر مايرخولد معاداته للمذهب الطبيعي وبحث عن وسائل جديدة للتغلب على مبدأ الشرطية والأسبلة. إن نؤسلب عصرا أو طاهرة ما يعني أن يبرز بجميع الوسائل تعبيرية التركيب الداخلي لذلك العصر وتصوير سماتها الداخلية المميزة استخدم الحركة الشبيهة بالرقص و استخدم مبادئ الفن الموسيقي في الدراما .
هاجم فاجنر في خمسينيات القرن العشرين المسرح الصدى الذي يعجز عن التعبير عن أعمق و أنبل ما في ضمير الإنسان ودعا إلى العودة إلى المسرح الإغريقي ويدعو إلى ثورة في الفن يسميه فن المستقبل. هو الدراما الموسيقية أو دراما الكلمة والنغم. وتمخضت هذه الحركة عن اتجاهين فرعيين داخل الاتجاه العريض ..الاتجاه الأول يجد الفن الخالص في عالم السحر والشعر .والاتجاه الثاني يتمثل في عالم التشكيل والضوء والموسيقى ويتمثل في اجتهادات .ادولف آبيا وجوردن جريج. وقام جريج بإخراج أعمال مسرحية غنائية.
ويقول انتونين ارتو في كتابه ازدواج المسرح مفسرا نظرية جريج ورابطا بينه وبين المسرح الشرقي والياباني والهندي. ليس المسرح ضاهرة نفسية ولكنه ضاهرة تشكيلية عضوية. ويقول جريج أن مسرح المستقيل سيكون مسرح رؤى لا مسرح طقوس ولا مسرح أقوال. .مسرح تسمع فيه أقل مما ترى .مسرحا يتفجر من الحركة التي هي في الواقع رمز الحياة .
أما في مسرح جروتوفسكي المسرح الفقير اعتمد على موسيقى الجسد وأداء الممثل ،
بينما استخدم برخت الموسيقى في المسرح الملحمي التعليمي بشكل مختلف واستخدمها في التغريب واستخدم أغنيات بين المشاهد.
وختم مداخلته بتحديد المطلوب من العرض المسرحي : الإثارة العاطفية والبصرية والسمعية إلى الإثارة الفكرية. أو بالعكس. كل هذا عند تكوين وخلق المعادل الموضوعي للأحساس.
وكتب بعد ذلك المسرحي المغربي عزيز ريان مداخلته جاء فيها :
بعيدا عن التأصيل التاريخي للعلاقة بين المسرح والموسيقى تبقى الموسيقى فن مستقل بذاته ويفرض سلطته الانفرادية ببعض العروض المسرحية.
علاقة اذن تختلف بحسب قيمة العرض/المخرج الذي يُؤْمِن بقيمة كل جزء فني بعرضه.
بالعالم العربي يجب الاعتراف بأن المسرح لازالت علاقته بالموسيقى متذبذبة تتأرجح بين الحضور الشكلي والحضور الوازن. الشكلي حيث يعتبر بعض المخرجين او صناع العرض ان الموسيقى هي هامش لا يجب الاهتمام به كفعل مهم لاكتمال العرض. فيعتمد العرض موسيقى غير واقعية لا تتماشى مع الخيط الدرامي للنص المسرحي. فتكون طرفا مسخا يمكن الاستغناء عنه.
لكن نعترف بعروض انشغلت بالموسيقى بشكل كبير واعتبرت الموسيقى بطلا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه. فاشتغل المخرج على الشق الموسيقي بشكل دقيق كما يتم العمل على الموسيقى التصويرية لعمل سينمائي او درامي.
لا ننسى ان بعض الموسيقين لم يؤمنوا بقيمة المسرح بشكل كبير وبالتالي عرفت علاقة المسرح بالموسيقى لبسا وتباعدا.
حتى المسرح بد أ ينفتح على فنون اخرى وخصوصا الموسيقى التي تحمل ممكنات وإضافات سمعية هامة للمتلقي.
هي اذن علاقة معقدة بين المسرح والموسيقى تجسدت في كونه لا يخلو كل عرض من الموسيقى.
لكن العروض المسرحية الموسيقية لم تنتشر في أنحاء العالم الغربي كما في دول غربية. وظهرت عروض عبارة عن شكل من أشكال الاداء المسرحي الذي يجمع بين الغناء والحوار والتمثيل والرقص .لكن لحد الساعة لم نرى عرضا عربيا موسيقيا بشكل ضخم ! والله اعلم!
نسأل عن قيمة الموسيقى بالعرض المسرحي ؟ وكيف ان أهل الموسيقى ينهلون من المسرح وهم فوق الخشبة.
لكن لازال العالم العربي يحتاج للبحث والتمحيص في مجال تيمة الموسيقى بالمسرح للخروج من النمطية والتقليدية التي عهدناها!
فالمسرح لازال يشق طريقه بالمشهد الثقافي العربي ويسعى لخلق اعتراف من السلطة والمتلقي.
