• ×
الأحد 24 نوفمبر 2024 | 11-23-2024

سينما 2019.. نهضة عربية وعودة نجوم السبعينات والثمانينات للصدارة عالمياً

سينما 2019.. نهضة عربية وعودة نجوم السبعينات والثمانينات للصدارة عالمياً
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية _متابعات من الطبيعي وأنت تقف على أبواب العام 2020، أن تلقي نظرة إلى الوراء لتتذكر ما مررت به خلال 2019. ولأن الفن جزء من حياتنا الذي نتفاعل معه ويترك أثراً فينا، ننظر إلى العام بعين المتأمل لأحوال «الفن السابع» ومدى تقدمه وقدرة صناع السينما على الابتكار وتقديم كل ما هو جديد ومطعّم بالإبهار والجمال. هل مازال في عالمنا العربي والغربي من أفكار غير مألوفة؟ وهل ما زالت السينما قادرة على جذب الجمهور إليها مرتقية به وبنفسها نحو ما يستحق أن نطلق عليه إبداعاً؟ وهل هناك ما يبشر بأي نهضة حقيقية قد تستمر وتنعكس إيجاباً على العام 2020، فتعود السينما «سباقة» في ابتكار الأفكار والتقنيات والتحليق بخيالها العلمي نحو مستقبل لم يصل إليه بعد العلماء، كما تفعل غالباً؟
المتأمل لما شاهدناه في الصالات طوال هذا العام، يلاحظ بلا شك أننا عرفنا نهضة عربية مهمة، وأن أفلام «المقاولات» وما أطلق عليه في فترة ما، «تيك أواي»، هُزم وتراجع بشكل ملحوظ، ليشعر الجمهور بأنه يشهد مرحلة «انتفاضة سينمائية» طغى فيها المضمون والحرفة في الصناعة على «البيزنس» والفكر التجاري.
كذلك تألقت أسماء عربية في الداخل والخارج، والآتي سيكون أفضل إذا تواصل الإنتاج على هذا المستوى اللائق، وتقديم المضمون على المردود.
عالمياً أيضاً، شهدنا عودة نخبة من نجوم «هوليوود»، الذين عاشوا مرحلتهم الذهبية في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، ولم يغيبوا كثيراً عن الشاشة، وعودة الأفلام الطويلة إلى سابق عهدها، أي امتداد العرض الواحد لأكثر من ساعتين، وتجاوز أحدها الثلاث ساعات ونصف الساعة. كما يمكن اعتبار 2019 عام «ديزني» بامتياز، من حيث عدد الأفلام ونوعيتها وقدرتها على تصدر قوائم الأفضل والأعلى إيرادات سواء بأفلام الكرتون أم بغيرها، فضلاً عن فتحها أفقاً جديداً للابتكار في عالم «الفن السابع» من خلال استخدام التقنيات لجعل العالم الافتراضي واقعياً.
النهضة السينمائية العربية المبشرة انطلقت من محطات ودول مختلفة، نبدأها من الإمارات وولادة مهرجان «العين السينمائي»، الذي كان مفاجأة حقيقية بشّرتنا بعودة روح التنافس إلى الإمارات، وفتح أبواب الأمل أمام المبدعين وصناع السينما خصوصاً من الأجيال الشابة. مهرجان جاء على مستوى ما يليق ب «الفن السابع» في زمننا الحاضر والمتطلع إلى المستقبل بعيون الأجيال الجديدة المواكبة للعلم والتكنولوجيا، والساعية للاستفادة منها بشتى الطرق.
في «نهضة السينما العربية» الكثير مما يبشرنا بتحقيق إنجازات مهمة واتساع الأفق أمام مؤلفينا ومخرجينا والممثلين، سواء بالعمل في الداخل، أم بالوصول إلى العالمية بكل معنى الكلمة. وهنا لا بد من ذكر فيلم «كفرناحوم» للمؤلفة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، التي قدمت عملاً شديد الواقعية، فأدهشت الجمهور حول العالم، واستحقت جائزة لجنة تحكيم مهرجان «كان السينمائي الدولي»، وصفق لها الحضور لأكثر من 15 دقيقة، ونعتبرها فائزة ومنتصرة للقضية التي عالجتها، حتى ولو لم يحالفها الحظ بالحصول على «الأوسكار».
هذا العام أيضاً شهدنا تألق ممثلين عرب في السينما العالمية مثل مينا مسعود بدور علاء الدين في الفيلم الذي يحمل اسمه، والذي حقق إيرادات عالمية تجاوزت المليار دولار، ورامي مالك الذي يعتبر أول ممثل من أصول عربية (مصري الأصل) ينال جائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل، عن أدائه بطولة فيلم «بوهيميان رابسودي».
