• ×
الخميس 21 نوفمبر 2024 | 11-20-2024

سناب شات .. بين الحقيقة والوهم !

سناب شات .. بين الحقيقة والوهم !
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية _نوال الحارثي يُعتبر تطبيق سناب شات أحد أشهر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية وانتشاراً ، منذ انطلاقته في عام 2011 ،
وذلك من حيث عدد المستخدمين ، والأكثر تأثيراً على مستوى العالم ، لما له من مميزات في صناعة الخبر ، وسرعة تلقي المعلومة ، وأيضاً سرعة التواصل المرئي بعدة أماكن مختلفة من العالم .

كما أصبح تطبيق "سناب شات" ، نافذة اجتماعية وثقافية تلامس واقعنا بشكل ملحوظ .. وأصبحت المعلومة الواردة منه تصنع عالماً واقعياً يتأثر ويتعايش معه أفراد المجمتع .
وتصل أكثر من 3 مليارات سناب ( الفيديوهات ) التي يتم إنشاؤها ، و 20 ألف صورة تتم مشاركتها في كل ثانية ،
وبلغة الأرقام : 70 بالمئة من مستخدميه من النساء بينما 30 بالمئة من الرجال.

على المستوى المحلي ، جاء في آخر الإحصائيات أن السعودية تحتل المركز الثاني عالمياً من حيث عدد المستخدمين ، وأكثر من 80 بالمئة يستخدمون التطبيق في مجتمعنا السعودي.

كل هذا الكم الهائل من المعلومات ، أو ما يسمى ( القصص ) في 10 ثواني ليصل للمتلقي .. أياً كان المحتوى ، جيداً أم هابطاً ، بكل تأكيد له بالغ الأثر على اللاوعي عند المتابع .
بالإضافة إلى تأثيره على المستوى الفكري و أيضاً الوعي ، و بالتالي المستوى الاجتماعي والمعيشي والثقافي والمادي لما يراه ويسمعه الأفراد ،
فبات يحدد المستوى الأسري ، وانعكست المشاهدات وماتحمله على الحياة اليومية وسلوك الأفراد بمختلف مراحلهم ، حتى بدأ الظهور بشكل مختلف من حيث التغيير في العادات وبعض المفاهيم في مجتمعنا .
ولعل أول تأثير ملموس وملاحظ في جعل أكثر المستخدمين ممن يطلق عليهم ( مشاهير سناب شات ) قدوة لهم .
فلم تعد الفائدة تُحصر إلا في إطار محدود .. بينما أصبح المحتوى الفارغ أكثر مساحة بشكل أو آخر ، ويظهر لنا هؤلاء المشاهير في كل مرة بكل غث وسمين من أجل جذب أكبر قاعدة للمتابعة .

نحن كمتابعين لفلان من الناس ، ما الفائدة التي سنخرج بها ليوميات مشهور أو مشهورة حين يعرض جزءاً من حياته الخاصة بتفاصيلها وأجزاء من ساعات يومه، وإن لم يكن يومه بأكمله ، والبعض يوهم الآخرين بما لديه من باب التباهي لا غير ، وهناك خلافات واختلافات وشد ّ وجذب وتلاسن قولٍ ، وافتعال مواقف ومشاكل ..!

المشكلة التي بات المجتمع يعاني منها كيف تشكلت قناعات لدى البعض أن ما يشاهده في هذه اليوميات ( الفيديوهات والصور ) رسّخ لديه قناعة بأنه لابد أن يكون مستواه المعيشي بما يشاهده ، ويقيسه على نفسه ؟!..
حتى أصبحنا في دائرة التقليد والركض بين المنافسة والتباهي بما يقدمه هؤلاء المشاهير وانعكاسه على أفراد المجتمع وطبيعة حياتهم وملامحهم وتفكيرهم .