وختم مداخلته بسؤال ؛ هل يمكن أن نقول حان الوقت ل(مسرحة)الموسيقى ؟ أو (موسقة) المسرح؟
وكتب المسرحي العراقي د. جبار خماط مداخلته مبتدئاً بسؤال :
هل ثمة مسرح موسيقي مستقل الفكر والاسلوب ؟ ام ان المسرح في اساسه موسيقي ، لانه يعتمد الايقاع اساسا بنيويا في ربط عناصر بنية العرض في وحدة عضوية تحقق التناغم الجمالي المطلوب ؟..،
منذ ارسطو الى الان كان للبعد الموسيقي الركن الاهم في العرض المسرحي، اسماه ارسطو الاناشيد ، ثم اولاه اهمية كبرى فاجنر في بوليفونية العرض المسرحي الذي لا يستغني عن عنصر بصري او سمعي او حركي ، بل تكون للعناصر اهميتها في تحقيق رسالة السمع والبصر والحركة في موسيقى مركبة كانت اساس علم الاخراج مستقبلا ، حتى البانتومايم يكون اساسه موسيقي ، اذا كان الممثل لدى الرومان ، يربط جرسا على ساقه لضبط ايقاع الجسد ، وهذا ما كان أيضا على نحو المايم المعاصر لدى مارسو ، حين قال ينبغي تحويل الاداء التمثيلي الى لحن موسيقي ، يكون بديلا عن الكلمة - طبعا كلامه عن المايم - وليس المسرح على الاعم ،
حدد من ذلك الخلاصة التي يرى فيها أن : ثمة اسلوب مسرحي موسيقي ، وثمة عرض مسرحي منضبط الايقاع زمنيا وتعبيريا وهو ضروري في علم الموسيقى واثرها في إغناء العرض المسرحي جماليا ، حتى التعبيربة استفادت من علم الموسيقى في ايجاد عروض تعتمد التكثيف الجمالي اساسا تعبيربا لها ، وختم مداخلته بالتمثل لذلك بقوله ؛ " ولنا في تشابك مثالا في تعاضد الاخراج والاداء مع روح الموسيقى ؛ لان الممثل ايقاعيا كان توقيتا دقيقا لربط الزماني بالمكاني في حدود الصورة المسرحية " .
بعد ذلك كانت مداخلة الناقدة المصرية د.لمياء أنور كتبت فيها :
لقد لعبت الموسيقى دورا هاما في المسرح حتى اصبحت عنصرا من عناصر الدراما المسرحية.
فمنذ المسرح اليونانى كانت الموسيقى عنصرا مكملا وهاما لاتمام اللعبة المسرحية حيث وجود الكورس والمنشدين والفواصل الموسيقية والايقاعية والتى كانت تخفف من حدة المأساة التراجيدية التى كانت تقدم آنذاك. مؤكدة أن لا أحد ينسى عروض السير الشعبية والتى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالموسيقى الشعبية والالات الشعبية مثل الناى والربابة والدف.
ولقد كانت تستخدم الموسيقى العالمية في العروض المسرحية من مقطوعات بيتهوفن وموتسارت وغيرهم. الا ان مع مرور الوقت وتطورات العصر الراهن اصبح هناك مؤلفا موسيقيا يؤلف الموسيقى خصيصا للعرض المسرحي وبما يناسب درامية الاحداث المسرحية وفق الخطة الاخراجية التى يضعها مخرج العرض.
ثم تساءل الممثل والمخرج السعودي ومؤسس مجموعة المسرح ثقافة الأستاذ سامي الزهراني _والذي أدار طرفاً من الحوار _ فكتب :
هل حان الوقت يا أصدقاء لأن نرى كل العروض المسرحية العربية بها موسيقى خاصة بها أم بالفعل هناك جفاء ببن الموسيقين والمسرحيين نتج بسبب أن المسرحيين استغنوا عن الموسيقين بسبب الكم الهائل لنتاج الموسيقى وعدم تطبيق نظام الحماية الفكرية للمقطوعات الموسيقية فلو طبق النظام هل نشاهد عودة المسرحيين للموسيقين ؟.. سؤال مطروح .
وكتب المسرحي المغربي عبدالجبار خمران مداخلته محدداً أن :
في تجربة المشهد المسرحي الحالي.. نجد موسيقيين اعضاء في فرق مسرحية .. ومنهم من تكون موسقاه متداخلة بشكل عضوي مع العرض المسرحي.. وتكون تاليفا اصيلا خاصا بالعرض المسرحي الذي انجزت من اجله... ويكون حضور المؤلف الموسيقي في التداريب شانه شان الممثلين .. فمع تبلور شخصيات العرض تتبلور شخصية الموسيقى ايضا... ولنا في عرض خريف وغرض الخادمتان خير نموذح
بعد ذلك كتب المسرحي السعودي عباس الحايك مداخلته محدداً تعريف المسرح الموسيقي
حسب تعريف الويكيبيديا وباللغة الانجليزية :
أنه شكل مسرحي يحتوي على الموسيقى والغناء والحوارات والأداء والرقص، وأجد هذا التعريف معادلاً للمسرح الغنائي الذي شاع في بلاد الشام تقريباً كما قدمته فيروز والأخوان رحباني في مسرحياتهم. كنت أحاول البحث عن تفسير لمصطلح المسرح الموسيقي ولم أجد سوى مقال واحد للفنان العراقي سامي عبد الحميد الذي انفرد باطلاق هذا المصطلح وذكر استغراب مجايليه من هذا المصطلح. إذا أنا شخصياً لدي لبس في فهم هذا المصطلح وعلاقته بالمسرح الغنائي.
