• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

لا قيمة لمسرح غير مشاكس .. بقلم : يوسف الحمدان

لا قيمة لمسرح غير مشاكس ..  بقلم : يوسف الحمدان
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية-سماء الشريف أعشق العروض المسرحية التي تشاكس مألوفها وقوانينها وتؤسس لرؤية جديدة مغايرة ومشاكسة ..
أعشق العروض التي تشاكس مخرجيها وتدفع بهم نحو البحث عن مناطق لم يكتشفوها بعد ..
أعشق العروض التي تجدد جوهرها وجلدها في كل لحظة في العرض وفي كل يوم تعرض فيه ..
أعشق النصوص التي تشاكس وعي ورؤية المخرج وتذهب به نحو مناطق ملؤها الحيرة والدهشة والغموض ..
أعشق النصوص التي يكتبها مؤلفون لا يؤمنون بقداسة ما يكتبون ويكونون أكثر شراسة من المخرج الذي يبحث عن تفسير أو رؤية لها أثناء تفكيك تفاصيلها وتضاعيفها ..
أعشق الممثل الذي يشاكس دوره ويمنح المؤلف والمخرج والدراماتورج مساحة جديدة لاكتشاف ما لم يكتشفوه أو يفطنوا لأهميته وضرورته ..

أعشق الممثل الذي يكتشف في دوره في كل يوم حالة لم يكتشفها في اليوم الذي سبقه ..
أعشق السينوغراف الذي يصل بدرجة رؤاه التكوينية المكانية والضوئية والصوتية والبصرية والتقنية إلى مرتبة تقتضي من كل طاقم العرض إلى إعادة النظر في كل ما اكتشفوه واسسوا له أثناء بحثهم واختبارهم لرؤاهم وادواتهم وعناصر خلقهم ..
أعشق المشاكسة المستمرة والمتمردة والخلاقة بين فريق العرض حتى اللحظة الأخيرة قبل بدء العرض ولحظة بدايته ..

أعشق المخرج الذي يشاكس تجربته المسرحية في مختلف عناصرها وكما لو أنه يبحث ويؤسس لفشلها كي يكتشف ما لم يكتشفه هو والمؤلف وفريق عرضه والجمهور الذي يشاهد أو شاهد عرضه ..
أعشق لحظات الطواريء في مختبر التجربة المسرحية أو أثناء عرض التجربة ، إذ ربما تقترح رؤية مسرحية جديدة ومغايرة ومشاكسة لم تخطر على بال من تصدى للعرض ..
أعشق الحدث المفاجيء في الشارع الكوني العام ، إذ ربما يسهم في تشكيل رؤية جديدة لم ينتبه أو يفطن لضرورتها من تصدى للعرض وتشاكس كل الرؤى التي استقرت قبل حدوثها على حدث تم التوافق عليه ..
أعشق الفنان الذي يشاكس في كل لحظة وفي كل يوم مرآة وجهه أملا في البحث عن وجه لم يره قط أو لم يتخيله يوما ..

أعشق الجمهور الذي يشاكس خلايا التلقي لديه في العرض المسرحي وخلايا من أنتج العرض ودعاه إلى أن يبحث في ورطته الرؤيوية أو ورطة تلقي الجمهور نفسه واشكاليتها ..
أعشق الناقد الذي يشاكس رؤاه وقناعاته في كل عرض مسرحي يشاهده أو يتلقاه أو يتصدى للكتابة عنه ..
أعشق لجان المشاهدة والتحكيم التي تختار عروضا ورؤى فاعلة لا تتفق مع قناعاتها ورؤاها ، بل تسهم في الارتقاء بها حبا في مشاكستها ومشاكسة من يتلقاها من الجمهور والنقاد وأهل الشأن المسرحي ..
أعشق المسرح الذي يدعونا لاكتشاف بيئات وافضية واتجاهات مغايرة ومشاكسة تسهم في تجدد دماء المسرح باستمرار ..

أعشق المسرح الذي يدعونا إلى نسيان ماضيه وتاريخه وخوارطه والبحث باستمرار عن ما لم نكتشفه بعد فيه ..
أعشق المسرح لأنه حريتي الأخيرة وتظاهرتي الأخيرة واخرتي الأخيرة التي لا قيمة لحياة فيها دون مشاكسة ..