• ×
الأربعاء 16 أبريل 2025 | 04-15-2025

كلمة مريم رجوي في مؤتمر باريس (نظام الملالي في حصار الأزمات) 16 ديسمبر 2017

كلمة مريم رجوي في مؤتمر باريس (نظام الملالي في حصار الأزمات) 16 ديسمبر 2017
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية تحدثت السيدة مريم رجوي في مؤتمر باريس يوم أمس السبت ١٦ ديسمبر في مؤتمر
" نظام الملالي في حصار الأزمات" وجاء في كلمتها :

أيها الحضور الكرام،
أيها الأصدقاء الأعزاء،

أحيّيكم جميعا وأشكر جزيل الشكر أصدقائنا القادمين من فرنسا والولايات المتحدة وكندا وأوروبا ودول عربية على حضورهم هنا للتضامن مع المقاومة الإيرانية من أجل الحرية والديموقراطية.
اجتمعنا هنا، لكي نوصل من جديد صوت الشعب الإيراني الطافح كيل صبره إلى أسماع العالم. ونجمع في هذا الملتقى لنقول إن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية مستعدان لإسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، وهو يريد تحقيق مجتمع على أسس الحرية والمساواة والديموقراطية.
كما إنه يريد إحياء حقوق الإنسان المرجومة والمشنوقة في إيران لكي تزدهر.
كان الاسبوع الماضي يوم اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبهذه المناسبة أنتم والكثيرين من المواطنين نظمتم وبكل حرارة وحماس تظاهرة ضخمة في باريس متحدّين البرد لتكونوا دويّ حقوق الانسان المطموسة للشعب الإيراني. نحن الآن في انطلاقة الذكرى السبعين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وبما يعود الأمر إلى إيران، فإن نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، أسّس حكمه على تدمير مواد هذا الإعلان واحدة تلو أخرى وهو رفض حقوق الإنسان للشعب الإيراني. ولكن في المقابل واصل الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، حركتهم التحررية في النضال من أجل حقوق الإنسان وأن هذه المواجهة هي التي ستقضي في نهاية المطاف على نظام الملالي.
تعانق صرخات المواطنين الاحتجاجية والمطالبة بالعدالة اليوم من ربوع إيران كبد السماء. لا يمر يوم إلا وأن يحتشد فيه العمال، والمعلمون أو المتقاعدون والطبقات الأخرى أمام المراكز الحكومية لإبداء احتجاجاتهم. ويهاجم الشباب، الملالي في الشوارع بكل ما يحملونه من مشاعر الغضب والسخط. وفي السجون، يقاوم السجناء السياسيون الذين اعتقلوا لأسباب واهية ويتعرضون دوما للضغوط والتعذيب القاسي مقاومة مستمية.
في العام الأخير شهدت أكثر من 100 مدينة في إيران، تظاهرات وتجمعات احتجاجية نظمها المودعون أموالهم في المؤسسات المالية، لأن النظام وعناصره قد نهبوا أرصدتهم. واليوم تأثرت معيشة مالايقل عن ربع سكان البلاد بهذه الممارسات الابتزازية للنظام.
إضافة إلى هذه الضغوط، فإن الفقر والغلاء، قد جعل المواطنين قاطبة يضيقون ذرعا. ارتفاع الأسعار في إيران في ذروتها على مستوى العالم. وتقول مصادر دولية ان دولا مثل السودان وفنزويلا فقط حالتها أسوأ من إيران. وضع العاطلين والمتقاعدين مزر للغاية. قلّما توجد بلدان في العالم بلغ معدل البطالة فيها 40 بالمائة. وسقطت حياة 70 بالمائة من أصحاب المشاغل إلى تحت خط الفقر.
انظروا إلى حالة مواطنينا المنكوبين بالزلزال في محافظة كرمانشاه حيث تُركوا وشأنهم منذ شهر تحت رحمة البرد والعوز والتشرد وانعدام الأمن والخوف.
يا ترى لماذا؟ ماذا حصل؟
الواقع أن نظام ولاية الفقيه قد دمّر اقتصاد إيران ومعيشة الناس والبيئة في إيران، بهدف قمع الشعب الإيراني ولتوفير النفقات اللامحدودة لقوات الحرس ومن أجل اشعال الحروب والإرهاب في المنطقة.
وهذا ما يسبب توسع حالة النقمة العامة والاحتجاج في المجتمع الإيراني يوما بعد يوم وتتعاظم وتعمل كالجمرة تحت الرماد. يرى الملالي الحاكمون، غليان الانتفاضات مندمجة مع المقاومة المنظمة للشعب أكبر خطر يهدّد كيان نظامهم.