وختم مداخلته متسائلاً ؛ فهل يعني هنا المسرح القائم على الموسيقى وحدها والأداء التمثيلي؟.
ثم كتبت الإعلامية السعودية سماء الشريف مداخلة كتبت فيها عن :
دور الموسيقى في إرهاف حواس الممثل المسرحي وإكسابه الثقة بنفسه وتنمية خياله والتعبير عما بداخله للتواصل مع الجمهور ، حيث أنها اللغة التي تعطي الإحساس بأجزاء العرض والتي تساعد على إغناء عناصر المسرحية
تعمل على تسريع حركة الحوار كما تفعل الصورة في الشعر ، حيث تساعد في الاحتفاظ بالسرعة الإيقاعية للعرض وخصوصا عند وصول الأحداث المسرحية للذروة فهي بمثابة روح الممثل وصانعة الإيقاع
السينوغرافيا لا تقتصر فقط على التأثيث البصري للفضاء المسرحي و إنما تتدخل كذلك في التأثيث السمعي الذي يساعد المتلقي *بل و يمكنه أحيانا من فهم محتوى العرض المسرحي و تذوقه .
البعض يتجاهل أهمية الموسيقى ربما بسبب التكلفة والعبء المالي لتوفير المؤلف والفرقة والملحن ولكن ذلك بسبب ضعف البعد المعرفي بأهمية الموسيقى في اكتمال العرض المسرحي وإضفاء الجو الروحي العام
وختمت مداخلتها بسؤالها : هل يمكن تطوير الموسيقى التي ترافق العروض بأدواتها الخاصة لتأخذ شكلاً جديداً خاصاً بالمسرح لها دلالات وصيغ مختلفة ؟
وكانت مداخلة المسرحي العماني صلاح عبيد التي كتب فيها أنه :
يتفق جملة وتفصيلا مع ماكتب في مداخلات الأساتذة : كنعان بني و سامي الزهراني.
حيث يرى أن : كل إيقاع موسيقى وليس كل موسيقى مسرح.. فاشتغال الموسيقي بالمسرح لابد له من الاندماج مع المخرج لخلق موسيقى مسرحية.
معتقداً مسماها يصبح مؤثرات موسيقية رغم كثير من التخبط في العديد من المسرحيات واللجوء لما هو سهل ورخيص إنتاجيا على حساب الابداع المتجدد.
ويرى في جانب آخر أنه يمكن الاستغناء عن الحوار بجمل موسيقية او حركة الخ ..
لكن الاستغناء الكامل سيدخل المسرحية لمسميات أخرى كالاوبرا والبانتومايم او مسرح غنائي او موسيقي.. ويختم مداخلته مؤكداً أنهم كانت لهم تجارب بالتمثيل في مسرحية شعرية ٩٤ ومسرحية غنائية ٢٠٠١ .
ويعود المسرحي في مداخلة ثانية محدداً فيها أن :
الموسيقى في المسرح لا بد أن يكون لها مبرر درامي وليست مجرد ترف جمالي، بعض المخرجين يلجأون للمقطوعات الجاهزة دون الانتباه لمسألة مبرر هذه المقطوعات درامياً،
هل تخدم العرض، هل ترفع من سوية العرض؟،
هل تشكل مصعداً للأحداث المسرحية؟،
ويرى أن كل هذه الأسئلة غائبة عن أذهان بعض المخرجين، بينما يشتغل مخرجون على الموسيقى كعنصر مسرحي رئيس ويشتغلون على دلالاتها الدرامية والجمالية. وأظن أن الموسيقى إذا لم تكن موظفة بشكل صحيح فإنها لن تخدم العرض. ولم تقلل من قيمة العرض المسرحي. هناك عروض بدون أي موسيقى لكنها نجحت على مستوى الفرجة، بينما عروض تستخدم الموسيقى فتجد النشاز وفقدان الهارموني بين البصري والسمعي.
تميزت علاقة الموسيقى بالمسرح وظهرت جليه من خلال المسرح الغنائي والمسرح الاستعراضي والراقص، هذه العلاقة شابها بعض اللبس رغم إيمان الجميع بالمبدأ القائل: إن أي فن لا يتحقق بحد ذاته بل بالتعاون مع الفنون الأخرى .
