• ×
الجمعة 22 نوفمبر 2024 | 11-21-2024

شقيق الروح .. عزّ الوداع .. استودعتك رب كريم

شقيق الروح .. عزّ الوداع .. استودعتك رب كريم
0
0
الشبكة الإعلامية السعودية لاتفسير حين نكتب غربة على أنفسنا لنتباكى الفقد ذات لحظة !
ذات صبا كانت الغربة اختيارا ، كانت الملامح تختلف ، كانت الأشياء ذات لون مختلف
التحفنا أشياءنا وارتدينا معاطف الصمت ، وتزورقت الحروف تسافر هناك حيث البعيد والأبعد ، التحفنا الصمت والغناء الشجي لنخبرنا أننا بخير
ومضت أقدامنا ، مضينا نركض وسنواتنا تُسابقنا نتسابق وأعمارنا ، والعمر محطات وحكايات وشد وجذب
كم بكينا حتى نام الدمع وتركنا وحدنا ، كم ابتسمنا حتى نسينا ملامحنا ، كم اختلفنا ، كم عيدٍ انتظرنا دون عيد
كم التحفنا كبرياءنا والنفس تلتحف السواد حزنا وابتسامتنا بياضنا الذي يسترنا

هكذا تُعلمنا الأيام هكذا تهمس بقوة هكذا تنبهنا إلى درسها هكذا تُجبرنا أن نتوقف لنلتقط أنفاسنا بعمق الوجع ، هكذا نحاول النظر إلى الوراء إلى ملامحنا الصغيرة إلى أحلامنا الكبيرة إلينا كيف كنا وكيف أصبحنا ، توقظنا شهقة الوجع لنعلم أن تلك صفحة طويت لن تعود ، هي للتأمل فقط هي سطور نتأملها نقرأ نبكي نجمعنا احتضانا نجمع أوجاعنا نهنهن إحساسنا الذي يبكينا يخبرنا أن تلك الصفحات وتلك السطور وتلك الحقائق طويت لم تعد لنا بل أصبحت ملكاً للماضي منّا من ذكرياتنا ، لم تعد قادرة على التغيير لازالت صبية حسناء لاتشيخ ولكن لن تمسها يد بشر !

استودعتك رب كريم استودعتك رب رحيم رب عظيم أعلم أنك تحبه أكثر منا ويحبك أكثر ، لم أقلها لك في أذنك لم أقلها وأنا بجانبك ولكن كم كنت أخبر الرب بها ونحن على البُعد ، حملت حقيبتك ومضيت ، كم انتظرتك كم كنت أنتظر كثيرا رغم كل شيء ، لم تخبرني أنه الوداع الأخير الوداع الحقيقي ، الوداع الذي لا انتظار فيه ولارجاء ، هو الحقيقة التي تهتز لها أعماقنا لتخبرنا بكل شيء دون ابتسامة لتخبرنا أنها المحطة الأخيرة لتخبرنا موت الأمل موت أشياء كثيرة .

لا أريد وليس من عزاءا .. أنا بخير
لاشيء يمكن أن يعزي القلب والروح فيمن فقدت ..
لاشيء يمحو سنوات الغربة التي فرقت جمعنا
هناك أشياء أكبر من وجع وأكبر من حرف
العزاء يوقظها
لانحتاج من يربت على كتفنا بل نحتاج صمتا لنستذكر أيام طفولة مضينا قبلها باتجاه الغربة الفقد

فُضلة المداد :

افترقنا واغتربنا منذ زمن لا أبكيك إلا ذكريات طفولة وبدايات العمر
حسبنا الله وكفى بالله حسيبا

رحمك الله يا ابن أمي رحمك وغفر لك وأدخلك الجنة بغير حساب ولاسابق عذاب


الجمعة
٢٠١٩/١١/١٤

سماء سرور الشريف