• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

الاختلاف والمجتمع في الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة

الاختلاف والمجتمع في الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية-سماء الشريف-جدة استضاف الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة الأحد 24 ديسمبر 2017م/ 6 ربيع الثاني 1439ه، الكاتبة والروائية الدكتورة مرام عبد الرحمن مكاوي، دﻛﺘﻮراه ﻓﻲ ﻋﻠﻮم اﻟﺤﺎﺳﺒﺎت ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻮﺗﻨﺠﮫﺎم ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﯿﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﺼﺺ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻟﻤﺘﻜﯿﻒ، استعرضت مكاوي كيفية الاختلاف ونظرة المجتمع للمختلف، هل هي سلبية أم إيجابية؟ الاختلاف في الأمور التي يشتهيها المرء كالمال أو الجمال أو المكانة الاجتماعية فإنه يكون إيجابياً، والقرآن يذكر قصة قارون وإعجاب الناس بماله وتمنيهم ما عنده. لكن في المقابل عندما نتحدث عن الاختلاف في العادات أو الطباع أو الأحلام أو الشكل أو حتى الصحة (أو المرض) أو الحالة الاجتماعية أو طريقة الحياة فإن الناس تصبح أكثر قسوة على بعضها. وتطرقت إلى معاناة المختلف من النبذ من مجتمعه، وأحياناً من أقرب أهل بيته. بينما رؤية المعاقين في دول الابتعاث يشاركون في الحياة العامة، ورؤيتهم بشكل عام في كل مكان في الخارج، حتى المصابين ببعض أغرب الأمراض وأخطرها، ربما أوحي لهم بأن مجتمعنا معافى من هذه الابتلاءات. والحقيقة أن مجتمعنا مثل غيره فيه الكثير من هذه الحالات لاسيما مع انتشار زواج الأقارب في المنطقة العربية وما قد يتسبب به من أمراض وراثية، وعبرت عن ذلك بأن مجتمعنا ربما يرغب أن يكون أفراده عبارة عن الملايين من النسخ المتشابهة. كما تناولت قضية الاختلاف الاختياري والاختلاف الجبري، كالشكل والصحة والمرض والطبقة الاجتماعية، ومستوى الفطنة، والجنس، وضربت مثلا بالمرأة التي تنتقد من المجتمع لأنها تأخرت في الزواج، أو الانجاب، أو زواج زوجها بأخرى، أو إنجابها للبنات وهي أمور ليس لها يد فيها فكل هذه اختلافات جبرية، أما الاختلافات الاختيارية فهي تشمل طريقة اللبس وقصة الشعر، التخصص، الهوايات، ثم استعرضت تجربتها الأدبية " بين قوسين" قائلة:" عندما كتبت قاب قوسين كنت أحقق حلماً قديماً في أن أكتب قصة اجتماعية تدور أحداثها في مجتمعي، ولكنني في الوقت نفسه أردتها أن تسلط الضوء على مشكلة مسكوت عنها، وأن تبرز واحدة من أكبر معضلات مجتمعنا التي عايشناها بأنفسنا ولا نزال، وهي إشكالية علاقة الرجل والمرأة في مجتمع محافظ. فهذا الفصل التام لعقود طويلة نتج عنه علاقة مختلة فإما ابتعاد أكثر مما ينبغي لدرجة الفشل في نيل الحقوق وإنجاز المهام، أو تبسط في غير محله مع رجال ليس لهم صلة قرابة. كنت أيضاً أشعر بأن الشخص المختلف في مجتمعنا حتى لو كان اختلافه إيجابياً، كتميزه في ناحية ما، يجعله عرضة للنبذ والسخرية. وللأسف أننا ككبار نمارس الشيء نفسه على الصغار فنقمع تفردهم في وقت مبكر، ونحولهم إلى نسخ كربونية غير مؤثرة" كما تطرقت إلى الاختلافات بين الرجال والنساء، خارج نظرة المجتمع التي تراهما جنسين مختلفين، وليس كبشر في داخلهما الجوهر نفسه والفطرة ذاتها، كما انتقدت النسوية الصرفة التي تفترض بأن العالم عبارة عن معركة كبرى بين النساء بالمطلق ضد الرجال بالمطلق.. وهي ترى أن الانحياز للكفاءة والجدارة لا للمرأة فقط، لكنها أكدت على أن وصول المرأة لمراكز صنع القرار يجب أن تكون من خلال " الكوتا"
كذلك تطرقت إلى " ساري وسارة بطلي رواية قاب قوسين، سارة فتاة تجد صعوبة في الانتماء لعالم النساء، وساري شاب يحاول جاهداً أن يجد لنفسه قبولاً في عالم الرجال، سارة أخشن من تكون امرأة، وساري ألطف من أن يكون رجلاً. وكلاهما عانى من عدم تفهم من حوله لحالته في الأوقات أكثر حرجاً في تاريخهما. فمهما بلغت درجة القرابة أو الصداقة إلا أن هناك حواجز في قبول المختلف يصعب على المجتمعات الشرقية، العربية والإسلامية، تقبلها، مما قد يدفع بالشخص للهروب بعد أن يفشل في أن يمد جذوره في التربة التي ولد أو تربى فيها.
تلقت مكاوي العديد من المداخلات حول ما طرحته من قضايا الاختلاف، من كل من فريدة شطا، د/ هند باخشوين، ليلى النعمان، د/ مي مجذوب، د/ إيمان إسماعيل، م/ جواهر القرشي، د/ عفت خوقير، د/ الجوهرة الصنات، شاهيناز باحارث. ويستقبل الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة الدكتورة أمال يحي المعلمي يوم الأحد 31 ديسمبر 2017م، التي ستتناول " المرأة في رؤية 2030 "