فضمن السياق التاريخي المتحكم في صيرورة مغامرة الكتابة، انتقل المسرح من محطة «تداخل الأنواع» إلى مرحلة «حوارية الفنون»، فأضحى المسرح مجالاً خصباً للانفتاح والتصادي والتنافذ مع خطابات وأساليب تعبيرية أخرى، ومن بينها الموسيقى بما تحمله من ممكنات على أكثر من صعيد
وقد تجذرت علاقة المسرح بالموسيقى من خلال العروض الأوبرالية التي لم تقتصر على المسرح الأوروبي بل تجاوزته الى مناطق اخرى وخصوصا الصين حيث كانت وما زالت هناك صيغه مميزة لهذه العلاقة تمثلت في (اوبرا بكين) هيمن على العرض العنصر الغنائي الذي يحتوي على مقاطع طويله من الإنشاد وبمرافقة الموسيقى الصاخبة، كما ظهرت في اوروبا اواخر القرن الثامن عشر صيغ اخرى من هذه العلاقة تقترب وتبتعد عن الأوبرا بنسبة او اخرى ومنها الأوبرا الجادة .
العلاقة المعقدة بين المسرح والموسيقى تتجسد في كونه لا يخلوا اَي عرض من الموسيقى واصبحت العروض المسرحية الموسيقية تنتشر في أنحاء العالم وهي عبارة عن شكل من أشكال الاداء المسرحي الذي يجمع بين الغناء والحوار والتمثيل والرقص .
ومن خلال ذلك حددت محاور النقاش :
- اي فن لا يتحقق بحد ذاته بل بالتعاون مع الفنون الأخرى.
- المسرح الموسيقي تاريخيا ومتى بدأ ظهوره فعليا على الساحه المسرحيه
- العلاقه بين المؤلف الموسيقي والمؤلف المسرحي والمخرج
- على ماذا يعتمد المخرج المسرحي في تقديم عرض متناغم مع الموسيقى وتوظيف الموسيقى بسكلها الصحيح
- تمييز مصطلح المسرح الموسيقي عن مصطلح المسرح الغنائي او الاستعراضي والفرق بينهما
- هل يستطيع المخرج الاستغناء عن الحوار بالكامل اذا اندرج العرض تحت مصطلح المسرح الموسيقي
- المسرح الموسيقي في الوطن العربي والتجارب العربيه في هذا المجال
- متى تستخدم الموسيقى ك طقس او ك إضافه للعرض ومتى تكون عنصرا اساسيا
وكانت آلية النقاش في المداخلات :
- لكل عضو مداخلة واحدة ومطولة ومذيلة باسمه في النصف الاول من اليوم ثم يفتح باب النقاش
أدار الحوار أ. أنس الهياجنه أحد مشرفي المجموعة
المداخلة الاولى :
أ. كنعان محيميد البني - مسرحي وإعلامي سوري
حدد أنها وجهة نظر شخصية تماما وتأتي ضمن المحاولة وكتب فيها :
المسرح أباً شرعيا للفنون أجمع بالعموم واستبعاد ولد من الأبناء لا يفسد للود قضية ..
بالنهاية تحقيق العرض المتعة ثم المتعة ثم الفائدة ..
الموسيقا يتم تلقيها بآلية السمع ..وكذلك الحوار بالصوت وعبر أدواته المتنوعة .. والتلوين بالحوار أمر ضروري في إيصال المعنى النفسي والروحي لطبيعة الجملة الحوارية من استفهامية لا أمرية . ..الخ، وهذا التلوين يمكن وحسب اعتقادي موسيقا .
وهنا ادعو للتوقف هل الموسيقا هو مايصدر عن آلة؟
وهل اللحن فقط ماينفذ عبر آلة عزف ما؟
وهل التلوين يمكن اعتبار لحنا موسيقيا؟
وبالعودة لتلاوة القرآن الكريم ..والعهد القديم ..مع حفظ الصفات القدسية والجلال هو موسيقا؟
وأقصد هنا التجويد ...
والآذان أليس الاعتماد على المقامات في أدائه؟
إذا الموسيقا مرافقة للمسرح منذ نشأته. وحتى الدينية؟
وأحيانا يكون للموسيقا بعدا عجائبيا في العرض المسرحي في شحذ مخيلة المتلقي للذهاب بالمشهد الصورة للنهاية إبداعا وجمال .. عبر التخييل والمتخيل للوصول اندهاشا لحد اللامعقول؟
وانهى مداخلته التي أوضح أنها : مجرد افكار خطرت بالبال ..أحب طرحها أمام المجموعة للتقويم والتوجيه والتصويب باتجاه الموضوعية .
المداخلة الثانية كانت للناقد المصري الدكتور محمود سعيد كتب فيها :
لعبت الموسيقي والغناء دورا كبيرا في النهوض بالمسرح المصري في مرحله البدايات فقد كان المسرح شيئاً جديداً بخلاف الموسيقي لذالك اعتلي خشبات المسارح المطرب والمنشد في البدايه حيث يرى أنه لا يمكن لأحد أن ينسى الشيخ سلامه حجازي أو السيد درويش أو منيره المهديه أو ابراهيم حموده. أو عبد الوهاب حتي ان فعل البدايه كان في مصر لفن الاوبرا ايام الخديوي إسماعيل حين إنشاء قناة السويس أنشأ دار الأوبرا أي ان الموسيقي كانت اسبق من المسرح ذاته .