الحقيقة هي أن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية يريدان تغييرا جذريا وقدموا لحد الآن 120 ألف شهيد. ولكن الشيء الذي يمنع تحقيق الطلب والإرادة العامة، هو قوات الحرس التي تعمل بمثابة قوات حافظة لنظام ولاية الفقيه.
ما واجب هذه القوة الشيطانية داخل إيران؟
واجبها هي الحفاظ على كيان انقضى عهده تاريخيا أي نظام ولاية الفقيه، من خلال ممارسة القمع والكبت والفساد ضد الشعب الإيراني.
عملها هي فرض السيطرة والرقابة على المجتمع بمنظمتها الاستخبارية والتآمر ضد المواطنين.
وظيفتها هي تأسيس شبكات تجسس في عموم المجتمع باستخدام قوة البسيج اللاشعبية، واغلاق أي نافذة للنشاط الشعبي الحر في الشوارع أو مراكز التعليم أو الدوائر والوحدات الإنتاجية.
قوات الحرس هي القوة الرئيسية لفرض الرقابة على الفضاء المجازي والسيبراني ومنع التداول الحر للمعلومات، وهي تعتقل العديد من الشباب وتعذبهم لهذا السبب، كما هي في الوقت نفسه عامل استيراد المخدرات وتوزيعها في إيران وترانزيتها إلى أوروبا.
السؤال الذي يخطر على بال الكثيرين هو لماذا لم يتم تطويق الانهيار الاقتصادي في إيران منذ سنوات؟
الجواب أن قوات الحرس وبأمر من خامنئي تسيطر على الجزء الآكبر من الاقتصاد الإيراني، وأن العوائد والثروات الإيرانية تستنزف من قبل قوات الحرس في مستنقع الإرهاب والقمع بدلا من الاستثمار في البلاد.
يا ترى، أية جهة غير قوات الحرس قد نهبت أرصدة ملايين الإيرانيين في المؤسسات المالية والائتمانية؟
ولكن الدور الخاص الذي تلعبه هذه المؤسسة، هو مواجهة الانتفاضات الشعبية المحتملة للتفجر ضد النظام.
دوافع الحرب الثماني سنوات مع العراق في الثمانينات والحرب ضد الشعب السوري والتدخل الاجرامي لنظام الملالي في لبنان والعراق واليمن وافغانستان، كلها نابعة عن أزمة السقوط داخل إيران.
لو لم تكن ولاية الفقيه مكروهة ومبغوضة داخل إيران إلى هذا الحد، لما كانت تحتاج إلى قوات الحرس وقوة القدس وإلى مجموعات من الميليشيات المحترفة بالقتل والفساد في المنطقة. ولو لم تكن ولاية الفقيه فاقدة الثبات، لما كانت تقحم نفسها بشكل استنزافي في حروب المنطقة.
لقد أكد خامنئي وقادة قوات الحرس أكثر من مرة وكرروا أنه إذا لا يقاتلون في سوريا والعراق، فعليهم أن يضعوا الخط الأمامي في طهران وهمدان واصفهان. يا ترى ممن يخاف هؤلاء حيث يضطرون إلى وضع الخط الأمامي في المدن الإيرانية؟
انه من الواضح جدا، إنهم يخافون من مواجهة الشعب الإيراني. هاجس الخوف المسيطر عليهم ليل نهار هو من الشعب الإيراني رغم كل أعمال القمع والاعتقال والكبت الذي يفرضونه على المجتمع.
وكما قال قائد المقاومة مسعود رجوي: «اذا تخلى النظام يوما ما من تصدير الرجعية والإرهاب إلى خارج إيران، واقتصر نشاطه داخل الحدود الإيرانية، فان ولاية الفقيه تفقد روحها... وينهار نظام الملالي».
وكتب الرئيس السابق للنظام أحمدي نجاد في رسالة مفتوحة إلى خامنئي:
اليوم الوضع في البلاد خطير للغاية. ...
الثقة العامة بالمسؤولين الكبار... تكاد تكون صفرا و المسؤولون متخبطون.
ورغم بيع النفط إلا أن الوضع العام للبلاد قد تراجع بشكل سافر. وبحسب قول أحمدي نجاد، فان الأزمات قد تجعل البلاد في كل لحظة تواجه ظروفا غير متوقعة...
