مملكة القلوب ..
09-23-2020 09:32 مساءً
0
0
الآن —
كتب د. محمد مبروك *
تهفو قلوبُ المسلمين من حين إلى حينن لزيارة أهم بقع مقدسة لديهم على وجه الأرض، وما ينفك العاشق من الانتهاء من زيارة أيٍ منها حتى يعود ويتوق للعودة لها مرةً أخرى، ومرة تلو الأخرى يناجي المُحب ربه أن يجعل حبه لتلك البقع المقدسة سبيلاً لوجود الوسيلة اليها أكثر، واقترابه من الله بزيارتها والسكن والسكينة بجوارها...
فما أجمل أن تقع أعين القادم من حيثما يأتي على الكعبة المُشرّفة وهي تزرف دموعَ الحب والنجاة، الحب الذي تصفو به القلوب والنجاة التي تُطَهّر بها الذنوب، فيحتمي بحماها ويطوف حولها متجرداً من الدنيا وما فيها، ويرتشف من بئرها المقدس رشفةً تروي ظمأ السنين، وتشفي سقام العالم، ثم يركع مستأنساً بهذا الرحاب، ملتحفاً عنان السماء، فتفيض الفرحة، وتبعث الروح المُتعافية مهرولةً بين الجبلين، وتكتمل الأركان من موضع إلى مكان، فتحل السكينة، ويصفو البال، ومن ثم تُشدُّ. الرحال، إلى جوار الحبيب، حيث تأنس في جواره القلوب، ويشع نوره في الصدور، وما يلبس أن يألف تلك الصحبة الطيبة حتى يمر الوقت سريعاً ايذاناً بمغادرة مملكة القلوب...
المملكة العربية السعودية التي بها تلك الأماكن وفيها أعداد لا تحصى على مر الزمان من هذه القصص الجميلة، والتي دأبت منذ انشائها على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ومن تبعه من الملوك، على تذليل وترتيب زيارات كل الحجاج والمعتمرين، والعمل على تطوير وتوسعة الحرمين من وقت لآخر بما تستدعيه الحاجة حتى وإن صَعُبت، فما فتئوا يطورون ويضيفون ما يتيسر من وسائل الراحة والرعاية لضيوف الرحمن في جميع الأوقات حتى العصيب منها، حرصاً منهم على أداء المناسك طوال الوقت بشكلٍ سلس وأريحية من الجميع، وقد امتدت هذه الخدمات لما هو أبعد بكثير من نطاق الحرمين الشريفين إلى سائر ربوع المملكة خدمةً للزوار وتيسيرا للقاطنين على حد سواء
واليوم، في ذكرى تأسيس هذه المملكة التي تهفو لثراها قلوب العاشقين من سائر البلاد استجابة لدعوة نبي الله ابراهيم عليه السلام: رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم 37)، نجدها في حُلة جديدة بعد أن نفضت كل آثار الماضي وانطلقت للمستقبل المشرق بأدواته العلمية، والعملية، وبمواكبة التطور العالمي المذهل في شتى المجالات بتخطيط وتطبيق لرؤية مستقبلية مدهشة قد بدت واضحة للقاصي والداني من تطور مُلفت في كافة المجالات حتى الأكثر حداثة، فنرى تخطيطاً اقتصادياً طموحاً يضع رؤية متميزة للمملكة في 2030، و نرى انفتاحاً غير مسبوق في النواحي الثقافية والابداعية قد غطى صداه على كل ما حوله، ونرى حركة هائلة للبناء والتطوير والاستثمار الغير مسبوق رغم صعوبة الظروف العالمية
ان حجم التغيير الذي طال معظم مناحي الحياة في السعودية قد فاق جميع التوقعات، والمثير للاهتمام أن هذا التغيير لم يؤثر على ثوابت المملكة منذ انشائها وانما عمل على مزج الحداثة بالأصالة في معادلة صعبة، نجحت فيها قيادة المملكة الحالية، فيُحسب للملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ما لمسناه من تغيير محسوب وتطور مدهش في فترة زمنية قصيرة وضعت المملكة السعودية في مكانتها التي تستحقها في المنطقة وعلى مستوى العالم
ان استقرار المملكة وتطورها الدائم لا يخص فقط مواطنيها، بل يهتم به كل من يهفو قلبه إلى ما بها من أماكن مقدسة، وإن هؤلاء جميعاً يتمنون من خالص قلوبهم دوام الاستقرار والازدهار للمملكة العربية السعودية – مملكة القلوب
خبير فى صناعة الدواء عضو غرفة صناعة الدواء *
كتب د. محمد مبروك *
تهفو قلوبُ المسلمين من حين إلى حينن لزيارة أهم بقع مقدسة لديهم على وجه الأرض، وما ينفك العاشق من الانتهاء من زيارة أيٍ منها حتى يعود ويتوق للعودة لها مرةً أخرى، ومرة تلو الأخرى يناجي المُحب ربه أن يجعل حبه لتلك البقع المقدسة سبيلاً لوجود الوسيلة اليها أكثر، واقترابه من الله بزيارتها والسكن والسكينة بجوارها...