بل وصل الحال لمحاولات جذب المطرب الي الفرقة المسرحيه كي تضمن النجاح والازدهار
ويرى أن من ذلك يمكن أن نلمس الوجود والحضور الفاعل للموسيقى في المسرح كركن أساسي بل هي الأهم والاقوي خاصه في مرحله البدايات
ومن أهم المسرحيات الغناءيه ذاءعه الصيت هي : "فيروز شاه. كله من ده. عقبال عندكم. العشره الطيبه. راحت عليك. الشاطر حسن. قمر الزمان. كيد النسا. قيس وليلي. علمي علمك. عروس الشرق. ادم وحواء عزيزه ويونس" .
وأضاف أنه لا يمكن تجاهل الموسيقي في المسرح الفرعوني وخاصه الغناء .
وفي مرحله متقدمه في المسرح اليوناني ظهرت اغاني الديثرامب وهيي مرتبطه بالموسيقي بشكل واضح ، ومن ذلك يؤكد علي أن الموسيقي لازمت المسرح منذ مرحلة البدايات الأولى
ثم بدأ تطور الموسيقي مع تطور واختلاف مراحل المسرح المتنوعه من الإغريقي الي الروماني الي العصور الوسطي الي شكسبير الي عصر النهضه الي القرن الثامن عشر والتاسع عشر والعشرون والحادي والعشرين وهكذا ..
اما لعبه الاستخدام الأمثل أو عدم الوعي بدور الموسيقي في المسرح بين الحالتين تتأرجح اللعبه المسرحيه تبعا لاختلاف صانعي اللعبه وتطور التقنيات ،
إذ تتحول الموسيقي الي عنصر مهم أو تكاد تكون شخصيه مسرحيه شديده الاهميه في العرض المسرحي لدي البعض وتكاد تكون مجرد مؤثرات صوتيه أو حليات فنيه داخل العرض
لكن العلاقه ابديه ولا خلاف علي أهميتها لكن الأصل هو الاستخدام الجيد والمناسب للمفرده الموسيقيه داخل اللعبه المسرحيه بدأ من النص الي العرض
بعد ذلك كانت مداخلة المسرحي السوري سهيل شلهوب حيث يرى في مداخلته أن :
الموسيقى قديمة قدم التاريخ نشأت من أصوات حفيف الأشجار وأصوات الطبول والأجراس التي كانت ترافق الإنسان في الصيد و الحروب و الطقوس الدينية إلى الصوت والموسيقى المصاحبة للعرض المسرحي الحديث. وغالبا ما يعد الصوت والموسيقى جزئين متممين للعمل الناجح.
إن الفن هو البحث عن العلاقات والترابط بين الحياة وبين ما تفرزه من إبداع للإنسان لذا صار علينا أن نبحث عن تجديد وتحديث في العرض المسرحي من خلال تطوير العلاقة بين سنوغرافيا العرض وما تتضمنه من إنارة و ديكور و موسيقى وبين النص المكتوب.
الموسيقى هي لغة علينا ان نفهمها كي نعرف كيف نوظفها بشكلها السليم ويمكن أن نستخدمها كفواصل أو مرافقة أو بدلا عن مشهد بالكامل.
الموسيقى المسرحية تزامنت بداياتها مع بدايات المسرح نفسه فالإنسان عرف الموسيقى منذ قديم الزمان وكان من البديهي أن يستخدمه عاملا مساعدا في الفن المسرحي .
ففي مسرح شكسبير إشارات عديدة وتوجيهات للأصوات والموسيقى والواقع لم يحدث أي تغير جوهري بالنسبة للمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية منذ عهد شكسبير حتى القرن العشرين إذ بقي استخدام الموسيقى سائدا في مشاهد الحرب والحب والخير والشر .إلا أن بعض المخرجين يحاول تجنب استخدام الموسيقى أثناء العرض المسرحي والبعض الاخر يحاول الاستعانة بها عندما يقتضي النص وجود موسيقى وهناك من يستخدم الموسيقى بشكل مبالغ فيه إذ يتخذ من الموسيقى وسيلة لسد الفراغات وذيادة الوقت في العرض المسرحي من خلال موسيقى قد لا تمت للعمل بأي صلة .إن استخدام الموسيقى الجيدة والمناسبة في المسرح لا تساعد المشاهدين فقط على الاستمتاع بالعرض بل تساعد الممثل أيضا على أن يبرز طاقاته من خلال إعطائه مساحة للأداء و خاصة في الأعمال الصامتة. إلا ان بعض المخرجين يتحفظ عن استخدام الموسيقى في المسرح لأنها من وجهة نظرهم تحطم نقاء الدراما.
وكان هناك دراسات أجريت حول تأثير الموسيقى على وظائف الجسم تبين أن لها تأثير على نشاط العضلات و يرفع من كفائتها و من هنا تكمن أهمية الموسيقى في العمل المسرحي فهي تعطي طاقتها للممثل من اجل ان يبرز مهاراته الفنية لأنه سيرسم لوحة تشكيلية للعمل في مخيلته تتكون من النص والديكور والإضاءة وتوجيهات المخرج والموسيقى التي هي محور العملية الإبداعية .
