• ×
السبت 21 سبتمبر 2024 | 09-20-2024

عميل صيني يستخدم موقع "لينكد إن" للتجسس

عميل صيني يستخدم موقع "لينكد إن" للتجسس
0
0
الآن تلقى جون وي يو طالب دكتوراه من سنغافورة دعوة بإلقاء كلمة أمام الأكاديميين الصينين في بكين عام 2015.
كانت رسالته للدكتوراه تتناول السياسة الخارجية الصينية، وكان يوشك أن يتعرف عن قرب على السبل التي تسلكها القوة العظمي الصاعدة من أجلكسب المزيد من النفوذ.

وبعد كلمته، بحسب وثائق محكمة أمريكية، حاول عدة أشخاص التقرب من جون وي -الذي عُرف أيضاً باسم ديكسون- بحجة أنهم يعملون لصالح مراكز أبحاث صينية. قالوا إنهم يريدون أن يدفعوا له المال مقابل توفير "تقارير سياسية ومعلومات".
وأوضحوا في وقت لاحق أن مايريدونه تحديداً هو "النميمة" أو الشائعات والمعرفة عن قرب.

أدرك بعدها أن هؤلاء الأشخاص كانوا عملاء للاستخبارات الصينية لكنه ظل على اتصال بهم، بحسب ما أدلى به للمحكمة تحت القَسَم. وطلب هؤلاء منه في البداية أن يركز على دول في جنوب شرق آسيا، لكن اهتمامهم تحول فيما بعد إلى الحكومة الأمريكية.

هكذا شق يو ديكسون طريقه ليصبح عميلاً صينياً، مستخدماً موقع شبكة التواصل المهنية لينكد إن LinkedIn، وشركة استشارات وهمية، وهوية أكاديمي مُحب للاطلاع كغطاء من أجل الإيقاع بأمريكيين محددين.
وبعد خمس سنوات، ووسط توتر حاد بين الولايات المتحدة والصين وشن واشنطن حملة صارمة ضد جواسيس بكين، أقر يو بذنبه في كونه "عميلاً غير قانوني لقوة أجنبية"، وذلك أمام محكمة أمريكية يوم الجمعة الماضي.
ويواجه الرجل البالغ من العمر 39 عاماً عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.

يمثل هذا كنزاً محتملاً لوكالات الاستخبارات الأجنبية. ففي عام 2018، حذر رئيس المركز الأمريكي لمكافحة التجسس من تصرف "شديد العدوانية" من جانب بكين ضد الموقع المملوك لشركة مايكروسوفت، والذي يعد واحداً من بين منصات وسائل الاجتماعي الغربية المحدودة غير المحظورة في الصين.

وقد تم تكليف عدد من الأشخاص الذين استهدفهم يو من خلال لينكد إن بكتابة تقارير لصالح "شركته الاستشارية" التي حملت اسم شركة بارزة قائمة بالفعل، ومن ثم تم إرسالها إلى العملاء الصينيين.

وكان يو -الذي أمضى بعض الوقت في واشنطن خلال عام 2019- يتلقى المساعدة من حليف غير مرئي، وهو نظام لوغاريتمات لينكد إن ، ففي كل مرة يفحص فيها يو بيانات شخص ما، يقترح النظام قائمة جديدة من الأشخاص ذوي الخبرة المشابهة ، وصف يو هذا النظام بأنه "لا يتوقف".

يقول ماثيو برازيل مؤلف كتاب "التجسس الشيوعي الصيني: مقدمة استخباراتية" إن استغلال لينكد إن يُعد وقاحة لكنه ليس مفاجئا.
ويضيف" أعتقد أن العديد من وكالات الاستخبارات حول العالم تستخدمه للحصول على مصادر للمعلومات، لأنه من مصلحة جميع رواد لينكد إن يضعون تفاصيل سيرتهم المهنية بالكامل أمام الجميع، إنها أداة قيمة جداً في هذا المجال".

ويقول إن تكليف الأشخاص بإعداد تقارير استشارية يمثل طريقة اـ"اصطياد" مصادر معلومات قيمة محتملة، قد يتم إقناعهم فيما بعد بتقديم معلومات حساسة، "إنها حقاً نسخة حديثة من الجاسوسية".









متابعات