فما أجمل أن تقع أعين القادم من حيثما يأتي على الكعبة المُشرّفة وهي تزرف دموعَ الحب والنجاة، الحب الذي تصفو به القلوب والنجاة التي تُطَهّر بها الذنوب، فيحتمي بحماها ويطوف حولها متجرداً من الدنيا وما فيها، ويرتشف من بئرها المقدس رشفةً تروي ظمأ السنين، وتشفي سقام العالم، ثم يركع مستأنساً بهذا الرحاب، ملتحفاً عنان السماء، فتفيض الفرحة، وتبعث الروح المُتعافية مهرولةً بين الجبلين، وتكتمل الأركان من موضع إلى مكان، فتحل السكينة، ويصفو البال، ومن ثم تُشدُّ. الرحال، إلى جوار الحبيب، حيث تأنس في جواره القلوب، ويشع نوره في الصدور، وما يلبس أن يألف تلك الصحبة الطيبة حتى يمر الوقت سريعاً ايذاناً بمغادرة مملكة القلوب...
المملكة العربية السعودية التي بها تلك الأماكن وفيها أعداد لا تحصى على مر الزمان من هذه القصص الجميلة، والتي دأبت منذ انشائها على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ومن تبعه من الملوك، على تذليل وترتيب زيارات كل الحجاج والمعتمرين، والعمل على تطوير وتوسعة الحرمين من وقت لآخر بما تستدعيه الحاجة حتى وإن صَعُبت، فما فتئوا يطورون ويضيفون ما يتيسر من وسائل الراحة والرعاية لضيوف الرحمن في جميع الأوقات حتى العصيب منها، حرصاً منهم على أداء المناسك طوال الوقت بشكلٍ سلس وأريحية من الجميع، وقد امتدت هذه الخدمات لما هو أبعد بكثير من نطاق الحرمين الشريفين إلى سائر ربوع المملكة خدمةً للزوار وتيسيرا للقاطنين على حد سواء
واليوم، في ذكرى تأسيس هذه المملكة التي تهفو لثراها قلوب العاشقين من سائر البلاد استجابة لدعوة نبي الله ابراهيم عليه السلام: رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم 37)، نجدها في حُلة جديدة بعد أن نفضت كل آثار الماضي وانطلقت للمستقبل المشرق بأدواته العلمية، والعملية، وبمواكبة التطور العالمي المذهل في شتى المجالات بتخطيط وتطبيق لرؤية مستقبلية مدهشة قد بدت واضحة للقاصي والداني من تطور مُلفت في كافة المجالات حتى الأكثر حداثة، فنرى تخطيطاً اقتصادياً طموحاً يضع رؤية متميزة للمملكة في 2030، و نرى انفتاحاً غير مسبوق في النواحي الثقافية والابداعية قد غطى صداه على كل ما حوله، ونرى حركة هائلة للبناء والتطوير والاستثمار الغير مسبوق رغم صعوبة الظروف العالمية
ان حجم التغيير الذي طال معظم مناحي الحياة في السعودية قد فاق جميع التوقعات، والمثير للاهتمام أن هذا التغيير لم يؤثر على ثوابت المملكة منذ انشائها وانما عمل على مزج الحداثة بالأصالة في معادلة صعبة، نجحت فيها قيادة المملكة الحالية، فيُحسب للملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ما لمسناه من تغيير محسوب وتطور مدهش في فترة زمنية قصيرة وضعت المملكة السعودية في مكانتها التي تستحقها في المنطقة وعلى مستوى العالم
ان استقرار المملكة وتطورها الدائم لا يخص فقط مواطنيها، بل يهتم به كل من يهفو قلبه إلى ما بها من أماكن مقدسة، وإن هؤلاء جميعاً يتمنون من خالص قلوبهم دوام الاستقرار والازدهار للمملكة العربية السعودية – مملكة القلوب
خبير فى صناعة الدواء عضو غرفة صناعة الدواء *