الموسيقى هي روح العرض المسرحي. . بالايقاع والأصوات حتى ولو اختلفت مدارس الإخراج المسرحي في استخدام الموسيقى بأنواعها وطريقة استخدامها وحتى وظيفتها. يقول استانيسلافسكي ( قوانين الفن هي قوانين الطبيعة ذاتها ) ويرفض وجود أي منهج سوى منهج الطبيعة.
لماذا ينبغي أن نبتكر قوانيننا ما دامت موجودة ومن هنا نشأت ضرورة خلق حياة النفس الإنسانية المسرح شرطي في حد ذاته ولا يمكن أن يكون غير ذالك ، التأثير على السمع والبصر مجرد وسيلة للتغلغل بواسطتها إلى أعماق الروح .
أظهر مايرخولد معاداته للمذهب الطبيعي وبحث عن وسائل جديدة للتغلب على مبدأ الشرطية والأسبلة. إن نؤسلب عصرا أو طاهرة ما يعني أن يبرز بجميع الوسائل تعبيرية التركيب الداخلي لذلك العصر وتصوير سماتها الداخلية المميزة استخدم الحركة الشبيهة بالرقص و استخدم مبادئ الفن الموسيقي في الدراما .
هاجم فاجنر في خمسينيات القرن العشرين المسرح الصدى الذي يعجز عن التعبير عن أعمق و أنبل ما في ضمير الإنسان ودعا إلى العودة إلى المسرح الإغريقي ويدعو إلى ثورة في الفن يسميه فن المستقبل. هو الدراما الموسيقية أو دراما الكلمة والنغم. وتمخضت هذه الحركة عن اتجاهين فرعيين داخل الاتجاه العريض ..الاتجاه الأول يجد الفن الخالص في عالم السحر والشعر .والاتجاه الثاني يتمثل في عالم التشكيل والضوء والموسيقى ويتمثل في اجتهادات .ادولف آبيا وجوردن جريج. وقام جريج بإخراج أعمال مسرحية غنائية.
ويقول انتونين ارتو في كتابه ازدواج المسرح مفسرا نظرية جريج ورابطا بينه وبين المسرح الشرقي والياباني والهندي. ليس المسرح ضاهرة نفسية ولكنه ضاهرة تشكيلية عضوية. ويقول جريج أن مسرح المستقيل سيكون مسرح رؤى لا مسرح طقوس ولا مسرح أقوال. .مسرح تسمع فيه أقل مما ترى .مسرحا يتفجر من الحركة التي هي في الواقع رمز الحياة .
أما في مسرح جروتوفسكي المسرح الفقير اعتمد على موسيقى الجسد وأداء الممثل ،
بينما استخدم برخت الموسيقى في المسرح الملحمي التعليمي بشكل مختلف واستخدمها في التغريب واستخدم أغنيات بين المشاهد.
وختم مداخلته بتحديد المطلوب من العرض المسرحي : الإثارة العاطفية والبصرية والسمعية إلى الإثارة الفكرية. أو بالعكس. كل هذا عند تكوين وخلق المعادل الموضوعي للأحساس.
وكتب بعد ذلك المسرحي المغربي عزيز ريان مداخلته جاء فيها :
بعيدا عن التأصيل التاريخي للعلاقة بين المسرح والموسيقى تبقى الموسيقى فن مستقل بذاته ويفرض سلطته الانفرادية ببعض العروض المسرحية.
علاقة اذن تختلف بحسب قيمة العرض/المخرج الذي يُؤْمِن بقيمة كل جزء فني بعرضه.
بالعالم العربي يجب الاعتراف بأن المسرح لازالت علاقته بالموسيقى متذبذبة تتأرجح بين الحضور الشكلي والحضور الوازن. الشكلي حيث يعتبر بعض المخرجين او صناع العرض ان الموسيقى هي هامش لا يجب الاهتمام به كفعل مهم لاكتمال العرض. فيعتمد العرض موسيقى غير واقعية لا تتماشى مع الخيط الدرامي للنص المسرحي. فتكون طرفا مسخا يمكن الاستغناء عنه.
لكن نعترف بعروض انشغلت بالموسيقى بشكل كبير واعتبرت الموسيقى بطلا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه. فاشتغل المخرج على الشق الموسيقي بشكل دقيق كما يتم العمل على الموسيقى التصويرية لعمل سينمائي او درامي.
لا ننسى ان بعض الموسيقين لم يؤمنوا بقيمة المسرح بشكل كبير وبالتالي عرفت علاقة المسرح بالموسيقى لبسا وتباعدا.
حتى المسرح بد أ ينفتح على فنون اخرى وخصوصا الموسيقى التي تحمل ممكنات وإضافات سمعية هامة للمتلقي.
هي اذن علاقة معقدة بين المسرح والموسيقى تجسدت في كونه لا يخلو كل عرض من الموسيقى.
لكن العروض المسرحية الموسيقية لم تنتشر في أنحاء العالم الغربي كما في دول غربية. وظهرت عروض عبارة عن شكل من أشكال الاداء المسرحي الذي يجمع بين الغناء والحوار والتمثيل والرقص .لكن لحد الساعة لم نرى عرضا عربيا موسيقيا بشكل ضخم ! والله اعلم!