ونبقى ضمن إطارنا العربي، فنذكر ما حققته الصناعة من تقدم على خطّي: «الأكشن» من جهة، والابتعاد عن الإسفاف لتطغى الأعمال الجيدة على الهابطة، وإن لم نصل بعد إلى العدد المطلوب من تلك النوعية، والتي تشبع رغبات الجمهور وتمكّن السينما العربية من الانتقال إلى مرحلة المنافسة عالمياً. واللافت مثلاً صدور فيلمين خلال 2019 للمخرج شريف عرفة، أحدهما بطبيعته يتطلب نوعية خاصة من الجمهور، وهو الجزء الثاني من «الكنز»، والذي جاء تحت عنوان، «الحب والمصير»، بنفس مجموعة أبطاله، والمؤلف عبد الرحيم كمال.
الفيلم الثاني لشريف عرفة، والذي لاقى جماهيرية واسعة جداً في مختلف الدول العربية التي عرض فيها، «الممر» والذي يعتبر ملحمة جديدة وغير مألوفة سجلت نصراً لأفلام الحرب والمعارك التاريخية. عرفة أعاد الاعتبار لحرب الاستنزاف، ومهّد لمعركة الثأر واسترداد الكرامة، بفرد مساحة كافية للهزيمة والإحساس بالانكسار بعد نكسة 1967، فيتحمس الجمهور ويهلل للمعركة والنصر. العودة المضاعفة لعرفة أثمرت نجاحاً مضاعفاً، له وللسينما التي نأمل أن تستعيد مكانتها، مع عودة أفضل المخرجين والمؤلفين والمنتجين إلى الساحة.
حتى أفلام «الأكشن» والكوميديا كانت أفضل هذا العام، منها «نادي الرجال السري» للمخرج خالد الحلفاوي وتأليف أيمن وتار، وبطولة كريم عبد العزيز وماجد الكدواني. ومن أفلام الأجزاء الناجحة، شاهدنا «الفيل الأزرق 2» للمؤلف أحمد مراد والمخرج مروان حامد، و«عودة ولاد رزق» تأليف صلاح الجهيني وإخراج طارق العريان، وتألق فيه نجومه لاسيما أحمد عز الذي برز بقوة في فيلم «الممر». ومن أفلام «الأكشن» المميزة «كازابلانكا»، للثنائي المخرج بيتر ميمي، والنجم أمير كرارة.
"ديزني" وغزارة الإنتاج
فعلاً إنه عام «ديزني» بامتياز، حيث اعتمدت الشركة غزارة الإنتاج لتملأ الأسواق أفلاماً ذات جودة عالية، ليس في الكرتون والتحريك فقط، بل في أفلام الخيال العلمي والأساطير. ومن جعبة «ديزني» شاهدنا «أفنجرز.. أند جايم»، و«كابتن مارفل»، و«علاء الدين»، و«توي ستوري 4»، و«الأسد الملك»، و«فروزن 2»، و«ماليفيسنت 2». في «الملك الأسد» تخطت حدود السينما التقليدية في عالم الكرتون، لتمزج بين الافتراضي والكرتون والواقع، وتشق طريقاً جديداً في عالم صناعة الأفلام.
عودة "الأبطال"
جمعت السينما في 2019 قمماً في التمثيل والإخراج والتأليف، وأعادت أبطالاً وشخصيات برزت وتألقت في السبعينات والثمانينات، مثل سيلفستر ستالون في جزء جديد من «رامبو» بعنوان «لاست بلود»، وأرنولد شوارزينجر في فيلم «ترمينيتور دارك فيت». كما جمعت نجوماً مميزين جداً لنشهد أجمل مبارزات في التمثيل، خصوصاً في فيلمي «الإيرلندي» للمخرج مارتن سكورسيزي، ومعه قمم التمثيل روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجو بيسكي. سكورسيزي أعاد أمجاد أفلام «المافيا» في فيلم طويل جداً امتد لثلاث ساعات و39 دقيقة.
والمميز استمرار السينما في الاعتماد على القصص الآتية من رحم الواقع ومن رحم الروايات والكتب، ما يجعلها أكثر قرباً من الواقع.
كثيرة هي الأسماء التي استعادت بريقها هذا العام، مثل براد بيت الذي نافس نفسه في فيلمين الأول «إد أسترا» لجيمس جراي (تأليفاً وإخراجاً)، و«ذات مرة في هوليوود» الذي تألق فيه مع ليوناردو دي كابريو، كما تألق مخرجه ومؤلفه كوانتين تارنتينو. «هوليوود» شهدت في 2019 تنافس أبرز مبدعيها ونجومها. وحافظت على الإبهار وتقدم المزيد من المفاجآت، مثل فيلم «جوكر» الذي يعتبر مفاجأة العام، كونه من أكثر الأفلام مشاهدة، رغم معالجته قضية مريض نفسي، يعاني الكثير من العقد والاكتئاب. هو فيلم للمخرج والكاتب تود فيليبس وشاركه في التأليف سكوت سيلفر، والبطولة للرائع جواكين فينيكس.
لا يمكن سرد كل الأفلام الجيدة، إنما لا يمكن إغفال المتميز منها، مثل «قصة زواج» الذي سلك خطاً مختلفاً تماماً في معالجة قضايا الطلاق وتشتت الأسرة، للمخرج الأمريكي نوا بومباك وبطولة الرائعة سكارليت جوهانسون، وهو من الأفلام الطويلة 136 دقيقة.
والمرأة ما زالت تتقدم في السينما وتتحمل أفلاماً عالمية، ومن النماذج في 2019 بطلات «ملائكة شارلي» الحسناوات الثلاث، ومثلهن بطلات «بومبشيل»، حتى فيلم «ترمينيتور» قائم على ثلاث بطلات بينما أرنولد شوارزنجر مجرد ضيف شرف فيه.






المصدر : الخليج _ مارلين سلوم