• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

وترجّل قائد العمل الإنساني .. أمير دولة الكويت في ذمة الله

وترجّل قائد العمل الإنساني .. أمير دولة الكويت في ذمة الله
0
0
الآن - رهف خالد أعلن مساء اليوم الثلاثاء عن وفاة أمير الكويت ، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن عمر ناهز الـ 91 عاماً بعد معاناة مع المرض في الفترة الماضية.

ونعى الديوان الأميري وأبناء الأسرة الحاكمة للكويت، الشيخ صباح بعد نحو 14 عاماً من حكمه للبلاد، فيما لم يتم الإعلان بعد عن مواعيد التشييع والدفن.

أمير الكويت الراحل :

يعتبر الشيخ صباح الأحمد الصباح أوّل وزير إعلام وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت ، ترأس وزارة الشؤون الخارجية للكويت طيلة أربعة عقود من الزمن، ويعود له الفضل خلالها في توجيه السياسة الخارجية للدولة والتعامل مع الغزو العراقي للكويت في عام 1990.

تولى مسند إمارة دولة الكويت في 29 يناير 2006 خلفًا لسعد العبد الله السالم الصباح الذي تنازل عن الحكم بسبب أحواله الصحية، وبعد أن انتقلت السلطات الأميرية إليهِ بصفته رئيس مجلس الوزراء، قام مجلس الوزراء في 24 يناير 2006، بتزكيته أميرًا للبلاد، وقد بايعه أعضاء مجلس الأمة بالإجماع في جلسة خاصة انعقدت في 29 يناير 2006.
وهو الأمير الثالث الذي يؤدّي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ الكويت.

إبان رئاسته لمجلس الوزراء حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية تنفيذًا لتوجيهات الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح، ثم وزّرت أوّل امرأة في حكومة برئاسته عام 2005، تلا ذلك مشاركة المرأة في العملية الانتخابية في أوّل انتخابات نيابية بعد توليه مسند الإمارة، ومن ثمَّ تُوجّت سياسته الإصلاحية تلك بدخول المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهده، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري، كذلك أعاد التجنيد العسكري الإلزامي في الكويت.

كرَّمته الأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2014 بلقب "قائد للعمل الإنساني" وسُمِّيَت الكويتُ "مركزًا للعمل الإنساني" تقديرًا من المنظمة الدولية للجهود الذي بذلها الأمير وبذلتها الكويت خدمة للإنسانية.

لُقِّب بـ"شيخ الدبلوماسيين العرب والعالم" و"عميد الدبلوماسية العربية والكويتية" ، ويرى مراقبون أنّه اتبع في عهده سياسة إصلاحية فترسَّخت الحياة الديمقراطية وزادت الحريّات الإعلامية، وانتشرت الصحف والمنابر الإعلامية وتوسّعت مساحات النقد في الكويت .

المشاريع التنموية

شهدت الكويت أثناء حكم صباح الأحمد، عدة مشاريع تنموية في عدة مجالات، تهدف لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي وتسريع عجلة الاقتصاد، وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية، حيث تقول القيادة السياسية أنها تهدف لعودة الكويت كما كانت "عروس الخليج" كما كانت توصف.

وقد تم إنجاز العديد من المشاريع العملاقة التي ترتبط بمختلف القطاعات الخدمية في البلاد، ومن أبرزها:
* مدينة صباح الأحمد البحرية نسبة إليه، (تعد أول وأكبر مشروع في الكويت يشيد بالكامل من قبل القطاع الخاص).
* مستشفى جابر الأحمد (يعد الأكبر في الشرق الأوسط وسادس أكبر مستشفى في العالم).
* "مستشفى الجهراء الجديد" (يعد بين أكبر المستشفيات في الشرق الأوسط).
* ميناء مبارك الكبير (سيحقق رغبة القيادة السياسية بتحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي عالمي).
* جسر الشيخ جابر الاحمد الصباح، (جسر بحري بطول يتجاوز 37 كم، يربط مدينة الكويت بمدينة الصبية الجديدة.
* مدينة الحرير (مدينة قيد الإنشاء).
* "مشروع الوقود البيئي" (يهدف لوضع الكويت في مكانة متقدمة من خلال توفير أحدث المصافي العالمية في صناعة تكرير البترول).
* "مشروع مبنى الركاب الجديد" في مطار الكويت الدولي. (يهدف لجعل الكويت محورا اقليميا رئيسيا للشرق الأوسط).
* إستاد جابر الأحمد الدولي (يتسّع لستين ألف متفرج، ويعد من أكبر الملاعب في الكويت والسابع عربيًا والـ 25عالميا من حيث السعة).
* "مدينة جنوب المطلاع (قيد الإنشاء)" (أكبر مشروع إسكاني في تاريخ الكويت، تضم نحو 28363 قسيمة سكنية).
* "مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك (أحد أبرز المراكز الصحية المتخصصة).
* "مشروع حديقة الشهيد" بمنطقة شرق (حديقة الحزام الأخضر سابقا)، وقد افتتحها الأمير بمعية ولي العهد، حيث أزاح الستار عن نصب الشهيد الذي يجسد ما قدم شهداء الكويت من تضحيات وبطولات.
* مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي (دار الأوبرا في الكويت).
* مركز الشيخ عبد الله السالم الثقافي، (يعد من أكبر مناطق العرض المتحفي في الوطن العربي والعالم).
* "مشروع تطوير طريق الجهراء" (يعد أحد أهم وأضخم المشاريع ضمن خطة تطوير البنية التحتية في الكويت).

الكويت مركزًا للعمل الإنساني

اختيرت الكويت في 9 سبتمبر 2014، "مركزًا للعمل الإنساني" وسُمي صباح الأحمد "قائدا للعمل الإنساني" وذلك في حفل أقامته منظمة الأمم المتحدة .

صباح قائد العمل الإنساني

وكان الأمين العام للأمم المتحدة حينذاك، بان كي مون، قد قال أن "جهود الشيخ صباح الأحمد مكّنت الأمم المتحدة من مواجهة ما شهده العالم من معاناة وحروب وكوارث في الأعوام الماضية".

وأضاف في كلمة أثناء احتفالية تكريم الأمم المتحدة لصباح الأحمد، إن "مقابل حالة الموت والفوضى التي شهدها العالم، شاهدنا مظاهر كرم وإنسانية من قبل جيران سوريا قادتها دولة الكويت أميرا وشعبًا" ،
مضيفًا أن "الكويت أظهرت كرمًا استثنائيًا تحت قيادة الشيخ صباح، رغم صغر مساحة البلاد، إلا أن قلب دولة الكويت كان أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة".

وأضاف "نحن مجتمعون اليوم لنشكر سمو أمير دولة الكويت وشعب الكويت، على كرمهم الكبير تجاه السوريين والعراقيين" ، وأكد أن "المبادرات التي قامت بها دولة الكويت دفعت المجتمع الدولي إلى جمع المزيد من المساعدات بفضل جهود سمو أمير البلاد، ما ساعد الأمم المتحدة على القيام بوظيفتها الإنسانية وأن الدعم المستمر لسمو الأمير مكننا من ذلك".

وقد علق صباح الأحمد عند تكريمه، قائلا: "إن أعمال البر والإحسان قيم متأصلة في نفوس الشعب الكويتي تناقلها الأبناء والأحفاد بما عرف عنه من مسارعة في إغاثة المنكوب وإعانة المحتاج ومد يد العون لكل محتاج".

واليوم الثلاثاء الموافق 29 سبتمبر 2020، توفي أمير الكويت صباح الأحمد، في الولايات المتحدة، عن عمر ناهز 91 عامًا.