• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

جدة الأدبي يدشن (إيوان الفلسفة) متسائلاً ؛ ( لماذا نتفلسف ؟.. )

جدة الأدبي يدشن (إيوان الفلسفة) متسائلاً ؛ ( لماذا نتفلسف ؟.. )
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية-سماء الشريف-جدة لماذا نتفلسف؟ ..
هو عنوان الحوار في تدشين إيوان الفلسفة في نادي جدة الأدبي والذي أداره الروائي آ.طاهر الزهراني، مُقدمًا آ. سليمان السلطان، أحد المؤسسين الثلاثة للإيوان، الذي قارَب إجابة سؤال الندوة مبتدأً بكلمة للفيلسوف الإلماني هايدجر “لا يوجد فلسفة، ولكن يوجد فلسفات”. فإنّ حب الفلسفة يبتدئء منذ الميلاد، عند الطفولة، بل إن الفلسفة هي الدهشة على حد تعبير أرسطو. وأكد السلطان أنّ ميدان الفلسفة يكون في الحياة اليومية، فالفلسفة هي تجديد رؤيتنا للأشياء في الوجود. فما هو مألوف، لكونه مألوفًا، يُعتبر حقيقة. كأرنبة الأنف لآننا نراها طوال الوقت نألف ذلك فلا نعود نراها، والفلسفة تجدد تلك الرؤية.

المداخلة الثانية قدّمها صالح بن سالم، المحاضر بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، قدّم فيها مقاربات للٌإجابة بمستويات عدّة. فمما ذكره توسّل علماء الطبيعيات الفلسفة عند انسداد الطرق أمامهم. وضرب مثالًا لذلك برجوع علماء الأحياء إلى هايدجر في تحديد الكينونة. وشدّد بن سالم على أنّ الفلسفة متى ما قمعت من أيّ تيار مخالف، فإن ذلك يعني أنها حصر وسلطة. وقال بن سالم بأنّ من يقول بأنّ العلم أحاط بكلّ شيء وأنّ الفلسفة لا داعي لها، لم يفهم الفلسفة، وهو إنما يتحدث عن الميتافيزيقا.

ثمّ انتقل مدير الجلسة إلى ثالث المؤسسين عبدالرحمن مرشود، بعد أن أشار إلى نُكتة بأنّ الناس تقول لمن يعرف “لا تتفلسف”، ولمن يجهل “ لا يكثر. عالج مرشود نقاط يسيرة لإعطاء الفرصة للجمهور للسماع منهم. منها تفسيره انعدام وجود حقل معرفي يكثر فيه التساؤل عن جدوى التفلسف، بقوله أن لذلك سببين:
١- أن العلوم والفنون منتجاتها ملموسة، بخلاف الفلسفة.
٢- العلوم والفنون تدور حول سؤال “كيف؟”، أما الفلسفة فسؤالها “لماذا؟”.
وذكر مرشود بأنّ تعدد تعريفات الفلسفة، قد يكون يكون لأجل التباس مردّه أن العلوم لها مواضيع محددة، بخلاف الفلسفة التي تشمل تلك كلها.
أما عن جدوى الفلسفة فألمح مرشود إلى نقاط في ذلك، منها أن ركام المعلومات قد يكون جسرًا للتقدم المعرفي، ولكنه قد يكون حجابًا كذلك، والسبيل لغربلة ذلك هو الفلسفة. كما أنّ تحديد المناهج قضية فلسفية. والتوفيق بين الغايات الفردية والجماعية قضية فلسفية. وأي شيء متعلّق بالقيم هو قضية فلسفية. وأخيرًا ختم مرشود بنقطتين يقول بأنهما متعلقتان بالطبيعة البشرية. وهي أنّ هناك افتراض بأننا نبدأ من الجهل إلى المعرفة، ولكن الحقيقة غير ذلك، فمسيرتنا في التخلص من قديم. وأنّ العلم يقفنا على ما نعرفه، ولكن الفلسفة تقفنا على ما لا نعرفه ونظن أننا نعرفه. وختم بقوله: “ التجربة الحسية لا تكفي، فهل تتوقف المعرفة؟ لا، الفلسفة هي التي تجسر الهوّة، هي تنشّط حركة التفكير البشري”.

بعد ذلك استقبل مؤسس الإيوان عدداً من الأسئلة التي تحدث عن من خلالها الحضور عن تطلعاتهم وأمنياتهم من هذا الإيوان الوليد معبرين عن سعادتهم بهذه النقلة الثقافية المتميزة والتي لوحظ فيها عددا كبيراً من الحضور مما يبشر بأن القادم أجمل .