الجميع إلا من رحم الله يلبس ثوب الآخر من أجل الظهور كما هي حياة هذا المشهور أو المشهورة ، ويعرض أدق تفاصيل حياته ، ويقحم خصوصياته على مرأى من الناس ، وبشكل مبالغ ومستفز .
مما ساهم في نشر السلبية في العلاقات ، وتسبب بالخلافات بين الأسر حتى وصل الحال لعمق البيوت وخصوصياتها ، فلم يعد هناك إلا ماذا( قال المشهور ، وماذا اشترى ).!
وأي( بلد سافرت المشهورة )!؟
وعن أي ماركة ترتدي ، وعن أي منتجات تسخدمها ) !! ...
وحدث ولا حرج فيما ترى العين وتعجب ، حتى وصلت بعض هذه الخلافات بين الأزواج للطلاق .!!

ناهيك عن ارتفاع سقف الحرية الممنوحة للأبناء ، الذي جعل من بعض السلوكيات والعادات في غياب رقابة الأهل ، والتي لا يتقبلها المجتمع في يوم من الأيام أصبحت مع مرور الوقت أمراً مقبولاً.

وأخذ سناب شات منحنىً آخر وهو الأكثر أهمية وتأثيراً في مجال الدعاية والإعلان لتسويق معظم المنتجات عبر هؤلاء المشاهير .. سواء كان جيداً أم رديئاً ، المهم أن يكسب المال دون أهمية تجربة وموثوقية ترخيص أو جودة هذه المنتجات .

ومما هو معروف أنه حيث تكون قاعدة المتابعة أكثر ، يصبح المشهور أكثر جماهيرية ، ويتهافت عليه أصحاب المحلات المقلدة وغيرها من أصحاب السلع التجارية المختلفة ، غير المرخص لها أحياناً ، والمطاعم ، ومراكز التجميل والقائمة تطول ...!

الجميع أصبح منجذباً ، حتى تكّون في الفضاء عالم من الإبهار ، وقوة جذب لما يقدمه كل مشهور ومشهورة من الإعلانات ، والتي في أغلبها رديء وتسبب الأضرار سواءً في الصحة أو حتى في الاستهلاك بشكل عام ، والتي تحتاج إلى رقابة للمحتوى المصنوع ، ورقابة من حماية المستهلك بوضع ضوابط خاصة يلتزم بها المشاهير ، فالدعاية والإعلان لاتتوقف على عدد من المؤثرين المعروفين ولكنها تركض للأعداد لتحقق مكاسبها المادية الربحية فقط .

وهنا .. لا نعمم فكما أن هناك منتجات سيئة وغير موثوق بصناعتها ، هناك منتجات جيدة ، لكن الغالب سيء لعدم تقنين هذه الإعلانات ومتابعتها من قبل المختصين والتي نتمنى رقابة متكاملة شاملة عليها لجميع مايقدم .

بعض المسوّقين ، والبعض الآخر من المشاهير لايهتمون في النهاية إلا بمقدار الربح ، والتسلق على قلة وعي المتابعين وجهل المستهلك
وكم تضرر من الناس بسبب تسويق هذه المنتجات واستخدامها .

ندعم بعض المشاهير وبعضنا في غفلة وجهل ولكنه الواقع الحالي ، ندعمهم بما يضرنا ولا نجني إلا الضرر في الغالب .

في الآونة الأخيرة بدأت تتجاوب الجهات المختصة بتتبع ومراقبة أصحاب المحلات والمسوقين ولكن تظل هناك بعض التجاوزات والتي نتمنى أن تختفي بتضافر الجهود بين رقابة الجهات المختصة ووعي المتابع الذي لايمكن أن يُغرر به أو يتم استغفاله .

ويبقى السؤال الأهم : هل مشاهير السناب شات فعلاً يشكلون خطراً يُهدد تركيبة المجتمع مستقبلاً بما ينشرونه .. وإن كان ذلك حقيقة وواقعاً فكيف السبيل إلى علاج فعلي ؟ .