إن خوف الرئيس السابق للنظام من الوضع الطارئ الذي يمرّ بالأقلية الحاكمة حيث لا يمكن التنبؤ به، هو الخوف الذي ينتاب النظام بحذافيره.
ولكن أي عامل جعل الوضع لهم طارئا ومم يأتي خوفهم؟
إن خوفهم من إرادة الشعب الإيراني من أجل التغيير، وأن هذه الإرادة ازدهرت في المقاومة المنظمة.
إن طلب الشعب الإيراني للتغيير أصبح كابوسا مستمرا للنظام بسبب وجود بديل ديموقراطي له. مقاومة مشروعة مع قاعدة شعبية تواصل الصمود في النضال الطويل ضد نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين. وهي مقاومة صامدة تمثل طلب الشعب الإيراني لإقامة جمهورية مبنية على فصل الدين عن الدولة. وهي مقاومة تعبّر عن حركة الحرية وتوجهّها نحو إقامة مجتمع قائم على المساواة بين الرجل والمرأة واحترام حقوق الإنسان. مقاومة نضالها ينصبّ على القضاء على الفقر والتمييز وتحقيق تطور اقتصادي واجتماعي لافت.
ولهذا السبب باتت الحرب النفسية وحملة الأكاذيب والتشويه ضد مجاهدي خلق أمرا مستداما للنظام تتواصل دون وقفة. قبل ثماني سنوات وفي مثل هذه الأيام كانت الحكومة العميلة للملالي في العراق تنذر الأشرفيين وتحدّد لهم مهلة بعد مهلة وحتى أرسلت حافلات داخل مدينة أشرف لنقل أعضاء مجاهدي خلق. ثم استمر الملالي بقصف ليبرتي بالصواريخ أو أرسلوا فرقا من وزارة المخابرات إلى خلف أسوار ليبرتي لفرض الحصار والحرب النفسية على مجاهدي خلق. وعادت هذه المؤامرات والأكاذيب حاليا لتستمر ضد مجاهدي خلق المنتقلين إلى ألبانيا. لأن الملالي وقوة القدس ووزارة المخابرات يخافون أيما خوف من ازدهار وانسجام وتقدم مجاهدي خلق، خصوصا في مرحلة بعد انتقالهم من العراق وهم يشعرون بضغط كبير.
لا ننسى أنه وقبل أربعة أعوام، وبالضبط غداة مثل هذا اليوم، انتهى إضراب مجاهدي خلق في ليبرتي وأنصار المقاومة في جنيف وبرلين واتاوا ولندن وملبورن وواشنطن واستوكهولم وروما بنجاح و الذي استمر 108 أيام. وكثير منكم قضيتم تلك الأيام الصعبة بشموخ ورفعة الرأس وصمود مُضنٍ. إضراب عن الطعام بدأ للاحتجاج على قتل الأشرفيين وانتهى بحكم صادر عن محكمة اسبانيا ضد أحد الآمرين لهذه الجريمة. وأثبت ذلك مرة أخرى الصمود والعزم الراسخ لأعضاء المقاومة.
نعم، حالة الاستياء العام والاحتجاجات اليومية في إيران خطيرة على الملالي لكونهم يرون أن هناك مقاومة وبديلا مستعدا وقويا ومصمّما قادرا على تحويل بوصلة مستقبل إيران نحو التحرير. الملالي يخافون لأنهم يرون أن هكذا مستقبل أمام الشعب الإيراني، مستقبل زاهر وحافل بالأمل وهو يستقوي بهكذا مقاومة وبديل.
أيها الأصدقاء الكرام،
إن المجتمع الدولي اليوم يعترف ولو بتأخير طويل، بتهديدات قوات الحرس؛
هذه المواقف بطبيعة الحال خطوة ايجابية، ولكنها ليست كافية قياسا إلى الأضرار المتزايدة التي تلحقها هذه القوة العابثة والمخربة. كما أن شعوب المنطقة قد دفعت ثمنا باهظا وبالدم جراء سياسة المداهنة التي انتهجتها الدول الغربية لسنوات للتعامل مع هذا النظام.
لأن سياسة المداهنة هي التي قد فتحت الباب على مصراعيه أمام أعمال قوات الحرس الشريرة. كما أن نظام الملالي هو مَن تسبب في نمو داعش وذلك بممارسة أعمال تعسفية وقتل الشعب العراقي. ثم بحجة محاربة داعش، استقدم الدول الغربية إلى التعاون والتواكب معه واستغل هذه الفرصة لتوسيع رقعة جرائم وإرهاب قوات الحرس.