نسأل عن قيمة الموسيقى بالعرض المسرحي ؟ وكيف ان أهل الموسيقى ينهلون من المسرح وهم فوق الخشبة.
لكن لازال العالم العربي يحتاج للبحث والتمحيص في مجال تيمة الموسيقى بالمسرح للخروج من النمطية والتقليدية التي عهدناها!
فالمسرح لازال يشق طريقه بالمشهد الثقافي العربي ويسعى لخلق اعتراف من السلطة والمتلقي.
وختم مداخلته بسؤال ؛ هل يمكن أن نقول حان الوقت ل(مسرحة)الموسيقى ؟ أو (موسقة) المسرح؟
وكتب المسرحي العراقي د. جبار خماط مداخلته مبتدئاً بسؤال :
هل ثمة مسرح موسيقي مستقل الفكر والاسلوب ؟ ام ان المسرح في اساسه موسيقي ، لانه يعتمد الايقاع اساسا بنيويا في ربط عناصر بنية العرض في وحدة عضوية تحقق التناغم الجمالي المطلوب ؟..،
منذ ارسطو الى الان كان للبعد الموسيقي الركن الاهم في العرض المسرحي، اسماه ارسطو الاناشيد ، ثم اولاه اهمية كبرى فاجنر في بوليفونية العرض المسرحي الذي لا يستغني عن عنصر بصري او سمعي او حركي ، بل تكون للعناصر اهميتها في تحقيق رسالة السمع والبصر والحركة في موسيقى مركبة كانت اساس علم الاخراج مستقبلا ، حتى البانتومايم يكون اساسه موسيقي ، اذا كان الممثل لدى الرومان ، يربط جرسا على ساقه لضبط ايقاع الجسد ، وهذا ما كان أيضا على نحو المايم المعاصر لدى مارسو ، حين قال ينبغي تحويل الاداء التمثيلي الى لحن موسيقي ، يكون بديلا عن الكلمة - طبعا كلامه عن المايم - وليس المسرح على الاعم ،
حدد من ذلك الخلاصة التي يرى فيها أن : ثمة اسلوب مسرحي موسيقي ، وثمة عرض مسرحي منضبط الايقاع زمنيا وتعبيريا وهو ضروري في علم الموسيقى واثرها في إغناء العرض المسرحي جماليا ، حتى التعبيربة استفادت من علم الموسيقى في ايجاد عروض تعتمد التكثيف الجمالي اساسا تعبيربا لها ، وختم مداخلته بالتمثل لذلك بقوله ؛ " ولنا في تشابك مثالا في تعاضد الاخراج والاداء مع روح الموسيقى ؛ لان الممثل ايقاعيا كان توقيتا دقيقا لربط الزماني بالمكاني في حدود الصورة المسرحية " .
بعد ذلك كانت مداخلة الناقدة المصرية د.لمياء أنور كتبت فيها :
لقد لعبت الموسيقى دورا هاما في المسرح حتى اصبحت عنصرا من عناصر الدراما المسرحية.
فمنذ المسرح اليونانى كانت الموسيقى عنصرا مكملا وهاما لاتمام اللعبة المسرحية حيث وجود الكورس والمنشدين والفواصل الموسيقية والايقاعية والتى كانت تخفف من حدة المأساة التراجيدية التى كانت تقدم آنذاك. مؤكدة أن لا أحد ينسى عروض السير الشعبية والتى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالموسيقى الشعبية والالات الشعبية مثل الناى والربابة والدف.
ولقد كانت تستخدم الموسيقى العالمية في العروض المسرحية من مقطوعات بيتهوفن وموتسارت وغيرهم. الا ان مع مرور الوقت وتطورات العصر الراهن اصبح هناك مؤلفا موسيقيا يؤلف الموسيقى خصيصا للعرض المسرحي وبما يناسب درامية الاحداث المسرحية وفق الخطة الاخراجية التى يضعها مخرج العرض.
ثم تساءل الممثل والمخرج السعودي ومؤسس مجموعة المسرح ثقافة الأستاذ سامي الزهراني _والذي أدار طرفاً من الحوار _ فكتب :
هل حان الوقت يا أصدقاء لأن نرى كل العروض المسرحية العربية بها موسيقى خاصة بها أم بالفعل هناك جفاء ببن الموسيقين والمسرحيين نتج بسبب أن المسرحيين استغنوا عن الموسيقين بسبب الكم الهائل لنتاج الموسيقى وعدم تطبيق نظام الحماية الفكرية للمقطوعات الموسيقية فلو طبق النظام هل نشاهد عودة المسرحيين للموسيقين ؟.. سؤال مطروح .
