• ×
الإثنين 11 نوفمبر 2024 | 11-10-2024

هوية أمة

هوية أمة
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية —

بقلم الكاتب / عبدالهادي السلمي
—————————



‏تتمايز الأمم والدول والمجتمعات عن بعضها البعض فكرياً و ثقافياً بحسب ماتملكه من موروث تاريخي من التراث سواء في المعتقدات والقيم أو الأرث الثقافي والأدبي والأصالة والتي تُشَكِّلُ في النهاية هوية خاصة تميزها عن غيرها .

وهذه الهوية محل فخرٍ واعتزازٍ لدى تلك المجتمعات والأمم ‏ومواطنيها لذا نجد الدول تولي هويتها الكثير من العناية و تَحْرِص على الحفاظ على تلك الهوية الخاصة وتعتز بكل مكونات إرثها الحضاري والثقافي .

‏والمملكة العربية السعودية بهويتها العربية والإسلامية تمتلك إرثاً تاريخياً زاخراً بتراثها وثقافتها وأصالتها المتفردة ،
وقد سار قادة المملكة منذ التأسيس على المحافظة على هذه الهوية الإسلامية والعربية والتي كانت ولا زالت محل الاهتمام والاعتزاز بالانتماء إليها واحترام قيمها الحضارية والثقافية وإبراز الشعائر الإسلامية والموروث العربي مع العناية والتمسك بها ‏ونقلها للأجيال ، كما أن هويتنا الثقافية بكل جوانبها من العلوم والفنون والآداب بطبيعة الحال نبعت عن تلك الهوية الإسلامية و العربية التي نعرفها جيدا ونهتم لها كثيرا .

على الرغم من أهمية الهوية الوطنية ‏إلا أن هناك محاولات يائسة من عدة تيارات مخالفة تتبع أيدولوجيات فكرية منحرفة سعت بشكل مباشر وغير مباشر لمحاولة تشويهنا بفكر لايمثلنا ..
‏ومن تلك التيارات المنحرفة ذلك التيار الإسلامي المتشدد تحت اسم "الصحوة" ، ولعل من أخطر الأفكار التي روّجها هذا التيار فكرة إلغاء الانتماء الوطني من صميم الهوية العامة باعتبار أن الوطنية تخالف الوحدة الإسلامية وأنها نوع من الوثنية إذ كانوا يضعفون معناها ويحاولون التقليل من مفهومها ويروجون لأتباعهم مقولة بأن "الوطن هو مجرد حفنة من التراب" ، وكل ذلك لأنهم يرون أن الانتماء يجب أن يكون مقصورا فقط على الانتماء الفكري لبعضهم ، وطبعا يقصدون من وراء ذلك الانتماء للجماعة والتيار المتشدد وكل ذلك يأتي من منظورهم القاصر وحسب تفسيرهم الخاص الخاطىء حول لإسلام .
‏من جانب آخر كانت هناك محاولات أخرى للتيار التغريبي عبر استلهامه للتجربة الغربية ومطالبته بتبني المجتمع لها تحت ذريعة نشر الحريات و الدعوة للديمقراطية والترويج المطلق للأفكار الليبرالية التَحَرُّرِيّة مع انتقادهم الدائم للشريعة الإسلامية وأحكامها بشكل عام والدعوة لتنحيتها تحت ذريعة عدم مواكبتها التقدم و التطور وأنها لاتناسب ركب العولمة وبأن العصر الحالي أصبح العالم فيه عالماً مفتوحاً بالمطلق لاحدودَ فكريةً وثقافيةً له متناسين الوسطية التي بُني عليها ديننا .

‏لقد كان لِتَبنّيَ البعض تلك الأيدلوجيات و التأثر بأفكارها آثاراً سلبيةٍ نفسية وتكوينية جعلت منهم أشخاصاً يعيشون في حالة اضطراب هوية ، وقصور في وعي مفهوم الهوية الحقيقية مما انعكس على انتمائهم الوطني الحقيقي وولائهم للوطن .

‏أرى أنه بات من الضرورة الملحة تأكيد تعزيز مفهوم الهوية الوطنية الصحيحة عند صغار السن حماية لهم وبيان حقيقة المواطنة الحقة فذلك بلا شك سيساهم بشكل كبير ومباشر في التصدي لتلك الأيدلوجيات والتيارات المخالفة وبمواجهته وكذلك في صد تأثيرات العولمة التي تهيمن الآن وخصوصاً في الإعلام العالمي .

‏ إن أمة بلا تاريخ هي أمة بلا هوية و أمة بلا هوية هي أمة بلا مستقبل .