النظام الايراني خرق ومثلما قال سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة مؤخرا، قرارات مجلس الأمن الدولي ويشكل خطرا على السلام والأمن في كل العالم.
على الدول الغربية أن تعوّض عن الأضرار الجسيمة التي نتجت عن أخطائها في السنوات الماضية. واذا كانت محاربة داعش أمرا ضروريا، فإن مواجهة بربرية هي أخطر من داعش بأضعاف متمثلة في نظام ولاية الفقيه وقوات الحرس والميليشيات العميلة لها أمر ضروري أكثر بأضعاف.
مع ذلك، فان سياسات الدول الغربية تجاه نظام ولاية الفقيه مليئة بالتناقض، وهذا ما يستغله النظام. وقبل عشرة أيام إني أكدت في مؤتمر عقد في البرلمان الأوروبي وبشكل خاص بشأن سياسة الاتحاد الأوروبي حيال نظام الاستبداد المتستر بالدين أنه طالما يتوهم الاتحاد الأوروبي بأنه يستطيع من خلال تقديم التنازلات للنظام أن يلجم أخطاره، فهذا معناه العملي أنكم تغذّون التمساح.
إن الاتحاد الأوروبي قد تخلى مع الأسف عن قيمه بسبب تعزيز التجارة مع الملالي وغض الطرف عن الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان في إيران.
إن خطابنا الموجّه للاتحاد الأوروبي هو أن عليكم أن توقفوا السياسة التي تلبّي حاجة النظام الإيراني لزعزعة الاستقرار في المنطقة وقمع الشعب الإيراني. وكلامنا هو ألا تسمحوا للنظام أكثر من هذا أن يستغل مواكبة أوروبا معه دبلوماسيا وتجاريا لصالح تنفيذ سياساته الخطيرة. بل عليكم بدلا من ذلك أن تحسموا سياستكم واعتمدوا سياسة الحزم والصرامة تجاه النظام.
أيها الأصدقاء الكرام،
المتوقع من المجتمع الدولي اليوم هو أبعد من المواقف السياسية البحتة.
لا يدفع النظام الإيراني ثمنا في الوقت الحاضر بسبب سياساته التخريبية في إيران وفي المنطقة. في حين يعيش الملالي أضعف حاله وأكثر من أي وقت آخر.
وعلى هذا الأساس إني أدعو باسم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية كل الدول الغربية إلى:
- أعلنوا قوات الحرس كقوة إرهابية وامنعوا وصول هذه القوة الفاسدة وكل النظام إلى المنظومة المصرفية العالمية.
- اطردوا قوات الحرس والميليشيات الموالية لها من سوريا والعراق ودول أخرى في المنطقة وأن تمنعوا نقل المقاتلين والأسلحة من قبلهم إلى هذه الدول.
- اطردوا عملاء قوة القدس الارهابية وكذلك وزارة المخابرات من الدول الأوروبية وأمريكا.
- اشترطوا علاقاتكم الدبلوماسية والتجارية مع الاستبداد المتستر بالدين بوقف التعذيب والإعدام في إيران.
- بشأن جرائم نظام ولاية الفقيه، لاسيما مجزرة 30 ألف سجين سياسي في العام1988، اطلبوا من مجلس الأمن الدولي وضع ترتيبات لتشكيل محكمة خاصة أو يحيل الملف الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة النظام.
- ادعموا طلب تقديم الحكومة العراقية تعويضات لمجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني عن أموالهم وأجهزتهم وأسلحتهم ومعسكراتهم التي صادرتها.
- وأخيرا وكما أعلنت في وقت سابق ان الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره البديل الديموقراطي لنظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران هو أمر ضروري لإيقاف سياسة المداهنة الكارثية التي كانت تنتهجها أمريكا واوروبا في السنوات الماضية.
-
أيها الأصدقاء الأعزاء،
إن إسقاط النظام أمر حتمي وفي متناول اليد. وهذا هو الحل الوحيد لكل المشكلات والمعضلات في إيران والمنطقة والعالم. إن الشعب الإيراني لاسيما الشباب الأبطال والمصمّمون لإقامة ألف أشرف وألف معقل للعصيان في عموم إيران سيحققون هذا الهدف المجيد، والكلام الأخير لهم وهو كلمة الحرية والديموقراطية والمساواة.
التحية للشعب الإيراني.
التحية للحرية
التحية لكم جميعا

image
image
image