وكتب المسرحي المغربي عبدالجبار خمران مداخلته محدداً أن :
في تجربة المشهد المسرحي الحالي.. نجد موسيقيين اعضاء في فرق مسرحية .. ومنهم من تكون موسقاه متداخلة بشكل عضوي مع العرض المسرحي.. وتكون تاليفا اصيلا خاصا بالعرض المسرحي الذي انجزت من اجله... ويكون حضور المؤلف الموسيقي في التداريب شانه شان الممثلين .. فمع تبلور شخصيات العرض تتبلور شخصية الموسيقى ايضا... ولنا في عرض خريف وغرض الخادمتان خير نموذح
بعد ذلك كتب المسرحي السعودي عباس الحايك مداخلته محدداً تعريف المسرح الموسيقي
حسب تعريف الويكيبيديا وباللغة الانجليزية :
أنه شكل مسرحي يحتوي على الموسيقى والغناء والحوارات والأداء والرقص، وأجد هذا التعريف معادلاً للمسرح الغنائي الذي شاع في بلاد الشام تقريباً كما قدمته فيروز والأخوان رحباني في مسرحياتهم. كنت أحاول البحث عن تفسير لمصطلح المسرح الموسيقي ولم أجد سوى مقال واحد للفنان العراقي سامي عبد الحميد الذي انفرد باطلاق هذا المصطلح وذكر استغراب مجايليه من هذا المصطلح. إذا أنا شخصياً لدي لبس في فهم هذا المصطلح وعلاقته بالمسرح الغنائي.
وختم مداخلته متسائلاً ؛ فهل يعني هنا المسرح القائم على الموسيقى وحدها والأداء التمثيلي؟.
ثم كتبت الإعلامية السعودية سماء الشريف مداخلة كتبت فيها عن :
دور الموسيقى في إرهاف حواس الممثل المسرحي وإكسابه الثقة بنفسه وتنمية خياله والتعبير عما بداخله للتواصل مع الجمهور ، حيث أنها اللغة التي تعطي الإحساس بأجزاء العرض والتي تساعد على إغناء عناصر المسرحية
تعمل على تسريع حركة الحوار كما تفعل الصورة في الشعر ، حيث تساعد في الاحتفاظ بالسرعة الإيقاعية للعرض وخصوصا عند وصول الأحداث المسرحية للذروة فهي بمثابة روح الممثل وصانعة الإيقاع
السينوغرافيا لا تقتصر فقط على التأثيث البصري للفضاء المسرحي و إنما تتدخل كذلك في التأثيث السمعي الذي يساعد المتلقي *بل و يمكنه أحيانا من فهم محتوى العرض المسرحي و تذوقه .
البعض يتجاهل أهمية الموسيقى ربما بسبب التكلفة والعبء المالي لتوفير المؤلف والفرقة والملحن ولكن ذلك بسبب ضعف البعد المعرفي بأهمية الموسيقى في اكتمال العرض المسرحي وإضفاء الجو الروحي العام
وختمت مداخلتها بسؤالها : هل يمكن تطوير الموسيقى التي ترافق العروض بأدواتها الخاصة لتأخذ شكلاً جديداً خاصاً بالمسرح لها دلالات وصيغ مختلفة ؟
وكانت مداخلة المسرحي العماني صلاح عبيد التي كتب فيها أنه :
يتفق جملة وتفصيلا مع ماكتب في مداخلات الأساتذة : كنعان بني و سامي الزهراني.
حيث يرى أن : كل إيقاع موسيقى وليس كل موسيقى مسرح.. فاشتغال الموسيقي بالمسرح لابد له من الاندماج مع المخرج لخلق موسيقى مسرحية.
معتقداً مسماها يصبح مؤثرات موسيقية رغم كثير من التخبط في العديد من المسرحيات واللجوء لما هو سهل ورخيص إنتاجيا على حساب الابداع المتجدد.
ويرى في جانب آخر أنه يمكن الاستغناء عن الحوار بجمل موسيقية او حركة الخ ..
لكن الاستغناء الكامل سيدخل المسرحية لمسميات أخرى كالاوبرا والبانتومايم او مسرح غنائي او موسيقي.. ويختم مداخلته مؤكداً أنهم كانت لهم تجارب بالتمثيل في مسرحية شعرية ٩٤ ومسرحية غنائية ٢٠٠١ .
ويعود المسرحي في مداخلة ثانية محدداً فيها أن :
الموسيقى في المسرح لا بد أن يكون لها مبرر درامي وليست مجرد ترف جمالي، بعض المخرجين يلجأون للمقطوعات الجاهزة دون الانتباه لمسألة مبرر هذه المقطوعات درامياً،
هل تخدم العرض، هل ترفع من سوية العرض؟،
هل تشكل مصعداً للأحداث المسرحية؟،
ويرى أن كل هذه الأسئلة غائبة عن أذهان بعض المخرجين، بينما يشتغل مخرجون على الموسيقى كعنصر مسرحي رئيس ويشتغلون على دلالاتها الدرامية والجمالية. وأظن أن الموسيقى إذا لم تكن موظفة بشكل صحيح فإنها لن تخدم العرض. ولم تقلل من قيمة العرض المسرحي. هناك عروض بدون أي موسيقى لكنها نجحت على مستوى الفرجة، بينما عروض تستخدم الموسيقى فتجد النشاز وفقدان الهارموني بين البصري والسمعي.